الصفحة الرئيسية
-
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
-
سامي كليب
-
أنا شيوعي وأؤمن بالله ورسوله.. وديع حداد معلمي وحبش مدرسة - كارلوس من وراء قضبان السجن
|
|
أنا شيوعي وأؤمن بالله ورسوله.. وديع حداد معلمي وحبش مدرسة - كارلوس من وراء قضبان السجن
سامي كليب
الحوار المتمدن-العدد: 200 - 2002 / 7 / 25 - 09:23
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أنا شيوعي وأؤمن بالله ورسوله.. وديع حداد معلمي وحبش مدرسة كارلوس من وراء قضبان السجن ل<<السفير>>: أرغب بالعيش في لبنان الترابي خانني مقابل مال سعودي.. وشعرت بارتياح عميق ل11 أيلول |
|
|
كارلوس خلال احدى جلسات محاكمته في باريس في العام 2000 (أ ف ب |
منذ مطلع الثمانينات لم يعد يوجد في فرنسا تعريف <<السجين السياسي>>، وكل السجناء فيها هم بالتالي ينضوون تحت سقف جنائي قضائي ممن يعرفون بسجناء الحق العام، وهذا ينطبق على ايليتش راميريز سانشيز الملقب ب<<كارلوس>>. ولكن خطورة تاريخ الرجل (بالمنطق الغربي) جعلته ومنذ اعتقاله ( او خطفه كما يقول) في السودان يعيش شبه عزلة ويضطر لاستئجار جهاز تلفزيون او شراء ما يتعدى المأكل والمشرب رغم انه يعيش وفق ما تشرح زوجته ومحاميته السيدة ايزابيل كوتانبير ( التي تزوجته وهو في السجن ) وضعا ماليا شديد الصعوبة. ولكن خضوع كارلوس لمراقبة شديدة في سجنه الباريسي، لا يمنع امكانية الاتصال البريدي به ، بحيث يمكن لاي شخص ان يكتب اليه ويحصل لاحقا على اجاباته. ثم ان هذا الثوري يحب الكتابة والقراءة يملأ بهما وقته الطويل الذي لا تقتطع من رتابته سوى الزيارات الاسبوعية لمحاميته وزوجته، او رسائل التضامن القليلة التي تصله بصورة متقطعة من الاصدقاء والرفاق الذين ربما لم ينسوا بعد انه ومهما تعددت اسباب نضاله الا انه وهب حياته وفكره الثوري وحريته لفلسطين وقضايا العرب. وهكذا بعد لقاء مطول مع السيدة كوتانبير، جاءت فكرة اجراء حديث مع كارلوس عبر سجنه ليكون بذلك فاتحة سلسلة احاديث مع سجناء سياسيين في العالم، على ان تتمحور الاسئلة خصوصا حول التجربة الذاتية والمفهوم الثوري في الوقت الراهن (أي وقت الهيمنة الاميركية الفكرية والسياسية والامنية ) وحول نظرة هؤلاء الى طبيعة الصراع الحالي بين اسرائيل والعرب، او الى المفاهيم المهيمنة على العالم كالعولمة وغيرها. وهكذا بكل بساطة، اخترنا مجموعة من الاسئلة، ووضعناها في صندوق البريد، ووصلتنا الاجابات لاحقا من دون أية مضايقات امنية. فكانت جولة في فكر الرجل المتمسك بشيوعيته كتمسكه بإسلامه الذي اعتنقه منذ منتصف السبعينات. وكانت ايضا جولة ايديولوجية من دون ان تخلو من تلوينات عاطفية ونضالية تتعلق بالرفاق في لبنان او بجورج حبش ووديع حداد، فضلا عن شعور بخيبة الامل من دول عربية خدمها فخذلته. وتبقى الاشارة ضرورية ربما هنا الى ان ما يقوله كارلوس في حديثه هذا لا يأتي مجاملة لصحيفة لبنانية، فهو قال الكثير وبجرأة كبيرة ولافتة حتى داخل محكمته الفرنسية، فلعن اسرائيل مرارا وصب جام غضبه على اميركا، وحيا المناضلين العرب وبعث برسائل كثيرة الى هؤلاء المستمرين اليوم في تقديم انفسهم على مذبح النضال. ووصلت رسالة كارلوس الجوابية بعد ايام على ارسال الاسئلة، وهو قدم لاجاباته بالتالي: <<ردا على رسالتكم الموقعة في 9 تموز، ارسل لكم اجاباتي المكتوبة بخط اليد وذلك للاجابة على اسئلتكم، وانا اتشرف بان يتم اختياري لافتتاح سلسلة من المقالات في جريدة <<السفير>> حول السجناء السياسيين . واطلب من صحيفتكم اللبنانية التقدمية ان تنشر كامل المقابلة، ولكم بعد ذلك حرية نشر التحليلات والنقد وفقا لما تمليه عليكم ضمائركم. واسمحوا لي ان اعبر عن صداقتي للشعب اللبناني الباسل، وتحياتي الى اصدقائي ورفاقي في لبنان. وأرجوكم ان تتذكروا بان لبنان لن يتحرر من الاحتلال الصهيوني قبل اطلاق سراح جورج ابراهيم عبدالله (المسجون في فرنسا) وقبل عودة كل الفدائيين الآخرين والمجاهدين اللبنانيين السجناء الى لبنان، وان يعودوا كأبطال>>. كيف تعيش تجربة السجن؟ كارلوس : ان السجن هو جزء من مسيرة المناضلين، وهو يشكل جزءا من تراثنا العائلي، وانا فخور بالانتماء إلى جيل من السجناء السياسيين، لكن ينبغي الاشارة هنا إلى اني حاليا بمثابة رهينة سياسية نظرا لطبيعة خطفي على طريقة العصابات ونقلي إلى القاعدة الجوية العسكرية في فيلاكوبلي (الفرنسية) في 15 آب 1994. وعلى كل حال فأنا خبير واواصل الكفاح دون هوادة ولا تسويات. ماذا تفعل لتمضية الوقت؟ كارلوس: أقرأ الصحف والكتب المفيدة لكفاحنا، واكتب بصعوبة على الطاولة البلاستيكية المتأرجحة والتي احتلت ولسبب غير مبرر محل الطاولة الخشبية التي كنت متعلقا بها لمدة ست سنوات ونصف، وانا استمع الى اذاعة الشرق واشاهد النشرات الاخبارية المتلفزة عبر تلفاز استأجره اسبوعيا بما يوازي عشر ثمنه. ما الذي تفتقده اكثر من غيره؟ كارلوس : حرارة البشر، والقدرة على التحادث مع شخص ما. وانا اعيش في ظل نظام عزل اداري منذ خطفي قبل 8 سنوات (وهذا بحد ذاته رقم قياسي). لا بل اني معزول حتى عن رفاقي في العزلة، انا السجين الوحيد في فرنسا الممنوعة عليه الزيارات، كما يمنع علي بطريقة غير شرعية تعلم اللغة الفرنسية التي اتعلم كتابتها من خلال قاموس ترجمة. ماذا يعني الكفاح النضالي بالنسبة لك اليوم؟ كارلوس: انا مناضل شيوعي منذ كانون الثاني 1964، وبما اني لم اسقط في فخ البيروقراطية، فاني مستمر على نهجي كثوري صلب وملتزم. انا لست صوفيا ولا متدينا، فقد نشأت في الالحاد ، ولكني أسلمت في مطلع تشرين الاول 1975. علاقتي مع الله تبقى حميمة ودون وسطاء وهي تنطلق من عميق حياتي الروحية. وقد وهبت نفسي للثورة مذ كنت في الرابعة عشرة من عمري وحين بلغت سن العشرين انتميت إلى الثورة العالمية حول محور استراتيجي، وربما عاطفي بالنسبة لي، (لكوني تزوجت الفلسطينية لانا جرار ) أي محور الحرب من اجل تحرير فلسطين. ولا اعتقد ان المثال الشيوعي يتناقض مع الاسلام ... ثم ان القرامطة كانوا اطلقوا وبنجاح كبير الحركة الثورية الرائعة المستوحاة من عصر الوحي القرآني وذلك بغية تاسيس اول دولة شيوعية في التاريخ قبل ان ينزلقوا صوب الانحرافات الخوارجية. وكذلك الامر بالنسبة للمسيحيين، فالفكر الشيوعي البدائي الذي دغدغ الطوائف المسيحية منذ القدم الغي مع قيام المسيحية كدين دولة في الامبراطورية الرومانية التي كانت تعيش مرحلة الحفاظ على الحياة. ان المادية الفلسفية التي انطلقت منها الماركسية ساهمت في قيام ذاك الغموض بين الشيوعية والالحاد اللذين هما في الواقع مفهومان مستقلان ومنفصلان. والتحليل الماركسي الهام بشان التنمية التاريخية للاقتصاد البريطاني حتى منتصف القرن التاسع عشر ولازمته العملية لتشريح اسس النظام الرأسمالي القيا بظلالهما على المانيفستو الشيوعي وتبع ذلك مدونة نظرية للمادية العملية والمادية التاريخية ليصل الامر الى الاسقاطات السياسية الكوارثية التي برهن ضلالها في خلال 150 عاما. ان ماركس هو سليل عائلة يهودية كانت تبنت حديثا المسيحية، وكثير من المثقفين الماركسيين كانوا من اصل يهودي، واما أولئك المنتمون الى اصول مسيحية فكانوا يواجهون صدمة جدية مع كنائس الدولة التي كانت بطبيعة الامر معادية للثورة ذلك ان الثورات كانت بالنسبة للكنائس الارض الخصبة للفكر الالحادي القائم في الشيوعية وسلاح في ايدي البلاشفة في حرب الطبقات بغية رفع هيمة الكنائس (خصوصا الارثوذوكسية) عن افكار الشعوب ذات الاغلبية المسيحية في الامبراطورية التروتسكية. لكن السكان بقوا مؤمنين بمن فيهم اعضاء الحزب الشيوعي . وهكذا فان عبادات الشخص التي احتلت مكان عبادة الله انتهت بصورة سيئة. ان عبادة الله هي حاجة انسانية بينما عبادة الالحاد التي الصقت باحبائنا الكبار في الثورة: لينين، ستالين، ماو، لم تنجح في احتلال مكان الله. اني اؤمن بالله، إله واحد واؤمن برسوله محمد... ان المجتمع الشيوعي قد يكون <<الجنة على الارض>>، ولكن للاسف فان لجنة ليست الا في السماء، ان الطوباوية الشيوعية تبقى كنجمة في الثريا بالنسبة للشيوعيين وهذا يخدم المجد الكبير لله. هل تصلك رسائل من أصدقائك والرفاق القدامى، خصوصا انك ناضلت طويلا للقضايا العربية والاسلامية؟ كارلوس: الرسائل الوحيدة التي تأتيني بصورة واضحة، وصلتني من الحكيم جورج حبش والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز وقيادات اخرى ورفاق ارسلوا لي رسائل تضامن. كيف تقيم اتصالك مع العالم الخارجي، وما هو رأيك بالعولمة والهمينة الاميركية؟ كارلوس: فقط عبر المحامين، ولكوني عالميا فانا ارحب بالعولمة كوسيلة للتبادل بين الشعوب، ولكني اعارض تلك المسماة عولمة والتي تخدم في الواقع طموحات الهمينة للامبرياليين الاميركيين. كيف كان شعورك حين تم ضرب مركز التجارة العالمي في 11 ايلول؟ كارلوس: شعرت بارتياح عميق تبعه شعور لا يوصف بان تضحياتي في الخرطوم لم تذهب هدرا. هل يخذلك ارتماء دول عربية كنت وقفت الى جانبها، في احضان الولايات المتحدة؟ كارلوس: باستثناء اليمن الجنوبي ، فقد كان من البديهي حتى قبل تفكك الاتحاد السوفياتي، ان حكومات كل الدول العربية الاخرى طابقت محاور سياساتها الخارجية مع مصالح الولايات المتحدة، وقد اختار العراق وحده الخروج من هذا المنطق الانتحاري. هل انا مصاب بخيبة امل؟ نعم، مصاب بخيبة من الجبن الهائل للحكام العرب باستثناء صدام حسين ورفاقه. كيف كانت علاقتك بلبنان ، وما هي ذكرياتك مع كل من جورج حبش ووديع حداد والعقيد معمر القذافي؟ كارلوس: باستثناء فنزويلا، لا ارغب في العيش سوى في لبنان، فانا احب هذا البلد وشعبه. وبالنسبة للاشخاص الذين ذكرتهم فان جورج حبش هو اكبر قادة الثورة الفلسطينية، وقد بات مدرسة قائمة بذاتها، وصار اسلوبه يقلد حتى خارج المقاومة، ولو كان اسمه احمد ، لما كان ابو عمار هو الرئيس... اما وديع حداد فهو الزعيم التاريخي الذي لا مثيل له، وهو المنظر والمخطط والمنسق لتلك الاستراتيجية الرائعة لزعزعة العدو عبر نقل الحرب الى عنده وعبر الجبهات ومن خلال هجمات الكوماندوس المحددة الاهداف والمدمرة. انه معلمنا جميعا. واما القذافي فهو خضع لضغوط خارجية وتلك التي تمارسها قطاعات ليبية، وان سياسة ضعفه والتخلي المتدرج عن واجب التضامن والذي بدأ بخيانة الجمهوريين الايرلنديين انقلب ضد الجماهيرية التي حكم عليها بسبب اعتداء لوكربي والذي لا علاقة لليبيا به وانا اعرف ذلك بصورة اكيدة، وما لم يقلب العقيد هذا الانحراف الانتحاري فان الثوريين الاكثر وفاء سيجدون انفسهم بحل من أي واجب تضامني مع نظامه الذي قد ينتهي مطمورا تحت رمال الصحراء. هل انت نادم على عملية معينة ؟ كارلوس: نعم تلك التي لم تنجح. في معظم مداخلاتك القضائية او الرسائل التي تبعث بها الى رفاقك العرب تتبنى موقفا مناهضا للصهيونية؟ كارلوس: خلافا للكثير من الذين يسمون انفسهم وطنيين عربا، فانا لا اقبل حتى بوجود كيان صهيوني، واذا اردتم اقرأوا مقابلتي مع صحيفة <<يديعوت احرونوت>> في نيسان 2001 عشية عيد الفصح اليهودي. ما هي برايك مصلحة الدكتور حسن الترابي في تسليمك الى فرنسا؟ كارلوس: قبل كل شيء، المال الذي تم دفعه من قبل السعوديين لخيانتي. انا لم اوقف، وانما خطفت من قبل حراسي السودانيين وسلمت الى الشرطة الفرنسية في مطار الخرطوم بأمر من الترابي والبشير وبعيدا عن أي اجراء قضائي. هل فوجئت باعتقالك؟ كارلوس: كان ثوار اسلاميون سودانيون في اوساط السلطة ابلغوني في شهر آذار 1994 بوجود خطة لاسقاطي، وقد كانت وسيلة خديعتي لافتة، لان الخطة الاصلية كانت تقضي بان ينفذ ضدي ما تم تجريبه ضد عماد مغنية الذي تم انقاذه بفضل جبن الاستخبارات السعودية. انت تعرفت ايضا وعن قرب على الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ما هي اهم ذكرى لك معه؟ كارلوس: عبد العزيز بوتفليقة صديق قديم، ولي ذكريات ممتازة معه، بدءا بعمليتنا الكبيرة في الاوبك (خطف وزراء المنظمة النفطية)، اما افضل الذكريات فتعود إلى فترة نفيه وابتعاده عن السلطة، واليوم لا يتمتع بوتفليقة بوسائل مساعدتي، وهذا واقع. ولكن ما يثير خيبة املي فهي محاباته الكبيرة للاميركيين وممثليهم المحليين أي المافيا العسكرية التي اغرقت البلاد بالدماء وحولت الجزائريين الى شعب بائس. لماذا تصر على التستر على اولئك الذين خدعوك؟ كارلوس: اني كمسؤول سياسي واع لحدود السلطات ومحاذيرها، ذلك اني عشت منذ ولادتي في كواليس السلطة، وانا احاول ان اقيم من خلال الرغبة بمعرفة الغير، القدرات الحقيقية للحكام، وتلك الحدود الموضوعية التي تشل قدراتهم على الحركة. وارى انه من واجبي ان اتعامل بموضوعية مع وضعي الخاص، وذلك لكي استطيع ان افهم وانا هنا في معتقلي صراعات الشرق الاوسط والخارج. انا لست مركز العالم، واقدم المصالح العليا للثورة على حريتي الجسدية وحياتي الخاصة. ومع ذلك فانا لست عازما مطلقا على حماية الخونة عبر سياسة تعذيب النفس، والعدالة الثورية حازمة وثابتة، ولم ترتجف يدي مطلقا حين كنت انفذ واجبي. هل فعلا ان مذكراتك جاهزة، وماذا تنتظر لنشرها، وهل سنتوقع مفاجآت ؟ كارلوس: لقد انتهيت من كتابة مذكراتي في تشرين الثاني 1992 في عمان، وهي ستنشر بعد موتي او على الاقل بعد 20 عاما، ولكن لا شيء يمنعني من نشر كتب حول قضايا آنية وفي فترة قريبة. كتب الكثير عنك، وصدرت عشرات الكتب التي تحاول رصد شخصيتك، ايها الاصدق؟ كارلوس: ان الكتب الكثيرة التي وضعت حولي هي اما مفبركة بالكامل، او مليئة بالاكاذيب والكليشيهات الفضائحية ناهيك عن الاخطاء والتي يمكن في الواقع التحقق من ضلالها. وكل ما كتب عني لم يكن قريبا مني وانما كان غالبا ما يكتب من منطلق حقد عميق مقرف واقرب الى الهجاء، والذين كتبوا عني يعطون صورة مشوهة عن شخصيتي والاسباب العميقة التي تحركني ولا يعلقون اهمية على الوقائع والتواريخ. تزوجت وانت في سجنك محاميتك السيدة ايزابيل كوتانبير. ماذا يمكنك ان تهديها؟ كارلوس: ان المحامية ايزابيل كوتانبير اصبحت زوجتي، وزواجنا المدني الضروري سيسجل حين تصبح كل اوراقنا جاهزة. انا اهبها حبي وهي تهبني مثله، ويحدونا الامل بحياة طويلة وزاخرة بالسعادة الزوجية تحت شمس فنزويلا، لقد كبحنا جماح تجاذبنا المشترك لمدة 3 سنوات، وقبل عامين اعلنا حبنا لبعضنا، وقبل عام قررنا ان نبقى سويا مدى الحياة على طريق السنة والنبي. اما لماذا اخترتها هي، ولماذا اختارتني انا، فهذا من اعظم الاسرار واجملها، فجذوة الهيام هي التي تغيرنا وتحولنا امام الحبيب، بغض النظر عما اذا كان هذا الوجود جسديا او عبر الفكر، انه الحب الخالص الذي لا ينطلق من اية حسابات او افكار مسبقة، انه الحب العظيم. هل من رسالة لك توجهها الى المسؤولين العرب؟ كارلوس: يا اصحاب الجلالة والسمو والسعادة، احترموا المسؤوليات الملقاة على عواتقكم، وثقوا بشعوبكم الذين يجتمعون حولكم كرجل واحد من الكويت حتى موريتانيا، ثقوا بهم ولو دخلتم في مواجهة مع العدو الصهيوني والغزاة الغربيين الآخرين للاراضي العربية، حتى ولو كانت المواجهة اقتصادية في بداية الامر. وحين ضرب اول صاروخ سكود تل ابيب في احدى ليالي شباط 1999 نزل الى الشوارع مئات آلاف النساء الثكالى وايتام الشهداء الذين خلفتهم الحرب ضد العراق، نزلوا في الليل الجليدي وبصورة عفوية الى شوارع طهران وتقاطروا زرافات نحو ساحة الثورة الاسلامية يهتفون <<اننا نسامحك يا صدام>> وانا واثق ان العرب هم بطوليون كالفرس. هل تأمل ان تخرج يوما ما من السجن؟. كارلوس: بما اني ثوري المهنة، فانا متفائل الطبع، وهذا ما يفسر دون شك لماذا احافظ على معنوياتي التي لا تمس، وعلى فكري الكفاحي الذي لا يهتز، وسوف يضطر العدو لاطلاق سراحي، ولو كان الهدف من ذلك اغتيالي لاحقا ، فانا اخضع لمشيئة الله . الله اكبر .
