متي تحمر حجارتنا

سعاد شعت

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مصيبة الوطن لن تقدر بثمن .. ولا حتى بألف كوب دم ..
هذا السقوط العجيب والغريب والشاذ والمقزز عن الحقيقة ..
فهل يليق برجال المقاومة .. بثوار البلد مثل هذا السقوط ؟؟
توغلات العدو في القطاع تستمر ,ملاحقة الصيادين والمزارعين كذلك مستمرة .. تجاوز عدد الشهداء منذ نهاية الحرب الأربعين شهيدا .. فأين الرد؟؟؟
وما قيمة جمع السلاح وتدريب المقاتلين إذا لم نستطع صد العدوان , والرد على المعتدين..؟؟؟؟
والأقذر من ذلك هو أن تقوم حكومة غزة محتكرة لواء المقاومة بمنع بقية الفصائل من الرد بحجة أن القطاع في حالة استراحة مقاتل .. وبحجة الحصار.. وأن العمليات قد تضر بشعبنا في هذه المرحلة "الحرجة" .. أمر عجيب فكلنا يعلم أن هذه الفكرة ساقها المتعاونون أمنياً مع الاحتلال..ورفضها الياسين رحمه الله وأكد على أنّ العمليات لا تضرُّ بشعبنا إطلاقا بل المفاوضات ..
وماذا سيفعل مقاتلكم في فترة استراحته حينما يشرب قهوته , وفجأة يحاصره العدو .. هل سيطلب منه أن يعود في وقت آخر ريثما ينهي قهوته و يصحو من غفوته ؟؟؟؟
كأني أقرا في تاريخ من سبقوك ياحماس ؟؟
نعيبُ على رجال الفتح تخليهم عن المقاومة, وهاهي حماس بإرادة أو دون ذلك تمشي في ذات الطريق الذي مشته فتح من قبلها ..؟ مشعل يرضي بحدود 67 , وجدي يظل يلعن فيه , وكمثله هنية لا مشكلة لديهم في مكان قيام الدولة , المهم أنهم يملكون زمام القيادة ويتحكمون في رقاب الناس ويقودونهم نحو أهوائهم , فقد ثبت بشكل قاطع أنهم لا يريدون الإسلام الذي استخدموه لدعايتهم حتى وصلوا إلى الكراسي.. ويكاد وهو الدارس للغة العربية أن يُخضع كل حروف الضاد وأهمها حروف فلسطين للعبته القذرة في التخلي عن الثورة من أجل أن يُقال عنه أنه وطني وسياسي شاطر مثل عباس ..
نتغنى ببطولات الماضي ونتحجج بشماعة دحلان , فهو العميل والخائن والمنافق وكل شيء , و الذي يُجبر السماء أن لا تستقبل صواريخكم , وأنتم المساكين الأبرياء الأتقياء .. فإن صرخ الوطن ثأراً لكرامته التي تستباح , يرد الأبرياء بأن دحلان السبب في كل شيء , وأنهم عاجزون , ملاحقون , محاصرون , مكبلون .. يا حماس الوطن يعرف حقيقة أولئك الفتحاويين المنحرفين عن جادة الطريق .. ويعرف مدى جرائمهم بعد أن كانوا شعلة النضال لسنوات طويلة جدا , لكن يتساءل :_
*طيب دحلان في الضفة , وغزة لكم ، وانتصرتم بزعمكم على إسرائيل فما الذي يمنعكم من الرد على جرائم جيشها في غزة ؟؟!!.وهل يليق بمقاومة تعلن انتصاراتها , أن تقف موقف المتفرج إزاء كل هذه الدماء والتوغلات ..؟؟
وما الذي يؤخرها عن القيام بواجباتها المفترضة ؟
وهل هناك اتفاقيات سياسية تُكبلها كما يُذاع ؟؟
وهل صارت العمليات الجهادية إرهابية وبكل فخر ,أو صارت ماض أسود كما تراه قيادة حماس الجديدة ؟
وهل صارت القضية رخيصة بثمن المياه على الحركة كما صار مع من سبقوها من الثوار..؟
وهل دخلت الحركة كوشة السياسة وفرحت بزغاريد المجتمع الدولي ؟؟؟
وماهو العدد المطلوب من الشهداء حتى تتحرك نخوة المقاومة وتثأر للدماء ؟؟؟
وهل من العقل والحكمة أن ننتظر العدو حتى يُجهز صفوفه لغزونا وسحقنا , ثم نقول بفرح ساذج بعد أن يكون قد سحقنا : _ لقد انتصرنا عليه ومنعناه من أن يصل للهدف المراد ؟؟؟
وهل حقا معركة السفن صارت أهم من ألف صاروخ تطلقه المقاومة كما ورد عنها ؟؟
وهل تنتظر المقاومة أن تُهدم كل بيوت القدس , ويُهجر كل رجالها كي تستحى ويثور سلاحها , وتقوم بعمليات الثأر المقدس لتعيد توازن الرعب ؟؟؟
من يعجز عن رد العدوان ياحماس فلا يمنع غيره , وهذا أقل القليل ...
الله أكبر .. أين زمن الذين يتركون نسائهم ويرحلون مجانين للحبيبة الأولى " للقدس"
كان الشهيد يرحل ويعود بألف شهيد وألف طلقة وقنبلة وعملية استشهادية ..
كانوا يرحلون بثمن أغلى من كل هذا الكون ...
واليوم صاروا يرحلون حتى ولا يُذكرون ...
كان الأم تفرح وتسعد وهي ترى تعب 25 سنة .. طفلها المدلل يكبر ويرحل لأجل الله .. لأجل الوطن..
كان هناك طعماً مختلفا لكل شيء..
كانت حلوق الأمهات حين يزغردن وعيونهن تمطر دموعا بفرح .. دموع فخر وعز .. لا قهر..
اليوم قلب الأمهات ينقهر لأن اللعبة السياسية أخذت منهن فلذات أكبادهن, لأن اللعبة السياسية استخدمتهم للشعارات والتسول والشهرة ...لأن الشهداء يرحلون كما يرحل السذج والمساكين ..
فمن سيسدد دماء الذي يرحلون بلا ثمن ؟؟ ومتى تَحْمَرُ حجارتنا من جديد ؟؟
ومن المجنون الذي سيشعل الكاوشوك ويحيل سمائهم سوادا طويلا ؟؟
ومن ذلك الصبي الشقي الذي سيعض الجنود بكل قوة وتحدى وجنون وبلا خوف ..؟؟
من سيدق طبول الثورة التي تبقى ولا تهون لأجل فسحة سياسية ...؟؟ومن الذي سيقذف غضبه كي يصل للقدس يطمئنها بأن الاستشهاديين يعودون؟؟
أم أنه سيأتي يوم ونخجل من أنفسنا وأحفادنا يتلون علينا من كتب التاريخ :
اسمع يا أبي وياجدي , مدرس التاريخ قال لنا اليوم بأن في الماضي كانت فتح حركة مقاومة ولكنها تحولت ل...
وكانت حماس حركة مقاومة ولكنها تحولت ل...
وكانت الجهاد حركة مقاومة ولكنها تحولت ل...
وكانت الجبهة حركة مقاومة ولكنها تحولت ل...
يا أبي وياجدي لماذا تخجلون من ماضيكم ..؟؟ لماذا خنتم القضية ..؟؟
اليوم يا أبي سأكمل أنا ورفاقي المشوار ..
صلاح وعمر وخالد وياسر وأحمد سيقذفون حجارتهم ويوصلونها للقدس بدمائهم ,حجارة حمراء ياأبي , وسيشعلون الكاوشوك , وسيعضون العدو بأنيابهم حتى تسيل دماءه المليئة بالسموم...

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل