أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - هل سيقهر البشر -المستحيل - بفضل العلم؟















المزيد.....

هل سيقهر البشر -المستحيل - بفضل العلم؟


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 3044 - 2010 / 6 / 25 - 13:10
المحور: الطب , والعلوم
    




في كل حقبة من تاريخ البشرية كانت توجد في ذهنية الناس مجموعة من المستحيلات يقل عددها كلما مر الزمن وتقدم الإنسان علمياً وتطور تكنولوجياً، وفي نفس الوقت تظهر مستحيلات جديدة يسعى الناس إلى قهرها وتحويلها إلى ممكنات، والأمر كله يتعلق بدرجة إدراك واستيعاب عقول الناس لما يوجد حولهم من أشياء وظواهر وأفكار ومعلومات ونظريات وحقائق. فلا يمكن لإنسان من العصر الحجري أن يفهم أو يتخيل أو يصدق وجود الطائرة حتى لو وضعته فيها وأطلعته على مقمورة القيادة ومن داخلها المليء بالأضواء والأزرار والكومبيوترات والمعدات المتطورة والمعقدة، وشرحت له آلية عملها وكيفية تشغيلها وأريته بأم عينه قدرة الطائرة على التحليق في الجو وهي تحمل مئات المسافرين، أو حدثته عن الهاتف المحمول المتطور جداً كالآي فون I Phone أو الكومبيوتر المحمول والانترنيت والستلايت، فهذه الأشياء هو المستحيل بعينه في نظر ذلك الكائن البدائي. ونفس الشيء ينطبق علينا لو أتيح لأحدنا الولوج إلى داخل طبق طائر أو سفينة فضائية قادمة من حضارة كونية أو من خارج الأرض، أي من الفضاء الشاسع، متقدمة علينا بآلاف السنين. والحال أن الطائرة والكومبيوتر المحمول والهاتف المحمول والانترنيت والستلايت باتت في عصرنا الحالي من الأمور العادية المألوفة التي لا تدهش أحد، هذا على سبيل المثال لا الحصر. في حين أن مسألة خلود الإنسان وقهره للموت ما تزال من المستحيلات في عصرنا الحاضر بالرغم من التقدم العلمي الجبار الذي حققه البشر في ميادين الطب والبيولوجيا وعلم الجينات والهندسة الوراثية ومؤخراً في مجال الاستنساخ. علماً بأن هناك علماء يكرسون جل وقتهم وجهودهم لإطالة أمد حياة الإنسان على الأرض، في ظل تطور مذهل حققه علم الأحياء، لا سيما في مجال فك شيفرات الجينوم Génome البشري، وذلك بفضل تطور تكنولوجيا المعلومات والانفورماتيك informatique والحسابات أو الكومبيوترات. ففك شيفرة جينوم SRAS احتاج لـ 31 يوماً في أيامنا هذه بينما استغرق فك شيفرة جينوم HIV إلى 15 عاماً في العقود الماضية، كما انخفضت الكلفة من 10 دولار سنة 1990 إلى سنت واحد اليوم. ونحن نعلم إن قوة المعالج الميكروبروسيسور microprocesseurs تتضاعف كل عامين مما ساهم في مضاعفة قوة الحواسيب المتوفرة حالياً في الأسواق. وقد اكتشف العلماء الجينات المسببة للكثير من الأمراض التي كانت مستعصية بالأمس القريب كتصلب المفاصل والضغط والسكري والتهابات الرئة والربو وعدد من الأورام السرطانية وأمراض القلب وبعض تبعات الشيخوخة كالخرف وفقدان الذاكرة. ومعالجة عدد من الالتهابات لأسباب جينية l athérosclérose، l’hypertension pulmonaire، plusieurs types de cancers ou de maladies cardio-vasculaires، خاصة بعد معرفة التركيبة الجينية وفك طلاسمها. وسوف تتيح لنا التكنولوجيا الحياتية biotechnologie معرفة التركيبة الجينية لأغلب، إن لم نقل، لجميع الأمراض التي يعرفها البشر عن طريق التلاعب بالجينات وتعديلها أو معالجتها وبالذات تلك التي تتعلق بعمر الإنسان والشيخوخة. ومع تطور التكنولوجيا المجهرية أو النانوتكنولوجيا nanotechnologies والربوتات المجهرية nano robots في العقدين القادمين سيصنع العلماء آلة مجهرية تسمى النانوبوت « nanobot »، التي ستعمل كأنها خلية دموية مثل الكريات البيض تسبح في أوعيتنا داخل أجسامنا لتحمي صحتنا ضد كافة أنواع الجراثيم والأمراض والالتهابات وستقوم بتصحيح أخطاء وتشوهات الحوامض النووية ADN مما سيساعد البشر على العيش لأعمار طويلة جداً وبصحة تامة بانتظار التوصل إلى تقنية الخلود والقضاء على الشيخوخة وتحقيق الشباب الدائم وتجديد حيوية الجسم ورونقه. فخلال السنوات الخمسة عشر القادمة سيربح البشر سنة إضافية لمتوسط العمر في كل عام. هناك علماء وخبراء متخصصون بعلم المستقبليات والتوقعات المستقبلية، يستندون إلى معطيات علمية واقعية وليس توهمات خيالية أو شطحات غيبية، ومن بين هؤلاء راي كورزويل Ray Kurzweil صاحب الكتاب الممتع الفرادة باتت قريبة The singularity is near أو عندما يتسامى البشر بالبيولوجيا la singularité est proche : quand les Humains transcenderont la biologie حيث تكهن هذا المخترع الكبير والخبير التكنولوجي المتخصص بتكنولوجيا المستقبل، للبشر على الأرض بمستقبل زاهر مليء بالاختراعات والأجهزة التكنولوجية المتطورة جداً والأنظمة الآلية والأدوات الآلية أو الروبوتات Robots بمختلف الأنواع والأحجام، حتى الميكروسكوبية منها والعملاقة، وتقوم كلها بمهام ووظائف وأعمال مثل مكافحة التلوث البيئي، والتدهور المناخي، والاحتباس الحراري. ومساعدة البشر على إنجاز مهمات ومشاريع يعجزون عنها في الوقت الحاضر، وجعلهم يعيشون بدون شيخوخة، بل وأكثر من ذلك، سيتمكن البشر بين أعوام 2030 و 2050 من " تحميل" télécharger الدماغ البشرية بكل محتوياته ووضعه أو خزنه على رقائق كومبيوترية أو داخل ذاكرة الحاسوب وبالتالي المحافظة على كل شيء يتعلق بشخصية أي إنسان عبقري كالذاكرة والمواهب والأفكار والمشاريع النظرية وماضي الشخص وحاضره الخ، ومن ثم نقلها بواسطة الكومبيوتر إلى نسخة جديد لنفس الشخص تخلق عن طريق الاستنساخ clonage، وسيكون بالإمكان الجمع بين الكائنات البشرية العضوية والآلات اللاعضوية، أو أجزاء منها، أو على الأقل، لأول وهلة، زرع تلك الأعضاء اللاعضوية داخل جسم الإنسان لتعويض أعضائه التالفة أو المستهلكة أو المعطوبة، وتقوم الأعضاء الصناعية الجديدة بوظائف الأعضاء أو الخلايا البشرية العضوية الأصلية وتتفوق عليها بالدقة والكفاءة. وابتداءاً من عام 2050 سيتطور الذكاء البشري وعقل الإنسان ودماغه وتتسع مداركه وقدراته الاستيعابية وملكاته الإبداعية حيث سيصبح من اليسير عليه البدء بأول خطواته الجدية للولوج إلى أعماق الكون الفسيحة وسبر أغوارها. يبدو أن مسألة التوقيت في برمجة المشاريع التكنولوجية أمر فائق الأهمية لدى علماء المستقبليات لمواكبة القفزات الجبارة التي يحققها التقدم التكنولوجي في كافة المجالات للاقتراب من مرحلة الفرادة خلال القرن الواحد والعشرين، عند ذلك ستتصارع حتماً، مجموعة من القيم والمفاهيم والأفكار والمعتقدات والمنظومات الأخلاقية، التي تتصف كلها بالحساسية والخاصية الجوهرية عند البشر مثل الله وماهيته، والكون وحقيقته، والحياة وأصلها، إلى جانب مسائل لا تقل أهمية كأزمة الطاقة والطاقة البديلة أو المستدامة أو المتجددة، والهندسة الوراثية génie génétique وتداعياتها، والذكاء الصناعي intelligence artificielle، والواقع الافتراضي réalité virtuelle، والهندسة الخليوية ingénierie moléculaire. والعمل على حفريات الوعي والإدراك، والهندسة الدماغية المعاكسة ingénierie inverse du cerveau. فالسنوات الخمسين القادمة حبلى بما لا يمكن للعقل البشري تصوره أو تخيله اليوم، حيث ستحقق لنا العلوم عالماً أرضياً يختلف كلياً عن العالم الذي نعيش فيه اليوم، حيث سيظهر على الأرض نوع جديد من البشر يمكن تسميته بالسوبر إنسان super – humains الذي سيكون نتاج الفرادة singularité والتكنولوجيا الخاصة بها وسيكون قادراً على حل كافة المشاكل التي تواجه البشرية اليوم ولا يوجد لها حلول ناجعة في الوقت الحاضر. إن هذه التوقعات أو التكهنات مؤكدة بشرط ألا يقوم الجنس البشري بإبادة نفسه بحرب نووية شاملة.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجسام المحلقة مجهولة الهوية OVNI حقيقة أم خيال ؟
- صفحات منسية في سجل العلاقات العراقية الفرنسية الحلقة الرابعة
- صفحات منسية في سجل العلاقات الفرنسية العراقية الحلقة الثالثة
- صفحات منسية في سجل العلاقات الفرنسية العراقية: الحلقة الأولى
- صفحات منسية في سجل العلاقات الفرنسية العراقية: الحلقة الثاني ...
- ماذا لو تهورت إسرائيل؟
- العلم والدين: أيها أنجع لبلوغ المعرفة؟ 2
- العلم والدين: أيهما أنجع لبلوغ المعرفة؟
- العراق بين طاحونة الإرهاب وابتزاز السياسيين
- الكون وأبعاده اللامتناهية بين العقل العلمي والعقل الخرافي 1
- الكون وأبعاده اللامتناهية بين العقل العلمي والعقل الخرافي 2
- هل هناك مصدر آخر للكون المرئي؟
- اللامتناهي في الصغر واللامتناهي في الكبر ومعضلة الأصل والمصي ...
- اللامتناهي في الصغر واللامتناهي في الكبر ومعضلة الأصل والمصي ...
- كيف ولماذا وأين ومتى سنتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟
- ماذا يعني أن نتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟ 2
- هل سنتصل يوماً بالعوالم الأخرى في الكون؟
- كيف نقرأ فيلماً ( 7 )
- كيف نقرأ فيلماً 8
- إريك رومير الغائب الحاضر


المزيد.....




- انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أي ...
- طبيبة: الكركم يبطئ الشيخوخة ويحمي من السرطان
- الناقة تحلّ محل البقرة بسبب التغيُّر المناخي
- باحثون يكشفون سر التوهجات الغامضة حول الثقب الأسود
- انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في مدينة رفح الفلسطينية ...
- شركة الاتصالات الفلسطينية تعلن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت ...
- “لولو الشطورة رجعت من تاني يولاد”.. تردد قناة وناسة للأطفال ...
- مراسلنا: انقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة جدا في مدينة رف ...
- ما هي العلامات التجارية الكبرى المسؤولة عن غالبية التلوث الب ...
- إيران تقترح تشكيل ائتلاف دولي ضد التمييز في مجال العلوم


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد بشارة - هل سيقهر البشر -المستحيل - بفضل العلم؟