عبد الوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 18:39
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
ترجمة
تقرير صدر عن الإذاعة السويدية بتاريخ 23 حزيران/ يونيو بأن ايكيا- الشركة السويدية العملاقة لتأثيث المنازل- ترسل شحنات الأثاث وفق معاملة تمييزية إلى المستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة، دون المدن الفلسطينية في الضفة الغربية..
كشفت مراسلة الإذاعة السويدية في إسرائيل Cecilia Udden، حيث كانت تتجه نحو المدينة الفلسطينية- رام الله- في الضفة الغربية المحتلة، وسألت كادر ايكيا في إسرائيل عن مدى إمكانية تسليمها أثاثها هناك (في رام الله). وذكرت بأنها لاحظت خلف مكتب المتجر خريطة لإسرائيل لم تظهر فيها أية حدود للضفة الغربية، قطاع غزّة، أو مرتفعات الجولان السورية. ورغم احتساب ايكيا لتكلفة النقل وفقاً للمسافة، تفاجأت اودين بعدم إمكانية تسلم أثاثها في رام الله. وعلى أي حال، لم يبلغها المتجرعن إمكانية شحن الأثاث إلى مختلف المستوطنات الإسرائيلية عبر الضفة الغربية المحتلة، دون المدن الفلسطينية.
شرح أستاذ القانون الدولي Ove Bring على النت لمجلة أخبار استوكهلم Stockholm News بأن سياسات ايكيا تنطوي على التمييز ضد الفلسطينيين، علاوة على أن سياسة الشحن للشركة السويدية تنتهك رمز قواعد السلوك للشركة والمنشورة على موقعها IWAY Standard.
جاءت ايكيا في تقرير اودن لأن متجر شركة ايكيا يعتمد على شركات النقل المحلية وفقاً للقواعد الملزمة في نقل الأثاث إلى الجهات المعنية في إسرائيل، وتحدى أستاذ القانون شركة ايكيا فيما اذا كانت شركات النقل قادرة فعلاً على تلبية الطلبات من الفلسطينيين. في الواقع، عندما أصرّت المراسلة اودين الحصول على جواب من شركة النقل لماذا لا يمكن تسليم الأثاث لها في رام الله، تم إخبارها بأن الجيش الإسرائيلي يمنع إرسال شحنات أثاث إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
في سياق رأيها الاستشاري التاريخي العام 2004، أكدت محكمة العدل الدولية عدم شرعية النشاطات التي تعمل على تطبيع العلاقة مع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة. في الواقع، الحاخام إبراهام كوبر- مركز Wiesenthal- يقوم ببناء متحف التسامح Museum of Tolerance على مقبرة إسلامية تاريخية في القدس- أخبر الجريدة الأسبوعية اليهودية في كاليفورنيا أن افتتاح متجر ايكيا في إسرائيل "سيشكل شقاً آخر في المحاولات القائمة لمقاطعة إسرائيل." (تم افتتاح أول متجر لـ ايكيا في إسرائيل في 1 يناير/ كانون ثاني 2001.) ..((بسمار آخر في نعش المقاطعة..!!))..
ومن المفارقات، قبل افتتاح متجر ايكيا في إسرائيل العام 2001، وجّهت متاجر التجزئة الإسرائيلية من خلال Wiesenthal Center تهديدها بمقاطعة متجر ايكيا بدعوى أن مؤسس الشركة (ايكيا) Ingvar Kamprad كان عضواً في حركة الفاشست الجديدة السويدية في الأربعينات. كذلك اشتبهت مركز Wiesenthal بأن ايكيا خضعت لمقاطعة الجامعة العربية لإسرائيل بغية تجنب مشاركتها التجارية لإسرائيل، رغم الفرص الإيجابية المتاحة لها. في رسالة وجهها رئيس ايكيا Anders Moberg (ديسمبر/ كانون أول العام 1994) إلى Wiesenthal Center الإسرائيلية شرح فيها بأن شركته (ايكيا) لم تشارك في مقاطعة الجامعة العربية لإسرائيل، بل أنها كانت تقوم بعملية التحقيق عن إمكانية فتح متجر لها في إسرائيل.
في الوقت الراهن، تفتخر ايكيا بملكيتها لـ 300 متجر في 35 بلداً، منها متجران في إسرائيل، وتعتزم الشركة فتح متجر ثالث في حيفا العام 2012. نجت ايكيا من ارتباطات مؤسسها السابق بالعصبة الفاشية خلال مرحلة شبابه، واعتادت الشركة على إظهار حساسيتها تجاه مقاطعة المستهلكين.
في مفارقة أخرى، المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، تتحرك وتتعبأ في السويد ضد إسرائيل. ففي نهاية حزيران، بدأ اتحاد عمال تفريغ السفن Swedish Dockworkers Unionفي السويد وعلى مدى أسبوع فرض الحصار على البضائع الإسرائيلية المصدرة أو المستوردة. جاءت مبادرة الاتحاد SDUهذه استجابة لنقابات العمال الفلسطينية في ظروف استمرار إسرائيل حصارها ومنذ ثلاث سنوات لقطاغ غزّة، والهجوم عى سفينة المساعدات الإنسانية- مرمرة- بتاريخ 31 أيار/ مايو. وفي هذا السياق، يبقى أن نرى فيما إذا كانت الشركة السويدية العملاقة- ايكيا- ستصحح سياساتها العنصرية بالعلاقة مع متاجرها في إسرائيل قبل أن تُحفز هذه الممارسات على خلق تهديد جديد لمقاطعة منتجاتها الاستهلاكية.
ممممممممممممممممممممممـ
IKEA furnishing the occupation,Adri Nieuwhof,uruknet.info, July 5, 2010.
Adri Nieuwhof is a consultant and human rights advocate based in Switzerland.
#عبد_الوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