أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إياد مسعود - المخيمات وسكانها مسؤولية الدولة اللبنانية














المزيد.....

المخيمات وسكانها مسؤولية الدولة اللبنانية


إياد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 15:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يقف الفلسطينيون طويلاً عند معاني الانقسام الذي شهده المجلس النيابي اللبناني وهو يناقش مشاريع القوانين حول حقوقهم المدنية والاجتماعية، فالفلسطينيون على اختلاف اتجاهاتهم، أخرجوا أنفسهم من دائرة التأثر بالأوضاع اللبنانية الداخلية، ورسموا لحركتهم السياسية خطوطاً حمرا، منطلقها العيش تحت سقف الدولة اللبنانية ذات السيادة على أراضيها. لذا لم ينجر الفلسطينيون إلى التجاذبات الإعلامية التي تلت أعمال مجلس النواب وإحالة مشاريع القوانين على اللجان المختصة، بقدر ما أعادوا التأكيد على طبيعة الحقوق المدنية والاجتماعية التي يطالبون بها، مجددين في الوقت نفسه أن منحهم هذه الحقوق لا يستحضر التوطين، بل من شأن ذلك أن يوفر لهم ظروفاً اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية أكثر تماسكاً، تزيدهم مناعة ضد مشاريع التوطين وقدرة على رفضها والتصدي لها من أية جهة أتت.
رافضين في الوقت نفسه المحاولات المحمومة من البعض لاعتبار الجانب الأمني، هو المدخل الوحيد للتعاطي مع الحالة الفلسطينية في لبنان. علماً أن أية محاولة لمعالجة الجانب الأمني من الحالة الفلسطينية في لبنان، لا تستقيم من دون رسم حدود مسؤولية الدولة اللبنانية نفسها في معالجة ما يتصل بهذا الجانب. وبالتالي إن أية اتهامات للمخيمات (خاصة عين الحلوة) إنها أصبحت مأوى لمجموعات عسكرية غير لبنانية (وغير فلسطينية في الوقت نفسه) إنما يطال مسؤولية الدولة اللبنانية قبل أن يطال مسؤولية المخيمات. فالفلسطينيون ليسوا مسؤولين عن حماية الحدود اللبنانية ضد تسلل الأفراد والجماعات، فضلاً عن ذلك فإن المخيمات المستهدفة بالاتهامات تعيش في ظل حصار أمني لبناني الأمر الذي يستدعي سؤالاً عن كيفية تحرك هذه الجماعات وهؤلاء الأفراد من المخيمات وإليها. فضلاً عن ذلك لا يمكن لأي مسؤول أن يتجاهل أن ظاهرة القوى الدينية في المخيمات الفلسطينية، إنما وردت إليها من محيطها اللبناني، وأنها ظاهرة تعتاش على الدعم الخارجي لها الأمر الذي يعيد طرح مسؤولية الدولة اللبنانية نفسها في مراقبة أقنية هذا الدعم ومصادره، ودورها في رصده والعمل لتجفيفه.
الجانب الآخر من الموضوع، وهو الأهم، أن الذين يركزون على ظواهر التطرف داخل المخيمات، يتجاهلون أن معالجة هذه الظواهر لا تكون بإجراءات أمنية بحتة. ويتجاهلون في السياق نفسه أن مجتمعات الفقر والبطالة والإحساس باليأس، والإحباط، تشكل البيئة الخصبة لنشوء هذه الظواهر وتفشيها، وامتلاكها القدرة على التحريض والتعبئة والاستقطاب. وبالتالي يقع في التناقض من يصور المخيمات أنها بؤرة لاحتضان القوى الإرهابية ثم يلجأ في الوقت نفسه إلى فرض الحصار العسكري والأمني عليها، ومعاملة سكانها بكثير من الاضطهاد، ويفرض على سكانها عزلة سياسية واجتماعية، ويرفض حقها في العمل وغير ذلك من الحقوق المدنية التي لا توفر لأصحابها سبل العيش الكريم، متخلياً عن واجباته السيادية نحو السكان المقيمين على أرضه، محملاً المسؤولية كاملة لوكالة الغوث وحدها، باعتبارها هي المعنية بشؤون المخيمات، في الوقت الذي بات الجميع مطلاً على الواقع المالي للوكالة وحالة العجز التي تعانيها، وعلى تراجع خدماتها نحو اللاجئين.
ومن الخطأ الجسيم أن ينوب بعضهم عن الدولة فيدعو الفلسطينيين إلى المقايضة بين حقوقهم المدنية والاجتماعية وبين ما يسميه حق الدولة اللبنانية في الدخول إلى المخيمات. لأن في ذلك طعناً مبطناً في سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها. صحيح أن الرموز السيادية للدولة ليست داخل المخيمات، لكن الصحيح أن الدولة وضعت آليات تمكنها من ممارسة سلطاتها الأمنية والعسكرية والقضائية على المخيمات. والأمثلة كثيرة عن مطلوبين جنائيين سلمتهم المخيمات إلى السلطات القضائية اللبنانية بناء لطلب هذه الأخيرة.
وفي هذا الجانب لا بد من الوقوف أمام مسألتين لا يمكن تجاوزهما بالنقاش وإلا نكون قد خرجنا عن خط المصارحة نحو خط المجاملة.
* المسألة الأولى: إن حق الدولة اللبنانية (غير القابل للنقاش) لمد سيادتها على كل شبر من أرضها، بما في ذلك المخيمات، لا يعطيها الصلاحية، على الإطلاق، للتعامل مع كل فلسطيني على أنه مدان حتى تثبت براءته. وبالتالي لا يعطيها الحق (إنسانياً وقانونياً وسياسياً)أن تفرض على المخيمات حصاراً أمنياً، تمارس من خلاله إجراءات فيها من الإذلال ما يمس كرامة الإنسان في الصميم، أو أن تحول هذا الانتشار حول المخيمات، أداة لفرض حصار اقتصادي يطال الكثير من الحاجات اليومية بذريعة منع الإعمار بدون رخصة أو غير ذلك من الحجج غير المقنعة. إن الدولة الحكيمة هي التي تمارس سيادتها على تجمعات سكانية كالمخيمات، بما يمكنها من التفاعل الإيجابي مع هذه المخيمات، باعتبارها، إلى جانب كونها تجمعات سكانية، حالة سياسية ذات خصوصية ترتبط والدولة اللبنانية في معركة رفض التوطين وصون سيادة لبنان من أية حلول إقليمية لا تستجيب لحقوق اللاجئين ومصلحتهم والمصلحة الوطنية اللبنانية.
* المسألة الثانية: أن ثمة حالات مطلوبة للقضاء اللبناني، لكن الدولة تدرك جيداً تعقيدات أوضاع هذه الحالات، كونها لا تمت إلى النسيج السياسي الفلسطيني بصلة (فصائل م.ت.ف. أو فصائل التحالف). كما تدرك الدولة جيداً أن معالجة ملفات هذه الحالات هي بالأساس معالجة سياسية لا تشكل الحالة الفلسطينية طرفاً مقرراً فيها.
في الختام، لا بد من النظر إلى ما قام به مجلس النواب، على أنه أمر إيجابي، والأكثر إيجابية قول رئيس الحكومة سعد الحريري أن على لبنان معالجة أوضاع الفلسطينيين فيه، حتى لا تتحول قضيتهم إلى غزة أخرى، ويصبح الساحل اللبناني مقصداً لسفن فك الحصار عن المخيمات.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إياد مسعود - المخيمات وسكانها مسؤولية الدولة اللبنانية