أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد حسن علي - المجتمع الايزيدي مجتمع ديمقراطي علماني بطبيعته














المزيد.....

المجتمع الايزيدي مجتمع ديمقراطي علماني بطبيعته


ماجد حسن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 13:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لقد عاد في الاونة الاخيرة موضوع العلمانية والدين الى التداول والجدل بشكل كبير في طاولة مجتمعات "العالم الشرقي"، واصبح وكأنه شيء جديد ومخترع، الا ان العالم المتحضر قد تجاوز هذه المسألة قبل قرون عديدة، والعلمانية بحد ذاتها اصبحت نظام اجتماعي اقتصادي سياسي متكامل يطبق ضمن الفلسفة العامة للسلطة ونظام الحكم وفق الدستور النابع والمعبر عن تطلعات النخبة القيادية والمثقفة وهذه النخبة هي بدورها انعكاس للمجتمع الواعي ذوي التفكير الصحي الايجابي.
ان بعض الشعوب والمجتمعات في العالم الشرقي لم يتخلص بعد من معمعة اليمين واليسار حتى دخل الى معمعة العلمانية والدين والواقع يشير الى انهم لم يستفيدوا من تلك ولن يستفيدوا من هذه والمزيد من التخلف والفقر والمعانات ستكون نصيبهم لانهم لايستطيعون الخروج من الدائرة المغلقة التي هم صنعوها بانفسهم، لانهم لايستوعبون التطورات الحاصلة في العالم المتحضر ولم يستخرجوا الدروس والعبر من ماضيهم البعيد والقريب.
وفي سياق هذا الموضوع واذا كان الوصف السابق ينطبق على معظم شعوب ومجتمعات الشرق فانه بالامكان الحديث بشكل ادق عن المجتمع الايزيدي الذي يعيش في "محيط" ينطبق عليه نفس الوصف الذي تم ذكره في بداية هذه المقالة.
المجتمع الايزيدي في طبعه مجتمع ديمقراطي (Social Democracy) مسالم كما وصفه معظم الكتاب المعتبرين والنزيهين الذين كتبوا وتناولوا الايزيدية في معظم الجوانب التاريخية والاجتماعية والسياسية واكدوا وبانهم يؤمنون بالسلام والاخوة والتعايش مع محيطه شريطة أن يكون الأخير يتصف بتلك الصفات.
لذلك وعلى ضوء ماسبق سيكون من الطبيعي كمعادلة عادلة أن يتكيف الايزديون مع الواقع، فاذا ماغابت تلك الصفات عن المحيط فهو وبشكل طبيعي يتكيف مع المستجدات التي تحصل في البيئة التي يعيش فيه لذلك ليس بالامر الغريب ان تحصل تطورات مبنية على اساس الفعل ورد الفعل.
واذا ماحاول البعض مؤخراً ان يلصق بالايزديين تهم في غير محلها الا وهي تهمة تحول توجه الايزديين العام ونخبتها المثقفة الى الجانب الديني والابتعاد عن التوجه العلماني العام وان كان هناك علمانية، ولكن هذا الامر غير صحيح وان كان للبعض "توجهات دينية" كسائر المجتمعات الاخرى وهي في الاساس توجهات تدخل في اطار شخصي اكثر منه اجتماعياً وسياسياً ولا ينطبق على الكل وان ذلك لايشكل خطراً على على مصير المنطقة والمحيط، ويجب ان يفهم من يحاول ان يتهم الايزديين بالتوجه نحو "الدينوفوبيا والتعصب" نقول لهم بان الايزديون بمجتمعه ونخبته يفكر تفكيرا علمانياً انسانياً رصيناً وبملىء ارادته بالرغم من الاضطهاد والمعانات التي كانت ومازالت تلاحقه فكرياً واجتماعيا وطبقياً من قبل محيطه الاجتماعي المتجه نحو عكس العلمانية. وان كان يوجد ضمن هذا المجتمع ممن يؤمنون بالعلمانية بشكل جزئي الا انهم غير مؤثرين على الاطلاق ويخضعون ويسيرون مع الاكثرية (نستطيع ان صفهم بانهم مصابون بالازدواجية في توجهاتهم الشخصية) وان ما اقول في هذا المقال قد يثبت لمن يريد ان يعرف حقيقة هذا الامر اذا ما اراد ذلك عن طريق المعاشرة والمشاهدة الواقعية.
لذا فلا خطر من قبل الايزديين على مصير المنطقة لا في الوقت الراهن ولا في المستقبل وذلك بحكم كون الديانة الايزيدية ديانة طبيعية والمجتمع الايزدي مجتمع انتمائي اكثر منه مجتمعاً دينياً متعصباً، والايزيدية ليست ديانة ايديولوجية متزمتة تفرض على اتباعها افكار وتصورات ثابتة تدعو الى السيطرة الدينية (Religious Hegemony) وانما التغير والتطور امر متروك للمجتمع الايزيدي وفق التطورات الطبيعية والاجتماعية الحاصلة والفرد الايزيدي بطبيعته يتجه ويطور نفسه نحو العلمنه والعصرنه اكثر من التمسك والتزمت ببعض الامور الغير الواقعية واللاعقلانية مع التمسك بالاسس المتوارثة التي تضمن بقائهم جيلاً بعد جيل، ولكن اذا كان المحيط الاجتماعي له يختلف عنه في تفكيره وتوجهاته فما ذنبهم اذا ما حاولوا ان يحافظوا على ارثهم ونظامهم الاجتماعي الذي قاوم الالاف السنين من اجل البقاء كمكون اجتماعي يعيش في ارضه لعدم قناعتهم بما يفرض عليهم من امور غير مألوفة لديهم.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تصبح القدس بلا مسيحيين؟
- غزة والمسجد الأقصى في صدارة خطب العيد بعدة دول عربية
- سوريا.. مجلس الإفتاء الأعلى يصدر فتوى في حكم الثأر والانتقام ...
- في أول أيام عيد الأضحى.. الاحتلال يرفض تسليم المسجد الإبراهي ...
- فيديو.. صلاة العيد بين أنقاض المساجد المدمرة في غزة
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى المبارك ...
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى المبارك ...
- الولايات المتحدة: المشتبه به في الهجوم على مسيرة يهودية في ك ...
- دار الإفتاء المصرية توضح الفرق الجوهري بين صلاتي عيد الفطر و ...
- “أغاني طول اليوم هتسلي أطفالك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد حسن علي - المجتمع الايزيدي مجتمع ديمقراطي علماني بطبيعته