أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احسان الطرابلسي - لعبة الرئاسة اللبنانية السخيفة: انتهى الدرس أيها الأغبياء!















المزيد.....

لعبة الرئاسة اللبنانية السخيفة: انتهى الدرس أيها الأغبياء!


احسان الطرابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 943 - 2004 / 9 / 1 - 11:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


للمرة الثانية في تاريخ لبنان تفرض سوريا العلوية فرضاً ودون ارادة الشعب اللبناني شخص رئيس الجمهورية بل هي تمدد له كما تشاء، وتُعدل الدستور كما تشاء، وتهدد اعضاء مجلس الوزراء بحرمانهم من امتيازاتهم السياسية والمادية ومنافعهم إن هم لم يقروا طلب التمديد فينصاعوا صاغرين إلا قلة قليلة منهم (كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط) ويوافقوا على التمديد الذي يعني استمرار الاحتلال العلوي للبنان. وتهدد سوريا النواب بالعصا حيناً وتغريهم بالجزرة حيناً آخر لكي يصوتوا لصالح تمديد ولاية ( الوالي العلوي على لبنان) والمُعين من قبل الباب العالي العلوي وسلطان دمشق على حد تعبير عبد الرحمن الراشد، والذي أعاد إلى الاذهان حكم العثمانيين للبنان، وتعيينهم لولاة لبنان طيلة أربعة قرون مضت (1517-1918).

***

تصوروا حالة العالم العربي التعيسة لو قُدر للباب العالي العلوي في قصر الروضة في دمشق أن يحكمه ؟

تصوروا كيف سيعود العالم العربي أربعة قرون إلى الوراء ويحكم بنفس الطريقة التي كانت الدولة العثمانية تحكم بها العالم العربي من قصر التوب كابي في الآستانة.

ما الفرق بين حكام الآستانة بالأمس، وحكام دمشق اليوم؟

لا رأي للشعب في تقرير مصيره، ولا في تعيين حكامه.

لا دستور يُحترم. والدستور عبارة عن بسطار قذر في قدم السلطان.

لا مجلس نواب حر يُعبّر تعبيراً حقيقياً عن رغبات الشعب، بل هو مجلس مُسيّر بفرمانات السلطان العلوي في دمشق، لا مُخيّر من قبل الشعب الحر.

والنواب ليسوا مُشرّعين بقدر ما هم (بصمجية) تأتيهم القرارات جاهزة من البالب العالي العلوي في دمشق، فيبصمون عليها بصماً وهم عُميٌ بُكمٌ، لا يقرأون ولا ينطقون.

ألم يصم رفيق الحريري عن الكلام منذ مدة، وحتى الآن حتى لا يكون ضحية الارهاب العلوي في لبنان، وحتى لا يلاقي مصير كمال جنبلاط ورينيه معوض وبشير الجميّل.

المعارضة في لبنان تُقمع بالقوة وبالقتل وبالاغتيالات وبالطرد من الوطن وبالحرمان من العمل والحياة.

لا صحافة حرة ولا أعلام حر، ومدير الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان (رستم غزالي باشا، ومن قبله غازي كنعان باشا) هو الإعلام اللبناني وبسطاره أهم وسيلة اعلامية في لبنان.

***

قارنوا بين الاحتلال العلوي للبنان والاحتلال الأمريكي للعراق.

الاحتلال العلوي للبنان جاء لكي يستوطن ربما إلى الأبد، لا لكي يحتل لفترة معينة ثم يرحل كما رحل بريمر باشا ممثل الاحتلال الأمريكي. فباشوات الاحتلال العلوي للبنان متمسمرين فيه إلى يوم يبعثون.

ممثلو الاحتلال العلوي من البشاوات للبنان متمسمرين في لبنان منذ عام 1976 وإلى الآن وربما إلى مئات السنين ما دامت المملكة العلوية في سوريا قائمة، يتوارثها الآبناء عن الآباء.

كان في لبنان ديمقراطية عربية جميلة، سحقتها بساطير العسكر العلوية.

وكان في العراق ديكتاتورية، سحقتها بساطير العسكر الأمريكية والبريطانية.

كان في لبنان مجلس نواب منتخب انتخاباً حراً، فمسخت الديكتاتورية العلوية هذا المجلس وأحالته إلى قفص من الدجاج والأرانب.

وكان في العراق مجلس من الدجاج والأرانب، فجاءت بساطير العسكر الأمريكية والبريطانية وسحقت هذا المجلس الأضحوكة الذي كان عبارة عن سيرك من القردة.

كان لبنان واحة المعارضة العربية من كافة أنحاء العالم العربي، فجاء الاحتلال العلوي وحوّل لبنان إلى سجن كبير للمعارضة اللبنانية، وطرد منه المعارضة العربية إلى عواصم الغرب المختلفة.

وكان العراق سجناً كبيراً للمعارضة، فحوله الاحتلال الأمريكي إلى أكبر ساحة عربية للمعارضة. فانتشرت صحف المعارضة وأحزاب المعارضة بلا حساب أو عقاب في العراق.

كان في لبنان أكثر الصحف العربية ليبرالية وحرية، فحولها الاحتلال العلوي إلى صحافة مُشتراة وخائفة ومهددة تسبح بحمد السلطان الدمشقي خوفاً وخشية من بطش السلطان عبد الحميد ( السلطان الأحمر) الذي عاد إلى دمشق في ثوب علوي. ولم يبق في لبنان غير صحيفة أو صحيفتين حرتين. والله يعلم ماذا سيصنع بهما سلطان دمشق العلوي بعد الزفاف الرئاسي. ولعل ذكرى اختطاف وتعذيب ميشال أبو جودة رئيس تحرير "النهار"، وقتل سليم اللوزي رئيس تحرير مجلة "الحوادث" اللبنانية الذي تم سلخه ورميه للكلاب في أحد أحراش بيروت ما زالت عالقة في ذاكرة اللبنانيين الأحرار.

وكان في العراق صحف تُسبّح بحمد السلطان صدام صبحاً ومساءً ، فجاء الاحتلال الأمريكي والبريطاني ومزق هذه الصحف، وقفل أبوابها، وفتح الباب أمام مائة صحيفة وصحيفة لكي تدع ألف زهرة تتنفتح.

وأخيراً رحل الحاكم الأمريكي للعراق بعد عام من الاحتلال، وما زال الحاكم العلوي للبنان متمسمراً فيه منذ 1976 حتى الآن.

***

فمن الذي يُخرج الاستعمار العلوي من لبنان؟

لا امريكا قادرة على ذلك، ولا فرنسا قادرة على ذلك، ولا مجلس الأمن غداً سوف يقدر على ذلك. فقد بدأت الأصوات العلوية في لبنان ترتفع وتقول: "لا للتدخل الأجنبي في شؤون للبنان" وهي نفس أصوات حزب البعث في العراق وسوريا.

الشعب اللبناني وحده هو القادر على دحر الاستعمار العلوي للبنان.

الشعب اللبناني يجب أن ينزل إلى الشارع غداً، ويعتصم في جميع أنحاء لبنان.

لا بُدَّ من مقاومة الاستعمار العلوي والديكتاتورية العلوية كما فعل شعب جورجيا العظيم بالشفرنازدية.

لا بُدَّ أن ينزال الشعب اللبناني الي الشارع ويحول دون وصول النواب إلى المجلس وهم الذين باعوا لبنان وشرف لبنان ودستور لبنان وديمقراطية لبنان وحرية صحافة لبنان للسلطان العلوي في دمشق بأبخس الأسعار.

لا بُدَّ من منع هؤلاء النواب من الوصول إلى مجلس النواب من أجل البصم على الفرمان العلوي الصادر عن الباب العالي العلوي في دمشق بتمديد ولاية الوالي العلوي في لبنان وتعديل الدستور الذي أحاله السلطان العلوي إلى بسطار يجب أن يكون على مقاس قدم السلطان.

لا بُدَّ من أن يثبت الشعب اللبناني بأنه شعب حر يستأهل مزيداً من الحرية. وخير وسيلة لذلك هو المقاومة الشعبية للاحتلال العلوي للبنان الذي طال أجله وتوارثه الأبن عن الأب وسيتوارثه غداً الحفيد عن الجد.

* كاتب لبناني – لوس انجلوس



#احسان_الطرابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طه حسين وشاكر النابلسي في زورق الليبرالية أمام عواصف الدهماء


المزيد.....




- ترامب يعلق على إخلاء الشرطة جامعة كولومبيا من المحتجين.. وين ...
- فيديو... -كتائب القسام- تقصف تجمعات قوات إسرائيلية بالصواريخ ...
- وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والرئيس الإماراتي ينعاه
- إحباط مخطط يستهدف -تفجير- معسكرات أمريكية في دولة خليجية
- خامنئي: تطبيع دول المنطقة مع إسرائيل لن يحلّ الأزمات الإقليم ...
- الجزيرة تحصل على صور تكشف مراقبة حزب الله مواقع ومسيّرات إسر ...
- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احسان الطرابلسي - لعبة الرئاسة اللبنانية السخيفة: انتهى الدرس أيها الأغبياء!