حد الثمالة في قسم ابي شمالة

جواد عون الله

الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 11:36
المحور: الادب والفن
    

لا ادري لماذا تساورني الشكوك كلما واجهت موقفا اسمع فيه محدثي يكثر القسم دون ان يكون محلفا او مطلوب منه تأكيد مصداقيته الا بتكرار القسم.
وفي المحاكم يكتفي القضاة بقسم واحد تأكيدا على مصداقية المتحدث. وعندما يغرق العرب والعالم الإسلامي هذه الأيام دمعا مذرافا على شواطئ غزة المنتظرة لفرج رفع الحصار لم يفكر أحد في هذا الكون ان كانت شواطئ غزة قد شهدت صدورا عارية ام ان نسائها يلبسن البكيني أسوة بشواطئ مونتي كارلو وكان ونيس والريفيرا اسوة بنساء البحر المتوسط.
ولولا حراجة الموقف والاحترام للماجدات الغزاويات لقلت والله ان ظهور الصدور العارية على شاطئ الشهداء دلع ليس في مكانه ولا في زمانه لولا ان أبي شمالة عاد الى عادة اب نؤاس فصاغ مقالته" صدور عارية على شواطئ غزة" الذي تندر الشعر العربي بتكرار صياغته المعروفة حول علاقته بغلامه ابي الطوق. ولما كنا اليوم في مشاهد الدلع في صدور غزة المقال لذا لابد من اعادة
قصة ابي نؤاس مع ابي الطوق وملخصها ان ابا نؤاس نزل عند قوم يحتشمون من رؤية الغلام مع خلاعة الشاعر في بيتهم فوضعوا ابا نؤاس في فراش على الأرض ووضعوا الغلام في سرير عال عن الأرض نسبيا، ظنا منهم أنهم وجدوا المكان العازل لنهي ابي نؤاس عن فعل المنكر في بيتهم، ولكنهم فوجئوا في منتصف الليل بأبي نؤاس وهو في السرير الأعلى ومن فرط المفاجأة برر ابي نؤاس فعلته بالقول الشعري:
هزني الشوق الى ابي الطوق فتدحرجت من تحت الى فوق
تماما كما تدحرج كاتب مقالة "صدور عارية" عندما لازمه القسم حد الثمالة فغرق بماء النرجيلة وجال سينما لم تر النور في غزة منذ الازل وعندما تكرر القسم في اول ووسط ونهاية المقال صار القارئ يقول ان في المسألة كما يقول العرب" إن" .
شاطئ غزة شاهدناه من دون قسم ينتظر الأحرار بالرايات المخضبة بالدماء وبشباك الصيادين الخالية من غلال البحر ومن دموع نضبت فوق سباخ البحر منتظرة الأحبة القادمين من جميع بقاع الدنيا لتكتحل عيونهم بصدور أحرار غزة . نصب ابو شمالة لنفسه محكمة كان فيها المدعي العام والدفاع والقاضي وعندما أكثر من ترداد القسم صار في ظن قراءه متهما او شاهد زور.
وللموضوع بقية.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل