سقوط النظام البعثي في العراق،رغم احتماليته، هو الحدث الكبير المقبل الذي تتركز عليه الانظار والافكار وتستهلك بصدده اطنان من الكلمات و(لوريات) من التحاليل التي تحاول ان تتقصى اسبابه وتحدد موعده وشكله . وهذا الحدث ان وقع فعلا فسيكون لوقوعه دويا كبيرا سيثير الكثير من الاسئلة ويوجه الانظار الى الكثير من المشاكل العقدية في المنطقة كاهلية وشرعية الانظمة الحاكمة وجدوى او مبررات استمرارها في الحكم بالاضافة الى شرعية ونوعية العلاقة مع الآخر(الاجنبي) النافذ والفاعل في عالمنا العربي الراكد.
اذا كان الاميركييون ناويين فعلا على تغيير النظام في بغداد فالظن ان لااحد يستطيع منعهم من ذلك، في الظروف الحالية على اقل تقدير ، لكن سطوتهم وقدرتهم على التدخل وفرض الارادة ليست قدرا لايمكن رده ومن ثم الاستسلام له ، لان تاريخ الشعوب ومصائر البلدان لايمكن ان تصنعها ارادة منفردة مهما اوتيت من قوة.
لايخفى ان المصلحة والرغبة الاميركية في تغيير نظام بغداد تتلاقى وتتقاطع مع تطلعات ومطامح المعارضة العراقية ومن وراءها المجتمع العراقي بمجمله ، وهذا عامل يساعد الادارة الاميركية ويحفزها على المضي في مشروعها لما يوفره لها من غطاء وشرعية . لكن مالاتتلاقى معه رغبات وتطلعات المجتمع العراقي مع تطلعات واهداف الادارة الاميركية هو المنطلقات والاهداف،وهذا امر نافل ، فللادارة الاميركية حساباتها واسترتيجياتها الباحثة ابدا عن مصالحها اللانهائية في المنطقة وفي العالم وهي حسابات ومصالح بعيدة، بل متعارضة مع مصالح وهموم المجتمع العراقي الحقيقية. وبما ان التوجه الاميركي في طريقه الى التنفيذ والوقوع، حسب كل المؤشرات والادعاءات المعلنة، فان على المجتمع العراقي وعلى قواه السياسية وقياداته الفكرية وبالذات القوى والقيادات ذات التوجه الوطني والديمقراطي والفكر العقلاني الانتباه والتهيء للصراع المقبل والذي سيكون حتما مع تداعيات التوجه والفعل الاميركي واهدافه وامكانات تنفيذها على الارض وماسيترتب على ذلك من نتائج كارثية. لان اميركا وحلولها سوف لن يجلبا الفردوس الى المجتمع العراقي .
لكن واقعة التدخل الاميركي، مع كل مخاطرها، التي ستزيل نظاما صار وجوده عبئا ثقيلا على الجميع،سوف تفتح المجال امام احتمالات متعددة لامكانية الحراك السياسي والفكري لمواجهة النتائج التي سيفرزها واقع التغيير ذاته.
اذن الصراع القادم، وهو صراع معقد ومرير، سوف يكون مع و حول تداعيات التدخل الاميركي ومع و حول تركات النظام البعثي فيما بعد سقوطه.
هذا الواقع المستقبلي سيفتح امام الجميع العديد من الاسئلة عن طبيعة التركيب السياسي والاجتماعي في المجتمع العراقي وعن المرتكزات التي يمكنها ان تشكل الاساس لاوضاع قادرة على انتاج القوة المادية في المجتمع لخوض الصراع وتحديد اتجاهات التطور وتثمير عملية التغيير في اتجاه يحقق العدل والنمو والحرية للفرد وللمجتمع.
تلك اسئلة حساسة وصعبة ولاازعم باني في صدد معالجتها او الاجابة عليها لانها اسئلة تدور في مدارات متشابكة ومتداخلة، الا اني ساحاول ان اتعرض لمسالة تتعلق بنوع العلاقة بين القوى السياسية وبين الجمهور،الذي هو النواة الاساسية لكل فاعلية سياسية واجتماعية، وسعي بعض القوى السياسية لاستغلال الاوضاع القادمة من اجل الحصول على مكاسب فئوية ضيقة على حساب المجتمع كله، في سعي لاستثمار مشاعر الحيف التي يشعر بها غالبية المواطنون جراء سياسات النظام البعثي، ولبعض تراكمات الوعي المشوه للصراع الاجتماعي.
بداهة ان ادوات الصراع داخل اي مجتمع او بين مجتمع ما وبين قوى اخرى من خارجه ستقوم وتعتمد على اسس القوة المادية المؤثرة في آلية هذا الصراع . هذه القوة لها مرتكزات عديدة، من اقتصادية وحضارية وثقافية، لكن العنصر الاساس والمميز والذي يشكل جوهر الصراع وهدفه هو الانسان.. البشر. اي الكتلة السكانية في هذا المجتمع لما لها من دور لايضاهى في التاثير على مجمل عملية الصراع وعلى كل اتجاهاته.
هذه الكتلة البشرية، والتي لها تسميات اخرى مختلفة حسب المنطلق من مثل الجماهير، الشعب، المؤمنون..الخ هي محور العمل والنشاط السياسي والاجتماعي في كل الازمنة، ليس بالضرورة من اجل تحقيق اهدافها وآمالها بقدر ما يكون التوسل (من وسيلة) بها باعتبارها القوة المادية الرافعة لمشاريع السيطرة –السياسية والطبقية .
في مجتمعنا العراقي عوملت هذه الكتلة وماتزال بطريقة تقصيها من الفعل الحقيقي وتحرمها من التعبير السليم عن طموحاتها وآمالها من خلال وعيها لذاتها ولتطلعاتها، ومع انها تُهمش الا انها تُحضر في وسط الصراع كوسيلة لمواجهة الاخر، ويحرف وعيها وتحول قواها قسرا وبالتمويه باتجاه تحقيق اهداف فئوية او نخبوية باستغلال تنوع تركيبها وتعدد مكوناتها من خلال ابراز جانب معين من هويتها( الديني ، الطبقي ، الطائفي..الخ) واعلائه دونا عن وفوق كل العناصر الاخرى المشكلة لكيانها الاجتماعي.
فالانظمة الفاشية والشعبوية، والاحزاب التي تعتمد على رصيد الشارع الجماهيري من احزاب قومية ويسارية وكذلك القوى الدينية المسيس منها وغير المسيس جميعها تمارس اسلوب التاثير على هذا الجمهور من خلال فعالياتها العديدة لكسبه الى جانبها من اجل تحقيق مشاريعها المختلفة، وهذا يستتبع بالضرورة اساليب عملية وسطحية تركز على المحصلة النهائية ولاتبالي بان يكون الفرد قد فهم وادرك الموقف لكي يؤيده ام لا.فالعلاقة مع الجمهور هنا هي كمية وحسابية بحتة، ولاتستهدف التاثير النوعي.
واذا كانت غالبية االقوى المتعينة هنا تمارس التاثير على الجمهور وفق مشروطية ظرفية، كأن تتوفر لها فرصة تصنع بها مبررات هذا الالتقاء، فان القوى الدينية، وبالذات الشيعية منها، لديها وفرة وفيض واسع من المناسبات الجاهزة والمصنوعة لتمارس هذه الفعالية.. وعموما تصب هذه الممارسات من الناحية العملية في تحطيم والغاء الوعي ،لاسيما وان التوجه العام لهذه القوى ذي نزوع غيبي وطائفي مما سيسهم في ابعاد طاقات المجتمع الحيوية وتعطيلها عن امكان بلورة قدراتها لمواجهة التحديات الكبيرة التي ستواجه المجتمع من جراء التفاعلات الحضارية الضرورية لصيرورة عقلانية له ومن طبيعة المواجهة والتحديات التي سيفرزها التحول المقبل في الواقع العراقي بنتيجة التدخل الاميركي المزعوم.
