أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تسفي بارئيل - لا ينبغي البحث عن منطق في الحلم














المزيد.....

لا ينبغي البحث عن منطق في الحلم


تسفي بارئيل

الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 16:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نتنياهو وحكومته غارقان في الهذيان والشخصية المريضة الحالمة

هآرتس 8/8/2010:يحل أن نحسد رئيس الولايات المتحدة، الذي يستطيع ان يقوم بازاء عدسات التصوير ويصرح بأنه سيسحب حتى نهاية آب أكثر جنود بلده من العراق. ويمكن أن نحسده أنه يستطيع أن يتحدث عن سنة 2011 على أنها السنة التي سيبدأ فيها الانسحاب من افغانستان. صحيح ستظل قوات امريكية في العراق في السنتين المقبلتين ولن تكون افغانستان أيضا خالية من القوات الاجنبية، لكن قد أصبح واضحا الان أنه ستكون نهاية للاحتلال الامريكي. فليس الاحتلال الامريكي احتلالا اسرائيليا. انه يبدأ بحرب وينتهي الى تسوية ما، وبعد ذلك لتفعل الدولة المتحررة ما تشاء ما لم تمس المصالح الامريكية.
هذا هو الفرق الذي يثير الحسد وهو أن الولايات المتحدة لم تنشىء مستعمرات وراء البحار ولم تنقل مستوطنين امريكيين للسكن في الدول المحتلة، ولهذا فهي حرة أن تقف كما شاءت كل احتلال في أي وقت تشاء. كان عليها أن تقنع الرأي العام فيها – والرأي العام العالمي أيضا – بضرورة الحرب أما الانسحاب فلا يحتاج الى تعليل.
تمتعت اسرائيل ايضا مراراة كثيرة بهذا الترف. فقد قررت متى تنسحب من لبنان، وانسحبت مرتين من سيناء بل من اجزاء من الجولان. وفعلت تقريبا غير المستطاع عندما انسحبت من قطاع غزة، لكن الانسحاب من الضفة، فضلا عن الاجزاء الشرقية من القدس، أمر يختلف تماما.
يوجد في ظاهر الامر فرق عظيم بين المناطق والعراق أو افغانستان. فالضفة لصيقة بدولة اسرائيل – اما العراق فعلى مبعدة آلاف الكيلومترات من المدن الامريكية؛ ويمكن من الضفة اطلاق صواريخ على تل ابيب وعلى مطار بن غوريون، اما في العراق فيمكن فقط خسارة حقول نفط. لكن ليس التعليل الامني القديم هو الذي يمنع الانسحاب الاسرائيلي. فالتهديد الوجودي هو من ايران خاصة وتهديد الارهاب يأتي من لبنان او من غزة اللتين لم تعد حاجة الى الانسحاب منهما. عندما يخاف بنيامين نتنياهو نشوء جبهة شرقية من جديد يقصد العراق وايران، لا رام الله المليئة بمراكز الشراء والملاهي الليلية. لا يوجد نفط في الضفة ولا عمال رخيصون يأتون للعمل في اسرائيل. فقد كفت الضفة منذ زمن عن أن تكون مؤخرة اقتصادية اسرائيلية كما كانت في السبعينيات والثمانينيات وهكذا فان التعليل الاقتصادي باطل أيضا.
لا يمكن حتى ان يستعمل خطر نقد الائتلاف تعليلا جيدا للامتناع من الانسحاب. لانه في المدة التي حكمت فيها أيضا ائتلافات مركز ويسار كانت تستطيع تقرير انسحاب وتنفيذه ايضا لم يوفر ذلك في جدول العمل. لم يبق أي تعليل عقلاني واحد يمكن أن يمنع الانسحاب. الرفض الاسرائيلي موجود في مكان آخر – أي في وعي فحواه أن حلم أرض اسرائيل الكاملة لم يتلاش قط وأنه تحقق. إن دولتين للشعبين شعار جميل وعقلاني يمكن أن يشهد على تفكير سياسي واقعي لكنه لا يستطيع أن يحل عقدة تحكم وأن يلاشي حلما.
هذا هو مصدر انفصام اسرائيل التي ترى في لحظاته الحسنة على ما يرام، ومنطقية، ومستعدة لتفاوض مباشر بل تشتاق اليه. ورئيس الحكومة أيضا على ثقة بأنه مستعد للتنازل للفلسطينيين – هذا هو تعبيره لا الانسحاب. وهو يدرك ثقل الضغط الامريكي وآثار الاحتلال على دولة اسرائيل. لكنه في أكثر الوقت هو وحكومته غارقان في هذيان، ومكبلان بالشخصية المريضة الحالمة.
ليس المرض هو مرض حكومة الليكود او اليمين المتطرف فقط. بل ان الجمهور في أكثره مصاب به. ليس جمهورا يمينيا برغم انه منح أحزاب اليمين الاكثرية. انه جمهور حالم أو تعود الحلم على الأقل الذي استمر 43 سنة.بل ان اليمين في حلمه مستعد لضم المناطق مع الملايين الثلاثة او الاربعة من الفلسطينيين الذين يسكنونها بشرط ألا يضطر الى التخلي عن التراب المقدس. هذه هي مفارقة اليمين الذي هو مستعد من جهة للتخلي عن مناطق في اسرائيل يسكنها عرب اسرائيليون ويريد في مقابلة ذلك أن يضم ملايين الفلسطينيين بشرط أن يأتوا بمهر الأرض معهم. لكن المرض لا يبحث فيه عن منطق. ويعرف محمود عباس ويدرك علاماته أيضا. لهذا يحذر الاقتراب حتى يحصل على ضمانات لمستقبل حلمه. وفي الولايات المتحدة وحدها لا يفهمون لماذا لا يمكن أن نقول هنا: سنسحب حتى سنة 2011. لماذا لا يمكن احتلال الحلم.



#تسفي_بارئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رافعة سياسية لتركيا
- فجأة في منتصف الربيع


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تسفي بارئيل - لا ينبغي البحث عن منطق في الحلم