آدم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 21:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ان قرر دولة رئيس الوزراء نوري المالكي خوض معركته الشهيرة ضد المليشيات والخارجين عن القانون في مدينة البصرة والتي سماها بصولة الفرسان توجهت سفن المالكي وبوضوح صوب المشروع الوطني , اللحظة التي بدأت فيها مسيرة التصدي العسكري المباشر للميليشيات والخارجين عن القانون في صولة الفرسان لم تكن هي البداية فلقد عمل دولة رئيس الوزراء نوري المالكي منذ اللحظة الاولى لتسلمه مقاليد رئاسة الوزارة على اعداد الارضية السياسية والاجتماعيه لاقامة مشروع وطني عراقي بعيدا عن التأثيرات الخارجية مهما كان مصدرها .
لم يفرق مشروع المالكي الوطني بين خارج عن القانون وخارج اخر عن القانون لا بدينه او بمذهبه او بقوميته الكل هم من الخارجين عن القانون . فلقد ابتدأ المالكي مسيرته بضرب الميليشات الشيعية المدعومة من الجارة ايران حتى كسر ظهرها في معركته الخالدة في البصرة التي استحقت بحق اسمها فكانت " صولة للفرسان " وتبعها بصولات اخرى حتى وصل الى مقراتهم الاساسية المنتشرة في مدينة الصدر , ولم تنسيه معركته مع الميليشيات العدو الاساسي الاخر المتمثل بالتنظيمات الارهابية التكفيريه واجنحة البعث الاستبدادية .
خطوة مالكية تتلوها خطوة مالكية اخرى لتشكيل المشروع الوطني , توقيع اتفاقية سحب القوات الأمريكية , اندماج الصحوات في اجهزة الدولة العسكرية منها والمدنية , حصر السلاح بيد الدولة , تقوية قدرات الاجهزة العسكرية والامنية العراقية , انشاء مجالس الاسناد العشائرية لرفد الدولة بدعم اضافي يمكنها من محاربة كل انواع التدخلات والتأثيرات السلبية بغض النظر عن منشأها ان كانت من الجارة ايران صاحبة المشروع الطائفي المتخلف او من البعض من اشقائنا العرب اصحاب الافكار الظلامية الاستبدادية ... لا فرق , كلها تدخلات مرفوضة , هكذا قالها المالكي , لكن الرياح الاقليمية اتت بما لا يشتهي المالكي وسفنه .
تحركت الارادة الخليجية مدعومة بكل ثقلها الدولاري لتشكيل اكبر تحالف عراقي يتمكن من التصدي و الوقوف بوجه كتلة دولة القانون في الانتخابات النيابية التي جرت في اذار الماضي واجتمعت متناقضات عديدة لتشكيل قائمة ذات لباس وطني حيث نزع البعض من القادة العراقيين لباسهم الطائفي وانخرطوا للعمل تحت الخيمة التي تم حياكتها في عواصم دول الخليج واختاروا اسما لهذه الخيمة " العراقية ....!! "
وعند ظهور نتائج الانتخابات وما رافقها من اشكالات ادرك نوري المالكي بأن الرياح الاقليمية اتت بما لا تشتهي سفنه الوطنية , وقرر لعب تكتيك لا يخلو من المجازفة والخطورة فقرر العودة بمشروعه " دولة القانون " الى الائتلاف الوطني ليشكل معه ائتلافا قويا يكلف بتشكيل الحكومة بأعتباره الكتلة النيابية الاكبر .
وبعد هذا الانحراف الكبير والخطير في توجهات نوري المالكي وجد نفسه في مأزق امام امراء الميليشيات الذين حجزوا لهم مقاعد قوية في الاتلاف الوطني ( الشيعي ) .... ليقولوا له :
اتذكر يا مالكي صولة فرسانك ..؟
فعاد المالكي ليوجه سفنه صوب الدكتور اياد علاوي وخيمته الخليجية ... فوجد امامه حفنة كبيرة من التنازلات عليه الموافقه عليها واهم هذه التنازلات التي ثبتت في خيمة علاوي الخليجية هي التراجع عن خطته في جعل العراق المنافس الاول للمملكة العربية السعودية في حجم الصادرات النفطية وانهاء " بأي طريقة وبأي ثمن " التراخيص النفطية التي اعطيت للشركات العالمية التي من شأنها رفع صادرات العراق من النفط الخام الى عشرة ملايين برميل يوميا , وفي قائمة التنازلات امور اخرى تتفاوت من ناحية الاهمية منها الغاء خطة انشاء ميناء الفاو الكبير والميناء الجاف الذي يربط ميناء الفاو الكبير بتركيا لما لهذا الممر الأستراتيجي من تأثير كبيرعلى الاهمية الأستراتيجية لقناة السويس وغيرها من التنازلات التي تشكل بمجموعها نكسة كبرى لآمال الوطنيين العراقيين ....!!!
ولغاية هذه اللحظة لا احد يعلم اين سترسو سفن المالكي في نهاية المطاف ... فسفنه محصورة بين الرياح الخليجية التي تقودها المملكة العربية السعودية من جهة ورياح امراء الميليشيات المدعومة من ايران من جهة اخرى بالأضافة الى الرياح البعثية القذرة التي تهب من سوريا ...
من المؤسف القول ان المشروع الوطني في العراق ارتبط مرة اخرى بعبد كريم قاسم جديد اسمه نوري المالكي ان غرقت سفنه غرق معها المشروع الوطني العراقي .... لكن الى حين ....
السؤال الذي يراود كل الوطنيين العراقيين .... هل ستصمد سفن المالكي ام ان على العراقيين انتظار عبد كريم قاسم اخر ربما يكون هو " الزعيم المنتظر" .
#آدم_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