دأب رجال الدين على استثمار المناسبات الدينية لأجل عقد جلسات لقاء مع الناس تكون فرصة ممتازة لطرح افكارهم وتصوراتهم وتوجيهاتهم في كل المجالات لاسيما المجالات الاجتماعية من خلال نقدهم لمظاهرها. وللتوجيهات تلك حضور متسلط على المجتمع فلايزال حاضرا في الذاكرة تشهير(الملالي) وتعريضهم بقضايا تتعلق بحرية المرأة ومشاركتها في الحياة العامة، ولانماط الحياة والعلاقات واللباس وغيرها من المسائل الحيوية التي تعبر عن نزوع المجتمع للتحرر والتمدن. ويبدو ان افق التغير سيحمل معه الكثير من هكذا تدخلات ستستثمرمشاعر الناس لعطف عقولهم وميولهم باتجاه تكريس الكثير من الافكار والتصورات التي تحرف المجتمع عن وعي الذات العقلاني وتدفع به باتجاهات لاعقلانية سياسيا وفكريا. وقد اخذهذا التوجه ملامح عملية، فمجمل النشاط الاعلامي والسياسي للقوى الدينية تلك اصبح يتحرك ويضرب على اوتار حساسة ليحاول استغلال مشاعر الغضب الشعبي العام والشامل لكل شئ ليستثمره في توجه طائفي – اسلامي سياسيا وغيبي فكريا، مستثمرا نتائج التخريب البعثي في تمزيق الهوية الاجتماعية والاحساس العام بالضياع الذي يورث موقفا حائرا ونظرة عدمية، يؤديان الى ميل وتعطش للانتماء، بالاضافة الى الخراب الاقتصادي الذي يلقي بظلاله الثقيلة على فئات المجتمع الفقيرة لتهمشهم وتشدهم لتلقف الحلول الخيالية والغيبية لمعضلاتهم في حال انعدام الحلول والمعالجات الواقعية(عندما تبتأس الارض تبتهج السماء) وهكذا سيولد نوع من الفراغ سيستطيع ان يملأه من هو اكثر قدرة على الوصول الى الناس بغض النظر عن دوافعه واهدافه... وتلك الخلفية ستشكل تربة خصبة لانعاش اللامعقول والفكر الغيبي مما سيلقي على التيار العقلاني مهام وادوار مضاعفة..
قد يكفي القاء نظرة سريعة على اعلام ونشرات القوى الدينية ليؤكد ماازعمه.. ولم تكتف هذه القوى بفعاليات رجال الدين والتنظيمات الحزبية المنضوية تحتها بل حاولت ان تخطو خطوة اوسع باتجاه التكريس الطائفي من خلال محاولة ضم كل ابناء الطائفة الشيعية اصحاب التوجهات الفكرية العلمانية ،بالاحرى غير العقائديين، في اطار هيكل تنظيمي مناسب، بحكم ان الاحزاب السياسية الدينية يتطلب الانتساب اليها والعمل في ظلها قدر غير قليل من الالتزام الديني العقائدي مما صيرها اطارات ضيقة في الحساب الطائفي الذي يريد ان يحتوي الطائفة .. كل الطائفة . وبيان الشيعة الاخير هو المحاولة الرائدة والمميزة في هذا الاتجاه، وهو كما يبدو يريد ان يبشر بمنظمة طائفية على غرار منظمة امل اللبنانية ابنة مجتمع الطائفية الفاقع. هذا سيجعل من هذا الاعلان فاتحة لعصر طائفي في الحياة السياسية العراقية. لاادعي هنا من ان الممارسة الطائفية مقتصرة على الشيعة ، ابدا.. اذ ان الفكر والممارسة الطائفيين موجودان وممارسان من قبل تيارات وطوائف اخرى،كالسنة مثلا ، لكن التقنين او التاطير النظري والاجتماعي لهكذا ممارسة تقع مسؤوليته على مبادرة البيان.
هنا يبرز سؤال هو :كيف يتسنى لهذه القوى الوصول الى نتائج فعلية في هذا المجال.. بمعنى كيف يتحقق لها التاثير على وعي الناس؟
ساركز هنا فقط على الاسلوب الرئيسي في التاثير على الناس متخطيا الوسائل الاخرى و كذلك المضامين.
تحدث هذه الفاعلية بالاستفادة من سمة تميز الانسان، هي ميله الى التفكير من خلال الاخرين اللذين يشكلون محيطه الاجتماعي، حيث يمتلك هذا المحيط قوة ضغط معنوي تسهم في انشاء الوعي الجماعي. وكذلك من ميل الانسان تلقائيا وفطريا الى التفكير ،اوليا، من خلال شعوره وحركة احاسيسه. واذا كان الانسان يميل الى اتخاذ مواقفه الفورية على اساس استجابته الشعورية الاولية فان هذه الاستجابة الشعورية ليست حالة منفلتة اوذات مضمون ودافع غريزيين يمارسهما الانسان كنعرة، وانما هي حالة تتاثر بقوة بالبنية العقلية والنفسية وبالخلفية الفكرية والاجتماعية للفرد . لكن خطر هذه الاستجابة الشعورية للمواقف يتحقق عندما يحدث وسط جماعة وبسياق ممارسة شعورية جماعية تستجيب لمؤثر ما كجماعة من الناس تربطهم روابط معينة ويجمعهم موقف معين ( هموم او مناسبة عامة)، فيحتشدون بتكرار دائم في تجمعات تنمي روابط خاصة فيما بينهم على اساس الموقف والتوجه الذي تمليه ضرورات التجمع واهدافه... الشعور هنا هو مدخل لدائرة الوعي التي ببناءها واعادة تشكيلها ترتسم معالم السيطرة او التغييرات المطلوبة، ولايمكن التغاضي هنا عن بنية اللاشعور وتمدداتها داخل الكيان الاجتماعي.
هذا الهامش الكبير او حقل الوعي الشعوري، كما اسلفت، هو موضع الحركة والتوجه للنخبة السياسية، حسب تطلعاتها، في خوضها للصراع السياسي والفكري داخل هذا الحقل ومن اجله اي من اجل تشكيله واعادة تركيبه. وغالبا ماتتحرك القوى السياسية في هذا الحقل بطريقة تاثيرية، ايحائية تحرك المشاعر اكثر مما تحرك الوعي والفكر، ومن بين ابرز واهم اشكال التاثير والتحريك هي الاساليب الشفاهية والاستعراضية – خطب الجمعة في المساجد والتلفاز، مواعظ وطقوس المجالس الحسينية،الاحتفالات الخطابية ،اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة .. الخ
ورجال الدين( الملالي ) من المبرزين في هذا المجال. اكيد ان هناك عوامل متعددة تدفع بالناس للاستماع والتصديق في هذه الطروحات، لكن عامل العدوى والضغط الذي تمارسه البيئة هو من بين العوامل ذات التاثير الخفي في دفع الناس الى هذا التصديق، كذلك لما لهذه المناسبات-الدينية- من اثر وجداني ونفسي عند الناس يهيئهم للّقاء بالخطيب الذي سيحرك قواه الاستعراضية من اجل تمرير القناعات وشحنها شعوريا للمتلقين.
