أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال اسريفي - أغراض الزجل الأندلسي وخصائصه الفنية















المزيد.....



أغراض الزجل الأندلسي وخصائصه الفنية


جمال اسريفي

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 07:17
المحور: الادب والفن
    



تقديم............................................................................................. 1
مدخل............................................................................................ 3
مفهوم الزجل لغة واصطلاحا .......................................................................3
نشأة الزجل وتطوره ................................................................................4
ابن قزمان ,حياته وعصره ...........................................................................6
الفصل الأول ......................................................................................8
موضوعات فن الزجل ..............................................................................9
الغزل ..........................................................................................9
المدح .........................................................................................13
وصف الخمر ..................................................................................15
وصف الطبيعة والخمر .........................................................................16
الفصل الثاني .......................................................................................22
أشكال الزجل في الأندلس ........................................................................23
الوزن في القصيدة الزجلية ..........................................................................25
الأوزان المشتقة من بحور الخليل .................................................................26
أوزان علي شكل تشكيلات ......................................................................27
أنواع بعض أوزان الزجل عند عباس الجراري.........................................................30
خـــــــــلاصة تركيبية ...............................................................................35




تقديم :

لقد ترددت كثيرا في اختيار موضوع يدخل في إطار الأدب الشعبي ,ويجمع بين الأغراض والخصائص الفنية, وفي نفس الوقت أتجه تفكيري إلى التطرق لشيء جديد على مستوى المعطيات,وكذلك إبراز مدى أهمية الأنواع الأدبية الشعبية في إبراز الهوية الوطنية, وضمان استمرار الحضارة .
يتعلق الأمر بأغراض الزجل الأندلسي وخصائصه الفنية ,مركزا علي بعض أزجال ابن قزمان ,على اعتبار أن هذا الأخير يعتبر أول من صار بهذا الفن نحو التطور والابتكار
رغم أن الأزجال قيل قبل ابن قزمان.
وقد تناولت في بحثي هذا في فصلين ونظمته على الشكل التالي :
سأعرض في المدخل لانطلاقة فن الزجل من البيئة الأندلسية إلى البيئات العربية الأخرى .وتناولت فيه أهم مراحل نشأة الزجل وتطوره ,مع الإشارة إلى حياة ابن قزمان وعصره .
ثم بعد ذلك انتقلت إلى الفصل الأول وعنونته تحت عنوان "أغراض شعر الزجل عند ابن قزمان"وفيه حاولت جرد أهم أغراض الزجل الأندلسي وهي على الشكل التالي :
 الغزل
 المدح
 وصف الخمر
 ثم الجمع بين وصف الطبيعة والخمر .

أما الفصل الثاني فقد خصصته للحديث عن الخصائص الفنية التي يتميز بها فن الزجل ,وهي كثيرة و متنوعة ,وقد اقتصرت على ذكر بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر. وقد نظمته على الشكل التالي :
 أشكال الزجل في الأندلس
 الوزن في القصيدة الزجلية
 الأوزان المشتقة من أوزان الخليل
 أوزان على شكل تشكيلات
 أنواع بعض أوزان الزجل عند عباس الجراري
وأخيرا سوف أحاول الخروج بخلاصة عامة حول هذا الفن المستحدث في البيئة الأندلسية , والذي لقي إقبالا من طرف الجمهور الشعبي خاصة .

والله ولي التوفيق

I. مدخل

يعتبر الزجل فن من الفنون الشعرية التي ظهرت في الأندلس وقد نظموا هذا الفن بلغة مجردة من الإعراب ومزدحمة بالكلمات التي هي من أصل محلي أو بربري , وهكذا أصبح لبلاد الأندلس فنا قائما بذاته, أطلق عليه فن الزجل.ولعل كل ذلك راجع إلى التعدد الثقافي الذي عرفته بلاد الاندلس , واختلاط الشعوب الأندلسية ببعضها, الأمر الذي أدى إلى هذا التنوع الثقافي ضمن هذه اللغة والأدب الواحد .
و يمثل الزجل الفن الثاني المستحدث في الأندلس بعد الموشح ,وقد تباينت آرىء الؤرخين القدامى حول نشأة هذا الفن , وسوف نتطرق لهذا الجانب بعد الخوض في محاولة تحديد مفهوم الزجل لغة واصطلاحا .
1-مفهوم الزجل لغة واصطلاحا :
فإذا نقبنا عن كلمة الزجل في المعاجم العربية وجدنا أن معناها "اللعب والجلبة ورفع الصوت, وخص به التطريب , وانشد سيبويه :
( له زجل كانه صوت حاد "" إذا طلب الوسيقة أو زمير
وقد زَجِل زَجَلا, فهو زَاجِل,وزاجل, وربما أوقع الزجل على الغناء , قال :
وهو يغنيها غناء زاجلا )(1)
والزجلُ :رَفْع الصوت الطرِب, و قال :
( يا ليتنا كنا حمامــي زاجِلِ .)" (2)
أما الزجل في الاصطلاح فهو ضرب من ضروب النظم يختلف عن القصيدة من حيث الإعراب والتقفية , وقد كتب بلغة ليست عامية بحتة بل هي لغة مهذبة وإن كانت غير معربة .

