إرادة الحياة

عزت فائق أبو الرُّب

الحوار المتمدن-العدد: 3124 - 2010 / 9 / 14 - 00:53
المحور: الادب والفن
    

الاثنين:13/9/2010م
إرادة الحياة
معارضة لقصيدة أبي القاسم الشابي



إذا الشعب يوماً أراد الحياةَ *** حريٌّ به أن يعيدَ النظرْ
بمعنى الحياة وكيف العطاءُ *** وأنَّى الخروجُ من المنحدرْ
وليس التغنِّي بماضٍ سحيقٍ *** ومجدٍ تليدٍ عفى واندثر
ويلهو ويشدو بأمجاد قومٍ *** ويبكي ويندب حظاً عثِر
وتعدو الحياة ويمضي الزمان *** وتبقى ملامح بعض الصُّوَر
وتأتي الليالي تمرُّ سِراعاً *** كطيفٍ هزيلٍ ذوى واندثر
تقول بأنا مررنا هنا *** كأسراب نحلٍ جفاها الزهَر
فما كان ربي يحابي عباداً *** ويقصي عبيداً ويُدْني أخر
هل الشعب حقا يريد الحياة *** ويسعى بعزمٍ لدرء الخطر
فأين الأمومةُ في فجرها *** تُرَوِّي المكارمَ منذ الصغر
وأين المعلمُ أين الأديبُ *** وأين المُغارِسُ أين الشجر
وأين المهندسُ أين الطبيبُ *** و أين المحامي وأين الأثََر
وأين المزارعُ ذاك الأصيلُ *** بماء الجبين يطيب الثمر
وأين الأمانةُ في البائعين *** وصدْقُ مقولٍ وبيعٌ يَسِر
وأين اليمينُ بحقِ الكتابِ *** وأين القضاءُ كسيفٍ بَتِر
وأين الحسانُ بلوْنِ الضياء *** مَلاكٌ تهادى ورفقاً نَثَر
تهدهد طفلاً مهيضَ الجناحِ *** وتسندُ كهلاً حناه الدهر
فإن كنت حقاً تحبُ الحياةَ *** فكن مثلاً ساطعا كالقمر
تنير الحياةَ بلونِ الأماني *** ولونِ الغرامِ ولونِ الزَّهَر
فألقِ البذارَ وروِّ المروجَ *** بماءِ الزنود ونورِ الفِكِر
وأكرِمْ لسانَك عن كلِّ فحشٍ *** فلينُ الكلامِ يَزينُ الفِكَر
ويسْمُو المقال بحسن الفعال *** ويذْعِنُ حتى العُتلُّ الأشِر
أتهدرُ عمراً بقوْلٍ مِراءٍ *** وذمٍ وقدْحٍ ولوْمِ القدر
وتشغلُ بالَك في كلِّ غادٍ *** تعُدُ وتحصي خطايا البشر
وتهملُ حقا لحوحاً عليك *** وترقبُ مجداً ونصرَ القدر
ألا منْ يرى اللعنَ عندَ الشروقِ *** وعند الغروبِ وعند السحر
سلاحا يصدُّ به الغاصبينَ *** ويبني القلاعَ ويغزو القمر
فما الشتم سحرا يزيل الفساد *** يشيد البلاد ويبني الأُسَر
فإن كنت حقا حليفَ الرشاد *** خصيمَ الفسادِ حديدَ البصر
وحقا تعيبُ دروبَ الفسادِ *** وعندك حقا عليها حَجِر
فماذا تقولُ لبيعِ الضرارِ *** وغِشِ المبيع وغَبنِ السعر
وتركِ الوظيفةِ وقتَ الدوامِ *** أفيها رشادٌٌ أفيها عُذُر
ونهبِ الضرائبِ والكهرباءِ *** وماءِ الحياةِ أ ليست ضرر
علامَ تحاربُ بعضَ الفسادِ *** وتسعى إليه رحيبَ الصدر
أتلعنُ إذ لم يَنَلْكَ نصيبٌ *** وحظٌ وفيرٌ كسهمِ ابنِ َبدْر
أتعشقُ حقاً جمالَ الحياة *** وسحرَ الصباحِ الندِّي العَطِر
وشمسَ الأصيل وأهدابَها *** تموجُ توَقِّع لحنَ السَّمر
وتنشرُ طِيبَ المساءِ الرطيبِ *** وأمواجَ عِطْرٍ بمدٍ وجَزْر
ومن لا يرى للوجود جمالاً *** فأعمى البصيرة أعمى البصر
وتلك الحياةُ عطاءٌ وبذْلٌ *** وقولٌ موشّىً بفعلٍ نَضِر

بقلم : عزت فائق أبو الرُّب
فلسطين / جنين

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات