أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - ريم حزان - ملاحظات (شبه) نسوية عن المونديال














المزيد.....

ملاحظات (شبه) نسوية عن المونديال


ريم حزان

الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 22:09
المحور: عالم الرياضة
    


ما زال اهتمام النساء بكرة القدم يثير دهشة العالم العربي، والعالم على حد سواء أحيانًا، ويزداد اهتمام العالم والصحافة بموقع وموقف النساء من هذا الحدث العالمي؛ فتُُنشر نتائج بحث عن ازدياد الخلافات الزوجية في الإمارات العربية المتحدة خلال المونديال بنسبة %70، وتُنشر أخبار عديدة أخرى عن أن النساء يتابعن المونديال لهوسهن أو إعجابهن باللاعبين الوسيمين ولياقتهم البدنية، ومقالات وأخبار كثيرة أخرى تُعبّر عن "اندهاش" العالم بمتابعة النساء، العربيات خاصةً، للمباريات وتشجيعهن وانحيازهن لفريق دون آخر وولوجهن الحيز العام – لا وبل حمل رأي حول اللعبة التي تعتبر حكرًا على الذكور دون الإناث منذ الطفولة.
على الرغم من هذا الاندهاش، والحالة العربية التي تحاول أن تصوّر تشجيع النساء لكرة القدم وكأنه موجة جارفة، أود التعرض هنا إلى الانتماءات، ودوافع تفضيل فريق على آخر، ليس فقط لدى النساء، إنما لدى الرجال أيضًا. أي، الكثير ممن أعرفهم يقتصر تشجيعهم على فرق غالبة حتمًا – أو فرق ذات إنجازات تاريخيًا – وفي هذه الحالة عادة ما يشعر مُشجّع الفريق المنتصر بالنشوة والانتصار ويباشر التنكيل بمُشجع – صديقه - خسر فريقه من خلال ألفاظ وتعابير مثل "مزّعناكو" أو "قضينا عليكم" – وهذا ليس حصرًا على مباريات المونديال إنما تصرف عادي بين المشجعين لفرق مختلفة حتى في دوري الدرجة "ج"!
الانخراط في فعل شعبي، هو أمر حيوي. المونديال من جهة أخرى، أصبح حالةً شعبوية لا تُطاق، أتمنى أن أشهدها في مظاهرات واحتجاجات لشعب ذي قضية وكيان منتهك. هل نفكّر بانتماءاتنا؟ ما هي هذه المركبات التي تجعل شعوب العالم كلها تهيج وتغضب وتفرح لركلة كرة؟ هل علينا استنساخ أو إعادة إنتاج الانتماء من أجل الحصول على نفس القدر من التهيج والاهتمام بقضية ما؟
الانتماء الأعمى والتشجيع الأعمى للقوة والنصر، هي حالة الضعيف. فأنا واعية جدًا، بأن تشجيعي لمنتخب الأرجنتين منذ صغري هو لعدة أسباب، الأول هو وبالطبع الأسطورة مارادونا، ثم علاقاته بالقادة اليساريين في جنوب أمريكا المناهضين لسياسات الولايات المتحدة بحق شعوبهم وبحق العالم، وثالثًا لكون تشي جيفارا أرجنتيني! منطق بسيط جدًا، لا يمس بانتمائي لشعبي ووطني، بل ويعززه.
بالرغم من قناعاتي أن النساء والرجال مختلفون بنيويًا – على ألا يُستخدم ذلك للتمييز الجنسي والجندري المشهود والمُمَارس- إلا أن مباريات كأس العالم تخلق حالة من المساواة – الفارغة مضموناً. كيف؟ النساء محرومات في الكثير من الأحيان من أن يكنّ جزءًا من الحالة العامة، ومن اتخاذ القرار وصنعه في العديد من المجالات – فيصبح المونديال فرصة لأن يكنّ جزءًا من الجو العام الذي يكون الجميع فيه سواسية، فلا الرجل العربي ولا المرأة العربية يقررون في تشكيلة أي فريق، وهم غالبًا لا يتحدثون لغته، وبالطبع ليسوا جزءًا من مجريات المباراة، واثنيهما مُتلقيان – فيقع التساوي هنا بمجرد المشاهدة التي ليس للرجل فيها سطوة إلا في أي حيز وأي موقع تُشَاهد اللعبة – وهنا نعود إلى تقسيم الحيز العام والخاص مجددًا.
تبذل الشركات التجارية أموالاً طائلة في فترة المونديال لتستهدف جمهور النساء مباشرة وحصرًا، مُحاوِلةً استمالتهن من خلال الإعلانات المصورة والمذاعة للتخفيضات والحملات التي تتمحور شعاراتها حول انشغال الرجل بالمباريات و"فرصة" النساء للخروج دون أيشعرن بالذنب، لتكرس الشركات التجارية الدور "التقليدي" للنساء، جميعًا، في رسالة مضمونها "مكانَكِ في الأيام العادية في البيت والآن أمامك فرصة لا تُعوّض: زوجك مشغول – أُخرُجي من البيت فهو لن يحتاجك"!
علينا ألا ننسى أن ملايين البشر محرومة من متعة مشاهدة المونديال، ومنهم الشعب المستضيف للمباريات، بسبب احتكار الفضائيات لحقوق البث، حيث ترغم هذه الشركات مشتركيها باقتناء بطاقات خاصة مشفرة من أجل مشاهدة المباريات على جهاز التلفاز المنزلي؛ ويأتي تشجيعي لعملية خرق الإنترنت لـ "حقوق النشر" هنا من باب مساهمة هذا الخرق في ضرب إيرادات الشركات الكبرى التي تحاول "تشفير" المنالية من خلال جعل مشاهدة المونديال حكرًا على من يستطيع تجاوز هذا العائق المادي.



#ريم_حزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مسألة الهجوم على النسوية


المزيد.....




- شاهد.. الرئيس الفرنسي ماكرون يسجل هدفا في مباراة بكرة القدم ...
- بعد قراره البقاء في برشلونة.. لابورتا لن يمنح تشافي شيكا على ...
- رسميا.. الزمالك يؤكد تلقيه خطابا من الفيفا بشأن إيقاف القيد ...
- باريس سان جيرمان يهزم لوريان ويضع قدما على منصة التتويج (فيد ...
- السد بطل الدوري القطري للمرة الـ17 في تاريخه
- بسبب 2.4 مليون يورو.. -فيفا- يوقف الزمالك عن القيد
- فرنسا.. إلقاء القبض على -إرهابي- الأولمبياد
- بعد موسم مخيب للآمال.. حسم مستقبل تشافي مع برشلونة
- ليفربول ضيفا ثقيلا على جاره اللدود إيفرتون.. التشكيلة الأساس ...
- بعد أزمة الكلاسيكو.. هل سيتم جلب -عين الصقر- إلى الدوري؟


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - ريم حزان - ملاحظات (شبه) نسوية عن المونديال