أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبارة - ثورة التجريد في الفن














المزيد.....

ثورة التجريد في الفن


احمد جبارة

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 22:14
المحور: الادب والفن
    



منذ ان ظهر الفن التشكيلي رافقته في الواقع حركتان ابداعيتان سارتا بصورة متوازية مع تاريخ الفن وتبادلتا الاهمية حسب اختلاف المعنى الجمالي بين عصر واخر .
وقد ركزت احدى هاتين الحركتين اهتمامها في تمثيل المواضيع الخارجية في الانسان والاشكال والطبيعة بينما اثرت الحركة الثانية الكشف عن وجه العالم الداخلي في ذات الفنان وذلك باشكال ورسوم يبتكرها ذهنه وخياله منفصلة كل الانفصال عن عالم الحقيقة الخارجية المنظورة .
وقد اهتم الفلاسفة والرياضيون بالاضافة الى الفنانين بهاتين الظاهرتين الموضوعية والشخصية وكان للكثير منهم اكبر الاثر في امدادهما بالاصول الفكرية والمبادئ العامة كذلك استفادت النزعات الدينية في تمثيل العناصر الروحانية العلوية عن طريق التشخيص او التجربة .
وبين هاتين الحركتين الكبيرتين الحركة الشخصية والحركة التجريدية كانت هناك بعض الاتجاهات الوسط التي تستمد من كلا الحركتين ساعية لتكوين اسلوب خاص يعتمد على الطبيعة والواقع في الشكل الخارجي مع اعطائها محتوى تجريدي
كما ان في القرون الوسطى الاوربية كان الفنانون يستفيدون من الخطوط والاشكال الهندسية المجردة في التعبير عن الاشكال الحية اوالحركات الطبيعية وقد اكد المؤرخون الفنيون ان الاتجاه نحو الفن التجريدي كان قويا في شمال اوربا بينما بقي متعلقا بالشكل في جنوبها وفي الحوض المتوسط . ويلاحظ ايضا ان الرسوم والنقوش التي كانت تدمغ على النقود القديمة كالنقود الغالية والجرمانية والتي تمثل وجوها او حيوانات اصبحت بتأثير المعنى المجرد مجموعة من الخطوط والاشكال لا شبه بينها وبين الاصل ومع ذلك بقيت تعنى نفس المعنى الاصلي في اذهان الناس .
ونحن لانريد ان نبتعد كثيرا في الزمان لتقصي جذور التجريدية في تاريخ الفن التشكيلي بل نكتفي بتتبع المراحل الاخيرة التي مر الفن الحديث مبتدئابالانطباعية التي اعطت بعض الحرية للفنان الى التعبيرية التي اتاحت له حرية اقوى في التعبير عن العالم الخارجي .
ويعد فان كوخ اقوى وابرز شخصية في الفن من خلالاشكال الطبيعة واصبح الرسم على يديه لايمثل الاشياء لذاتها بل لمعناها ولدلاتها الفنية عن المأساة الخاصة بالمبدع .
على ان التعبيرية بقيت محافظة على الهيكل المرئي والواقعي للأشياء وهي اذ تتمتع بنوع من التعبير الدرامي فهي لاتسعى لطمس الشكل الطبيعي ولكن لتغير مدلوله تغيرا كلياً.
على ان اتجاهات اخرى كانت ابعد في تحريرها من الشكل الخارجي كالمستقبلية والتكعيبية والوحشية حتى تصل الى عام 1910 حيث ظهرت اولى الاثار التجريدية المحضة التي لاتهتم اطلاقا بالشكل الطبيعي بل تبتكر في كل اثر شكلا خاصا معبرا عنه بطريقة ذاتية غير محددة .على ان ظهور التكعيبية كان له اهمية كبية في مجال التحرر من الشكل ولكن من الخطأ ان نخلط بين التكعيبية والتجريدية ولو انبعض الفنانين مثل (موندريان) وجماعة (الاسلوب) قد مروا بصورة متتابعة بكلا المدرستين وعلى هذا فان موندريان وفان ريزبورغ التجريدين يرتبطان بصورة عامة بالتكيعبية بينما ان ( كاندينسكي ) بعيدا عنها وشاقا لنفسه طريقة خاصة لا علاقة له بالمدارس الاخرى وان كان قد تأثر مرة بلوحة لمونيه .
وقبل ظهور هذه المدرسة التجريدية كانت في المانيا محاولات ابداعية ولم يكن(مارك) تجريديا بالمعنى الصحيح وانما كان يبحث في اشكال الحيونات مستوحيا بروح شاعرية البنيات العضوية اكثر من التخطيطات الهندسية في لوحاته التي وان كانت تمتلئ بالالوان المجردة تبقى ذات اطار واقعي .
وان كلمة التجريد في الواقع تتسع لمعان عدة واهما ما يتصل بالمعنى الفكري وهو الاساس الذي كات يرتكز عليه عند تحديد صفة الفنان التجريدية .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جبارة - ثورة التجريد في الفن