أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب المولي - د البغدادي : دعوة لاستخدام العقل














المزيد.....

د البغدادي : دعوة لاستخدام العقل


طالب المولي

الحوار المتمدن-العدد: 3091 - 2010 / 8 / 11 - 12:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" حين سقطت العقلانية في المجتمع الكويتي ، وهيمنت قوى الظلام الديني ، كان لابد من التحرك لتحريض المجتمع على استعادة الرشد والوعي " . د أحمد البغدادي تجديد الفكر الديني –دعوة لاستخدام العقل .
لم ينطلق الدكتور الراحل أحمد البغدادي في كثير من آرائه وأفكاره التنويرية ، إلا بعد سيطرة التيارات الإسلام السياسي على مفاصل المجتمع الكويتي ، وبعدها تحولت الكويت من منارة ثقافية من مجتمع تعددي بطبيعته يتعايش فيه المختلفون منذ بداية تأسيس الدولة الدستورية الحديثة ، إلى دولة فتاوى وغياب القانون وتشريع القوانين المخالفة للدستور وحقوق الإنسان ، بفضل التحالف الديني مع السلطة . ولذلك لم يكن الدكتور البغدادي والحداثيين في العالم العربي والإسلامي إلا فكرا لمحاولة رأب الصدع في الثقافة العربية من خلال دورهم في إنعاش العقول والتفكير العلمي ، لإنقاذ ما تم إفساده من ثروة ثقافية بدءا من دور المعتزلة والمدارس الفكرية وانتهاء إلى ما قبل نكسة العرب 1967 . الدور الذي لعبه كل من طه حسين وزكي نجيب محمود ومحمود محمد طه وفؤاد زكريا وفرج فودة ونصر حامد أبو زيد وأحمد البغدادي وجمال البنا ومحمد شحرور وأحمد صبحي منصور وغيرهم الكثير ، هو دور فعال لإعادة دور العقل والنقد للتراث الديني باعتباره تجربة إنسانية خاضعة للتحليل والنقد . ألا إن هؤلاء وغيرهم من التنويريين يشتركون بسمة واحدة وهو أنهم عانوا من سلطة الكهنوت الديني فأعدم محمد محمود طه بتهمة الردة في السودان ، وقتل فرج فودة على يد أحد المتطرفين وبتأييد شيخ الأزهر والأخوان المسلمين ، وأتهم بالردة نصر أبو زيد والتفريق بينه وبين زوجته بقانون الحسبة وسجن البغدادي وغيرها من القضايا التي رفعت ضده بسبب آرائه المناوئة لسلطة الكهنوت وغيرها من القضايا على الكثير من المفكرين التي ستبقى عنوانا للدور الديني في مواجهة الآخر .
اجتهد البغدادي في كتابه ( تجديد الفكر الديني – دعوة لاستخدام العقل ) في إبراز دور النقد واعتماد المنهج العقلي في التفكير بعيدا عن نمطية التفكير السلفي ، أو كما يقول البغدادي ( إن السلف ليس أفضل من الخلف ) ، البغدادي امتداد فكري للمفكرين العقلانيين الذين حاولوا إعادة النظر في المنهج الديني المتبع والخالي من النقد والتحليل . وباعتبار إن الزمن والمكان والبيئة خلاقة لمفاهيم لا يمكن اعتبارها ذات علاقة بالدين ، بل هي ذات علاقة بسلطة الفهم الديني ، وهو بالضرورة تفسير بشري للدين لا يمكن بحال من الأحول إلا بوضعه تحت منظار التحليل والنقد . ولذلك يقول البغدادي ( العلاقة بين النص الديني والبشر علاقة عضوية ، بمعنى وجود العنصر البشري في النص الديني قرآنا كان أم حديثا ) . لذلك إن دلالات النص الديني مختلفة باختلاف المفسرين لهذا النص وباعتباره "حمّال ذو وجوه " ، ألا إن تلك الاجتهادات التي مارسها الأوائل في الدولة الإسلامية ووسع النص الديني لتفسيراتهم واجتهاداتهم المختلفة ولم تسع اللاحقين من بعدهم !!.