|
اسمه الأصلي: ايليتش راميريز سانشيز. و<<ايليتش>> ليس اسما فنزويليا في أي حال، ولا حتى أميركياً لاتينيا، انما أسماه والده بهذا الاسم لشدة اعجابه بفلاديمير ايليتش لينين. وكان والد كارلوس <<خوسيه>> ماركسيا واستاذا للقانون في جامعة كولومبيا. أما والدته <<البا ماريا>> فهي تتحدر من عائلة ذات تراث ثوري متواصل، فجدها قام بثورة في سنة 1899، وتمكن من فرض سلطته على البلاد. لكن انقلابا مضادا أدى الى اعتقاله وتعذيبه حتى الموت. وفي أجواء هذه العائلة نشأ كارلوس (المولود في كراكاس سنة 1949)، وراح يكتشف، بالتدريج، أفكار اليسار الثوري وقضايا التحرر الاجتماعي والوطني في العالم. اجتذبه العمل السري مبكرا، فانضم الى منظمة الشبيبة الشيوعية سنة 1964، وشارك في الاضرابات الشعبية والطالبية التي احتدمت آنذاك. وعندما أنهى دراسته الثانوية سنة 1966 كافأه والده برحلة بحرية الى جزر الكاريبي، فانتهت هذه الرحلة الى كوبا. وهناك تعرف مباشرة الى الشيوعيين الكوبيين، وسحرته حياتهم البسيطة المرحة، فأينعت في وجدانه ورودا حمراء. غادر فنزويلا الى لندن في سنة 1966 للدراسة في إحدى جامعاتها، والتحق بمدرسة لندن للاقتصاد. واستمر يقيم في العاصمة البريطانية حتى 1968 حينما سافر الى الاتحاد السوفياتي بترتيب من الحزب الشيوعي الفنزويلي، والتحق بجامعة الشعوب (جامعة بياتريس لومومبا). وهناك تعرف الى بعض الطلبة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. جاء الى بيروت من موسكو وفي مقر مجلة <<الهدف>> التقى غسان كنفاني. وعلى الفور أرسله كنفاني الى أحد معسكرات الجبهة الشعبية في جرش. وفي ذلك المعسكر التقى وديع حداد الذي اختاره ليكون في صفوف مناضلي <<المجال الخارجي>>. وفي الأردن بدأت حياته المثيرة واللاهبة، فقاتل في أيلول 1970 في جرش وعجلون، ثم انتقل مع الفدائيين الى لبنان. وبعد ثمانية أشهر من التدريب الدقيق سافر الى لندن ليدشن فيها رحلته الطويلة في العمليات الخاصة. ومنذ ذلك الحين بدأ اسم كارلوس يقض مضاجع العواصم الغربية. ففي سنة 1973 اطلق النار في لندن على المليونير اليهودي جوزف سييف صاحب محلات <<ماركس آند سبنسر>>، وفي سنة 1974 نسف مقر بنك <<هبوعاليم>> الاسرائيلي؛ وفي السنة نفسها قام بخطف السفير الفرنسي في لاهاي بهولندا. ونسبت اليه عمليات كثيرة مثل تفجير محلات <<دروغ دون سان جيرمان>> في باريس. وكانت أكثر عملياته اثارة وخطورة هي اقتحام مقر مؤتمر منظمة الأوبيك في فيينا في 21/12/1975. استمر كارلوس في نشاطه الثوري في صفوف الثورة الفلسطينية حتى وفاة وديع حداد سنة 1978، فصار بلا غطاء، وراح يفتش عن ملجأ وحماية. فتنقل بين لبنان والمجر حتى سنة 1982، ثم بين العراق واليمن الجنوبي. وتقلبت به الأحوال كثيرا، فعاش في الأردن وتزوج فتاة فلسطينية تدعى لانا جرار (وهي الثالثة بعد سونيا الكوبية وماغدالينا كوب الألمانية)، ثم اضطر الى الذهاب الى اليمن. ومن اليمن الى السودان الذي وصل إليه في آب 1993 بجواز سفر لبناني مزور باسم عبد الله بركات، وبموافقة من السلطات السودانية. ولاخفاء لكنته كان يردد ان والده مهاجر لبناني الى أميركا اللاتينية، وان أمه كوبية. وفي 14/8/1994 داهمت الشرطة السودانية منزله وخدرته ثم سلمته الى الفرنسيين، فقدم الى المحاكمة، ودافع عنه المحامي جاك فيرجيه (زوج الجزائرية جميلة بو حريد). لكن المحكمة حكمته بالسجن المؤبد في 23/12/1997 بتهمة تنفيذ ثلاث عمليات <<إرهابية>> في فرنسا سقط جراءها عدد من المواطنين الفرنسيين.
|
#سامي_كليب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من وحي هزائم جوسبان وروبير هو وأوبري وشوفنمان نهاية اليسار
...
-
حدود الديموقراطية وعنصرية لوبان في الانتخابات التشريعية الفر
...
-
هل تجنح فرنسا مجدداً نحو اليمين المتطرف ؟
-
اليمين العنصري يزلزل فرنسا وجوسبان يغادر السباق والسياسة
-
رواية فرنسية تشكّك بهجمات 11 أيلول البنتاغون لم ينفجر بفعل ا
...
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|
الصفحة الرئيسية
-
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
-
سامي كليب
-
أنا شيوعي وأؤمن بالله ورسوله.. وديع حداد معلمي وحبش مدرسة - كارلوس من وراء قضبان السجن
|