أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقمان محمود - فينوس فائق في (طلاء الأظافر)صورة متمردة عن الشعر النسوي الكردي















المزيد.....

فينوس فائق في (طلاء الأظافر)صورة متمردة عن الشعر النسوي الكردي


لقمان محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 01:06
المحور: الادب والفن
    


أصبحت الشاعرة فينوس فائق في ( طلاء الأظافر) أكثر تفتحاً وتعبيراً عن همومها الحقيقية التي تمس خصوصيتها وذاتها، وذلك بالخروج إلى حرية اللغة لمواصلة حلم المغامرة، وارتكاب خطايا أخرى، تشتبك مع خطاياها الجميلة، سواء في قلقها الوجودي مع العالم والذات، أو في بحثها السري عن المجهول.



فالشاعرة تمتلك أدواتها التي تؤهلها لتكون صوتاً مميزاً في القصيدة الكردية النسوية، رغم أن مجموعتها الشعرية (طلاء الأظافر) تلتقي مع مجموعتها الشعرية السابقة (الخطايا الجميلة)، خاصة من ناحية الجرأة في التعبير.
تصوغ فينوس فائق في هذه المجموعة الجديدة مشاهد عديدة، تتأسس وتتشكل أغلبها من مشاغل الأنثى والمنفى والحنين والعشق والذكريات. وما يثير حفيظة الشاعرة أكثر، هو ذلك الكم من الانتقاص التاريخي المتراكم لقدر المرأة:
الزمن في هذه المدينة يغتال ذاكرتي
والمكان يكاد يختفي من خارطة اللقاء
لا تستمع إلى قهقهات أولئك الرجال الأقزام
الذين لا يفرقون
بين المرأة وأنثى الحمار.
بهذه النظرة الكئيبة، وبهذه التقريرية غير المألوفة تلجأ الشاعرة للكشف عن سأمها وحزنها كإمتداد طبيعي لصوت الأنثى المقهور في مجتمع ما زال يمشي على جثث النساء. فليس غريباً، والحال كذلك أن نسمع صوت الأنثى المتفجر، وهو يرينا صورتها المتمردة، هذه الصورة التي تتقدم كلما تقدم الزمن بالشاعرة، لتتقدم التجربة الشعرية المتألقة مع نزعة الأنوثة:
الكون من حولي رجل لا يقرأ ولا يكتب
رجل سكير بشعر كثيف
بأصابع خشنة، وصوت غليظ
يقشر الصبح بتثاؤب وزئير.
***
أصحو وأمضي
وأنا أعطي الكون ظهري
لا لشيء إنما لأنه مذكر
ويرفض تاء التأنيث.
إنّ هذه الجرأة التي تتجلى في (طلاء الأظافر) لا يمكن أن تصدر إلا عن امرأة شاعرة، ألقت وراءها كل رجال الكون، بكل هدوء كإثبات لهويتها ولكينونتها ولحقها في الحياة. وهو تعبير عن عوالمها الحميمة، وقناعاتها وأفكارها، كمحاولة لتهديم كل مظاهر التسلط، وكل مظاهر الهوية التابعة، لاستعادة مخيلتها ولسانها.
والمثير هنا، هذه اللغة الممتلئة بالمفردات اللامبالية لشهوة القصيدة، وهي تلامس المعنى الراقد في أعماق الشاعرة، وفق الحالة النفسية والشعورية لفكرة عامة تدور في مخيلة الغريزة، ببلاغة انفعالية تضفي مناخاً شعورياً يتصالح فيه المتخيل مع الواقع دونما خوف أو مسايرة من الحقيقة الخاضعة بالاساس لمنطق كابوسي على الأرجح.
إزاء هذه الصورة القاتمة لا نستطيع أن نرى قوة القصيدة إلا في العتمة، التي تضيء الجوانب المهمة و السرية في حياة القصيدة:
النور كل النور يأتيني من عينيك
الصوت كل الصوت يأتيني من شفتيك
وأنا ما زلتُ خلف جدران هذا الليل الأسود
لا أملك حتى قنديلاً يضيء
غرفة انتظاري
كأنني سطر وقع من
قصيدة بلا عنوان.
أمام هذا الخراب تبدو القصيدة انعكاساً خالصاً للروح وذكريات العمر وسط تراجيدية متفاقمة تختزن الآلام العميقة كهاجس تعويضي لأسرار فترة معينة من زمن القصيدة الأولى المتقارب نسبياً مع زمن الشاعرة الأول:
أنهيت القصيدة الأولى
عندما حلّ الظلام على قلبي
منذ الفي عام
بعدها أضعتُ النور
وأضعتٌ الطريق
ونسيتُ أن أعود.
من الواضح أن الشاعرة تعاني الوحدة في ظلام قصيدتها المشغول – منذ ألفي عام – بغيمة كثيفة محملة نوراً، لكنه لا يسقط بسهولة، طالما لا يستطيع الوصول إلى الآخر.
وبالنظر في "الآخر" تتبدل أحوال القصيدة من "نسيتُ أن أعود" إلى " سأعود إليك"، والقصد من ذلك، هو ارجاع "القلب" إلى براءته الأولى:
سأعود إليك
من باب الطفولة أعود
عند مفترق الصبا ألقاك
في منعطف ليل بارد
لأزف إلى يديك سخونة قلبي
وأسرب إلى قلبك تنهيدة صدري
سأذهب إلى مدرستك الابتدائية
سأقلب صفحات اضبارتك من الطفولة
سأبحث عنك من البداية.

عند تكبير صورة هذا "الحب" سنلامس بعض الأسرار، وسنسمع بعض الأصوات، وهي ترفع خطاب القصيدة إلى مستوى التوجس والترقب، تمهيداً لرغبة جديدة في عناق الآخر، خاصة عندما لا يبقى من هذا الحب سوى آثاره الضائعة.
في سياق هذا التطور، فإن الحب في أغلب زوايا (طلاء الأظافر) هو الرغبة في الحياة:
عمري الآن أربع وعشرون زجاجة طلاء أظافر
أدخرها لعاشق قادم من رحم الصقيع
يلون لي اظافر قدمي اليمنى
فيتوضأ بحناء قدمي اليسرى
ويجلس عند الفجر
يكاتب النسيم.. يناجيه
عند منتصف حكاية عشق
يترك على السرير زجاجة طلاء الأظافر.
تحاول الشاعرة ترميم هذا العشق الطارئ في عمق الواقعة العاطفية كفعل وجود وحياة، بجماليات خاصة تشيّد صورها عبر حالة التيه الأنثوي، في منطقة عازلة للذات:
أنفض عني تراب المعركة
ورائحة العناق
وأكوي القميص الذي
تحول إلى ساحة قتال
حين انتهي وأراجع ما لملمت
أكون امرأة أخرى.
لإعادة هذه المغامرة إلى مكانها، حسب الصورة الأولى التي برزت فيها ذروة المكاشفة، نجد أنها تتأثث على انفعالات الحب الحارة لإبراز مفاتن الأحلام بنبرة وجدانية مؤثرة كدليل للاستمرار في عشق الحياة – الذات.
بهذا المعنى يكون العشق هو الأمان الوهمي لترويض شهواتها لحظة انهيار الحلم:
قد يكون بإمكاني
أن اشتري سريراً اسطورياً
وأدعوك لجولة قتال
قد لا أتمكن من أن أربح المعركة
لكن قد أفلح في أن أنزل في أعماقك كما النور
وأترك على جسدك عاهات عشق
وأصيبك بشلل الغرام.
أول ما يثير الانتباه في هذه الصور الجميلة المركبة هو الخلفية الشعرية الأنيقة التي تغذي وعي ومتخيل فينوس فائق في لحظة تعالقها مع لغة الحلم والجمال. لذلك ليس مستغرباً أن تخاطب من تحب بخطابٍ كهذا:
نرسيس كلمني عنك
لأتذكر أني امرأة
عانقني كي لا أنسى أني امرأة
***
نادني باسمي
بدأت أنسى أني امرأة
فأنا امرأة لم أمر بعد
بزقاق اسمه زقاق العشق
ولا ببيوت تفوح منها رائحة النرجس والياسمين
ولم أشرب من كأس اسمه كأس العناق
ولم ألعب بعد بأنامل رجل.
خطابٌ حميمي متهافت يتراوح بين الهدوء والألم، وهو سمة بارزة في قصائد (طلاء الأظافر) المشغولة بعناية وبتركيز من موهبة عالية، استطاعت أن تشق طريقها بإقتدار على دروب الابداع الشعري النسوي بكل ثقة، وبكل إصرار.



#لقمان_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لقمان محمود - فينوس فائق في (طلاء الأظافر)صورة متمردة عن الشعر النسوي الكردي