إن الضرورة قد شكلت في فكر الدكتور البغدادي أهمية البحث والتحليل والنقد للجانب التاريخي للطوائف الدينية المتناحرة والتي مزقت أواصر المجتمع الكويتي والعربي الإسلامي على حد سواء ، بسبب التعصب وغياب الوعي الثقافي لدى تلك الطوائف الدينية وإشاعة ثقافة الكراهية بين الطائفتين الكبيرتين الشيعة والسنة ، وتنامي شعور الخوف لدى البغدادي على المجتمع الكويتي من إثارة تلك القضايا المختلفة حول قضايا تاريخية ( الخلافة ، حديث الدار ، الصحابة ) في ظل نظام الدولة الدستوري . وغياب دور الدولة والمواطنة في أدبيات التيارات الدينية ، واستبدالها بفكرة دولة الخلافة (حزب التحرير) ، متناسين بذلك الأساس الشرعي لديهم لقيام الدولة الدينية وآليات اختيار الخليفة وغيرها من الآليات التنظيمية للدولة المزعومة ، وهي ليست سوى دعوة لتكريس مفهوم الدكتاتورية في نظام الدولة الدينية . ويتساءل البغدادي في هذا الإطار عن سبب انتهاء دولة الخلافة الراشدة وحالت دون ديمومتها وتحولها إلى دولة وراثية قمعية .
إن الوعي والقراءة للتراث الديني برؤية نقدية كفيلان لمعرفة المسيرة التاريخية للدولة الإسلامية التي تحولت بفعل التجربة وغياب الأصل التشريعي لقيام الدول الدينية كما يتصورها أصحاب فكرة الدولة الدينية ، ناهيك عن القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والتعددية المذهبية والدينية والفكرية والحريات كمفاهيم متأصلة بين بني البشر .
لم يكن البغدادي إلا ثائرا على النمطية في التفكير في زمن الإجابات الجاهزة التي يقدمها رجال الدين ، وناقدا على المجتمع الذي لا يسعى للدفاع عن حريته ، بل يعاضد من يقمع حرياتهم ، وناقدا شرسا لتيارات الإسلام السياسي المتقنع بثوب الصلاح والإيمان ، وهو يمارس أشنع الجرائم والتكسب باسم الدين والإيمان الساذج .
إن دعوة البغدادي لاستخدام العقل هي دعوة لتحرير الإنسان وعقله في زمن كثرت فيها الأساطير وتفسير الأحلام وخداع الإنسان تحت مسمى الإيمان ، وحتى يعود للعقل دوره ونشاطه في بناء الإنسان والمجتمع ، وحتى لا نغرق في لجة الفكر الظلامي .
وداعا أبا أنور سنفتقدك أبا وأخا وعقلا ، ولكننا سنناضل في سبيل الحرية كما علمتنا .
[email protected]



#طالب_المولي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- رغم تضييقات الاحتلال.. عشرات الآلاف يصلون بالمسجد الأقصى
- بابا الفاتيكان يطالب رئيس الاحتلال بوقف دائم لإطلاق النار ف ...
- مشروع الكنيسة الرئاسية يثير جدلا دستوريا في كينيا
- السويداء: الشيخ موفق طريف يدعو أوروبا للتدخل ويقول لولا تدخل ...
- مصر.. الإفتاء ترد على سؤال -اذكر 3 خلفاء راشدين أو تابعين اح ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في حارس غرب سلفيت
- بابا الفاتيكان يناقش -الوضع في غزة- مع الرئيس الإسرائيلي
- الهباش خلال ندوة في الباكستان: فلسطين أمانة وحماية الأقصى مس ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإطلاق سراح الرهائن ويؤكد دعمه لحل الدول ...
- الهباش يطلع وزير الشؤون الدينية الباكستاني على الأوضاع في فل ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طالب المولي - د البغدادي : دعوة لاستخدام العقل