أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مرعي - (الإسلام...والمواضيع الراهنة (2














المزيد.....

(الإسلام...والمواضيع الراهنة (2


علي مرعي

الحوار المتمدن-العدد: 931 - 2004 / 8 / 20 - 11:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثانيا: الإسلام والحداثة
ليست هناك حداثة واحدة, ولا يمكن للعالم أن يعيش بحداثة واحدة, فلكلّ أمّة حداثتها الخاصّة, ولكل ظرف تاريخي شروطه في الحداثة.
الحداثة في الغرب من المنطق ومن الموضوعية أن تختلف عن الحداثة التي تحتاجها مجتمعات أخرى , كإفريقية مثلا, أو مجتمعات في آسيا أو حتى مجتمعات في أمريكا , كدول حوض البحر الكاريبي.
وهذا ما برهنت عليه تجارب المفكر الألماني ( شاخت) الذي نجح في تجربته الإقتصاديّة في ألمانيا ومن بعد الحرب العلمية الثانية, وفشل في تجربته في أندونيسيا , لا لسبب إلا لاختلاف الشروط التاريخيّة والموضوعيّة, واختلاف الثقافات والهويّات الحضاريّة.
فلا يستطيع الغرب ان يدّعي بأنه هو مصدر الحداثة في العالم, وان لا طريق اليها الا عبر بوابته, وتتبع خطواته, بحيث تكون القاعدة أن لا حداثة بدون الغرب, ولا تقدم خارج عنه , ومن يريد الحداثة عليه ان ياخذ بالقيم الغربية ونموذج حياتها , وقد انتقد هذا التصور( هانتيغتون) بقوله:" إن الإفتراض الشائع لدى اهل الغرب بان الشعوب الأخرى التي تأخذ بالتحديث لا بد لها أن تصبح مثلنا, هو نوع من الغرور الغربي الذي يوضّح بنفسه صدام الحضارات."
وقد أثبتت اليابان عدم صحّة مقولة الغرب حين ابتكرت لنفسها تجربتها الخاصّة في الحداثة والتقدم, وهي اليوم تقدم الى العالم نموذجها الذي لا ينتمي جغرافيّا وعرقيّا وروحيّا الى الغرب ... وهذا ما أحرج الغرب الذي كان يريد أن يحتكر الحداثة لنفسه , والتي يؤسسها على قاعدة القطعيّة مع التراث , على خلاف الحداثة اليابانيّة التي تؤسس حداثتها على قاعدة التواصل مع التراث.
وفي الغرب ظهرت دراسات تحذر دول العالم الثالث من اتباع النموذج الغربي في الحداثة والتقدم, وفي هذه الدراسات ما أصدرته جامعة ( سومكس) في جنوب بريطانيا, نقدا لتقرير ( نادي روما) حول دراسته لـ ( حالة البشريّة ومستقبلها ) فقد جاء في تلك الدراسة: " إن مستقبل الدول النامية لا يكمن في اتباع نموذج التطور الغربي الرأسمالي الذي نستطيع رفضه باطمئنان بعد 30 عاما من الدراسة باعتباره فشلا تاما. ولكنه يكمن في تقريرها لمستقبلها بنفسها وتطويرها خطة للحضارة خاصة بها, وذلك العمل يتطلّب تغييرا كاملا وجزئيّا للإتجاهات الحالية في الدول النامية"
فالغرب ليس هو نهاية التقدم, ولا تجربته هي الوحيدة في العالم , وليس من الموضوعيّة ان يفرض حداثته على العالم , وبالشكل الذي هو يريد , الأمر الذي قد يتسبّب في تفتيت المجتمعات, ويدفع بها نحو الصدام مع الغرب.
والإسلام الذي هو صاحب حضارة عريقة , وله رؤية كونية شاملة, ليس بحاجة الى ان يأخذ من الغرب حداثته, قد يستفيد من تجربته ومن علومه ومن أشياء كثيرة عنده , من غير أن يكون ناسخا وتابعا أو مقلدا له.
وهذه الحقيقة ينبغي أن يدركها الغرب في علاقته بالإسلام وحتى بالعالم , تجنّبا للصدام.

( من كتاب الإسلام والغرب للدكتور زكي الميلاد)
ونلتقي في الحلقة المقبلة مع الإسلام والعلوم



#علي_مرعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام ... والمواضيع الرّاهنة
- تامّلات في الوجود
- بين سياسة الدفاع وثقافة الهجوم
- (2)نحو تقدّم فكريّ أرقى
- (1)نحو تقدّم فكريّ أرقى


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي“ تردد قناة طيور الجنة على الاقمار الصناعية ا ...
- سلي أطفالك واستقبل تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار الص ...
- دلعى بيها أولادك.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة 2025 على الناي ...
- الإخوان المسلمون في مرمى ماكرون.. تقرير أمني صادم يشعل جدلا ...
- رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود أولمرت: جرائم الحرب لا ترتكب ...
- فرحي ولادك وابسطيهم.. استقبل الآن تردد طيور الجنة الجديد 202 ...
- فرنسا: تقرير رسمي يكشف تهديد -الإخوان المسلمين- -للتلاحم الو ...
- -الحياة بعد سهام- لنمير عبد المسيح عن الفقد والذاكرة
- بعد صدور تقرير رسمي عن -خطر جماعة الإخوان-.. تحذيرات من تداع ...
- فرنسا: تقرير رسمي يحذّر من تأثير جماعة الإخوان المسلمين على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي مرعي - (الإسلام...والمواضيع الراهنة (2