أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نسرين السامرائي - لكل عصر معاوية !














المزيد.....

لكل عصر معاوية !


نسرين السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 14:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لاأزعم إنني قرات تاريخ ( معاوية ويزيد ) قرأة وافية ، ولكنني إطلعت على مايكفي لتكوين قراءة نقدية عامة ، وآمل سلفاً أن لايجفل أحد من قناعتي حين أرى إن
(يزيد السياسي ) بالمعايير الأخلاقية المتداولة (أشرف ) من معاوية ( من معاوية السياسي ) !! أجازف بهذا الرأي وأنا أدرك أين يكمن الأعتراض : أليس يزيد هو قاتل الحسين وذرية النبي ؟ ، نعم ، غير أنه لا يصح إغفال ثلاثة أمور ، أولها إن معاوية بالمقابل ، قتل علياً ، بمعنى إنه كان سبباً في مقتله منذ اللحظة التي خرج فيها عن طاعة الخليفة الشرعي ، وثانيها : إنه كان وراء تولي يزيد السلطة عندما إبتدع نظام الوراثة ، وثالثها : إن ثورة الحسين لو قامت على عهده ، لما توانى أن يفعل عما فعله يزيد ..... ولكن ماهي المعايير الأخلاقية التي يمكن الأحتكام إليها حتى نجعل من يزيد في ميزان السياسة (اشرف ) من أبيه ؟ !
إن مستوى الفعل الجرمي بين الأثنين واحد ، والخلاف يكمن في مستوى السلوك السياسي ، وبشيء من التفصيل إرتكب الرجلان فعلين متماثلين من حيث النوع والنوايا ، ولكنهما كانا يتقاطعان في المنهج ، لأن يزيد شخصية واضحة صريحة تمارس السياسة بصورتها الحسية الملموسة ، بمعنى إنها واقع يومي مكشوف ، وليست لعبة يمكن التحكم بخيوطها ، ولهذا كان وهو (خليفة ) المسلمين يجاهر بتعاطيه المحرمات الشرعية ، ويوم حدثت المواجهة العسكرية بينه وبين الحسين ، لم يكن في عرفه أو قاموسه السياسي ، اي نوع من ألعابها وفنونها وأسرارها ، فلم يسأل من هو الخصم ، ومن هي أسرته ، ولم ينظر الى موقعه الديني والشعوري والأجتماعي في نفوس المسلمين ، بل تعامل مع خصمه على وفق مبدأ الخصومة المطلقة ، فلا فرق عنده إن كان الجيش بيزنطياً او فارسياً أو جيش البيت النبوي ، ولوجرى ذلك على عهد معاوية لأخذ بالحسبان كل هذه (الأعتبارات )، ولتولى قتل الحسين وأتباعه بالبشاعة نفسها ، ولكن أداة الجريمة ستكون مختلفة، بمعنى إنه سيورط آخرين ويدفعهم إلى ارتكاب المجزرة ذاتها ، وهو يرتدى ثوب البريء الغافل ، ويتفرج عن بعد ، وبالتالي لا يثير غضب أحد ، ولا يصطدم بمشاعر المسلمين ، وأغلب الأعتقاد إنه كان سيعتلي المنبر ويبكي ، ثم يلعن القتلة ويتبرأ منهم ، ويلقي بهم في السجن قبل أن يقتلهم غيلة او يجد الوسيلة المناسبة للخلاص منهم خفية ، وقد فعلها من قبل ، يوم طلب أن يصفوا له علياً بعد مقتله ، فلما قالوا كلمة الحق في وصفه ، بكى حتى إخضلت لحيته ، وكانه لم يسمع بعلي ولم يعرف عنه شيئاً
كان يزيد يواجه خصومه بوجه مكشوف ويد عانية ، ويأتي أفعاله على رؤوس الأشهاد ، وكان معاوية يواجه خصومه من وراء حجاب ، وبقبضة غير قبضته ويظهر بمظهر الملاك المخدوع وليس الشيطان الخادع ، ومن هنا فقد جمع الى جانب الجريمة المنظمة ، صفة ( المرائي ) وهي أسوأ صفات السياسة ، فقد كان الرجل متحدثاً لبقاً قادراً على إقناع الآخر عبر الوعود التي لا يفي بها ، والأعذار المحبكة ، وأظن إن ( شعرته ) التي لم تنقطع مع الناس ، ماهي إلا هذه الموهبة الأستثنائية على المرواغة ، بدليل إن إنموذج ( الشر ) في القناعة الشعبية هو يزيد ، بينما الأنموذج الحقيقي بالمعايير الواقعية ، هو أبن أبي سفيان ، ومع ذلك أعتقد إن معاوية مظلوم ، فمن عباءته خرج حتى يومنا هذا مئة معاوية ومعاوية ، أعظم خداعاً ومراوغة ووعوداً كاذبة ، ولكن الرجل وحده تحمل أوزار الأخرين مع إن الجميع معاوية وإن إختلفت الأسماء !!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ما هي طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- بابا الفاتيكان يتخذ أول خطوة للتصدي لاعتداءات رجال الدين
- الفاتيكان: تعيين رئيس جديد للجنة المعنية بالاعتداءات الجنسية ...
- حرس الثورة الإسلامية: كل عدوان يسرع انهيار كيان الاحتلال
- شاهد/رئيس فنزويلا يثني على قائد الثورة الإسلامية والإمام خمي ...
- مفتي القاعدة السابق: بن لادن كاد يُقتل في أول غارة أميركية ع ...
- تردد قناة طيور الجنة 2025.. ثبت قنوات الأطفال بأفضل جودة
- الأردن: إحباط محاولة أشخاص بينهم نائب تهريب وثائق من داخل مق ...
- الكنيسة الروسية الأرثوذكسية بالسويد في قلب شبهات التجسس لصال ...
- الشرطة الأسترالية تحقق في إحراق كنيس يهودي في ميلبورن


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نسرين السامرائي - لكل عصر معاوية !