أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - الديمقراطية في العراق الجديد والاصابة بانفلونزا السلطة المزمنة















المزيد.....

الديمقراطية في العراق الجديد والاصابة بانفلونزا السلطة المزمنة


حيدر نواف المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية في العراق الجديد والاصابة بانفلونزا السلطة المزمنة
لم تنجح أي من دول الشرق الأوسط من إفراز تجربة ديمقراطية ناجحة واحدة ، وكل ما هنالك كانت مجرد تطبيقات شوهاء مزيفة القصد منها استغفال الشعوب وإضفاء شرعي زائفة لأنظمة التصقت بالسلطة التصاقا لا يزحزحها عنها إلا الموت أو الانقلابات ، مما أنتج هجينا لأنظمة جمهورية ليس لها لون أو طعم أو رائحة بل هي لا تمت للحكم الجمهوري إلا بالاسم فهاهم روؤساء الجمهوريات العربية يورثون جمهورياتهم إلى أبنائهم لإنتاج أنظمة حكم جمهورية مضحكة يمكن تسميتها ب ( النظام الجمهو ملكي ) انفردت في ابتداعه الأنظمة العربية بعد أن تجاوزت تجارب البيعة القسرية إلى تجربة الانتخابات الديمقراطية المهزلة بعد أن تصنع هذه الأنظمة أحزابا كارتونية وعارضة كارتونية تحت عنوان ( الحزب الفلاني العلاني لصاحبه الحزب الحاكم ) ثم تهيئة انتخابات صورية وعارضة صورية وأحزاب صورية وجميعها بما فيها المعارضة تنتخب القائد الوحيد الأوحد .
وبرغم التغيير الذي أحدثه الأمريكان في العراق وهم أصحاب اعرق تجربة ديمقراطية ألا أن ثقافة الحزب الواحد والقائد الواحد ظلت هي السائدة والمسيطرة على عقلية ساسة وأحزاب السلطة والمعارضة في العراق وتحولنا من ديكتاتورية حزب البعث وصدام إلى ديكتاتورية ساسة وقادة عينوا بفرمان أمريكي مقدس منذ سن قانون تحرير العراق في 1992 أو قبل ذلك ودكتاتورية الأحزاب وأصحاب المليشيات التي لا تدع لأحد فرصة اختراق حدود إماراتها ومدنها المحرمة إلا على مواليها وأنصارها .
إن النموذج الصدامي في ممارسة السلطة والحكم والديكتاتورية هو النموذج المثالي وفارس أحلام كل ساسة وقادة الحكم والسلطة في العراق وكلهم يحلمون ببلوغ هذا النموذج والإنفراد بالسلطة والبقاء حاكما مدى الحياة مع سطوة واستيلاء حزب ذلك الحاكم ( حزب السلطة ) على كل المفاصل السياسية للبلد ولاباس من وجود قوى وأحزاب سياسية كارتونية معارضة تعتاش على فتات الحاكم وحزبه وتسبح بسلطانه وانجازاته وسطوته وتدور كالثيران العمياء في ساقية حكمه وبلاطه ونماذج هذا الحلم كثيرة في العراق الآن ولعل التجربة الأخيرة بعد انتخابات آذار / 2010 خير مصداق ، فالحاكم يرفض ترك السلطة ولو على قطع عنقه برغم أن هناك من هو أحق منها بحسب ما أفرزته الانتخابات ، وبقية القوى والأحزاب يرفضون التنازل ولو عن قيد أنملة مما يعتبرونه حق لهم في السلطة والوزارات والأرض والإمارة والأموال والبشر .
إن بعض المحللين يقولون أن أمريكا بعد تجربة السنوات السبع في العراق وفشل تطبيقاتها ومحاولات خلق دولة جديدة وديمقراطية فريدة في هذا البلد لتكون نموذج تحلم به وتتوق إليه شعوب المنطقة ويمكن أن تحذو حذوه بعض الأنظمة ولو على مضض ، كل ذلك قد فشل ولذلك فهي تسعى إلى إعادة خلق نموذج ديكتاتوري جديد في العراق ينجح في حكمه بقبضة حديدية ويعيد ترتيب أوضاعه إلى سابق عهدها قبل 2003 ويكبح جماح الإرهاب الفوضى والقتل والخراب والدمار الذي يعم البلاد ويتطاير شرره باتجاه كل الدول المجاورة ، ويؤمن في الوقت نفسه مصالح أمريكا وديمومتها في المنطقة .
ولكن المشكلة هي أن أمريكا لم تجد حتى الآن ذلك النموذج الذي تبحث عنه لان القوى المتنفذة والحاكمة في البلد الآن هي القوى الإسلامية الشيعية التابعة لإيران والمرتبطة بها وبسياساتها وأجنداتها المعادية لأمريكا ارتباطا وثيقا ، في حين إن القوى الليبرالية والديمقراطية والعلمانية تبدو اضعف من أن تقود دفة السلطة والحكم في العراق بسبب إمكاناتها المادية والبشرية المحدودة والتي لا تقارن مطلقا بإمكانات وقدرات الأحزاب الشيعية والتي تتلقى دعما متنوعا من إيران ، إضافة إلى ما يثار ضد هذه القوى من إنها ستعمل على فصل الدين عن السلطة وتقويض سلطة الدين أو منع الشعائر والطقوس الدينية كما أثير من قبل الأحزاب والقوى الشيعية في الانتخابات الأخيرة ضد قائمة إياد علاوي من أنها لو نجحت في استلام السلطة فإنها ستمنع وتحارب الشعائر والطقوس الشيعية كما كان يفعل نظام صدام .
إما بالنسبة للسنة فان واقعهم السكاني كأغلبية ثانية لا يؤهلهم لقيادة الحكم والسلطة في البلاد ثم هناك تخوف أمريكي من كثير من القوى السنية على اعتبار أن هذه القوى في مرحلة ما كانت متحالفة ومتعاونة وداعمة للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وأمثالها ، بل إن بعض من قادة ورموز هذه القوى لازال متعاونا وداعما لهذه التنظيمات وبعضهم قد وصل فعلا إلى البرلمان والسلطة وهم يقدمون الدعم والغطاء والمعلومات لهؤلاء من اجل مقاتلة الأمريكان وضربهم وضرب الحكومة والسلطة وأجهزتها المختلفة ، وهناك تخوف آخر من أن استلام قيادة الحكم والسلطة في العراق من قبل السنة العرب قد يؤدي إلى عودة البعثيين بشكل أوسع وأقوى إلى الحياة السياسية والى السلطة ، برغم أن القوى وأحزاب السلطة الشيعية تضم الكثير من البعثيين والذين شارك الكثير منهم في الانتخابات الأخيرة وبعضهم قد وصل إلى البرلمان ولم يطلهم الاجتثاث بسبب وجودهم ضمن قوائم القوى والأحزاب الشيعية ، وهناك الكثير من البعثيين موجودين الآن في حكومة المالكي الذي يتستر عليهم ويحميهم والبعض منهم في مراكز حكومية حساسة وكذلك في الأجهزة الأمنية وأجهزة الجيش والشرطة .
إذن إن بقاء الوضع العراقي في خضم هذه ( الفوضى الديمقراطية الأمريكية ) سيطول كثيرا حتى تجد البديل المناسب لها والذي تأمنه على وجودها ومصالحها في المنطقة ، وحتى الانتهاء من الملفات الأخرى التي تهدد مصالح أمريكا في هذه المنطقة وفي مقدمتها الانتهاء من إيران وتهديداتها التي أجد أنها مجرد مهزلة ممسرحة بين إيران وأمريكا القصد منها إدامة الاضطراب والفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة لإدامة بقاء أمريكا من جهة ومن اجل المزيد من الابتزاز (خاوة ) لأنظمة ودول الخليج بذريعة حمايتهم من الخطر الإيراني الموهوم .
ثم هناك الصراع االاسرائيلي الفلسطيني ولاسيما مع حماس المدعومة من قبل إيران ، ومشكلة حزب الله وتهديداته المستمرة ومشكلة أفغانستان وعودة طالبان إلى نشاطها وتجميع صفوفها ومعاركها المستمرة في أفغانستان والتي تشكل تهديدا حقيقيا للانتصار الأمريكي هناك وعلى نظام كرزاي ...الخ .
أخيرا فان استمرار الفوضى واستمرار الأزمة في العراق وحالة اللاستقرار واللامن واللا دولة واللا سلطة كلها في مصلحة امريكا وايران وجميع القوى والدول المحيطة في العراق والتي يهدد الأمن والاستقرار والسلام في العراق وجوداتها وحكوماتها ومصالحها ، وبالتالي فان امن واستقرار وسلام هذه القوى والدول جميعا قائم على أساس استمرار القتل والخراب والدمار وسفك الدماء وإزهاق أرواح العراقيين .
حيدر نواف المسعودي
[email protected]
http://www.facebook.com/?page=4&sk=messages&tid=1343312020609#!/profile.php?id=100000880466623



#حيدر_نواف_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (حكومة بالريموت كنترول ) إلى أين تريد إيران الوصول بالعراق
- يا لثارات كسرى ...! الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية(1 ...
- يا لثارات كسرى ...!الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية (2 ...
- يا لثارات كسرى ...! الإمبراطورية الحالمة بشروق شمسها ثانية ( ...


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر نواف المسعودي - الديمقراطية في العراق الجديد والاصابة بانفلونزا السلطة المزمنة