اليوم الاولمبياد .وغدا كأس العالم !!!

يعقوب ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 932 - 2004 / 8 / 21 - 08:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كلام في الرياضة
تورونتو / يعقوب ميخائيل
اليوم الاولمبياد ... وغدا كأس العالم !!!
ساعات قليلة باتت تفصلنا عن مباراة تأريخية يخوضها منتخبنا الاولمبي بكرة القدم وهو
يشق الطريق نحو انجاز رائع ينتظره بل يستحقه وهو التأهيل الى المربع الذهبي في الدورة الاولمبية عبر بوابة ( الكنغر ) الاسترالي !
منتخبنا الاولمبي الذي ادهش جميع عشاق كرة القدم في العالم من خلال عروضه الرائعة في الدورة الاولمبية كونه ضمن التأهيل الى دور الثمانية قبل خوضه المباراة الثالثة والاخيرة امام المغرب اثر فوزه في المباراتين الاوليتين على البرتغال وكوستاريكا .. يتطلع في مبارته المرتقبة لان يكون طرفا في المنافسة على احد الاوسمة الثلاثة وهو الحلم الذي بات قريبا جدا من الحقيقة التي نسعى لان يجسدها لاعبونا الابطال الذين تعجز الكلمات في التعبير عن انجازهم الرائع في الاولمبياد مهما الت اليها النتيجة في مباراتنا المقبلة !!!
وكي نكون قريبين جدا من الواقع دون ان تأخذنا العواطف في تأشير رحلة منتخبنا في المنافسة الاولمبية نرى من الانصاف القول ان بمجرد ضمان التأهيل الى دور الثمانية قبل خوض المباراة الثالثة امام المغرب يعتبر انجازا تأريخيا رائعا لكرة القدم العراقية .. وعندما اذهب لمثل هذا القول فهو ليس تبريرا اطلاقا عن الخسارة التي مني بها منتخبنا امام المغرب !! ولكن للحقيقة اقول وهي حالة لابد وانها شخصت من قبل جميع عشاق الكرة العراقية قبل ان يشخصها النقاد والمراقبين الكرويين وهي ان منتخبنا لم يظهر بمستواه المعهود في مباراته الاخيرة امام المغرب بل كان بعيدا جدا عن تلك العروض الرائعة التي قادته للفوز على البرتغال ومن ثم على كوستاريكا
بطبيعة الحال ان تقييمنا لمستوى فرق المجموعة وتحديدا الفريق المغربي لم يأت في ضوء نتائجه مع البرتغال او كوستاريكا ولكن الحقيقة هي ان المنتخب المغربي لم يرتق بمستواه في الدورة الاولمبية
كي يخطف منا ثلاث نقاط في الوقت الذي انتزعنا نقاط المباراة الثلاث من فرق هي ارفع منه مستوى !!!
نعم ... ان لكل مباراة ظروفها .. وقد تكون هناك ( حسابات ) تدريبية خاصة حول عملية اشراك اللاعبين في التشكيلة وهي من اختصاص المدرب بلا ادنى شك ولكن الحقيقة التي لاغبار عليها ايضا ان منتخبنا الذي تقدم بهدف في مباراته مع المغرب فرط بنقاط المباراة الثلاث هباءا بعد ان وقع في اخطاء متكررة ولم يرتق لمستواه المعهود ولذلك خرج خالي الوفاض من المباراة في الوقت الذي كان الفوز على المغرب يضعه في حالة معنوية اكثر قوة وهو يروم الدخول في اصعب مباراة ينتظرها الملايين من عشاق الكرة العراقية في سائر ارجاء المعمورة
عموما لسنا هنا في صدد العودة الى تأشير بعض الاخطاء المتكررة .. ولكن نعتقد من المفيد جدا ان نستفيد دائما من اخطائنا حتى وان كنا في القمة فهو الطريق الذي يقودنا الى الابداع !.. وفي هذا الصدد طالما اتذكر كتابات الصحفي الكبير و(أستاذي) العزيز المرحوم شاكر اسماعيل رحمه الله
(سكرتير تحرير جريدة الرياضي) الذي طالما اعتاد القول في تحليلاته الصحفية عن الرياضة وكرة القدم خاصة ليس عيبا ان تخطأ لمرات عديدة ولكن المشكلة بل الطامة الكبرى تكمن في ان تكرر ذات الخطأ لمرتين !
قد اكون قاسيا الى حد ما في طرحي اذا قلت ان الخسارة امام المغرب اعادت بي شريط الذاكرة الى بطولة اسيا التي لم تفصلنا عن الاولمبياد الا بـ ( شمرة عصا) !! ، وكم تألمنا حينها عندما دفعنا ثمن الخسارة مع اوزبكستان كوننا وقعنا فيما بعد مع الدولة المضيفة الصين في الوقت الذي لو (لو زرعت ولم تخضر ) !! ، ان نتيجتنا اختلفت مع اوزبكستان كنا قد قابلنا البحرين ولربما اختلفت حتى نتيجتنا النهائية وفي الوقت نفسه لم نخسرحتى الحارس احمد علي على الرغم من تألق نور صبري ايضا ( وشيلو المنتخب خل تلعب الزوراء ) !!!!!
من الخطأ جدا عند ضمان بلوغ الدور التالي التفريط بنقاط المباراة الثلاث !!.. ولنفترض ان البرتغال خرجت فائزة بوفرة هائلة في مرمى كوستاريكا فاننا كنا قريبين جدا من تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبناه في بطولة اسيا !!
لا اريد احبتي القراء وعشاق كرة القدم ان اعود بكم الى مجريات بطولة اسيا ولكن هذه هي الحقيقة وكي نواجه الحقيقة لابد ان نصطدم احيانا ... والعبرة لمن يتعلم من دروس الحياة !!
عموما ليس المهم ما حصل في الماضي وما الت اليها النتائج ! ، فمنتخبنا اجتاز جميع العقبات وهو اليوم امام مهمة بل انجاز تأريخي ينتظره فهل يتحقق بسهولة .. أم ان المهمة تبدو اصعب مما نتصورها ؟!!!
لم نواجه الارجنتين وهو الهدف الاسمى الذي خططنا له ... فالمسعى في تصدر المجموعة تجلى في مواجهة الثاني في المجموعة الاخرى وهي استراليا تحاشيا لـ ( جماعة مارادونا ) !!!
المنتخب الاسترالي ليس فريقا صعبا .... وهو في الوقت نفسه ليس فريقا سهلا !! ، ولا اجده في كل الاحوال افضل من البرتغال او كوستاريكا !!! ،
صحيح ان تشكيلته تضم الكثير من اللاعبين المحترفين ولكن منتخبنا قابل منتخبات ضمت تشكيلاتها لاعبون يمثلون مختلف الاندية الاوروبية وفاز عليها بجدارة فهل ان استراليا ستصبح (بعبعا ) وتحرمنا من الانجاز التأريخي الذي نستحقه ؟!! ، لا اعتقد ذلك فلاعبونا هم الاجدر لان يؤكدوا من جديد للعالم باسره بان العراق ليس عراق الامس وانما هو عراق اليوم ! ، ومهما صادفتنا من (ثغرات) في الكرة او في (غيرها)!! فنحن مقبلون على بناء عراق جديد ندهش به العالم بأسره ..
بالامس قلت اليوم البرتغال ... وغدا البرازيل .. واليوم اقول ...اليوم الاولمبياد ... وغدا كأس العالم !!

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل