حول العمل النقابي في قطاع الكهرباء

نوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 09:23
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

شغل موضوع القرار والاجراءات التعسفية التي اتخذتها وزارة الكهرباء ضد العمل النقابي فيها ردود افعال تستحق كل تقدير واحترام لما تحملة من تضامن وتأييد للطبقة العاملة العراقية في نضالها من اجل بناء حركة نقابية في كل قطاعات الإنتاج ومنها بشكل خاص القطاع العام بعد ان اصدر النظام الدكتاتوري السابق قراره الجائر 150 لسنة 1987 بتحويل العمال الى موظفين ( بالاسم فقط ) من اجل تهميش والغاء مكانة الطبقة العاملة وتحجيم دورها وعددها .
العمل النقابي في قطاع الكهرباء الذي تعرض مؤخراً الى اجراءات بالتأكيد هي تعسفية ويراد منها الغاء العمل النقابي في هذا القطاع المهم . لكن ما كان يجري داخل النقابات الاربعة ؟؟ في هذا القطاع ( هذا غريب على العمل النقابي التعددية ضمن القطاع الواحد ) شيىء بعيد عن العمل النقابي الحقيقي .. لقد كانت هناك مجاميع متعددة تعمل بأسم العمل النقابي ولكنها تمارس اساليب بعيدة كليا عن مجالها .. وكل من يكون قريباً من العمل النقابي يعرف ماذا كان يعمل هؤلاء بأسم العمل النقابي ؟ .
فهل هناك في تاريخ العمل النقابي منذ بدء عمله العلني بعد ثورة 14 تموز ولح الان ، نقابي له حمايته المسلحة ؟ وله سيارته الخاصة بالوزارة يستخدمها كيفما يشاء ؟ وهل من المهام النقابية دفع باب الوزير والمدير والمسؤول بقدم ( النقابي ) لكي يدخل غرفته ؟؟ . وهل من مهام النقابي ان يعين من يريد لقاء عدد من اوراق الدولار رغم عن التعليمات الادارية ؟ وهل يحق للنقابي ان يرشح من يريد للدورات والايفادات الرسمية غصباً عن ادارة الوزارة ؟؟ . وهل من حق هذه اللجان النقابية حمل الاسلحة والتهديد بها داخل المؤسسة الحكومية ؟ وهل يحق للنقابة ان تأخذ ( حصتها ) من المقاولات الوهمية لقاء مبالغ لا يعرف مصيرها ؟ وهل يعقل ان السادة في النقابات الاربعة في قطاع الكهرباء يمتلكون اموالاً وعقارات نتيجة هذه الاعمال بأسم الحركة النقابية وعمال القطاع ؟؟ .
هذه الاسئلة وغيرها موجهة لكل من كتب عن هذا الموضوع ابتداء من السيد آرا خاجادور القائد النقابي المعروف والسادة الاعزاء الاخرين هل يرتضون ان يكون العمل النقابي هكذا ؟ ولا اعتقد انهم يدافعون عن مثل هذه النقابات ( اكثر من صفراء ) ؟ .
ان ما ذكرته ليس اتهامات باطلة .. وليس حسداً على ما هم عليه . انهم ايها السادة اساؤا للعمل النقابي جملة وتفصيلا . انهم مجاميع مسلحة تعمل داخل هذه الوزارة . والا ليتم الاستفسار منهم عن عدد اعضاء نقاباتهم ولجانهم النقابية ؟ وماذا قدموا لهم ؟ مجرد تعينات بعقود ومن ثم فرض التعين الدائمي باساليب قسرية على الادارات لقاء عمولة معروفة .
وأود ان اؤكد ان العمل النقابي الحقيقي هو ما تعلمناه من قادة نقابيين افاضل احترموا العمل النقابي وكان جزء من حياتهم اليومية ولم يحصلوا غير الاستشهاد والسجون والارهاب السلطوي من الانظمة الدكتاتورية ولم يفكروا قطعاً بمنافع شخصية لهم كما فعلها السادة في نقابات الكهرباء .
لقد كانت هذه النقابة نقابة واحدة ولكن بسبب الاختلاف على الغنائم اصبحوا اربعة نقابات في هذا القطاع فقط .. وانتحلوا اسم الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الذي تأسس بعد سقوط النظام السابق في 9 / 4 / 2003 واصبحوا يدعون بأسمه زوراً وبهتاناً وهم ليس لديهم اي نقابة مهنية اخرى في أي قطاع من قطاعات الإنتاج الاخرى . فأي اتحاد هذا ؟؟
اما الاجراءات التعسفية التي اتخذتها وزارة الكهرباء وقبلها وزارة النفط وكذلك وزارة النقل وغيرها من مؤسسات القطاع العام فهي مرفوضة جملة وتفصيلا . وان الحركة النقابية ستواصل نضالها من اجل الاسراع في إصدار قانون العمل الجديد الذ شارك في صياغته اتحاد نقابات العمال في العراق واتحاد الصناعات العراقي ووزارة العمل وعدد من المختصين ووفق معايير منظمة العمل الدولية والعربية والذي سيلغي كل القرارات والقوانين النافذة دفاعاً عن الحركة النقابية العراقية بتاريخها النضالي المجيد وبشخوص قادتها الافاضل الراحلون عنا والاحياء منهم ولن تقف في طريقها ادارات ومؤسسات ما زال يعشش فيها بعض ازلام النظام السابق ومن لا تاريخ له في الحركة النقابية ويحاولون السيطرة عليها باساليب خبيثة سلطوية .
ستبقى الحركة النقابية العمالية قائدة لصنع الخير والابداع والحياة و للاعمار وبناء الوطن ، ومدافعة عن حقوق ومكتسبات ومصالح عمال العراق بالطرق التي ناضلت بها بعيداً عن المنفعة والمصلحة الذاتية والحزبية الضيقة والغرباء عنها .

#نوار_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات