أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم خليل / برهوم - التأويل والتأويل المضاد بين سعيد علم الدين وطلعت خيري















المزيد.....


التأويل والتأويل المضاد بين سعيد علم الدين وطلعت خيري


ابراهيم خليل / برهوم

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 18:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن في نيتي الرد على مقالة سعيد علم الدين الموسومة " برهانٌ جديدٌ على أن القرآنَ من صنعِ محمد ـ الحوار المتمدن - العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=222421

ولكني رغبت ابتداءا التعليق على رد طلعت خيري في مقالته المعنونة " رد على مقالة سعيد علم الدين إن القران من محمد صنع ـ الحوار المتمدن - العدد: 3064 - 2010 / 7 / 15".
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=222535

خاصة انه، خيري، للاسف، يدخل مدخلا لم يؤهل له ، ولا يمتلك ادواته، للخوض في مجال اغرق الكثيرين في خضم بحره... اقصد مدخل الشارح والمفسر .والمُأول لآية من أيات القرآن. دون ان انكر حقه فيما ذهب، وسيذهب اليه مستقبلا... ولانه لا يكتب لذاته بل للآخرين. بمعنى آخر انه يعبر عن نفسه امام الاخرين بالكتابة، عليه، فالحق كل الحق للآخرين في ان يقولوا رأيهم ، فيما يكتب، وانا احدهم.

ان الرد على ما كتبه خيري يتطلب، للامانة، الاطلاع على ما كتبه علم الدين توثيقا، اوعلما بالشيء، كأضعف الايمان.
لذا سيكون تناولي للموضوعة قيد الحوار متفارقة ومتداخلة. بمعنى انها تتناول ما اثاره علم الدين من جهة و ما رد به عليه خيري ، من جهة اخرى، ومتداخلة ، بمعنى انها ستتناول المشترك في مقالتيهما.وهنا بودي ان انوه الى اني لا ادعي العلم بالشيء بقدر ما اتناول ظاهرة مطروحة، وموضوعة متداولة.

ان النقود والتفسيرات والبحث والكتابة عن موضوعات ، مادية اوفكرية، ادبية وفنيه وبحثيه... معاصرة او تاريخية، كتب " سماوية " او الادعاء بسماويتها... جمعا، تلك التي ابدعها العقل البشري منذ فخر التاريخ، جديرة بان يتم تناولها بحرص شديدة ودراية لاباس بها ان لم اقل كافية. آمل ان لا اكون مخطأ اذا قلت انها من البديهيات.
ان تفنيد اوتصويب، توكيد اوتكذيب ما تقدم ، يتطلب الدقة والموضوعية، لا من خلال مواقف مسبقة او نظرة احادية الجانب، لما فيها من خطورة على القارئ، الذي ينتظر المعلومة النقدية الومسعة لمداركه والمؤسسه لتصوراته والمرسخة لقناعاته اللاحقة، والتي يسعى الكاتب، كل كاتب اوباحث لترسيخها والتماهي بها. بل، يمكنني القول دون تردد او وجل ان المواقف المسبقة والاحادية الجانب ما هي الا محاولة عبثية، وتجهيل متعمد وتزييف، واستغفال منحط للمتلقي... ان لم تكن ادلجة مقصودة تحت مسميات النقد.

ان النقد والشرح والتفسير، مع او ضد، ليست قصيدة شعرية ولا رواية من الخيال العلمي لا تتطلب من كاتبها سوى ان يكتبها اويعلنها اويذيعها، بل هي عملية بحث وتدقيق وتوثيق وتصديق واقتناع واقناع. اما الكتابة هكذا ،على عواهنها، كما فعل ويفعل بعض المستشرقون، فانها لا تعدوا ان تكون مضيعة للوقت مبيته ومقصودة و مؤدلجة بامتياز.

ان الخوض في مسائل من نوع ما اثاره علم الدين، ورد طلعت خيري لا يدلل على استشراف نقدي ولا تعمق " فقهي" ولا منطق حواري، بل توحي بأنها تحامل مسبق من قبل السيد علم الدين وتأويل انتقائي للآية يريد تسويقها وتسويغها بمعلومات اقل ما يقال عنها انها عامة ولا تضيف شيئا جديدا.. بل ويطرحها بحماس يظن الواحد منا ، ان علم الدين هو مكتشف الخلية ذاتها، من الالف الى الياء، صارخا صراخ ارخميدس وجدتها.. وجدتها.

في الوقت ذاته يذهب خيري في دفاعه بطريقة لا تزيد الامرالا بلبلة والموضوعة الا ابهاما.. وكأن الامر ليس سوى، التأويل والتأويل المضاد له، متغافلا خطورة تفسيراته وتهافت تأويلاته التي لايؤسس لها بمعلومات دقيقة، وتناول موضوعي وحجج مقبولة، قبل ان يدخل علينا مفسرا ولآيات القرآن مُأولا.

فالسيد خيري، للاسف، لم يجهد ولم يجتهد للاجابة العلمية الموضوعية والمقنعة على الاسئلة التي اثارها السيد علم الدين او تلك التي سخر منها، بل اورد تفسيرات غرائبية.
كذلك كان امر السيد علم الدين للاسف، هو الاخر، لم يجهد ولم يجتهد في البحث عن الدلالات والتفسيرات الموضوعية للآية او للمفردات الواردة فيها والبحث عن مصادرها في كتب التفسير التي لا يستقيم بدونها تناول مفردة، اي مفردة من مفردات القرآن فكيف بـ آية من اياته ـ بغض النظر عن رأيه بالقرآن ـ وحتى وان كانت تلك المصادر غير مقنعة بالنسبة له، او مشككا بها ـ هذا من حقه وسنحترم حقه ذاك ـ أو، وهو اضعف الايمان، ان يستنجد بالمعاجم العربية ما اكثرها.. لكي يستدل من خلالها ، وبهدوء الى ما يصبو اليه من رغبة صادقة في اقناع الاخرين بانه اكتشف، بان لديه القدرة والحجة، التي لا مرد لها، لتفنيد وفضح ادعاءات محمد بالوهية قرآنه، مع انه من صناعته ... بارضية ما جاء به لابسماوية ما ادعاه. بل وزاد الامر سوءا في تمسكه بكلمة" ظهورهم " كشتيمة...اخذها مفردة مقطوعة الجذور ليس لها قوام ولا قيام.. ليست لها من ترابطات ولا من زوائد..ليس لها تفاصيل واعراض ليس لما قبلها وما بعدها. لست في معرض التناول اللغوي.. ولكن للضرورة احكام فاذا كان السيد علم الدين قد تجاوز في اهماله هذا الجانب اجدني، لست ملزما في اتباع نهجه.

النص / الآية موضوع الخلاف هي " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ" الاعراف/ 172

السيد علم الدين للاسف اقتطع الجزء الاول منها فقط(..لا نريد ان نكرر هنا قصة الصلاة) حيث قال: " وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ " وسكت، الجزء الذي لم يرد ان يرى إلاه، الامر الذي اوقعه في ورطته تلك. لو تمعن السيد علم الدين قليلا ، اوتأني لحظة ليكمل الآية، ان يفكك سياقها ويعيد ترتيبها او تركيبها ، ان يبحث عن تفسيرها، لادرك ان المقصود، هو غير ما ذهب اليه قطعا. لكن النفس امارة .

وبعد ان يستخف بالإله الجاهل، ويضبطه متلبسا بحقيقة عدم درايته، وورطة محمد فيما ادعاه، يتسائل:" ولماذا لم يأخذ ربك من بني آدم من بطونهم ذريتهم؟ ومن فروجهم ذريتهم، ومن رؤوسهم ذريتهم؟ومن صدورهم ذريتهم ذريتهم؟ ومن أرجلهم .... الخ؟" التوكيد منا. اوليست هذه هلوسة. لانه ـ الله ـ لو قال " ...من رؤوسهم ذريتهم؟ من صدورهم ذريتهم ذريتهم؟ من أرجلهم .... الخ؟" لظهر علم الدين آخر، وأول، ما يُأوله السيد علم الدين هنا.

ومن التدقيق بالآية، لم اجد اية دلالة ، لا نصا ولا روحا، تشير الى عملية الخلق..لا من قريب ولا من بعيد. ففعل " أَخَذَ " يعني كل شيء الا معنى الخلق. فهو لم يقل " وَإِذْ خَلَقَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ". لان معنى الاخذ هو، وقبل كل شيء : حَوْزُ الشيْءِ. وهو في الأَصْلِ بمعنَى، القَهْرِ والغَلَبةِ.
الأَخْذ: خِلاف العَطَاءِ،المَنح ،الوَهب، الخَلق، الابْداع، البِناء،الانِشاء، التصوير، التسوية( من سوّى)،الصنع، الإيجاد، الإحداث، التكوين، الفِعل .....الخ. كما في المعاجم العربية.

فالفعل أَخذَ ( أ خ ذ ) يأتي بالمعاني ادناه
1.أخَذَ مِنْهُ كِتَاباً": تَنَاوَلَهُ./ 2. أَخَذَ حَقَّهُ": حَصَلَ عَلَيْهِ، انْتَزَعَهُ ./ 3. يَأْخُذهُ النَّوْمُ بِسُهُولَةٍ" : يَغْلِبُ عَلَيْهِ./ 4. أَخَذَ بِقُلُوبِ السَّامِعِينَ" : سَلَبَهُمْ، فَتَنَهُمْ، جَذَبَهُمْ، أَبْهَرَهُمْ./ 5. كُلُّ شَيْءٍ يَأخُذُ مَجْرَاهُ فِي الحَيَاةِ" : يَسِيرُ./6. يَأخُذُ الابْنُ مَأْخَذَ أَبِيهِ" : يَقْتَدِي بِهِ ./7. أخَذَ بِرَأْيِ صَدِيقِهِ" : اِلْتَزَمَ بِهِ./ 8.أَخَذَ العُدَّةَ لِمُوَاجَهَةِ الصِّعَابِ": اِسْتَعَدَّ لَها./9. أخَذَهُ الخَوْفُ مَأْخَذاً" : اِسْتَوْلَى عَلَيْهِ./10. أَخَذَ عَنْهُ العِلْمَ" : تَلَقَّاهُ مِنْهُ. /11.أَخَذَ الْمُذْنِبَ بذَنْبِهِ" : عَاقَبَهُ، جَازَاه./.12 أخَذَ مَكَانَهُ" : اِحْتَلَّهُ./13. حَاوَلَ أَنْ يَأخُذَ بخَاطِرِهِ لِمُصَابهِ" : أَنْ يُوَاسِيَهُ. /14.أخَذَ حِذْرَهُ" : اِحْتَرَسَ، اِسْتَعَدَّ./15. أخَذَ بِيَدهِ" : أَعَانَهُ، سَاعَدَه./16. أخَذَ زِمَامَ الأُمُورِ" : تَوَلَّى زِمَامَ الأُمُورِ./17. أخَذَ بِتَلاَبِيبِهِ" : تَمَكَّنَ مِنْهُ./18. أخَذَ الْمُبَادَرَةَ" : تَوَلَّى السَّبْقَ فِي أمْرٍ ما. /19. أَخَذَ يَرْكُضُ لَمَّا رَأى الأَسَدَ" : شَرَعَ./20. أَخَذَ ذَلِكَ بعَيْنِ الاعْتِبَارِ" : بَاشَرَ، اِهْتَمَّ، تَوَلَّى./21. أَخَذَ عَلَى عَاتِقِهِ بأنْ يُسَاعِدَهُ" : تَحَمَّل./22. أَخَذَهُ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ": فَاجَأَهُ غَفْلَةً./23. أَخَذَ على نَفْسِهِ القِيَامَ بِمُهِمَّةٍ صَعْبَةٍ" : تَعَهَّدَهَا./24. أَخَذَهُ اللهُ" : أَهْلَكَه./.24. أَخَذَهُ بالأَمْرِ" : أَلْزَمَه./ 25. أَخَذَتْ فِيهِ الخَمْرَةُ ومِنْهُ" : أَثَّرَتْ فِيهِ./26. كَانَ لا بُدَّ أنْ يَأْخُذَ ابْنَهُ بِالشِّدَّةِ" : أَنْ يُعَامِلَهُ بِشِدَّة.َ/27. أَخَذَ على نَفْسِهِ القِيَامَ بِمُهِمَّةٍ صَعْبَةٍ" : تَعَهَّدَهَا. / معاجم
فهل فيها شيء من الخلق؟

ما عناه القرآن اذا، انما هو عملية السلب، الانتزاع، و ليس عملية الخلق/ الايجاد ، لانه كان قد اوجد/ خلق آدم ، وانتهى الامر.. اما ان يعيد الخلق ، و " من بني آدم ...من ظهورهم " فهي عملية، اقل ما يقال عنها، عبثية ، لانها غير ذات معنى من كينونة تدعي كلية القدرة. عليه، لا يكون المعني هنا الا أبناؤه، أبناء آدم، اي ذريته/ نسله/ صلبه.
" وإذ أخذ ربك من بني آدم " ولم يقل من آدم " من ظهورهم " ولم يقل من ظهره " ذريتهم " أي نسلهم جيلا بعد جيل...".تفسير ابن كثير
هل تأويل مفردة " أخذ "من قبل السيد علم الدين تدل على الخلق.. انه ولا بد، تأويلا تخيليا، لان مفردة " اخذ " لا تحتاج الى كد الذهن لاستنباط، عكسها : "عطاء ".. وليس فيها اية اشارة استعارية. لان الفعل هنا لا يثبت سوى المعنى الذي ورد فيه والزمن الذي تدل صيغته عليه.ان السيد علم الدين يلغي الادراكات الحسية للفعل" أخذ " ذا المدلول الواحد في علم الاشارات ليتعلق بالوصف/ التأويل. اما مواصلة الخلق بعد آدم ـ الذي تمت عملية خلقه من تراب ـ فهي منثورة في القرآن باشكال شتى .

واذا ما اعتقد السيد علم الدين بان " مفتاح هذه الآية وبالعربي المشبرح هي عبارة: "اجا ظهري". أي بالفصحى: جاء ظهري " تعني ان ظهر الرجل سينتج المني، وظهر المرأة سينتج البويضة ، واللذان بدورهما سيخلقان، كائنا، له مواصفات الانسان، فهو اعتقاده لوحده... وهو، وحده من يتحمل وزرتأويله، وليس محمد ولا قرآنه . لاني اظن " وبعضه اثم" ان الرجل العقيم والمراة العاقر، ايضا " يجيهم ظهرهم " اذا استعملنا مفردات السيد علم الدين. بمعنى آخر، انهم سينتجون المني والبويضة / تلك الخلية، التي ستنتج بدورها كائنا بشريا. و " بالعربي المشبرح "، ما دام عندهم { ظهر / ويجي هذا الظهر } فلا بد من ان يكون لهم : ذريه/ نسل/ صلب... الكل لهم ذرية، المخصب والعقيم. الولود والعاقر. وبهذا يكون محمد قد كذب فيما ادعاه، وصح قول علم الدين من ان كتاب محمد ليس منزلا من رب السماوات،بل من صنع يديه، لان هناك من ليس له ذرية، بالرغم من انه " اجا ظهره "

لا اعتقد ان محمد بهذه السذاجة او البلاهة ، وهو الذي اثر بمجرى التاريخ الانساني (سلبا او ايجابا ـ لان كل حزب بما لديهم فرحون) كي يدعي ان الخلق يتم من الظهر، فقط لانه ـ اي محمد ـ كان يصرخ، هو ونسائه، عند بلوغ الذروة، لا مثلما يصرخ السيد علم الدين ، بعبارة "اجا ظهري" بل بعبارة عربية فصيحة " جاء ظهري "( أوليس محمد هو كاتب القرآن، الذي تقوم على اساسه كل علوم اللغة العربية الفصحى).
يقول السيد علم الدين ايضا: " كنت اتساءل دائما لماذا نحن العرب نقول عكس كل الشعوب عند بلوغ الذروة الجنسية للمرأة أو الرجل: اجا ظهري." ويرى انه وجدها بالقرآن "... في هذا الآية التي تؤكد قوة تغلغل القرآن الرهيبة في الثقافة الشعبية والذاكرة والثقافة العربية ومسخ العقل العربي العاجز على النهوض من متاهات هذه الورطة المحمدية."
انا بدوري اتساءل :
1. ما هو العكس الذي تقول به " كل الشعوب عند بلوغ الذروة الجنسية للمرأة أو الرجل..؟؟؟ " اتقول مثلا: راح ظهري ، او، جائتني انوارالخلية المباركة، او، راح ابذر بذور ينابيعي خلية ناضجة بارضك المجدبة، او، اطلق افراسي المشتعلة في فضاء براريك... وهي اجدر كما اعتقد من " اجا ظهري " لعصريتها.
2. هل ان توارثنا لهذه العبارة من محمد او من قرآنه ؟ !! هي السبب في عقمنا و خصوبة الصينيون والهنود...لانهم لا يقولون " اجا ظهري " لانهم لا يعترفون بمحمد ولا بقرآنه.. عدا المسلمون منهم ... ( ثم ليس كل المسلمين يقولون اجا ظهري كما اعتقد ) . فاذا كانت مورثة من محمد وقرأنه فيمكن التخلي عنها ، وببساطة. واختيار مفردات اخرى تخلصك من " الورطة المحمية "
3. وهل ان"... قوة تغلغل القرآن الرهيبة في الثقافة الشعبية والذاكرة والثقافة العربية..." هي التي مسخت " العقل العربي العاجز عن النهوض..." وهل بسببها تعطل العلم والمعرفة البشرية، اقصد العربية، التي كانت، يوما ما، مزدهرة، واسست للحضارة الانسانية المعاصرة، ولا فخر، اسسا تخلت عنها، بسبب عوامل كثيرة تاريخية وجغرافية وحضارية و... ليس مقامها هنا.

ان محاولة الادلاء بخطاب من هذا النوع يتجه الى تحميل محمد ادعاء ليس هو صاحبه ( = القرآن كتاب علمي )، وهو مالم يحصل. ان من ادعى بذلك، هم من حمّله هذا الادعاء، اقصد، المُأولون بعلمية القرآن، افرادا ومؤسسات.
والان يأتي علم الدين ليُأول النص لا للدفاع عنه باعتباره مُعْجِزا ( من الاعجاز) بل لانه ليس علميا قط. بمعني آخر يُأوله علميا ليثبت خطأه وانحطاط موارده." من غير تكلف ولا تعسف " كما يقول اصحاب الخطاب الديني من المتعسفين والمتكلفين في الاساءة للدين من جهة وللعلم من جهة اخرى. بمعنى آخر " نزل من منصة النص الى حضيض تأويله " بالرغم من انه نص واضح وجلي، وليس من النصوص المتشابهه الغامضة التي تستعي التأويل.
اذا كان خوف المأولين المحدثين، نتيجة تسارع المعطيات العلمية، من الشبهة التي ستحيط بالنص القرآني، من منطلق تعارض هذا النص مع التقدم العلمي، هم المسوؤلين عما حاق ويحيق بالقرآن.فما الذي أخاف علم الدين لكي يُأول ما ليس بحاجة للتأويل. أمن أجل ان يثبت فقط كذب محمد، وقرآنه .انها لقراءة غريبة ومحيرة.
اما اتهام محمد باولئك الذين .." .. من ورائه في الظل من الرهبان.. في خداع رهيب للعرب والبشرية ..."وطرحه هنا وكأنه امر مفروغ منه، اومن المسلمات البديهية. انه دليل آخر على تناول المعطيات التاريخية الخلافية بشكل غير موضوعي، ويفتقد القيمة الحوارية ..
وحتى لو صدقنا، جدلا بصحة هذه الفرية، فانها لا تقلل من قيمة محمد بل تؤكد مقدرته الابداعية، التي استطاع بها ان يحرك الراكد في المجتمع المكي ويحقق المنجزات التي عجز عنها الرهابنة .."في خداع .. للعرب والبشرية.." بمعنى آخر انه بز وفاق معلميه. انها تحسب له وليس عليه يا سيد علم الدين.

من هنا وبذات المعنى ينجر السيد طلعت خيري للرد المضايفي ( من المُضيف وما فيه من جلسات العشائر وربّاط الكلام..و...و...) الامر الذي يخلنا في دوامع التأويل، والذي لا يدل على التّأني والدقة والموضوعية. ان رده للاسف اشعرني، بانه رد عابر وسطحي واحكام لا تغني موضوعة النقاش شيئا بل تنحدر به الى القصص والحكايات "... لو كان طبيبا لعالج نفسه قبل إن يعالج الناس..." وكانه بذلك يريد ان يقول للاخرين، ان يصمتوا، او ان يشربوا البحر، لانه فند ما ادعوه وازال الغشاوة عن اعين الجهلاء والمشككين وارجع المتقولين الى حضيرة الدين، فقط لانه اورد قصته التربوية تلك، الجديرة بالاطفال نفعا، منها للسجال والنقاش الرصين. انها لصبيانية تلك التصورات في زمن الاقناع العقلي اكثر منه للاقناع الوجداني.

