أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - شارلز كينغ وراجان مينون - موسكو أسيرة القوقاز وحربه الأهلية الخفية















المزيد.....

موسكو أسيرة القوقاز وحربه الأهلية الخفية


شارلز كينغ وراجان مينون

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 08:23
المحور: بوابة التمدن
    


شارلز كينغ وراجان مينون *
في الأعوام الماضية، لم تقتصر موجة العنف الإرهابي التي تضرب روسيا على مناطق شمال القوقاز، على ما حصل في مدرسة بيسلان، بشمال أوسيتيا في 2004 يوم احتجز ارهابيون اطفالاً رهائن في مدرستهم. وأصاب العنف قلب روسيا، في 2002، حين اقتحم مسلحون مسرحاً، وحجزوا حرية جمهور الحاضرين. وتعرضت موسكو ومحيطها الى هجمات انتحارية في 2003 و2004. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2009، اخرجت قنبلة قطار «نيفسكي اكسبريس»، بين موسكو وسانت بطرسبورغ، عن سكته، وقتلت 30 راكباً. وفي آذار (مارس) الماضي، فجرت انتحاريتان نفسيهما في مترو موسكو، وقضى في التفجير نحو 40 شخصاً. وهذا الى العمليات الانتحارية المنتظمة.

والحكومة الروسية لم تتوصل الى صيغة لانتشال شمال القوقاز من دوامة العنف السياسي الذي تنتقل عدواه الى بقية البلاد. فالكرملين اعلن انتهاء حرب الشيشان الثانية في نيسان (ابريل) 2009. وبدأت عملية سحب آلاف من الجنود من جمهورية الشيشان. ولم تحل الخطوة هذه دون تعاظم أعمال العنف بشمال القوقاز في الصيف التالي. واجتاحت المنطقة موجة من التفجيرات والاغتيالات والعمليات الانتحارية. وتفشت عدوى العنف وراء خطوط الحرب التقليدية، الى الجمهوريات المجاورة، أي داغستان وانغوشيا وكاباردينو- بلكاريا.

وغالباً ما يعلن المسؤولون المحليون والفيديراليون الروس القبض على مخططي هذه الهجمات، أو مقتلهم. وقُتل شامل باساييف، مخطط هجمات بيسلان، في 2006. وأُردي سعيد بورياتسكي، مدبّر تفجير القطار والمسؤول عن تدريب الانتحاريتين، في 2009 بأنغوشيا، قبل 3 اسابيع من تفجيرات قطار الأنفاق بموسكو. ولا يخفي المسؤولون قلقهم من تدهور الأوضاع. وبحسب وزير الداخلية الروسي، ارتفعت نسبة «الجرائم الإرهابية» بشمال القوقاز 60 في المئة، في 2009، عما كانت عليه في 2008. ومسرح 80 في المئة من الحوادث الإرهابية بروسيا هو شمال القوقاز.

والحق أن التهديدات الداخلية هي لازمة التاريخ الروسي ومرآة منازعاته. وكتب ألكسندر بوشكين في 1820 «القوقازي لا ينام». واليوم، على خلاف أيام بوشكين، يبلغ العنف قلب الداخل الروسي. ومع انتشار العنف، بعثت موسكو سياسات روسيا الأمبراطورية في القوقاز، واستمالت اليها مسؤولي الجمهوريات والمحافظات، وعززت قبضة جهاز القمع. ولكن نجاح مثل هذه الإستراتيجية يفترض تعاون النخب المحلية وضعف خصومها. وتهمل الاستراتيجية هذه، وهي أقرب الى سياسات شراء الوقت منها الى سياسات ارساء حكم سديد، معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. وإذا لم يفلح الكرملين في ضبط دوامة العنف فقد يتعاظم دور المجموعات القومية الروسية والشوفينية في السياسة الروسية.

وهذه المجموعات اعتدت على مهاجرين مسلمين من القوقاز وآسيا الوسطى، وقتلت بعض من هاجمتهم. وتواجه روسيا خطر اندلاع العنف في الشوارع. وهو خطر واقعي لا يستهان به. فالمسلمون هم 15 في المئة من سكان روسيا، وأكثر من مليونين منهم يعيشون في موسكو. وقد يسهم تعاظم العنف بشمال القوقاز وخارجه في جنوح موسكو عن الديموقراطية. فعلى ما فعل بوتين في حرب الشيشان الثانية، قد تتذرع الحكومة الروسية بالأمن والسلامة العامة الى تقليص الحريات المدنية وتشديد الكرملين قبضته. ويقوض تعاظم نفوذ الجماعات القومية وتعزيز الكرملين قبضته الاستبدادية التعاون الروسي مع الغرب في مسائل مثل الرقابة على السلاح والتسلح، وملف ايران النووي، ومشكلات إمداد الطاقة، وكوريا الشمالية.

وعلى رغم ضيق مساحة شمال القوقاز قياساً على مساحة روسيا الشاسعة، صارت المنطقة بؤرة أبرز المشكلات الأمنية في دولة تنجح في إرساء غلبتها وسيطرتها ولكنها لا تعرف كيف تحكم.

وعلى رغم ان الأمن أرسي بشمال القوقاز في منتصف 1860، حين لفظت مقاومة الشركس انفاسها، لم يتبدد شبح انبعاث الاضطراب في الجبال وتفشيه بروسيا. وفي منتصف عشرينات القرن المنصرم، شنّت قوى الأمن البولشفية حملات اعتقال وتطهير عرقي في سبيل القضاء على «قطاع الطرق» في الشيشان وغيرها من مناطق القوقاز التي قاومت الهيمنة السوفياتية. وبين 1943 و1944، رحّل ستالين نحو نصف مليون نسمة من سكان شمال القوقاز الى آسيا الوسطى، واتهمهم بالتعامل مع النازيين، في الحرب العالمية الثانية.

وتحولت روايات الترحيل الى قصص بطولية تروي المأساة الوطنية والمعاناة في الشيشان وشمال القوقاز. وإثر وفاة ستالين، في 1953، سُمح لعدد كبير من السكان بالعودة الى مواطنهم. ولكن آثار الترحيل لم تطو. فجوكار (جوهر) دوداييف، قائد المتمردين في حرب الشيشان الأولى، في منتصف التسعينات، وُلد قبيل تهجير أهله وجيرانهم الى كازاخستان. ووراء تمرده السياسي تجربة الترحيل والعودة، شأن غيره من أبناء جيله. وإثر انهيار الاتحاد السوفياتي، دعا دوداييف الى استقلال الشيشان، على ما حصل في دول البلطيق وأوكرانيا. وفي 1994، قمعت القوات الروسية التمرد الشيشاني قمعاً دموياً عنيفاً. وبعد عامين، منحتها استقلالاً ذاتياً صورياً.

ورداً على عملية بيسلان، شن بوتين حرباً ثانية على الشيشان. ومع مشارفة النزاع الختام، دارت المعارك بين الشيشان انفسهم. فالروس استعانوا بميليشيا رامزان (رمضان) قديروف لإرساء الأمن في الشيشان. ومنح الكرملين صلاحيات كبيرة الى مسؤولين شيشان محليين. وفوضهم الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، مكافحة الفساد. وتوسل قديروف الاغتيالات والخطف والتعذيب والمحاكم العرفية الى بسط سلطته.

وتنظر موسكو بعين قلقة الى تنامي نفوذ القادة المحليين، غداة اطلاق يدهم في جمهوريات القوقاز الشمالي. وفي مطلع 2010، أنشأ ميدفيدف منصباً جديداً هو منصب محافظ شمال القوقاز الفيديرالي.

والمنصب هذا يحاكي منصب الوالي، في النظام القيصري الروسي السابق. ووسع الكرملين صلاحيات وزير الداخلية الفيديرالي. وإذا واصلت الدولة الروسية تفويض وكلاء لها وطغاة، واعتماد القوة المفرطة لإرساء الأمن بشمال القوقاز، عادت المنطقة الى سابق عهدها في عصر روسيا القيصرية، أي منطقة أطراف وملحقات مضطربة. ويحمل الروس شمال القوقاز على «الداخل الخارجي أو الداخل البعيد». ومستقبل المنطقة هو رهن اندماجها في النظام السياسي الروسي.

* تباعاً: أستاذ شؤون خارجية في جامعة جورجتاون، واستاذ علاقات دولية في جامعة ليهيغ، عن «فورين افيرز» الأميركية، 7-8/2010، اعداد منال نحاس.




الحياة



#شارلز_كينغ_وراجان_مينون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - شارلز كينغ وراجان مينون - موسكو أسيرة القوقاز وحربه الأهلية الخفية