أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمني - نحن ميراث العرب















المزيد.....

نحن ميراث العرب


سيد القمني

الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 19:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بينما يتابع العالم آخر أخبار الانتصارات العلمية ، ما بين تطوير لأجهزة أو اختراع لآلات جديدة لخدمة الإنسان ورفاهيته وسعادته ، إلى تطوير جديد في هندسة الوراثة لتخليق خلايا ضد الآلام المزمنة لكافة الأمراض في مختلف أعضاء الجسم ، إلى السفن الساعية في الفضاء وتحت المحيطات بحثاً وتنقيباً . نقرأ في بلادنا أخباراً من نموذجها :
" تقدم الدكتور مصطفى الشكعة مقرر لجنة المتابعة بمجمع البحوث الإسلامية التابع لجامعة الأزهر . بطلب البحث الضروري والفوري في مدى حل أو حرمة شراب البيبسي كولا ، لأنه مستخرج من العصارة الهضمية لأمعاء الخنزير " .
وإعمالاً لذلك فإن جامعة الأزهر وهي تسمى جامعة لما تقوم به من أبحاث ولهذا ستقدم على تحريم شرب البيبسي كولا على المسلمين ، بمنع دخولها مصر على الأقل . وهو ما سيمنع عن مسلمي بلادنا هذه الداهية الدهماء ، ولكن البحث الجامعي هذا لن يحرم المسلمين من شرب المرطبات على إطلاقها مراعاة لظروفنا المناخية ، لذلك سيقترح الأزهر دخول بعض المشروبات البديلة للسوق المصرية ، وذلك مثل مكة كولا كي يكون الترطيب ترطيباً شرعياً مكياً .

هناك يبحثون عما يخفف آلام مرضانا ، أما جامعاتنا هنا فلازالت تبحث في حلالية وحرمة ما يدخل الفم رغم أن ما يدخله لا ينجسه بقدر ما يخرج منه .

عقل الأزهر لم يزل مشغولاً بفرض العبودية علينا فاسترقاق الناس هو حرفة عربية إسلامية منذ زمن الفتوح المبارك ، فإن لم يستطع إعادتنا رقيقاً مملوكين نحن وأرضنا للفاتح وقوانينه ليورثونا ويتصارعوا على وراثتنا ما بين كوننا ميراث أولاد فاطمة أم ميراث قريش على المشاع . لذلك يمارس علينا الأزهر العبودية الجزئية بحيث تكون طليقاً غير موثق بالسلاسل ، لكن سلاسلك ستكون داخل نفسك المؤمنة التي ترضى بكثير من الحرمانات لأن مشايخ الدين قرروا ذلك ، حتى أصبح المسلم اليوم موثقاً من داخله بمختلف القيود والتحريمات التي ما أنزل الله بها من سلطان فما كانت الجزيرة تجد المياه الصالحة للشرب الآدمي زمن الدعوة حتى تعرف المرطبات الغازية ، وإذا كان الله قد حرم أكل لحم الخنزير لأسباب لها علاقة بتأكيد الشرائع الموسوية بهذا الخصوص فلا شك أن الله حسب الإيمان الإسلامي كان يعلم أنه سيكون في يوم من الأيام هناك بيبسي كولا ، وكان يعلم بكل ما يحدث الآن ، وكان بإمكانه التصريح به ووضع القواعد للتعامل معه لكنه لم يفعل لأنه أراد لنا تلك المساحات حرة نعيش فيها كما يعيش الآخرون في كل الدنيا ، لكن أهل الدين بعد سقوط نظام الخلافة المذل القاهر للشعوب ، قرروا هم إستلامنا أمانة عندهم حتى يعيدوا الميراث لأهله يوم تقوم الخلافة مرة أخرى يوماً ما . وقرروا بالفتوى استمرار عمليات التحريم لإستمرارنا رقيقاً غير مسموح لنا بالحرية في إتخاذ أي قرار يناسب زمننا دون فتوى منهم . إن الجيش العربي الفاتح المحتل بجبروته لم يعد موجوداً بيننا الآن ، وهو ما يفترض معه أن نكون قد أصبحنا أحراراً ، لكن مشايخنا قرروا حماية هذا الوجود حتى يعود يوماً بسيطرة ثقافية على العقول تضمن لهم الإستحواذ التام على المسلمين ، حتى أزاحوا من الوجدان المصري والشامى والعراقى الخ عاداته وتقاليده الرقيقة الإنسانية المرتبطة بزرعه ونيله وفراته وتاريخه ليحلوا معها عادات وتقاليد وأعراف أخذت المواطن من زرعه وحصده من أجل الحياة ليموت شريداً طريداً بالعراق او كهوف تورا بورا حباً في الموت .

إن مشايخنا ومعهم نظام الفتوى يزعمون دون وثائق ثبوتية واضحة أن الأوطان الخاضعة للعرب ، وإن لم توجد خلافة فإننا وأرضنا ميراثاً مقدساً لا يمكن التفريط فيه حسب الشريعة الإسلامية وإن غابت الخلافة ، وظهر مشايخ الأزهر أو الإخوان أو أي أفاق يتكلم لغة الدين ليدعي أنه صاحب الحق في إرثنا ، ولإثبات ذلك يقوم من آن لآخر بإثبات هذا الحق بإصدار الأوامر والتوجيهات المستندة إلى ثقافة المالك الأصلي الفاتح .
وهم يرون أنهم الأمناء على عرش الخلافة التي نحن ميراثها الشرعي حسب الأصول والقواعد المرعية في فتح المسلمين للبلاد . ومن ثم يتابعون كل شأن يخصنا من المياه الغازية إلى طريقتنا في التثاؤب إلى ملبسنا إلى دخولنا الغائط ، إنهم معنا بسلاسلهم وزواجيرهم ليتأكدوا من بداوتنا وأننا مازلنا على عهد الفتح محافظون . حتى أصبح القرار السياسي أو الإقتصادي أو حتى العسكري الأمني محاطاً بالفتاوى التي تمنع وتسمح ، حتى وصفات البدو البدائية صارت من الدين فعلينا شرب بول الجمل ولبس غطاء رأس أبي لهب ونعال أبي سفيان وجبة ابى جهل والتحلى بلحية عتبة .

قديماً اخترع المنتفعون من الدين الأحاديث وشرعوا الفتاوى لتبرير الظلم والإستبداد وأعطوها ديمومة بوجود المشرعين الدائمين من كل من اشتغل علينا بالدين .

إن لديهم أدلة عبوديتنا في كتب السـُنة والفقه والتفاسير وكتب الأموال وكتب الحسبة ، فيها حجج وسندات الملكية ويأتي سدنة الدين اليوم لإعادة الشأن إلى أصله ، فالحرية التي اكتسبناها تدريجياً منذ سقوط الخلافة ليست بالقطع حقاً من حقوقنا بل هي افتئات على قوانين دولة الخلافة التي لا تعرف شيئاً اسمه الحرية ، ومن ثم لا يكون لنا الحق في امتلاك هذه الحرية لأن إمتلاكها شأن كفري وضد القانون الشرعي ، لذلك هو وراءك بالحجاب والنقاب ، يبرمجك برقابة داخلية لا تسمح حتى بالتفكير ، حتى يعود يوم الخلافة المنتظرة لنعود إلى الحظيرة مرة أخرى خرافاً كانت قد ضلت طريقها وعادت .

إن الإخوان بدورهم يطلبون ذات الميراث لإستعادتنا عبيداً ونساءنا جواري ، بممارسة العبودية الجزئية ، مشايخنا والإخوان والقرضاوى وابن لادن كلهم منافس لكلهم على هذا الميراث ، لذلك يفتي كل منهم بما يصادر الحرية ، حرية أن تقول ، حرية أن تكتب ، حرية الرأي ، الفن ، الصحافة ، الحوار ، فالمصادرة من مصادرة الكتاب إلى مصادرة حياة الكاتب كلها هى امر مشروع . مصادرة حقنا في أن نحكم أنفسنا بأنفسنا لأن الحاكمية لله .
إن كل فتوى تصدر تصادر مساحة من حرية المسلم بالمنع والتحريم ، إن نظام الفتوى كله هو شأن ضد الحرية كما أنه ضد القانون الذي يحتكم إليه الجميع اليوم . إنه نظام يشق الوطن بين ولائين ، ويمزقه ، ويغلق علينا كل يوم باب من أبواب الحرية تركه الله لنا مفتوحاً في كتابه ليكون مساحتنا الحرة التي استولوا عليها ، فماداموا لن يستطيعوا إدعاء النبوة بختم النبوات بنبي الإسلام ، إذن ليكونوا أنصاف أنبياء وأنصاف فاتحين ، وربما أحياناً أنصاف آلهة كما كان هو الحال مع المرحوم الشعراوي قبلا والحوينى اليوم .



#سيد_القمني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن مازلنا قرودا؟!
- الدين الرسمي والإسلام الأصلي
- قانون روما وقانوننا
- لقد عادوا بنا للعصر الحجري
- الاستبداد بمساندة السماء
- اساتذة العلم فى بلادنا
- قمة السقيفة قراءة مخالفة
- تبسيط مفهوم القيم
- ما نشرتة مجلة الإذاعة والتلفزيون المصرية عن حوارها مع سيد ال ...
- ظاهرة التكفير في ميزان العقل و الدين
- زواج القاصرات
- اليوجينيا الوطنية
- كعبة سيناء
- الشيخ .... و الغوغاء ؟ !
- أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب ( 4 من 4 )
- أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب ( 3 من 4 )
- أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب2من4
- أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب( 1 من 4 )
- درس في البحث العلمي و أخلاقياته
- آلية الفتوى( تفكيك الخطاب )2 من 2


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيد القمني - نحن ميراث العرب