أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيمة عماشة - التخلف العقلي المزمن!














المزيد.....

التخلف العقلي المزمن!


نعيمة عماشة

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 09:10
المحور: المجتمع المدني
    



كرملية الحضور جولانية الجذور
يطالعنا تخلفنا في كلِّ مرة ٍ ، بصحفنا الصفراء ، بسهامنا المثقفة التي لا تفكرُّ هنيهةً في الرجوع ِ إلى الوراء ، فغضبنا جامحٌ ، وآراؤنا صوابٌ لا تقبلُ الخطأ وآراؤهم خطأ لا يقبلُ الصواب!
وتبحثُ في كتف الجبل وساحله عن ذلك النهر لتشربَ منهُ وترتوي ، فتُصابُ بداء ِ جنونهم، وتتوقف عن رؤية وجهكَ في المرآة!
يشترون الصحافة ويقننون حروفها ويعدونَ على الكتَّاب ِ شهقاتهم زفيرهم ونفيرهم، وصعبٌ أن تُخصى الكلمات والأحلام ، وصعبٌ أن تعيشَ بلا وطن ، وأن يخيطوا فمكَ فلا تنبسُّ حتى بحشرجة ٍ تثبتُ أنكَ حيٌّ تُرزق!
في مجتمعاتنا ينقسمون فيما بينهم، أكثرهم يسيرون في القافلة، قد يهزون رؤوسهم ذاتَ الشمال ِ وذات اليمين ، وقد يهنهنون ويبتسمون ويذرفون دموعهم ، التي ليستْ لهم! وسواهم يعيشون لأن الموتَ قد نسيهم ، تأخرَ عنهم ، فيتقلبون بمضاجعهم ويزفرون، وبعضهم يمكثون في خنادق ٍ ليست لهم ، ورثوها عن جدهم السابع ، يرفعون بها رايات لم يقرأوا الوجه المرسومَ على حواشيها!
والبعضُ البعض مثلي ومثلك ، في برجنا العاجي نعيش ، نُخربشُ على وريقات ٍ أقصى ما تملكه ، هوَ أن تلتفَ فستانًا لزوادته ِ وتشرب زيتها ، دونَ أن تشربَ الزُّوادةُ حرفًا واحدًا يسقطُ فوقَ جسدها المسجى !
يُصيبني الإحباطُ أحيانًا ، فهذا الفراغ ، هذا الشعور أنكَ لا تنتمي لأحد ، وأنَّ وطنكَ مسروقٌ وقوميتكَ يتشدقُ بها الآخرون ، وطائفتكَ تُلاحقُ كعاصية ٍ خرجت لتوها من بوابات السجون! هذا الضياعُ النزق، هذا الوجعُ المقيم ، وهذه الأكداسُ المكدسة من الكتب ، فوقَ رأس ٍ برمجوه، أن لا يُفكر وزعموا أن نقلهُ لا عقلهُ ، وأنَّ دينهُ سياستهُ ، وأن تمنطقهُ تزندقهُ ! هذا الضياع يحطُّ بقوادمه ِ وخوافيه فوقَ حناجرنا المنشقةُ عن برعم ٍ تهمتهُ الوحيدة أنهُ بلا هوية ، بطةٌ سوداء تبحثُ عن أمومتها الضائعة ، ولا تجدها !
نحنُ المستنيرون، في جمهورية أفلاطون ، ولكننا نحملُ شموعًا كي نرى بليلهم الأيهم، وننادي بعلو أصواتنا ولا أحد يسمع ، وجبالُ المصائب ِ تتراكضُ بينَ أيدينا نرمي وجيعتنا ونأتي بأخرى نقاسمها فراشنا وطعامنا ، فإذا تلبستنا كالرداء نُدركُ ما أدركهُ صاحبُ الجبل ِ ، أن مصيبتنا كانتْ أخفَ وطأةً على العنق ِ !!
أدخل في غوغائهم مرةً واحدةً لتدركَ كنهَ الضياع، فجأةً تخرجُ زنديقًا وكافرًا وملحدًا ومرتزقًا وسليلَ خونة! فقط أدخل بينهم ، لتتفجرَ غيضًا ووجعًا ، وتقلبُ ظهرَ مِجنك وترحل !!
ووجيعةُ المرأة ِ تفوقُ وجيعةَ الرجل ، لأنها أصلاً تعاني من عقدة ِ نقصها ، من تهمة ِ أنوثتها ، من حبر ِ عاطفتها ورقتها ، وكأنَّ رجولتهم تعتقدنا صنفًا آخرا لا يفهم بالسياسة ِ ولا بالدين ولا بالثقافة، فتخرجُ وقد اضطهدوك لجنسكَ ولقوميتك ولطائفتكَ وللون ِ بشرتكَ وللغتكَ ، فهل نحنُّ حقًا شعبٌ متخلف ، وهل هناكَ سبيلٌ للشفاء ، من عقدة ِ الأنا ومن شبح ِ الطائفية ِ ، ووجع ِ الأنوثة ِ وماغرينا النصف في عوالم ٍ لا تحتفي إلا بالأنصاف ، وتحتاجُ لجرعة ٍ لا بأسَ بها من العدالة ِ والإنصاف !!
http://naima.roomforum.com
[email protected]



#نعيمة_عماشة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيمة عماشة - التخلف العقلي المزمن!