أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تامر سيد عبد العزيز - العلمانية:الجذور والنشأة والمفهوم















المزيد.....

العلمانية:الجذور والنشأة والمفهوم


تامر سيد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 02:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعاني العالم العربي من ازمة حقيقية تجاه تعريف مفهوم العلمانية والتي كثر اللغظ حولها كثيرا سواء حول معناها او مفهومها او تطبيقها
فلفظة عالماني هي نسبة الي العالم غير الكنسي اي الذي يوجد خارج الكنائس والاديرة ومايماثلها
في الواقع ان ترجمة لفظ العلمانية والعلمنة اصلا تعود الي لفظة laïcité بالفرنسية وكلمة sécularisation والتي ترادفها secularity بالانجليزية والتي معناها الحرفي الزمنية او الدنيوية اي كل ماله علاقة بالزمن والدنيا التي نعيشها والتي استخدمت لاحقا بمعني غير كامل التوصيف هو فصل الدين عن الدولة
وهي كلها مصدرها اللفظ اليوناني Laicos اي المنتمي للشعب او ابن الشعب غير المتعلم لتمييزه عن رجل الدين clerc الذي كان يعتبر في هذه العصور المتعلم الوحيد كما هو الحال عندنا في مصر عندما نطلق لفظ عالم علي شيوخ الازهر وحدهم
اول من استخدم لفظ علمانية وعلماني في اللغة العربية هو الياس بقطر في قاموسه (المعجم الفرنسي – العربي) الصادر في 1828 قبل ان يقر مجمع اللغة العربية هذا اللفظ في 1950 واضافه الي المعجم الوسيط.
وقد نشر اللفظ الاصلي في بلاد الشام (عالماني) بدون الف بعد العين بالاستعاضة بفتحة فوق حرف العين لتحقق المعني المقصود ومن هنا بدأ اللبس بين عوام الناس لان المطبوعات العربية عادة لاتشكل كلماتها فأصبح اللفظ ينطق علي لسان العوام علماني بكسر العين مما ادي بأنصاف المتعلمين الي الظن انه نسبة الي العلم واستنتجو بناء عليه ان من يأخذ بالمناهج العلمية – وهي الاساس في علم اصول الفقة وكل العلوم التي قامت عليها الحضارة الاسلامية لاحقا – بانهم وصفوه بعلماني (بكسر العين) اتهاما له انه لا يأخذ بالمنهاج الديني التسليمي الذي تقصر جماعات الاسلام السياسي عقولهم عليه
فصل الدين علي الدولة – وهي مااستطرد فيه لاحقا في النوتات القادمة – والذي يثبت ان الحضارة الاسلامية قامت علي اسس علمانية شاملة منذ عهد الرسول – ضروري لاي مجتمع متحضر حتي لاتتحول الدولة المدنية الي دولة دينية يحكمها الولي الفقية طبقا لدستورهم وله حق عزل رئيس الجمهورية وحل المجلس التشريعي بل وهدم اركان الشريعة ان اراد باراده المنفردة المطلقة اذا كان ذلك في مصلحة الدولة الدينية – من وجهة نظره –
مثل هذا الدستور الديني – الخرافي ايضا – ينص علي حكم الولي الفقية في انتظار عودة الامام العائب عجل الله فرجة
فالحاكم الفعلي لدولة دينية مثل ايران هم الامام الثاني عشر الذي اختفي قبل قرون وقرون في سامراء في عهد كانت الاغتيالات فيه بالسم مثل حوادث السيارات في زمننا هذا .
ولايفرق هذا الحكم اطلاقا عن عن ولايه بطاركة روما علي ملوك اوروبا في القرون الوسطي
حتي ان عالما دينيا مثل عبد الصبور شاهين عندما كتب (ابي ادم) واعترف فيه ان ادم وحواء ليسا باصل الخليقة وانما هناك اصول بشرية اخري لانعرفها – وهو مالايختلف علميا عن الثابت ان الحياة تطورت من كائن وحيد الخلية انطلاقا حتي وصلت الي انسان ناتندريال وماتلاه – تعرض لموجة تكفيرية عملاقة وصلت لاتهامة بالهرطقة والتجديف وكان ينقص ان يحرقوه حيا كما كانت محاكم تفتيش العصور الوسطي تفعل فيمن يؤيد نظرية بديهية مثل ان الارض تدور حول الشمس.
ان العالمانية في جميع مفاهيمها تسعي منذ البدء الي تحرير الدولة من سلطة الدين,وتقف من الدين نفسه علي الحياد وتعترف باستمراره وتلتزم بالحفاظ عليه وعدم المساس بحرمته مع ضمان حرية الاعتقاد والضمير واحترام الاخر
حاول ارسطو قبل ثلاثة قرون من الميلاد ان يوجد اطارا فلسفيا اغريقيا وحلا علمانيا لمسألة العلاقة مع الخالق والكون والحياة
فالله فلسفيا عند ارسطو هو الخالق الموجد للحياه واول محرك له,ولكنه ترك شأن تدبير الكون ورعايته الي اسباب وادوات واليات مادية اودعها الخالق فيه بحيث يظل الكون مكتفيا بتدبير ذاته بذاته
لاحقا بعد سته قرون وضع القديس اوجستين العصا في عجلة هذا الحل الفلسفي قائلا :
سلطة الكتاب المقدس هي اكبر من جميع قوي العقل الانساني وحيثما يقع تناقض بين الكتاب المقدس والملاحظة العلمية فيجب ان تهمل الملاحظة العلمية
ملاحظة / رد جال الدين الافغاني علي هذه النقطة ذات يوم بقوله "ان الدين يجل عن مخالفة العلم الحديث ومتي وقعت بينهما مخالفة وجب تأويل الدين"
ظل التشدد الاوجستيني يعم اوروبا حتي منتصف القرن الخامس عشر عندما تمرد كاهن بروتستنتي هو مارتن لوثر علي سلطة الكنيسة واعلن القضايا الخمس والتسعون التي ينتقد فيها سلطة الكنيسة مؤكدا ابتعادها عن صحيح جوهر الدين واسس ماعرف لاحقا بالحركة اللوثرية وهي حركة فكرية تقوم علي ان الدين امر شخصي وان الخلاص فردي يأتي من علاقة مباشرة مع الرب
تبعته مباشرة العديد من الحركات الفكرية سواء بورنوباور الذي انطلق كالسهم من العلمانية الي الالحاد ويكون المثير للمفارقة ان يكون من يرد عليه ماركس وانجلز بقول ماركس:
"ان خصومنا هنا علي هذه الارض ويجب ان نواجههم هنا علي هذه الارض ولايليق بنا ان نهرب من هذه المواجهة لنصطنع لانفسنا خصوما في السماء"
ومن هنا يجب ان نري جيدا ان الحركة العالمانية ليست علي نسق واحد ,بل لاتوجد عالمانية واحدة ,انها حركة اجتماعية تنشأ في كل موطن لها وتتأثر بظروفة واطاره المحلي وتعكس معطياته لتشكل خصائص محليه تميزها عن اي حركة عالمانية اخري
علي سبيل المثال النسق العالماني الفرنسي قائم علي التضاد مع الكنيسة
فالكنيسة الفرنسية تابعة لكنيسة روما مما انشأ حساسية وطنية وقومية لدي برجوازيي فرنسا .وكانت الكنيسة مصرة علي استتباع الدولة لها ومن ثم استتباع فرنسا لسلطة الكنيسة في روما بينما الدولة ترغب في استتباع كنيسة روما التي منحت نفسها سلطات هائلة في فرنسا اقوي من سلطة الدولة سواء عبر سيطرتها علي التعليم او عبر الاقتصاد ممثلا في العشور التي يدفعها الشعب.
واستخدم اوائل العلمانيون الفرنسيون الانجيل في معركتهم رافعين شعار اعط مالله لله ومالقيصر لقيصر سواء كانو روسو او فولتيير او رينان
ثم تصاعد الموقف دراماتيكيا عندما دعي علمانيو فرنسا الي شعار كل شوؤن الدين للكنيسة وكل شؤون الدنيا للبشر
هنا اتخذت الكنيسة قرارها ووقفت ضد الثورة الاولي بمنتهي القوة واتخذت صف الدعم للثورة المضادة
فاطلق العلمانيون شعار الكنيسة ضد الجمهورية والجمهورية ضد الكنيسة
وعليه عندما نجحت الثورة الفرنسية قوضت كل سلطات الكنيسة فالغت السطات المدنية للاكليروس وصادرت املاكهم والغت ضريبة العشر وعممت السلطة المدنية علي الزواج والاسره والتربية والتعليم
في حين ان نسق الحركة العالمانية في انجلترا مختلف
فالانجلوساكسون قامو بفصل كامل بين الدين والدولة بدون اي صراع بين الدولة المدنية مع الكنيسة
بل ان الملك في بريطانيا يظل شرفيا رأس الكنيسة

اما النسق العالماني الاميركي فقد حرص منذ نشأتها علي حماية الدين من اي عدوان علي ساحته
فالتعديل الاول للدستور نص علي ان الكونجرس لن يصدر اي قانون بصدد ترسيخ مؤسسة الدين او منع حرية ممارسة الدين
ورغم ان الدولة الامريكية لاتمول من ميزانيتها اي انشطة دينية ولاتشترط في المحاكم حلف اي يمين ديني فالمجتمع الديني يعتبر بنسبة 82% ملتزما بالتعاليم الدينية
اما النسق العالماني المصري الذي تفجر في عصر العظماء علي يد محمد علي الكبير وبوجود علماء اجلاء مثل رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده صاحب اول مقولة علمانية في الدولة المصرية "المسلم الحق هو من يستخدم العقل في شؤون الدنيا "
وقال الشيخ محمد رشيد رضا ان الامام محمد عبده خاض معارك ضارية لتطوير ازهر ذلك الزمان وكان شديد الاحتقار لمناهجه حتي اسماه المخروب مارستان



#تامر_سيد_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية والاسلام


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تامر سيد عبد العزيز - العلمانية:الجذور والنشأة والمفهوم