أيها المسؤولون إياكم وان تخونوا أبناء الشعب

(سليم البصون (رحمه الله

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 16:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

نشرت في جريدة الاستقلال
عـــدد 4095 1 نيسان 1948
بقلم
سليم البصون (رحمه الله)

أيها المسؤولون
إياكم وان تخونوا أبناء الشعب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها المسؤولون الذين تربعتم على كراسي الحكم " الوثيرة..الخشنة" بعد ثورة الشعب المباركة في سبيل الحرية والاستقلال.... يامن جئتم إلى الحكم على أشلاء الضحايا المباركة وعن طريق الدماء الطاهرة .. يامن وقفتم إلى جانب الشعب في وثبته المباركة في إحقاق حق وإبطال باطل ... يامن أديتم واجبا وطنيا القي على عاتقكم ، وأحسنتم تأديته !.
أيها المسؤولون ، إنكم جئتم إلى الحكم في فترة خطيرة من حياة هذا الوطن الغالي العزيز ، فحققتم الآنية الرئيسية التي طالب الجميع بتحقيقها ، فرفضتم " صك العبودية " ونلتم الشكر، وحللتم " المجلس النيابي " المزيف ، فاستحققتم الشكر ، ومنحتم للشعب بعض حقوقه ، وكانت مغصوبة !.
إنكم أيها المسؤولون ، حتى هذه اللحظة قمتم بواجبات جمة هامة ، قابلها الشعب بالثناء والشكر ، وأنكم حتى كتابة هذه السطور أحسنتم في إدارة دفة الحكم ، ولم تيئسوا !..
إنكم أيها المسؤولون إمام واجبات عديدة ،وبانتظار مهام ثقيلة ، وهناك الامتحان ، وفي الامتحان يكرم المرء أو يهان !..
هاهي الانتخابات قابلة على الأبواب، وها هي الأحزاب السياسية القائمة قد أعلنت عن اعتزامها المشاركة فيها، وهاهم المستقلون، كوطنين كانوا وغير وطنين قد تقدموا مرشحين أنفسهم للنهاية ليمثلوا الشعب في ندوة المجلس..
اجل أيها المسؤولون !.
ها هي معركة الانتخابات تبدأ، وها هو الشعب يشترك فيها.. وها هم الأذناب وعملاء الاستعمار وصنائعه ، يندسون في الظلام ويطيرون ويطوفون كالخفافيش في الليل .. وها هو الاستعمار واقف للنيل من حرية الانتخاب وكرامة الشعب وسمعة المسؤولين الذين ستجري الانتخابات على أيديهم .
أيها المسؤولون !.
ها هو المحك الصادق لنزاهتكم وصدقكم وحيادكم ووطنيتكم ، إن الشعب يتطلع إليكم، وهو واقف بالمرصاد ، يريد إن تكون الانتخابات حرة ، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا خلفها ، ولا يشوبها تدخل أو تزوير أو تهديد ووعيد ، وهو بعد هذا يريد إن تحافظ الحكومة على الأمانة المحيطة بعنقها إحاطة السوار بالمعصم .
أيها المسؤولون !.
إياكم وان تتركوا مجالا ليعبث فيه عملاء الاستعمار، وإياكم إن تفتحوا ثغرة ينفذ منها عملاء الاستعمار، وإياكم إن تكونوا واسطة لترسيخ إقدام الاستعمار... وكأن شيئا لم يحدث، وكأن وثبة لم تكن، وكأن شعبا لم يثر، وكان حكومة انبثقت عن وثبة الشعب لم تأت، وبالتالي كان باطلا في باطل قد حدث، وكأن حقا لم يكن !.
أيها المسؤولون
إنكم وقد صنتم الأمانة وحفظتم العهد ، وأنكم وقد كنتم بمجموعكم هيئة وطنية ، على رأسها سماحة الصدر يقتضى عليكم إن لا تخونوا الشعب !.
هذه صرخة وطنية ، بل هذا نداء حار ، يبعث به احد أبناء الشعب إلى المسؤولين عله يجد إذانا صاغية ولعله واجد ذلك ، ما دام الشعب قد أولى هذه الحكومة ثقته فسارت في طريق تحقيق أهدافه وأمانيه .



ملاحظة تاريخية عن المقالة
أيها المسؤولون - هذه إحدى مقالات والدي المرحوم سليم البصون - احد رواد الصحافة العراقيين في منتصف القرن العشرين كتبها في 1 نيسان 1948 في جريدة الاستقلال إي حوالي شهرين بعد انتهاء وثبة 1948 . هي تعطي فكرة عن والدي وعن أفكاره والجرأة التي كان يكتب بها في تلك الحقبة الزمنية لأيمانه برسالته الوطنية. على الرغم من مضي أكثر من ستين عام على هذه المقالة كأنها كتبت اليوم لعل سياسيو اليوم يتعظون منها.

حسبما نعلم إن والدي كتب عدة مقالات قبل وخلال الوثبة هاجم فيها الحكومة العراقية آنذاك ومعاهدة پورتسموث . مع الأسف ليست لدينا نسخ من المقالات التي كتبها في تلك الفترة أو غيرها إلا قلة من القصائص والمخطوطات. أعدنا طباعة هذه المقالة من نسخة مقصوصة من الجريدة أحتفظ بها والدي ربما لأن 1 نيسان 1948 كان هو يوم زواجه بوالدتي. بسبب مقالات كهذه واشد منها أعتقل والدي بعد 40 يوما من زواجه وحكم عليه بالأبعاد إلى بدرة على الحدود العراقية / ألإيرانية لمدة عام كامل.

حتى بعد نزوح معظم اليهود العراقيين في سنة1951 ومن ضمنهم , جدتي , أعمامي وكل أقربائنا بقى والدي في العراق (مع والدتي) إلى صيف 1973 مدركا أخيرا إن تاريخ اليهود في العراق قد انتهى مع قطعة الأرض التي اشتراها في حي الصحفيين عقد المنصور والتي صادرها طارق عزيز الذي كان آنذاك رئيس تحرير جريدة الثورة الناطقة بلسان حزب البعث.

خضر سليم البصون

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل