أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - مستويات البنية و الوظيفة الدلالية في - وقع امتداده ...ورحل- للسعدية باحدة














المزيد.....

مستويات البنية و الوظيفة الدلالية في - وقع امتداده ...ورحل- للسعدية باحدة


محمد يوب

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 12:52
المحور: الادب والفن
    


مستويات البنية و الوظيفة الدلالية في " وقع امتداده ..ورحل
السعدية باحدة
إن كل عمل أدبي لابد له من بنية ينهض بها ويقوم عليها، ومجموعة وقع امتداده ...ورحل " للأديبة السعدية باحدة قائمة على اختيار الألفاظ المناسبة الدقيقة و المختزلة ، التي تعمل على نقل هذا الواقع المضطرب المختلف بنوع من الشفافية و الوضوح.
فالوضوح و البساطة في تناول النماذج البشرية و الحياتية مكون أساسي من مكونات الكتابة في أسلوب الكاتبة فهي تتخذ اللغة المباشرة لتقول الاجتماعي و السياسي المركون في ذاكرة كل إنسان بتعقيداته و تركيباته المختلفة دون تكليف منها في اختيار الكلمات المناسبة و لا مجهود مصطنع.
و البنية الفنية في هذه المجموعة القصصية بنية بسيطة غير غارقة في الترميز و الغموض الذي يفقد الكتابة الأدبية مصداقيتها و يبعدها عن الواقع المعيش . إن الكتابة بهذا تحمل رؤية إلى العالم رؤية مليئة بالصراعات و متناقضات الحياة.
إن القارئ لهذه المجموعة القصصية يشعر بصفة التكرار في المواضيع بأساليب مختلفة ، تكرار تيمة الغدر تيمة الخوف ، تيمة الرعب و المستقبل الظالم و المظلم، إن تكرار المواضيع تتحرك في بناء لغوي متحرك وجدلي يتحكم فيه الصراع و الجدل القائم بين الشخوص و الأحداث ، إنه بناء محكوم بالنمو و التغيير الذي يهدف إلى خلق رؤية مختلفة مناقضة للثابت ، مناقضة للركود الراسخ في أذهان الناس .
لقد كانت العناكب في قصة أين المفر خلاصة الرؤية الخارجية للسعدية باحدة إنه الخوف من المستقبل القادم الذي يأتي أو لا يأتي ، المستقبل المظلم ، الخوف من لدغات العنكبوت الذي يتربص للإنسان في كل مكان ، في زوايا مختلفة من زوايا البيت زوايا الحياة زوايا الفضاء المخيف الذي يعرف تقلبات بين الغدر و الغدر المتكرر في صور مختلفة لا مجال فيه للأمل و الأفق الجميل .
إن الفضاء في هذه المجموعة هو نفسه يتكرر يتناقض مع نفسه ، تتناقض الحياة مع الحياة تدير رأسها إلى الخلف لتلدغ بأسنانها عنكبوتا كانت وبشوكتها عقربا كانت في وجهات مختلفة من وجهات وصور القصص المتنوعة في هذه المجموعة.
وفعل الخوف يبرز بشكل أوضح في قصة طاحونة التي تبين للقارئ بالملموس تيمة الغدر و تقلب الزمان على صاحبه فبعد أن كان الإنسان هو الذي يتحكم في الطاحونة ويتصرف في آلياتها و مفاتيحها أصبحت الطاحونة هي التي تتحكم في الإنسان و تديره و تتصرف فيه حسب تغير مزاجها.
و مما زاد هذه المجموعة القصصية دقة و دراية بالواقع و تقلباته هو صيغة التنكير التي صاغت بها الكاتبة عناوين قصصها: (طاحونة/عقارب/نسيان/تعتيم/ضياع/ وساخة/خيبة....)كلها عناوين نكرة تتخذ صفة الضبابية و التعتيم ، تتخذ صفة الحيطة من الغدر القادم من هناك من كل اتجاه إنها قمة في الخوف من الزمن من لدغات عناوينه من غدر الصفات الشريرة التي نعتت بها هذه الشخوص الهلامية التي تعرف الكاتبة كيف تفصلها و تنسج خيوطها ولكن دون معرفة نواياها .
إنها نظرة تاقبة إلى الحياة نظرة خابرة بالزمن و تقلباته ، نظرة الأنثى التي عبرت عن تجربة طويلة في الحياة ومعاناة مع الزمن إنها تعرف أن الزمن مشجب نعلق عليه أخطاءنا ، إن الغدر يأتي من الإنسان الذي يتغير و لايتغير معه الزمن . إن الزمن حالة سرمدية ثابتة إن الإنسان هو الذي يغير جلده كما تغير الحرباء جلدها.
