أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال شاكر البيابي - عندما يتحول المثقف إلى روزخون ..!














المزيد.....

عندما يتحول المثقف إلى روزخون ..!


نضال شاكر البيابي

الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 23:49
المحور: المجتمع المدني
    


يعتقد بعض "المثقفين" أن أبناء مجتمعهم في حالة خصومة مع العقل، وفي مخيلتهم المثقوبة بعوالم الفنتازيا والمؤامرات الكبرى أنهم بالأصالة ونيابة عن الآخرين المستضعفين ، وكلاء لدائرة "العقلانية"وزعماء للمنطق، والغوغاء من "القطيع" لا هم لهم سوى تقويض " نفوذهم "والطعن في مشاريعهم والنيل من "انجازاتهم " المحمية بسياج شائك ضد النقد أوالمراجعة الموضوعية!
لسنا هنا نزايد على حق أي فرد في تبني قيمة ما أو الاعتقاد بمبدأ معين، بصرف النظر أكان معتقده متماهيا مع الجماعة أو متضادا معها ومتمايزا عنها ، هذا حق أصيل لا خلاف في ذلك، وله أيضا أن يروج لمعتقده بكل السبل المشروعة، هذا إذا كانت متاحة وممكنة سياسيا واجتماعيا ،وعند هذا الحد ، لن ينازعه أحد في معتقده، ما عدا مفتشو العقائد الجدد .
لكن أن تحاول فرض رؤاك "الخلاقة" على مجتمع متعدد الأطياف رغما عن أنوفهم وإلا مصيرهم المحتوم الطرد من دائرة"العقلانية" ، في انتهاك صارخ لحق الإنسان الأصيل في الإيمان بما يرتضيه ،فما الفارق حينئذ بينك وبين مفتشي العقائد أيها المثقف التنويري؟!
هذا وأنت تزعم أنك ممتعض من أرباب الوصاية ،الذين ناهضتهم أكثر من مرة، وأنت تتقاطع معهم تماما –علمت أم لم تعلم- في مركزية الوصاية اللهم إلا أنك تدعي "التنوير والحداثة" وهم يدعون أنهم أمناء الدين وحماة أصوله من الابتداع..!
ياسيدي .. كيف تدعي العقلانية في التعامل مع الأحداث والقضايا الشائكة في مجتمعنا وأنت تروج بخطابك الانفعالي ترهات وغيبيات ليست لها صلة بالواقع ، ومفاهيم دخيلة على العصر الحديث والعقلانية التي تدّعيها؟
وكيف ياسيدي تدعي أنك نصير لعلمنة المعرفة"وإن صرحت بذلك ضمنيا رعاية لمشاعر أحبائك من الأوصياء " وأنت بمعولك"التنويري" تحطم وتهمش الآخرين وتمتهن كرامتهم باختيارك الفج لمفردات اقصائية متطرفة لم نجدها إلا في أدبيات أعداء الأمس من المتزمتين دينيا لمجرد الاختلاف معك في رأي قابل للصواب والخطأ ،وفي الوقت نفسه تعلن امتعاضك من حماة العقائد لتشنجهم إزاء مناوئيهم ،على الأقل هؤلاء يعتقدون بأن تأويلهم للنصوص الدينية له مرجعية فقهية متصلة بالوحي ،وصراعهم مع الآخرين هو صراع بين الحق والباطل، وذلك ليس مستغربا منهم فعقولهم معشوشبة بالمطلق،ويبدو لي أن انتصارك الأهوج والانفعالي لرأيك أنك أيضا ظننت – سهوا - أن لرأيك صلة بالوحي،أو أنك امتداد طبيعي للحق المطلق..!
يا سيدي لن نستطيع تجاوز هذه الغيبوبة الفكرية التي تطوق أعناقنا إلا بثقب سقف الوصاية والتابو المحرم من خلال طرح الأسئلة المغايرة المقتحمة لحصون الجهل وصوامع الخدر ..هذا إذا شئنا حقا مقاربة الحقيقة مقاربة جادة متجردة من الأفكار المسبقة والأحكام المعلبة .
المثقف إن لم يعرِ الزيف ويطعن الجهل ويزيح غبار الخرافة وينتصر للحرية ويؤمن بالتعددية قولا وسلوكا فلا قيمة لمخزونه المعرفي.
التنوير ياسيدي..ليس وصاية مستعارة ، بل هو إيمان بالتعددية،وقضيته المحورية –حسب ظني- نزع الوصاية عن العقول بكافة أشكالها ومسوغاتها، التنوير صنو الحرية ،وليس مسخا وتشويها لمفهومها، ومن يحترف زرع بذور الكراهية في مجتمعه من خلال توزيع صكوك الغفران لأترابه وطرد من يختلف معهم من دائرة"العقلانية" بوصاية قذرة تشوه المفاهيم وتزيدها هلامية،هو يأبد من حيث لايعلم للجهل ويكرس حالة تكميم الأفواه بمعول التنوير وباحتكار المعرفة .
وأحسبُ أننا لن نخطو خطوة إلى الأمام إلا تجردنا من فوبيا المعرفة ومارسنا على ضوء ذلك حريتنا في الفكر والنقد دون وصاية من أحد.



#نضال_شاكر_البيابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمعنا السعودي وبعبع الحرية
- البريك والرغاء الطائفي وتأصيل الكراهية..!
- الكارثة الأخلاقية..تكريم الجلادين..!
- انتظار المخلص..وأسئلة حائرة
- شات القنوات الفضائية والحب المحرم
- (المرأة ومجتمع التناقضات)


المزيد.....




- الأمم المتحدة: القوات الإسرائيلية تقتل 410 أشخاص خلال أسابيع ...
- السعودية: الداخلية تعلن إعدام مواطنين -ارتكبا جرائم إرهابية- ...
- 15 عضوا بالكونغرس الأميركي يطالبون بإغلاق معتقل غوانتانامو
- إيران.. اعتقال مواطن أوروبي بتهمة التجسس لإسرائيل
- اعتقال 115 متهماً بينهم أوروبي بتهمة الإخلال بالأمن في غرب إ ...
- استمرار حملات الإغاثة المغربية لفائدة العائلات الفلسطينية ال ...
- الأمن السوري يعتقل ضابطا سابقا متهما بجرائم حرب
- الأمم المتحدة تندد بقتل إسرائيل المجوعين بغزة وتصفه بالمذبحة ...
- اتهام أممي لإسرائيل باقتراف -مذبحة- تجويع وجرائم حرب
- الأمم المتحدة: استخدام الغذاء سلاحا ضد المدنيين في غزة هو جر ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال شاكر البيابي - عندما يتحول المثقف إلى روزخون ..!