وفي الجز الثاني من رده يتسائل: ألم تسال عقلك كيف يأخذ الله العهد والشهادة من أناس وهم على شكل سائل منوي ولم يتم خلقهم بعد.." ربما، لم يسأل علم الدين عقله.. ولكني، أنا نيابة عنه ، ودون ان يخولني بذلك ، سألت عقلي، سألته فاجابني بإمكانية ذلك. فاذا كان هذا الاله ـ بكل اللغات ـ قادر على كل شيء، ابتداءا من فعل الكينونه ـ كن ـ وانتهاءا بأعقد الكائنات ، أليس جديرا بان يكون قادرا على ان يأخذ الذراري وهي على شكل سائل منوي.."" او خلية " من الظهر، من الرأس، من القدم، ليس مهما ..المهم ان يشهدها على نفسها إن هو خالقها. اعتقد، واظن ان خيري يعتقد بذلك ايضا ، ان بوسعه ـ الاله ـ ان يختار من اين يأخذ الذراري، فلا مرد له.
اما تقسيمه للذرية الى ذريتين فليس سوى من ابداعه وتخيله وتأويله. لان سياق ما بعدها من آيات لا تدلل على وجود / ذريتين / واحدة للايمان واخرى للكفر.. واحدة للتوكيد والاخرى للانكار .. واحدة لتشهد على الاخرى يوم القيامة اذا ما ادعت الاولى انكارها لربوبيته، انها كانت غافلة، او اشركت لشرك آباؤهم واقتداؤهم بهم / مبطلون ان هذا ليس سوى استغفال وخداع وتزييف، وايهام بالقدرة على التأويل والتفسير وافحام الخصم. وهو بالذات ما ذهب اليه علم الدين. مع الفارق، اختلاف التأويلات
ثم، هل الرب بحاجة الى شهود من البشر..؟ ؟؟!!! وممن، من البشر، ياللهول، البشر الذين يكذبون، ويشهدون زورا، في اليوم الواحد آلاف المرات، حتى لو لبسوا عمامة الخميني، او غسلوا الكعبة بنفط الجزيرة العربية. هل يصدق احدا، ان الله بحاجة الى شهادة، لبعض البشر على بعضهم الآخر، في الوقت الذي يقال فيه، انه يحصي كل شيء، و"...الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون" 27/25 . وله من الملائكة / جواسيس ذات اليمين وذات الشمال... فما حاجته الى شهادة البشر.
اخيرا ارى ان ما اضافه السيد خيري، من مفردات قرآنيه لم يزد الامر سوى غموضا بل غوصا في وحل التجهيل الاعلامي والمهاترات الصبيانية دون تعمق في التناول والطرح.. دون البحث المتأني لمفردة الظهر .. والمعنى الذي وردت فيه في القرآن .. ان استناده على هذا المورد وفي هذه السورة الاعراف يدلل، على انه هو الآخر افرغ المفردة من المعني الدلالي كما جاءت بالقران .حيث يقول .." اخذ الله من جميع الظهور والذريات العهد والميثاق(عندما أرسل الرسل) وأشهدهم على أنفسهم " فلا نعرف هل أخذ من جميع الظهور ام من الذريات ام منهما معا وفي وقت واحد ، ومتى.. (عندما أرسل الرسل)..
انه حديث بهلواني للاسف.. وكأن النقاش هو { / تصفيط حچي / على حد تعبير العراقين } معان الاية واضحة لا لبس فيها ".. مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ " فهي، من ظهور الذرية، وليس من جميع الظهور ومن جميع الذريات.
اليس ذاك التأويل والتأويل المضاد له هذا، هو ضحك على الذقون؟



#ابراهيم_خليل_/_برهوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم خليل / برهوم - التأويل والتأويل المضاد بين سعيد علم الدين وطلعت خيري