طوبال فاطمة الزهراء
الحوار المتمدن-العدد: 3045 - 2010 / 6 / 26 - 20:46
المحور:
عالم الرياضة
لست أدري كيف سأبدأ مقالي هذا، لكن يكفيني أن أقول أن الكفاءة التي تمتع بها الفريق الوطني الجزائري في المونديال جعلت الكل يعي قيمة أبناء الثمانينيات الذين واصلوا رفع المشعل و السير به قدما ليس إلا لرفع الراية الوطنية إلى جانب الرايات الأجنبية في جنوب إفريقيا.
إن الأداء الممتاز الذي أبهرنا به فريقنا الجزائري خلال مبارياته مع الإنجليز وسلوفينيا و كذا الأمريكان جعلنا نطمح للارتقاء إلى الدور الثمن النهائي من كاس العالم، فالمباراة الجزائرية السلوفينية كانت بمثابة تلك السفينة التي توجهها الرياح حيث تشاء و شاء القدر أن يكون التفوق سلوفيني رغم قلة كفاءة فريق هذه الأخيرة مقارنة مع الفريق الجزائري، لكن هذا الأخير استرجع قواه و لقنّ الإنجليز درسا مهما جدا و إن كان الدرس مريعا بالنسبة لهم لكنه عادل في نفس الوقت، ذلك أن الإنجليز قد أبهرتهم أضواء نجوميتهم و اعتقدوا بأن التألق قد خُلق ليكون لهم وحدهم لكنّا علّمناهم أن التألق هو بيد الجميع حتى و إن كان بيد أضعف فرق العالم، فهذه هي الرياضة و هذا هو اللعب الكروي إنه شبيه إلى حد كبير بلعبة الرهان الرياضي و الورقة الرابحة هي بيد من أحسن إدارتها و ما أجمل إدارة المباراة الجزائرية الأمريكية التي بذل فيها الفريق الوطني قصارى جهده لإسعاد المئات من الأنصار الجزائريين في العالم و لا أحصر القول على الجزائر بل أقول كل العرب و المغاربة و الأفارقة و المسلمين الذين انتظروا بشغف و فارغ الصبر نهاية سعيدة للمباراة لكن ليس كل مايتمنى المرء يدركه، هكذا علمتنا الرياضة الكروية فلا يمكن أن نقول إن المتفوق أو القوي هو الذي يكسب دائما لكن الذي يكسب هو في نظر العالم متفوق، سموا الأمر كما شئتم تسميته لكني أقول مادام الهدف كان من نصيب الأمريكان فلايعني ذلك أن الفريق الجزائري ليس مؤهل للفوز بكأس العالم وهذه رسالة أوجهها للجميع و خاصة أبناءنا اللاعبين في المنتخب الوطني.
شكرا جزيلا أشبال فريقنا الوطني، هكذا علمتم أبناءنا كيف يتألقون و كيف لا ييأسون و كيف يحققون نجاحات تبهر العالمين، حتى ولو انسحبتم في الدور الأول من مباريات كأس العالم لكن انسحابكم هذا كان متألقا فارفعوا رؤوسكم و لا تخجلوا فلقد أخجلتم الإنجليز قبل هذا و بينتم أنكم متمكنين من الفوز و الارتقاء حتى ولو كان الهدف الأمريكي صدمة لكم لكن لاتنسوا أن لكم ثقافة رياضية وهذا هو التسابق أو السباق نحو الحصول على كأس العالم فإن لم يكن لكم فللآخرين حتما لكن مستقبلا نتفاءل فيكم الخير ونترقب منكم النجاح فلا تنسحبوا مطأطئي الرؤوس بل ارفعوها عاليا مثلما يرفع العلم و أنشدوا نشيدكم الرسمي " قسّما" فسنرى الجزائر بعد أربع سنوات تتألق بكم وتفوز و تقفز إلى الأدوار المقبلة ويكفينا فخرا أنكم رفعتم الراية في المونديال كما يكفينا اعتزازا أننا ارتقينا إلى المونديال الذي بكت لأجله الملايين من الشعوب فهذه هي الكرة بطبيعتها... كونية و إنسانية في ذات الوقت تتسابق نحو بلوغها الأمم، لتحقيق عدة مكاسب و الافتخار بالبطولات و بلوغ الأهداف.
شكرا جزيلا لفريقنا الوطني الذي رفع رؤوسنا في المونديال، وجعلنا نطمح إلى التأهل مستقبلا ، شكرا لبوقرة و حليش و بلحاج و شكرا للبطل مبولحي ، نريدكم متألقين دائما و لأنكم مثلتم الجزائر في مفاخرنا دُمتم.
ف.ز.طـــــــــــــوبال
#طوبال_فاطمة_الزهراء (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