ان الهدف الخفي وراء التحشيد الجماعي هو دفع الفرد الى الشعور بانه ليس وحده وان جميع من هم حوله يشاركونه مايحس به، رغم غموضه بحكم غياب التحليل، وبهذا يستمد قوته من الحشد ويستعير شخصيته منه مما يدفعه للتنازل عن عقله الخاص لصالح الادراك العام والعقل الجماعي الذي هو وليد اللحظة الانفعالية التي تحركها العدوى والنزوع التهييجي. الفرد في تلك اللحظة يوقف، متطوعا، كل توجه للفهم ويصغي الى الايقاعات الصوتية ورنين تنغيم الخطيب الذي يشكل مع التجاوب الصوتي للحشد في تاليف اوركسترا تنغيمية تكرس توجهات الشعور وترسخها لتوقف المرء عند تلك اللحظة، معيقة اياه من الانتقال الى المرحلة التالية، مرحلة التحليل والفهم، التي تستوجب تشغيل العقل والخبرة والتي يجد الانسان نفسه اكثر قربا منها في حالات وحدته. ان علاقة الفرد بالمجموع، تلك العلاقة الشعورية والسهلة، تحول بينه وبين استعداده للوعي والفهم منفردا، فهو سيتنازل عن فرديته وقناعته بسبب من تواتر اقتناعه ان الفرد منفردا لايمكن له ان يدرك الامور مثلما تدركها الجماعة... لذا يلاحظ ان الخطاب السلطوي، اي كل خطاب يبتغي السيطرة، يلجا في لغته وتوجهاته الى الجموع ولايخاطب عقلا مفردا. وهذا الامر هو هم كبير من هموم القوى السياسية التي تريد ان تسيطر على هذه الكتلة والتحكم بها، وليس من اجل زرع الوعي فيها واعانتها على ان تعي ذاتها وتنظم اوضاعها وتبني مستقبلها بنفسها. من هنا هذا الالحاح على التاكيد بصخب على جزيئة من جزيئات المكون النفسي والوجداني والاجتماعي للفرد والمجتمع، كالطائفة او المذهب او القومية واعتباره الخلفية الاساسية لهما. وهذا مانشهد له حضورا واضحا في الطروحات السياسية والفكرية لبعض القوى... فلاغراض السيطرة والسلطة يتم اختزال هوية الانسان وحصر ابعادها، وتحويل الانسان، كائن الافق الرحب والحر، الى عبد لقيم واشياء تبلد عقله وتفقر انسانيته.
تخلل الكلام السابق نوع من الاطالة وشئ من التجريد الا انه يجدر القول ان المجتمع العراقي كان عرضة للتضليل واحيل كثيرا بينه وبين امتلاكه لذاته الحقيقية ولاتزال النوايا تتجه الى ذات الاهداف من قوى تحمل الفكر الغيبي والطائفي والعرقي، وتهدف الى مد خط التضليل بدعاوى حقوق قومية وحقوق طائفية تارة وبدعاوى مجتمع اسلامي تارة اخرى وكأن المجتمع حالة مصمتة وبنية مغلقة على شكل عقلي وحضاري واحد وموروث، يلغي ويتجاوز كل معطيات الحضارة المعاصرة وتفاعلات الانسان والمجتمع معها. ان الانسان اكبر واهم من كل المصالح الضيقة وهو الراسمال الثمين الوحيد في هذه الحياة. وانساننا العراقي احوج من اي وقت آخر لبذل الجهد من اجل اعادة قيمته الانسانيته المهدورة اليه، والعمل على تطوير وتنمية قدراته وتوفير الظروف المناسبة له ليحقق نموا اقتصاديا واجتماعيا كفيلا بان يؤسس ويبلور الصيغ العقلية القادرة على انتاج عقل اجتماعي معرفي واع لواقعه وافقه المستقبلي من خلال السياق الموضوعي لوجوده وليس لرغباته العشوائية. هذا العقل وهذا الانسان هما القادران على توفير القاعدة المادية والفكرية القوية لمواجهة الاخطار والصعوبات التي ستاتي بها الايام المقبلة..مهام كبيرة امام المجتمع ليعيد بناء نفسه وقواه المدمرة،وتحديات الظروف القادمة ستتطلب المزيد من توافر للطاقات وللعقل وللمنطق في معالجتها، وان دعاوى القوقعة الطائفية والدينية ستسهم في تفكك القوة المادية القادرة على اعطاء المجتمع قدر مهم من التماسك.
طبعا لست بالخيالي لادعو او اتمنى وحدة اجتماعية تجعل من المجتمع (حالة واحدة) وباتجاه واحد وارادة واحدة ، فهذا لايتناسب مع منطق الحياة. لكن اكيد ان الجميع يدرك ان التعدد والتنوع شئ والتفكك والتشرذم شئ آخر تماما.
تلك مهام جسيمة وعمل شاق ويتحرك في حقل حساس الا انه لاشيء امام قوى الديمقراطية والعقلانية سوى العمل.
والمزيد من العمل.