أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الكعبي - ثُنائيِّةُ أَسَد بابل














المزيد.....

ثُنائيِّةُ أَسَد بابل


حيدر الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 09:14
المحور: الادب والفن
    


هِزَبْرررررررررررررررررررررررر


من الظلال المتماسـكة
أمتشـقُ جسـدي
وأُوْقِـظُ الأدغال


كلا، كلا
أنتنَّ لا تُشْـبِهْـنني
لِبْـداتُكنَّ مسـتعارة
وأنيابُكنَّ خُلَّب


يا ضِبـاع
أنا الهِزَبْرررررررررررررررررررررررر
معي
لا أحدَ يلهو
وبغيري
يطمعُ المروِّضون



الغابة مملكتي
لا أُمّي
تاجي البرق
وسـقفُ إيواني السـماء
عرررررررررررررررشي تلُّ الأَتاوات
وحاشِــيَـتي الررررررررررررررررعب


هيَّـا، فضحايـاي تنتظر
أُنْهِضُ الأشـجار
وأُضيءُ الثِّـمار
ثُمَّ أبدأُ نزهتي


هِزَبْرررررررررررررررررررررررر


أَتَفَحَّصُ الأفخاذ
وأَرُوْزُ الأكفال
وأَزِنُ الأَلْيَـات


وأزأررررررررررررررررررررررررر
وأزأررررررررررررررررررررررررر
وأزأررررررررررررررررررررررررر



قلوب الوَحْـش طعامي
وأكبادُ الغزلان حَلْـواي
الدم شـرابي
والعظام سِـواكي



أُقَصِّـرُ أعنـاقَ الزرافـات
أُذيْـبُ الفِيَـلَـة
وأتمررررررررررررررررررررررررغُ
بالنمور



أَسْـحَـلُ الأنهار
وأتسـلقُ الأمطار
وأبتني عريناً في السـحاب



هِزَبْرررررررررررررررررررررررر



أُباعِـدُ ما بين فـَكَّـيَّ
وأحرّررررررررررررررررر
الرّررررررررررررررررررعد



أَهْـدِمُ الأوجار
أَقْـصِـمُ الأعشـاش
أَرْررررررررررررررررردمُ الجحور



وأزأررررررررررررررررررررررررر
وأزأررررررررررررررررررررررررر
وأزأررررررررررررررررررررررررر



ولا أَحَدَ يتقدَّم
لا أَحَدَ، لا أَحَد
سـوى الليل
كبيرِ وزرائي



فمي فوهة فُرْن
زَفَراتي تُدْفِئُ أَشْـبالي النِّيـام
فيما أحشـائي تنصهرررررررررر



والآن
وقد تركتُ الأشـجار تنزفُ ورداً
وأبكيتُ الندى
أنا ذاهبٌ إلى الظلالِ القَصِيَّـة،
ذلك النَّـفَـقِ الحلزونيِّ البعيدِ الغور
أَسْـبُرُ ظلمته
وأدعوه للقتال
هاشَّـاً بذيلي نظراتِ القرودِ المرتعدة
فوق الأشـجار
وهي تتأمّل جسـدي الأبنوسيَّ المُعَـضَّـل
يغوصُ في العَـتَـمَـة



هِزَبْرررررررررررررررررررررررر








2





هِررررررررررررررررررررررررر



المـنَـصَّـةُ تحتي ترتَـجّ
أَفْيـالٌ بخراطيـمَ مسـتقيمة
تبصقُ فتتداعى البيوت
طيورٌ عاريةٌ شاهقة
تبيضُ فتشـتعلُ الأنهار
زرافاتٌ بحّاء
تَتَجَـشَّـأ فيتـطايـر الطيـن
ويُغْـلِـقُ عَـيْـنَـيّ



وأزأررررررررررررررررررررررررر
وأزأررررررررررررررررررررررررر
وأزأررررررررررررررررررررررررر





ولا أحد يلتفت
لا أحد، لا أحد
ولا حتى الليل،
كبير وزرائي



روحي لَبْـوة
مُعْـتَـصَـرة بجســدي
تَخْمِـشُ جُدْرانَـه
فتَـدْمَـى براثِـنُـها



بابـل، يا بابـل
لماذا حَـبَـسْــتِني في الرُّخام ؟



ظِبائي البيضاوات
اللائي طالما اغتسلْنَ بلعابي
وتعطَّرْنَ بأنفاسـي
يقفنَ على مرمى ذراع
ويقُلن " أفٍ، ما أنتنَ فمَه!!"



هِررررررررررررررررررررررررر


الباعةُ يَـتَـناهبونني
عيوني ميداليات
أنيابي تمائم
ذيلي مِـذَبَّـة



بابـل، يا بابـل
أنهارُكِ كلُّها لا تُطْـفِـئُـني



الأحلام تعود بي إلى الغابة
ألمح القطط تنقلُ صغارها
وأنا أختطفُ تمثال الذهب
وأعدو
جارّاً خلفي المدينة بأسرها
بعيداً، بعيداً، بعيداً
ثمّ أبعَدَ، فأبعدَ، فأبعد
ها هو الليل—صديقي—
تَسْـتفزُّهُ المصابيح
يتسمَّع اللَغَطَ القادم
ويتأمَّلُ رُجُومَ الهراوات
والشَّـتائمَ والصفّارات



وأعمقَ، فأعمقَ
أتوغلُ بهم
عبر التلال والأحراش والسـنين
حتى أَبلُغَ المَأْسَـدَة
فأبصِق السبيكةَ جانباً
وأدعو أبناء جِلْدتي
يا ضياغم
يا سباع
قوموا انظروا أيَّ صيدٍ جَلَبْت
إذ ذاك وقد عزَّ عليهم الفرار
أستدير
وأواجهُ ضجَّتهم
الآن أذيقكم نكهتي،
نكهةَ الأسد الحرّيفةَ الأصيلة



لكنْ، هيهات
فها أنا في شَـرنقة الآس
أعجزُ عن الإلتفات
لأرى مَنْ يَشُـدُّني من ذيلي



بابـل، يا بابـل
مادُمْـتِ لَسْــتِ أُمّـي
خلِّصـيني من هذا القِـمـاط



هِررررررررررررررررررررررررر



الـوَزَغُ يُـدغْـدغُ باطـنَ أُذُني
الزَّرازير تَحُطُّ على شـواربي
وتلتقطُ الذبابَ من شـفتي الشـرماء
أنوءُ برأسـي الثقيـل
ولِـبْـدَتي تَعِجُّ بالأوراقِ الضَّـالَّـة
وبالذروق والجصّ وفلترات السَّـجائر
فيما لحيتي، آه،
لحيتي المبتلاة المغسـولة بالعَرق
يتعلقُ بها الأولاد
ويتصـايحون



بابـل، يا بابـل
أما مِنْ فأرةٍ تَقْـرِضُ شِـــبـاكي؟



هِررررررررررررررررررررررررر






تموز 1993

عراقي مقيم في الولايات المتحدة

[email protected]



#حيدر_الكعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَلَى عَتَبَةِ التَدْوين
- تعال نحلق فوق عش الوقواق
- عبد الحسن الشذر
- الخَلْق
- صور عائمة
- محمود البريكان ومسألة النَّشْر*
- أسطورة الغريق
- الكل لا يساوي مجموع الأجزاء
- أتَحَدَّثُ عنِ المدينة
- إلى من ينشرون باسم حيدر الكعبي


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر الكعبي - ثُنائيِّةُ أَسَد بابل