أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال شاكر البيابي - الهيئة عندما تنتهك إنسانيتنا!














المزيد.....

الهيئة عندما تنتهك إنسانيتنا!


نضال شاكر البيابي

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 12:43
المحور: حقوق الانسان
    


لا يمكن أن نختلف، من حيث المبدأ، على أهمية ضبط الأمن ، فهو ضرورة مطلقة يفرضها الواقع والعقل،لكننا، قد نختلف على الآليات المتبعة في حفظ الأمن، وخصوصا إذا كانت سببا في اضطراب الأمن. هذا فضلا أن تكون سببا مباشرا في امتهان وانتهاك كرامة الإنسان وحقوقه!
ثمة نزوع متفاقم في ذهنية رجال الهيئة لتصنيف الناس تحت دعاوى الإرشاد والتوجيه، ورجل الهيئة يصنفك من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال عند أتفه الأسباب ولو كنت على سبيل المثال تمارس سلوكا لا يثير هواجس "الشيطان"نفسه، كنحو ممارستك رياضة المشي على الشاطئ مع زوجتك ، فله رجل الهيئة هنا، أن يستوقفك ،ويزدريك بنظرات الشك والريبة ،ويتفقد زوجتك بنظراته الدبقة، ثم يفاجئك بسؤال فج :من هي هذه "الحرمة" التي معك؟؟
وقد يفتشك ويطلب بطاقة الهوية وورقة تثبت زواجك من "الحرمة" التي معك، ممتهنا كرامتك أمام زوجك وعلى منظر من مرتادي الشاطئ وكأنه في حضرة لص ..!
وإذا تيقن من شرعية" الخلوة" فلا تنتظر منه اعتذارا، بل أنت مطالب بالاعتذار لإبداء امتعاضك من هواجسه المريضة ومن حقه الطبيعي في ممارسة عمله "الشرعي" الذي يقتضي بالضرورة الكشف عن منابت السوء والعفن!
ولو افترضنا أن شابا اختلى بفتاة، وقُبض عليهما في حالة "شبهة".
رجل الهيئة هنا لا يرى سوى "الإثم"، "الخطيئة"، "الفعل الشائن"، ولا يعبأ بحقيقة الدوافع التي جعلت شاب وفتاة يختطفان زمنا في ظلال العتمة كـلصين ، هربا من واقع متشعب بالاحباط ومتخم بالقيود ، واقع جرد الشاب والفتاة من طموحاتهما و استأصل أحلامهما من جذورها ، واقع كرس حالة الخيبات ، وتبدو في أفقه المصائر ضبابية .
لكن رجل الهيئة ينسى الدافع ، يتجاهل المحفز، لا يرى أمامه إلا فعلا منكرا يجب محاربته ،ومحاربة المنكر هي حقيقته ، ودافعه ، فهو مؤمن إيمان مطلق، بأن المجتمع لن يجد خلاصه، ولن يتطهر من نجاساته ، إلا بوجود رجال أمثاله"يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" ولو تطلب ذلك الإكراه،والقسر.
"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.."
رجال الهيئة يجهلون تماما المآسي الوجدانية التي تنهش أعماق الشباب ، ولا يعلمون مدى الخواء الذي يجوفهم ،ولا يفهمون سر الحرائق الروحية التي تشتعل في أجسادهم بفعل الكبت ونكوص الإشباع ، و لا يفقهون أن تداعيات البطالة وتأخر سن الزواج وعدم وجود بدائل أخرى، قد يفضي كل ذلك إلى اليأس من الحياة برمتها، وأن الاستبداد والقسر والإكراه أراض خصبة لإنبات التمرد في أبشع صوره !!
إن قسر الإنسان على ممارسة فعل ما، تحت أي ذريعة، هو تجريد من كينونته وسلخ لإنسانيته وسحق لكرامته وتكريس لحالة العبودية في أقبح صورها . " ولو شاءَ رَبُكَ لآمنَ مَن في الأرض ِجميعاً أفأنت تُكرهُ الناس حتى يكونوا مؤمنينَ " [يونس:99]
" قُل يا أيُها الناسُ قد جاءكمُ الحقُ مِن رَبكمُ فمن أهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلَّ فإنما يضلُّ عليها وما أنا عليكمُ بوكيل" [يونس:108 ]
رجال الهيئة لا يخطر في بالهم أن سلوكهم الفظ وملامحهم المتجهمة سبب من أسباب نفور الشباب من التدين وتمظهراته . وقُل لِعبادي يقُولوا التي هي أحسنُ " [الإسراء:53 ].
التدين تواضع ..تأمل، سلوك حسن .لا تسافل ،التدين حالة روحية سامقة ،عدل ،محبة، تسامح ، لا مظاهر قشورية جوفاء .
رجال الهيئة لا يخطر في بالهم أيضا، أنهم يحجبون أعراض المرض لا جذوره الضاربة في العمق.
إذا قسرت إنسانا بسلطتك على تكلف الفضيلة، فأنتَ تهزم حريته وتسبي كرامته ، ولا قيمة لـ"فضيلة" مستعارة!!" فذكر إنما أنت مُذكرٌ* لست عليهم مسيطر" [الغاشية: 21 ،22 ]
الفضيلة تحتكر، تؤطر، وتحول إلى ملك خاص ،ومن ثم تستثمر..! و محتكر الفضيلة سجّان .
تنحصر مهماته في مطاردة "شياطين" الرذائل ..!
"الفضيلة قدرة، لا فكرة"
ولنا أن نتساءل:
1- أليست ممارسات الهيئة المتعسفة المتمثلة في قسر الناس على ممارسة سلوك معين يعد خرقا فاضحا لحقوق الإنسان من جهة وإساءة صارخة للدين من جهة أخرى؟
2-لماذا الشعب السعودي دون بقية شعوب الأرض في حاجة ماسة ومستمرة لمن يرشد له سلوكه ؟
3- ألا يحق لنا الخوف من نشوء جيل يمارس الفضيلة تكلفا ورياء حفاظا على أمنه النفسي؟
4-ألا يحق لنا القول أن من يفرض عليك سلوكا معينا بسلطته هو –ضمنيا- يستأصل إرادتك وحريتك؟



#نضال_شاكر_البيابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصنة الاختلاف
- عندما يتحول المثقف إلى روزخون ..!
- مجتمعنا السعودي وبعبع الحرية
- البريك والرغاء الطائفي وتأصيل الكراهية..!
- الكارثة الأخلاقية..تكريم الجلادين..!
- انتظار المخلص..وأسئلة حائرة
- شات القنوات الفضائية والحب المحرم
- (المرأة ومجتمع التناقضات)


المزيد.....




- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...
- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...
- الاحتلال ينفّذ حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ويخلف إصابات
- الأونروا: 80 ألف شخص فروا من رفح خلال 3 أيام


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال شاكر البيابي - الهيئة عندما تنتهك إنسانيتنا!