خسارة مشرفة للاولمبي العراقي امام البارغواي

يعقوب ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 938 - 2004 / 8 / 27 - 11:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كلام في الرياضة
يخطأ من يعتقد ان المنتخب العراقي لم يقدم مباراة كبيرة امام البارغواي على الرغم من خسارته بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد ،فاذا ما حاولنا استعراض مجرى المباراة لوجدنا ان المنتخب العراقي هيمن على مجريات الامور معظم دقائق المباراة الا انه افتقر الى استثمار الفرص التي سنحت له ولذلك خسر المباراة !! ، وهو امر وارد في كرة القدم فالفوز او النتيجة تأتي دائما من صالح الفريق الذي ينجح في استغلال الفرص !
خلال الربع الساعة الاولى من المباراة اهدر منتخبنا ثلاث فرص مع سيطرة متكاملة على مجريات الامور قبل ان يستثمر فريق بارغواي فرصة واحدة سجل منها هدفه الاول ( المشكوك في امره)!!
وكي لا نبرر الخسارة بالقائها على شماعة التحكيم ! نقول ان المنتخب العراقي الذي سعى منذ الدقيقة الاولى للحصول على هدف الترجيح الا انه اخفق بعد اضاعته العديد من الفرص توجب عليه تغيير اسلوب هجومه حتى بعد تسجيل منافسه البارغواي هدفه الاول من خلال اللجوء الى تهدئة اللعب وليس التسرع الذي لم يجد سوى اضاعة المزيد من الفرص اخطرها تلك التي اهدرها قصي منير في الدقيقة 32 من داخل منطقة الجزاء اكمل من خلالها سبع فرص عراقية مهدورة خلال النصف الساعة الاولى من المباراة قبل ان يسجل بارغواي هدفه (الدراماتيكي) الثاني الذي ظن لاعبونا ان لاعب البارغواي في وضع تسلل واضح بينما اعتبر الحكم ان مهاجم البارغواي كردوزو قد هيأ الكرة لنفسه فسجل الهدف الثاني وسط انبهار الجميع !!
اما الشوط الثاني فلم يختلف من حيث التفوق الذي مال لصالح الفريق العراقي الا ان (مسلسل) اهدار الفرص تكرر مرة اخرى ولم تغير التبديلات التي اجراها المدرب من نتيجة المباراة بل ان التكدس الذي لجأ اليه فريق البارغواي في الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة قادته لتسجيل هدف ثالث على الرغم من الضغط العراقي المستمر !!
وقبل ان يقلص منتخبنا فارق الاهداف بتسجيل هدفه الوحيد يكاد المرء لايصدق ان منتخبنا الذي يهيمن على مجريات اللعب يتأخر بثلاثة اهداف عن منافسه!! ،
لقد خسرنا مع البارغواي ،واذا كنا حتى بداية المباراة الاخيرة مع بارغواي نعيش نشوة الفوز على استراليا فاننا بالمقابل يجب ان نتقبل الخسارة بروح رياضية عالية ايضا ! ، لان الرياضة هي فوز وخسارة وليس معقولا ان نتقبل الفوز ونرفض الخسارة ،فهناك الكثير من الفرق العريقة طالما خسرت مباريات في بطولات مهمة الا انها لابد ان تتقبل الخسارة ولو على مضض ! ، والبراهين على ذلك كثيرة بل لاتعد ولا تحصى .. فبطولة كأس العالم التي جرت في كوريا واليابان كانت
اشبه بكارثة وقد لحقت بالفرق العملاقة امثال الارجنتين وايطاليا وفرنسا الذين غادروا البطولة منذ ادوارها الاولى
وبطولة اوربا الاخيرة هي الاخرى خير شاهد على صحة ماذهبنا اليه !
..صحيح ان جمهور الكرة العراقية كان بانتظار الفوز على بارغواي بأحر من الجمر ليس لان الطموح تجلى في الفوز بالوسام الذهبي وهو طموح مشروع بالتأكيد وانما لضمان الحصول على احد الاوسمة في الوقت الذي بات حاليا الوسام البرونزي في وضع (مهدد) لان الخسارة امام ايطاليا ( لاسامح الله) ستبعدنا حتى من الوسام البرونزي .. ولكن مثلما نعرف ان كل شيء جائز في كرة القدم ولنفترض ان منتخبنا قد يخسر امام ايطاليا ايضا فهل يعني ذلك انه لم يقدم شيئا في الاولمبياد ؟!!
لا ابدا ... فسنبقى نكرر القول بان منتخبنا حقق نتائج باهرة بل تأريخية ولفت انظار العالم كله في ضوء عروضه المدهشة ونتائجه الباهرة ومهما الت اليها نتيجة مباراتنا القادمة مع ايطاليا على الرغم من المسعى الذي يتجلى في الحصول على وسام اولمبي فان ذلك لا يمكن ابدا ان يمح الصورة الجميلة والانطباع الرائع الذي تركه منتخبنا في الاولمبياد بل ان نتائجه اثبتت على ان الرياضة العراقية قادمة وبقوة نحو تحقيق ماتستحقه على صعيد المستويات العليا .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل