أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تيسير عبدالجبار الآلوسي - !حق الانفعال وردود فعله السلبية وآثار -ثقافة- الشتيمة














المزيد.....

!حق الانفعال وردود فعله السلبية وآثار -ثقافة- الشتيمة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 928 - 2004 / 8 / 17 - 09:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تشهد كتابات كاثرة هذه الأيام على ما لاتساع حريات النشر من توافر فرص التعبير عن الذات وعن أوسع أطياف التعبير عمّا يعتمل في النفس من انفعالات وتفاعلات مع الحدث اليومي المحيط.. ولعل ذلك مما يثير عميق الدعم لمزيد من توسيع فرص التعبير لما لذلك من أثر جدي مهم في الكشف عن الحقائق من جهة وفي تفاعل الرؤى حتى تهدأ الأنفس المنفعلة وتسير في إطار خطاب الحوار الموضوعي بدل خطاب الانفعال والتوتر الذي يودي لا بالمصداقية بل يجمِّد العقل والوعي والثقافة..

ولن يكون من الحكمة اليوم مبادلة لغة الانفعال الصارخة وتهجمها وحتى عدائيتها بانفعال أو شدّة مقابلة, بل الصواب البحث عمّا يكمن وراء الروح العدائي المعبّر عنه بلغة الشتيمة أو التجاوز أو على أقل تقدير لغة الاحتقان والتمرد في مفردة ولغة تعطيل التفاعل وتبادل الرؤى لحلِّ أية مشكلات صغيرة أو كبيرة..

من هنا كانت بعض الأصوات التي انطلقت وما تزال في تمردها وصبِّ جام غضب الاحتقان على الشخصيات الوطنية المسؤولة وعلى توجهاتها المحافظة على هدوء النفس ورجاحة العقل, إذ يعتقد هؤلاء المندفعون إنَّ علاج الأمور يكمن في ردود ثوروية عنفية وهم يمتلكون إمكانات الفعل الإيجابي ولكنهم يبعدونه بسبب من الخضوع لتوترات اللحظة المباشرة...

إنَّ عمر خطاب الانفعال لم يمنح صاحبه فرصة التوفيق في معالجة قضية مهما صغر حجمها.. ولم يكن الغضب والتوتر والاحتقان جوّا مناسبا للحوار أو تبادل الرؤى أو بسيط معالجة أو تناول. وقد يشتطّ بصاحبه فيذهب بعيدا عن القضية الأساس ويدخل في مهاترة ليس من ورائها طائل.. ونضل الطريق ونظل في جعجعة بلا طحن..

وعلينا هنا إذن أن نشدِّد على موضوعية الحوار ومصداقيته وهدوئه وعلى ضوابط عقلانية له حيث نبتعد عن "ثقافة" الشتيمة والتجاوز والاعتداء على الآخر.. والآخر هنا هو العقل الجمعي المحقـَّق لمصالح مجموع الشعب وفئاته العريضة.. إنَّ إشاعة ثقافة الحوار تستدعي مزيدا من تحمل وصبر وتأنِ ِ ومن مزيد من قراءة واقع حال العراقي اليوم..

قالعراقي بخاصة قطاع واسع من شبيبتنا في حال من الوقوع تحت ضغوط خطيرة من جبهات تحيق به حرقا وتطيح بآامله التي وضعها في العقل السياسي وخطابه الثقافي المُختزن في وعي جمعي لمؤسسات الشعب المعبرة عنه.. ومن تلك الضغوط حارت الاستلاب للإرادة بمعنى السيادة على الذات بوجود قوى مدَّت أصابعها في بلادنا أو في وجود شخصيتنا الوطنية..

وليس من الصائب الاعتقاد بتساوي ردود الفعل وطبيعة الحلول والمعالجات لمختلف الأجيال لهذه القضية أو تلك.. ومن الجدير بالذكر هنا أن نستذكر حقيقة كون نجاح معالجة في الوصول إلى مستهدفاتها يكمن في إقناع أوسع مكونات الشخصية الوطنية بمعني أوسع فئات الشعب وهنا الشبيبة تتقدم المقياس.. أقول إقناع أوسع جمهور بالالتفاف حول ذياك الحل أو المعالجة, ومن دون ذلك لن نسطيع الوصول إلى أفضل ما ينبغي وأكمله من مصالح شعبنا..

وصحيح أن دعوة الصبر والتحمل ما عادت سهلة أمام عميق الضغوط إلا أننا لا نملك بدائل أخرى فضلا عن كوننا أمام ضرورات تحقيق بعض ما يلبي أبناء جيل اليوم فليس من الموضوعي وضع هذا الجيل في محرقة من أجل أجيال لاحقة, إذ أننا لسنا في تعامل مع عبيد نسوقهم لخياراتنا حتى لو كانت لمصلحة غد أفضل فمن حق الجيل الموجود أن يلبي حقوقه الإنسانية وإن كان بعضها, فمن دواعي نجاح عمل الجيل أن نلبي بعض مطامحه لتعزيز فعاليته ونشاطه.. من هنا كان علينا أن نسعى لتوفير توازنات عقلانية تعود على الجميع بالخير عبر استجابتها المناسبة لتوزيع عادل لمطالب الجميع..

أما ما يخص جزئية التوتر و "ثقافة" الشتيمة وما يأتي منها من حط من قدر بعض شخصياتنا فيمكن تجاوزه و عدِّه من آثار ثقافة الأمس المرضية ومن حلقات تحاول مشاغلتنا في الهامشي المتخلف ولن يضير طلائع الفكر والثقافة عندنا أن يتركوا الردود الانفعالية بل يزيدهم تأثيرا في محيطهم الشعبي ويمنحهم فرص تأثير أكبر وقيادة أرقى لرؤية ثاقبة من أجل مستقبلنا الجديد..

عليه كانت ثقافة التسامح وعدم التوقف عند أخطاء هامشية بحق الشخصيات الوطنية والتركيز على الفعل الرئيس وتعزيز العمل حيث ينتظرنا جهد عظيم الحجم لمعالجة شؤون بلادنا في ظروف التداخلات الخطيرة الراهنة وستبقى قوى شعبنا الحية في حالة من التفاعل بعيدا عن الانفعال وتأثيراته السلبية.. عميقا في صميم التهدئة والعمل السلمي الموضوعي الهادئ وبعيدا عن تبادل مهاترات غير موضوعية قريبا من الموضوعي الإيجابي الرصين...

فإلى فطنة العمل الهادئ وثقافة البعد عن الشتيمة ومعالجة رؤية الآخر في وجوده وفي أفكاره وتصوراته لا في توصيفه حسب حالة احتقان تلمّ بطرف أو آخر...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية ودورها في تحقيق السلام والديموقراطية
- شيعة وسنّة وعراق واحد وأدعياء تمثيلهما في أشلاء فرق عراق ممز ...
- دبلوماسية تصريحات المسؤول العراقي ودوافع دعوات الخنوع والتبع ...
- جرائم ضد الكنائس.. جرائم ضد المسيحيين هي جرائم ضد الشعب العر ...
- الصحافة الشيوعية في العراق مدرسة صحفية وطنية عريقة تنتظرها م ...
- الفديرالية هي القاعدة الأساس لعراق السلام والديموقراطية
- حق الجنسية وحق العودة إلى الوطن
- برنامج يستحق المشاهدة والتفاعل والتكريم العراق إلى أين؟
- حول دعوات تمزيق العراق وشعبه!
- الالتزام بدقة التعامل مع الهوية القومية والدينية أمر يمهد لأ ...
- الكلدان الآشوريون السريان وقوميات شعبنا كافة وإشكاليات الإحص ...
- اجتماع موسَّع بصدد مشاركة عراقي المهجر في الإحصاء السكاني وا ...
- المرأة وكفاءة التصدي لحقوقها الإنسانية المشروعة؟!
- 14تموز الثورة والحرية وعيدنا الوطني
- ما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد / القسم الر ...
- موقع ألواح سومرية معاصرة / إعلان
- ما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد / القسم الث ...
- ما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد / القسم الث ...
- تمهيد فيما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد - ا ...
- العراقي والثقافة بين الاتصال والانعزال


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تيسير عبدالجبار الآلوسي - !حق الانفعال وردود فعله السلبية وآثار -ثقافة- الشتيمة