الوميض السكران ونصوص أخرى

حسين آل سعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 11:57
المحور: الادب والفن
    

وعندما تعجز اللغة
فليس أمامي إلا الصمت
بمشاعر تتخطى اللغة
أبقى أنا والصمت
في طوفان من الأحاسيس
فهذا الوميض
الوميض السكران
الوميض الناعس السكران
يولّدُ الجمال
ينثر الجمال
أعجزُ عن تحمل الانفعال
أتعب
أترك نفسي
أتيه في بحار من الوجد
بملامح فوق بشرية
تبدو حيالها المُطْلَقاتُ المعتادةُ
شيئاً باهتاً
شيئاً من نسيج الماضي
***





الفسحة العذراء
في فسحة عذراء تتركها الجبال
تتكاثف الأشجار تبحر في وصال
مستوحداً في الكوخ
تهديه النجومُ في الليل لمعتها الودود
يتودد الكوخ المسربل بالخضار
للشمس تحضنه إذا طلع النهار
طفل المدينة يؤنس الشيخ الغريب
تتواصل الافكار يحملها جناح الباشق المنشور في أفق السماء
يدور في الأنحاء منشرحاً، يعود يحطُّ عند الطفل مرتاحاً كعصفور أليف
شرٌّ يدور
الشيخ مجنونٌ خطر
لا تقربوه
هيا أبعدوه
هيا احرقوا الكوخ المريب
وتجهزوا لحملة الإبعاد والإحراق في الليل البهيم
الطفل يركض لاهثا
يحذر النفس الصديق
الشيخ يهرب ضارباً
في سكك الغابات مقهورا طريدا
وكوخه ينهدُّ طعما للحريق
فزع يدحرج خطوة الطفل فيرجع للوراء
ألسنة النيران تكشفه ويحجبه الدخان
عيونه الخضراء ضببها غشاء
يروغ من بين الرموش
ينساب قطراتٍ على الخدّين يكشف حرقة القلب الصديق
***
إغفاءة هادئة
عندما يرتاح رأسي على الوسادة
ينشط الخيال الخلاق
محاكيا الواقع تارةً
ومرتفعاً عليه تارةً أخرى
حاذفاً اشياء
ومضيفاً اشياء
وأنا على هواي من جديد
انثر الشعر
رائقاً شفافا
أتمادى في الراحة
حتى أتعب
وحينها
تتباطأ الخلاّقية
تتباعد
حتى تتماهى
تتماهى مع وارد آخر
تتلاشى
في إغفاءة هادئة
**
بداية الأزمنة
في تصوراتي البراقة
عن الكون الأحدب
مستنفرا كلَّ خلية من خلايا قلبي المتعب
للتمتع الفذ بالأفكار الهائمة المنطلقة
مستعينا بجوانحي الملتهبة لضم المجرات المستسلمة
ومثل ملايين من البراكين الصخّابة
أنطلق بأفكاري السديمية
لزلزلة الكون
وانتظار الخلق الآخر للإنسان
الإنسان النَّضر
ذا الأريحية الهائلة
والشموخ الذي لا يُحدّ
سأزيل التكلسات المتراكمة عبر القرون
لإسقاطات التفاهة المنحطة
للفكر الساكت
سكوت جبانة متروكة
الكبرياءات المهاجمة اللاهثة
ستمزق أوصال الكون المائل
دونما استمطار لأي شفقة حقيرة
تحاول الابقاء على القديم

حسين آل سعودي
تواريخ مختلفة

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل