أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد البياتي - مواسم الخروب ... قصص شاخصة ومتحركة غير جامدة















المزيد.....

مواسم الخروب ... قصص شاخصة ومتحركة غير جامدة


أحمد البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 16:31
المحور: الادب والفن
    



• قراءة / أحمد البياتي
مواسم الخروب مجموعة قصصية للقاص ( صالح جبار محمد ) صدرت عن دار ومكتبة البصائر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان
تضمنت (25) قصة قصيرة هن على التوالي / اللحية الكثة / الاغماضة / الثآليل / أنية الصفيح / ذات الرايات / رداء الأفاعي / سلالة الخشب / صدى العصي / الخنزير / المربعات / مواسم الخروب / اللوحة والمسمار / الذبيحة / إسقاط / العجلة / الطين اللازب / الذاكرة الرخوة / اللعبة / المسافر / الشعور المرير / عطر التراب / الفراغ الصوت الأول / الصوت الثاني / الصوت الثالث / الصوت الرابع
القاص صالح جبار محمد / أيقن ما يذهب إليه في نداءاته لذلك المتلمس طعم التجريد والوهم عندما يتحرر من سلطة الواقع وصولا الى تحقيق الفعل نفسه في عالم الروح ومشيحا عن ارتشافه واستشفافه لنفحات السعادة التي هي واحته وروضته في قصصه نجد قيما فنية وجمالية و تعبيرية في آن واحد
وهذا ما يجعل اغلب قصصه متعددة في الرؤية والاستحضار لأنه يستبطن المظاهر ويلتقط المعاني المبثوثة أو المطروحة على ارض الواقع .
أغلب قصصه شاخصة ومتحركة غير جامدة والسبب يعود الى تحصين أسلوبه القصصي من الأعراق الخارجية وتحريره من المتاهات لكي يكون مجاريا للدلالة من هنا أعطانا القاص قصصا ناطقة فيها التلميح وايقين مبعدا اياها عن العدمية الجامحة
في الصور والاستعارة فهي مجسدة في اغلب قصصه وتجربته القصصية تتكامل بالمعنى والصورة العابرة من الذهن الى النفس ومؤلفا بين الواقعية والوجدانية ..
والصدق له قدرة عالية على لملمة الرؤى في أسلوبه القصصي .. يكتب ليتخطى الخيبة بلون جديد بتأمل وفلسفة لذلك جعل عباراته وجمله تتصرف وفق رؤاه ليجسد بها عملية تشخيصية لكل الأحداث ..
( تنفتح فجوة الذاكرة يأخذني أبي معه الى الحقل قصب الذرة الذي يقف متطاولا في الأرجاء نمضي معا وسط السيقان المتنامية على كتف ترابي تظهر فجأة بين النباتات المتشابكة فسحة ارض عارية من الزرع انتصبت فيها ماكينة صغيرة خضراء اللون يمتد منها ذراعا يغور في باطن الأرض فيما الماء يتدفق بغزارة من الفتحة العلوية المنصوبة فوقها ) ص 76
أخرج لنا القاص قصصا بنائها الداخلي منظم ومكتمل من خلال جملة أوجه متعددة من حيث الترابط والانشداد لمحور الموضوع المطروح فلقد وثق عرى الترابط بين المركز والجزئيات وهذا الأسلوب مكنه من أن يدس تناثراته بين اسطر قصصه كسيل من الأخبار والأفعال المفرحة المحزنة .. لم يسهب ولم يستخدم صيغا عميقة وجافة في صياغتها القصصية .. موجها الأنظار الى حالات متعددة الأطر فالتأثير الذي استخدمه في المعنى أسلوبا ليس متخيلا أو انفعاليا بل استند الى مخزون حياتي واقعي يرتبط بجذر حقيقي متأصل ..
( توقفت اللعبة الصبيانية اللزجة هبت نسمة من أسفل الباب الموصد تجمع الهواء في رئتي المحاصرة تغير طعم فمي انطفأت الرغبة زحفت نحو ملابسي المبعثرة لأضعها على جسدي المحموم ) ص 37
أغلب قصصه حفلت بدقة من الأسئلة المتشابكة الناتجة عن دوافع نفسية عديدة أبدع هذا القاص في هذا الجنس الأدبي الأتي من خلال تجربته المباشرة التي عاشها في واقعه وعامدا الى إضفاء بعض السمات الذاتية عليها ومحاولا التعبير عنها فنيا ..
فحالة الإبداع التي أوجدها القاص تجسدت بإحداث تفاعل جدلي بين المتلقي والواقع الاجتماعي من ناحية ثانية ..
( الشباك الموارب تزدحم فيه قوافل الهاربين الى فردوس الغربة .. من يستطيع غلق مزالجه ؟ من يوقف شراسة الاستباحة ؟ حين تصير اللوحة رساما والرسام لوحة .) ص104
استخدم القاص الحالة الوصفية بالسلب والإيجاب عبر المحاكاة في تأمله لواقعه وكاشفا كل الظواهر والعلل من خلال تفاعله الصميمي مع واقعه الاجتماعي .. فوظف كل إمكاناته لينتج لنا قصصا ناهضة تسهم في تخليص المجتمع من كل ماهو سلبي ..
( كرنفال الفوضى العارمة يتمرى على الوجوه الكالحة لاح قرص الشمس بلونه البرتقالي متوهجا يميل نحو الغروب / المغيب اختفاء قاسي ) ص 14
اعتمد القاص الهدف والحدث والتاريخ ووظفهما بشكل سليم لذهنية تجريدية لأجل تحقيقها واقعيا فصاغ تصوراته الفكرية وقيمه الاجتماعية معتمدا على التراث والوقائع ليحقق التواصل مع المجتمع من خلال امتلاكه صياغة رصينة وصور معبرة ..
(زمن طويل من التحدي اللذيذ كنا نسافر معا الى مدن بدت لي مجهولة وأسماء لم نتعرف عليها بسهولة لكنها تتقاسم الهم معنا كرغيف خبز ) ص 64
صوت القاص هو صوت الانكسار والفقدان يعبر بمفرد صيغته الجمع بحثا عن مهرب للألم والقسوة نحو الحلم واللغة والأعمار وذلك ما يوفره فضاء الصمت كما تمارس نصوصه القصصية لعبة المكر الجميل فهي تحكي وتوهمنا بأنها تسرد وتحكي من خلال توظيف مجموعة من آليات ألحكي كالحوار والوصف واسترجاع الزمن وتواجد الشخصيات الفاعلة في الأحداث وهي شخصية ليست ثابتة بل متحركة تتحاور بالتعبير عن معاناتها وأزماتها ..
( التأوهات تحرق صدري والناس تعيش في بهرجة الأشياء لاغير التماع زائف يحاصرني كم أتمنى الهرب الى النفاذ الذي لاتطاله يدي .. وشم يصرخ في مساماتي
أنين يسكن سفوح حنيني وأتساءل – من يستطيع أن يدحرج صخرة بأمنية ؟ من يوقظ قبر ا بصرخة ؟ ) ص 179
يوظف القاص عنصري الزمان والمكان باعتبارهما حالة تقوم على الإحساس العميق بالشيء ويغدو المكان صورا بلاغية تجعلنا ننخرط في الكون بأكمله لأن المكان يبعث في المشاعر حنينا أبديا الى الحلم ..
ونستشف من خلال تتبع الزمن القصصي هناك اعتماد على الصيغ الفعلية الموظفة وتكثيف الزمن بحيث يجعل منه المهيمن ..
والقاص يحس بالزمن ويتأثر به ويؤثر فيه الزمن يحرك شعوره ويحتويه عبر تكثيفه فضائل الحلم والرغبة وإعادة تشكيل العالم بانفتاح تأويلي ..
( في الليل حين رجعت شاهدته مزويا عند ركن الغرفة تمددت على ظهري أستيقظ راح يقلبني على جمر أ لاحلام الممنوعة جلست معتدلا عدت للنوم ثانية جاءني طوق أفكاري المزدحمة في مجرى أيامي نطق .. )ص 93
تبدو اللغة في مواسم الخروب منذ الوهلة الأولى شفافة لكنها في الواقع تدخل في باب السهل الممتنع بالنظر الى مكوناتها ونسيجها البنائي بما توفره الفضاءات الترميزية من آليات في السياق والتركيب لتكشف الكلمات عن الأجواء النفسية الغائرة للأشياء فتخلق انسجاما بين المتناقضات وتزداد الصور ثراء بتواليها في إيقاع متسارع الى نوع من التجديد وأبعادا تعمق فيه بلاغة السهل الممتنع علاوة على انتقاء القاص لغة وسرد تحيلانه لأبعاد متماهية من السر العميق للذات والكاشف عن احترافها لواقعية الآلام
( الأشياء تتوهج بشعاع يهمي على الامتداد المستمر من أعمدة الجسر الغارقة في عتمة الظل حتى البناية الرابضة أمامه بمواجهة الشاطئ المطلي بالنهار )ص 19



#أحمد_البياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تآكل الواقع في متاهة اللامبالاة في المجموعة القصصية همس الدر ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد البياتي - مواسم الخروب ... قصص شاخصة ومتحركة غير جامدة