أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ليلى محمد - المرأة والديمقراطية في العراق














المزيد.....

المرأة والديمقراطية في العراق


ليلى محمد

الحوار المتمدن-العدد: 931 - 2004 / 8 / 20 - 12:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من أكثر الشعارات التي هللت لها قوات الاحتلال وحلفائها ليس فقط من الدول الغربية وإنما التي كانت تسمي نفسها معارضة النظام البعثي والتي كانت ومازالت تهتدي بوحي السياسة الأمريكية، أقول من أكثر تلك الشائعات كانت شعار (الديمقراطية). ذلك الشعار الذي خدعوا به الجماهير المليونية في العراق بعد إسقاط النظام البعثي القومي والذي مازال يتشدق بها ممثلي الحكومة المؤقتة عندما تخطوا أية خطوة للقمع والاضطهاد باسم محاربة الإرهاب.

كل من يتتبع الواقع المأساوي الذي يمر به جماهير العراق والصراعات المستمرة بين أقطاب الإرهاب المختلفة وسياسة المقاومة الدموية التي تنتهجها أقطاب الإسلام السياسي، والهجمات العسكرية وقتل الآلاف من الأبرياء في كل مدينة من مدن العراق، كل من ينظر الى هذه المأساة يتأكد إن الديمقراطية التي كانت تنشدها قوات الاحتلال لجماهير العراق هي هذه وليست غيرها.

إن الديمقراطية التي يود لها أن تتحقق للجماهير في العراق من قبل ساسة البيت الأبيض هي غير الديمقراطية التي تستخدمها للجماهير في أمريكا أو في أوربا، (وبقدر تعلق الأمر بالديمقراطية، فإن هذه عبارة لها الكثير من التفسيرات ويؤولها كل شخص وطرف وفق مصالحه الخاصة، وحتى أن القوى القومية والدينية في العراق تطلق على بدائلها القومية والدينية الرجعية تسمية الحكومة الديمقراطية)*.

ديمقراطية أمريكا هي ديمقراطية الهجوم العسكري على الجماهير وقتل الأبرياء، ديمقراطية تنصيب الحكومات وفرض سياساتها العسكرية، ديمقراطية الحفاظ على المعتقلات وبناء السجون وتعذيب المعتقلين،...الخ.

استطاعت المرأة في دول مثل أمريكا وأوربا ولفترات من الزمن وطبعاً من خلال نضالاتها المستمرة ونضالات الحركات العمالية والاشتراكية أن تحقق الكثير من مكتسباتهاً وحقوقها وان تفرض على حكوماتها سن قوانين لحمايتها وحماية حقوقها، ولكن هل في العراق ممكن هذا هل تستطيع المرأة في ظل ديمقراطية الحكومة المؤقتة اليوم أن تفرض حقوقها وتسن قوانينها بشئ من الحرية؟

طبعاً الجواب كلا. فتاريخ الحكومات الديكتاتورية تثبت إن ليس هناك حتى أدنى قدر من الديمقراطية التي تسمع وتراها في تلك البلدان. والحكومة المؤقتة في العراق هي حكومة مبنية على أساس التقسيم الديني والطائفي والقومي والعشائري وكل واحد من هذه التقسيمات على حدا لا يمثل سوى الديكتاتورية بحد ذاتها والتي لا تسمح للجماهير وخاصة النساء منها بالمشاركة في الحياة السياسية والتظاهر وخوض الانتخابات إن وجدت والدفاع عن حقوقها.

إن ديمقراطية الحكومة المؤقتة هي ديمقراطية فرض قانون السلامة الوطنية والتي هي موازية لقوانين الأحكام العرفية التي تفرضها الأنظمة الديكتاتورية والتي تتعرض لمآزق متعددة ولا تستطيع الخروج منها سوى بفرض تلك القوانين لكبح جماح الحركات الاحتجاجية ضد أنظمتها المستبدة، إن ديمقراطيتهم هي الاعتقال العشوائي للجماهير بحجج مختلفة ومحاربة الإرهاب، إن ديمقراطيتهم هو إعادة العمل بقانون الإعدام والتي بشر بها!! وزير العدل وكأنما حقق أمنية إنسانية للجماهير في العراق لم تكن لتعرفها من قبل، والانكى من ذلك هو توسيع هذا القانون ليس فقط ليشمل الإرهابيين كما يدعون وإنما ليشمل كل الجماهير وليعاد تاريخ النظام البعثي عبر تلك الديمقراطية.

يا ترى ما هو نصيب المرأة من ذلك؟

إن نصيب المرأة في ظل تلك الديمقراطية لن يكون اقل من الظلم والاضطهاد وانتهاك الحقوق حيث تلك القوانين سوف تقمع أية حركة احتجاجية نسوية وأية حركة مدافعة عن حقوق المرأة وأية حركة تطالب بالحرية والمساواة. وان كانت في العقود الماضية تهاجم حقوق المرأة بحجة الوقوف بوجه السياسة الإمبريالية والغرب فاليوم سوف تحاكم بحجة الوقوف مع الإرهاب والحركات الإرهابية وزحزحة الأمن والاستقرار في العراق!!!.

إنها الخطوات الأولى لشل الحركات النسوية والتقدمية، إنها بداية لمرحلة تتطلب نضال أوسع وحركة أقوى.

على النساء في العراق وحركاتها النسوية والتقدمية أن تناضل من اجل الحرية الكاملة والمساواة،عليها أن تخوض نضالاتها رغم ما تفرضه تلك الحكومة من قوانين جائرة وظالمة، عليها أن تلج ميدان الصراع وتقف بوجه جلاديها وكل القوانين القروسطية التي تفرضها وتنتهك كل يوم حقوقها بشكل فاضح، فليس أمامنا سوى خيار النضال من اجل تغيير واقعنا تغييراً جذرياً.

* مقابلة مجلة سكيولار مع الرفيق ريبوار احمد حول موضوع العلمانية



#ليلى_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والحكومة المؤقتة
- حقوق المرأة في العراق والمؤتمرات النسوية
- لتجعل من يوم الثامن من آذار يوماً للقضاء على التمييز ضد المر ...
- تصريح من منظمة حرية المرأة في العراق حول انتهاك الحريات من ق ...
- ادعموا مركز حماية حقوق المرأة في العراق!
- ليس من قمع نظام صدام الى قمع رجال الدين شعارنا: حكومة علماني ...
- قمة المرأة العربية... ام قمة لاحتواء الحركة النسوية العربية
- نحن نرى غير ذلك ولكن لن نشتمكم...بل نفضحكم
- جاهير العراق بين تهديدات امريكا وتعنت النظام البعثي
- مؤوتمرات القمة للبيئة والمجاعة ..الى اين


المزيد.....




- دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- -قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
- الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا ...
- طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا ...
- تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
- أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج! ...
- جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
- وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال ...
- مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ليلى محمد - المرأة والديمقراطية في العراق