إن الكاتبة بحركية لغتها وحركية بناء قصصها تحرك الفكر ، تستفز القارئ/ الناقد لإعادة قراءة هذا الفضاء الزمكاني المتقلب فضاء ( دواير الزمان) بتغيرات الحياة وقسوتها.
إن هذه المجموعة القصصية تتخذ من تمفصلها شكل مقاطع بسيطة لكنها بالغة الأهمية و الدقة ، تتسرب إلى أعماق القارئ و تفتح أمامه عالما متخيلا مختلفا ، عالما تتجلى فيه كل الطرق و تتضح أمامه كل المتغيرات.
إن قوة هذه المقاطع تكمن في بساطتها وفي طرق أبواب و عوالم موغلة في التعقيد.
إن بساطة اللغة تساهم في جرد تفاصيل الحياة كما نجد مثلا في قصة ( جرد) إنها تعدت بساطة اللغة إلى بساطة الكلمات بل اعتمدت على ما يسمى بأيقونية الكتابة حيث إن الحروف تدل على المعنى بحروف بسيطة وذات دلالة عميقة فيمكن للقارئ تجميع كلمة ( خ ارج ا ل ت غ ط ي ة).
إن الكلمة عادة تتكون من الحامل و المحمول لكن المحمول عند السعدية باحدة أقوى من الحامل و أعمق ، إنها تمتلك لغة من نوع خاص لغة انفجارية دالة على تجربة عميقة في الحياة اكتسبتها الكاتبة من خلال عدسة لا قطة متحركة تلتقط فسيفساء الحياة و دقائق أمورها.
إن الكاتبة تتحرك تنمو و تتطور ويتحرك وينمو ويتطور معها فعل الكتابة تتنقل بعدستها المجهرية الملونة وتقف في محطات الحياة المختلفة و المتنوعة وتنقل كل ما هو جديد و مستجد فكان ولي أمر التلميذ في قصة ( معلم جديد) أهم من المعلم الذي تركه المدير واقفا مع طاقم المنظفين.
إن هذه الوقفة الصاخبة بسخريتها تعكس واقعا مأزوما هو واقع الاستعجال و الاضطراب الحاصل في منظومتنا التربوية.إن رؤية الكاتبة إلى هذا الواقع المأزوم وفضحها له مكنها من أخذ دور الواصف الكاشف للضرر دون إعطاء العلاج الشافي لهذا الضرر لقد تركت للقارئ إعطاء البدائل الممكنة و الحلول المختلفة.
إن الكاتبة لا تتبع أبجديات الكتابة من مقدمة وعرض وخاتمة بل إنها تقلب القاعدة فيصبح الهرم قاعدة و القاعدة هرما.
و المتتبع لهذه المجموعة القصصية بإمعان يجد بأن الكاتبة تقلب الأحداث فتجعل الأبطال أشخاصا عاديين و الشخوص العادية أبطالا، إنها تدعو إلى إعادة كتابة الأحداث الاجتماعية و السياسية و الفكرية...من جديد إنها تدعو إلى إعادة خلط الأوراق ، إن الطاحونة عندها هي التي تتحكم في صاحبها ، كما أن الكلمات هي التي تمارس لعبة التزحلق من رأس صاحبها ، كما أن روما هي التي أحرقت نيرون و ليس العكس ، إنها مفارقات غريبة نتربصها من خلال قراءتنا لهذه المجموعة القصصية ، مفارقات مولدة للأفكار تساعد على ابتكار وخلق البدائل الممكنة ، مفارقات تحدثها حركية وصدامية الباقة المنوعة المشكلة لهذه المجموعة القصصية.
محمد يوب
07.07.10



#محمد_يوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الأستاذ سمير بشير النغيمي صاحب قصة بناتي العزيزات


المزيد.....




- نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز -لم تنبس ببنت شفة- بعد ...
- -يجعلني بأفضل حالاتي-.. شاهد ما قاله الكاتب والكوميدي بيل ما ...
- ناشطة بيئية تضع ملصقا احتجاجيا على لوحة (حقل الخشخاش) لكلود ...
- قصة -انقلاب كوهين- الذي كلف ترامب إدانة تاريخية بقضية الممثل ...
- ترددات قنوات أفلام أجنبية 2024 على النايل سات: هتلاقى كل الل ...
- اللجنة الفنية لكأس السعودية تكشف عن أفضل لاعب في موقعة النصر ...
- بعد الإدانة التاريخية لترامب.. نجمة الأفلام الإباحية لم تنبس ...
- الحلقة 27 من مسلسل صلاح الدين الايوبي مترجمة للعربية عبر ترد ...
- “الآن نزلها” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة جميع أفلا ...
- تردد قناة بانوراما فيلم 2024 حدث جهازك واستمتع بباقة مميزة م ...


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد يوب - مستويات البنية و الوظيفة الدلالية في - وقع امتداده ...ورحل- للسعدية باحدة