أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود ابراهيم هالي - حين اختفى وجه هند رواية لهاني السالمي














المزيد.....

حين اختفى وجه هند رواية لهاني السالمي


داود ابراهيم هالي

الحوار المتمدن-العدد: 3051 - 2010 / 7 / 2 - 13:36
المحور: الادب والفن
    



الرواية من تأليف الكاتب هاني السالمي، صدرت عن مركز أوغاريت الثقافي في رام الله برعاية نرويجية حديثاً (2010). وتقع الرواية في إحدى وثلاثين صفحة بمقياس ورقي غير مألوف بدا على شكل مجلة للأطفال، وبورق مصقول وبطبعة ملونة، وقد قدّم السالمي إنتاجه على أنه رواية لليافعين، احتوت على ثماني صفحات خصصت للرسومات الكبيرة.
تدور أحداث الرواية في الزمن الحاضر، وتتمحور حول فكرة رئيسة هي أن بنات اليوم لهن الحق في العيش بحرية أكثر من تلك التي حظيت بها أمهاتهن وجداتهن، وقد مثلت شخصية هند بطلة الرواية البنت التي تبحث عن حريتها في عالم يطغى عليه الرجال، وأما شخصية سعاد جدة هند، فهي تلك الجدة التي عادت كما ترى هند لأنّ هناك شيئاً كان ناقصاً في حياتها، وكانت تحبُّ أن تستكمله، لكنها ماتت قبل أن تفعل ودون أن تدافع عن شخصيتها، وعاشت وماتت دون أن يهتم أحد بوجودها (صفحة16).
ولا يخفى على قارئ هذه الرواية أن الكاتب أراد أن يوصل رسالة يدعو فيها إلى تشجيع البنات اليافعات على السعي دوماً للمطالبة بحقوقهن، واختيار السبل التي يرغبنها في هذه الحياة بعيداً عن سيطرة الرجال، وقد جاء ذلك على لسان إحدى صديقات هند، وهي آلاء بقولها: "نحن الفتيات نعاني كثيراً من مدنيتنا: الحرية، اتخاذ القرار، الرجل والسيدة، الخروج من المنزل دون مرافق، مئة سؤال وسؤال قبل الخروج وبعد العودة" (صفحة 16).

اختار الكاتب من الحلم والخيال الطفولي الجو المناسب لتقديم روايته التي يكون حدث اختفاء وجه هند الطفلة، وحلول وجه جدتها سعاد مكانه العقدة التي تدور حولها الأحداث التي يطغى عليها الحوار، وتقل فيها الصور الفنية والتشبيهات، وموحياً بأن الحياة بيد الرجال دون النساء، فالمصور رجل، والمدرس رجل، والبواب رجل، وفي البيت لا تظهر الأم بل الأب بريشته التي تتجاهل الجدة، وتبرز ملامح الجد (صفحة 3). دون أن يضع القارئ في مكان وزمان محددين، وكان بإمكانه الإشارة إلى ذلك في صفحة (6) بدلاً من وضعنا بين مجلة الخط الأخضر وملبن القدس.
يحاول الكاتب أن يقدم صورة قاتمة لزمن "جداتنا" فهن محرومات من الذهاب إلى السوق لشراء الخضروات واللحمة، ووفقاً للحوار الذي دار في حلم هند، فإن الجدة سعاد تخاطب الجد قائلةً: "كنتَ دائماً تجعلني ألبس اللون الغامق فقط، رغم حبي للألوان الزهرية.... كنتَ تسخر مني وتقول: أنتِ امرأةٌ لا تقدر على حمل الأشياء." (صفحة 18). ويبدو أن الكاتب قد بالغ في تصوير مكانة المرأة قديماً، متجاهلاً الدور الذي لعبته المرأة أي "زمن جدتي" فمشاركتها الرجل لم تقتصر ضمن فناء المنزل بل تعدته في ظروف حياتنا نحن الفلسطينيين، وإن فقدت حقوقاً كثيرة لها إلاّ أن الأمر لم يكن بهذه السوداوية المفرطة، وهنا يُطرح السؤال: هل علينا دائماً أن نبالغ في تصوير الحاضر والماضي لكي يغدق علينا الأفرنجي من عطايا اليورو والدولار، كما دأبت منظماتنا الحكومية وغير الحكومية على ذلك في التقارير والدراسات، والآن في الأدب بدلاً من أن يكون الأخير مصوراً للواقع ومنصفاً للماضي؟ أم ترانا نتوهم أننا بذلك سننتصر في حرب غريبة يكون ضحيتها تراثنا الأدبي.... وبكل تأكيد سنكون نحن ضحاياها.

ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع- القدس






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَرْمُورَة وأَحْكَامُ قَراقُوشَ


المزيد.....




- براءة متوحشة أو -أفيون الكرادلة- لمحمد الحباشة
- مصر.. فيلم ضي يتناول مرض -الألبينو- بمشاركة محمد منير
- أولريكة الخميس: الفنون الإسلامية جسر للتفاهم في متحف الآغا خ ...
- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود ابراهيم هالي - حين اختفى وجه هند رواية لهاني السالمي