1 لسان العرب,ابن منظور ,ج.6 ,ص:22/23
2 نفــــسه ,ص :23


2-نشأة الزجل وتطوره :
نشأ الزجل وترعرع في بلاد الأندلس , وعلى هذا فهو وليد البيئة الأندلسية فيها ظهر ومنها خرج إلى البيئات العربية الأخرى وانتشر فيها.
وإذا كان مؤرخو الشعر الأندلسي لم يشيروا من قريب أو بعيد إلى المخترع الأول لهذا الفن. فإننا نجد منهم من عرض بالذكر لأول من أبدع القول فيه .
فعبد الملك بن سعيد المتوفى سنة 680 هـ يقول عن ذلك :(" قيلت –الأزجال- قبل أبي بكر بن قزمان .ولكن لم تظهر حلاها .ولا انسبكت معانيها, ولا اشتهرت رشاقتها إلا في زمانه,وكان في زمن الملثمين ").(1)
وعن ذلك أيضا يقول ابن خلدون المتوفى سنة 808هـ :(" ولما شاع فن التو شيح في أهل الأندلس ,وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وترصيع أجزائه , نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله , ونظموا في طريقته بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا فيها إعرابا , واستحدثوا فنا سموه بالزجل , والتزموا النظم فيه على مناحيهم لهذا العهد , فجاءوا فيه بالغرائب , واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة .") ( 2)
ويتضح من كلام العلامة ابن خلدون أن الزجل الأندلسي نشأ تقليدا للموشح ,غير أنه لا يمكن الاعتقاد أن الشعراءلما عجزوا عن نظم الموشح , نظمو فنا بعامية أهل الأندلس وسموه "الزجل",لأن الذين انشأوا الزجل لأول مرة هم المثقفون الذين كانوا ينظمون القصائد الفصيحة, وينتمون إلى الطبقة الوسطى وليس العامة , وكان لاختراع مذا النظم تلبية لحاجة العامة في القول الرفيع والغناء المنسجم.

1 الأدب العربي في الأندلس,عبد العزيز عتيق ,ص:290
2 نفسه ,ص :290


ويضيف ابن خلدون قائلا :(" وأول من أبدع في هده الطريقة الزجلية أبو بكر بن قزمان .وإن كانت قيلت قبله بالأندلس , ولكن لم تظهر حلاها , ولا انسبكت معانيها , واشتهرت رشاقتها إلا في زمانه , وكان لعهد الملثمين . وهو إمام الزجالين على الإطلاق .قال ابن سعيد : ورأيت أزجاله مروية ببغداد أكثر مما رأيتها بحواضر المغرب. قال : وسمعت أبا الحسن بن جحدر الإشبيلي ,إمام الزجالين في عصرنا يقول : ما وقع لأحد من أئمة هذا الشأن مثل ما وقع لابن قزمان شيخ الصناعة .") ( 1)
ومما تقدم ذكره يمكننا أن نخرج بحقيقتين : الأولى وهي أن أبا بكر بن قزمان المتوفى سنة 554 هـ والذي عاش في عصر المرابطين بالأندلس , هو أول من أبدع في فن الزجل , والحقيقة الثانية هي أن الأزجال قيلت بالأندلس قبل زمانه .
وقد أكد ابن قزمان الحقيقة الثانية بقوله في مقدمة ديوانه :( "ولقد كنت أرى الناس يلهجون بالمتقدمين , ويعظمون أولئك المقدمين ,و يجعلونهم في السماك الأعزل ,ويرون لهم المرتبة العليا والمقدار الأجزل ,وهم لا يعرفون الطريق ,ويذرون القبلة ويمشون في التغريب والتشريق ,يأتون بمعان باردة,وأغراض شاردة ,وألفاظ شياطينها غير ماردة . وبالإعراب وهو أقبح ما يكون في الزجل , وأثقل من إقبال الأجل").(2)
من هنا يتضح لنا أن هناك من شعراء الأندلس من تقدموا أبا بكر بن قزمان ,وحاولوا الخوض في فن الزجل قبله ,وإن كانوا لم يبلغوا فيه ما وصل إليه ابن قزمان من الإجادة والإبداع في هذا الفن , مما أدى إلى احتلال الصدارة والشهرة في هذا المجال.وبذلك لم يستطيعوا أن يبلغوا فيه مبلغه , أو يجيدوه إجادته .

1 مقدمة ابن خلدون, ص : 1153
2 الزجل الأندلسي.عبد العزيز الأهواني ,ص : 52

وكما توالت الممالك والدول في بلاد الأندلس فكذلك هو حال الزجل في تلك البقاع العزيزة,حيث نجده مر بالعديد من الأدوارنوجزها فيما يلي :دور الأغنية الشعبية التي تأثرت إلى حدما ببعض أشكال الموشحات, وأطلق عليها إسم الزجل العامي. ودور ثاني وهو دور الشعراء المعربين الذين ظهروا في القرن الخامس.
أما الدور الثالث فهو الذي يمكن حصره في القرن السادس الذي شهد نهاية عصر ملوك الطوائف وبداية عصر المرابطين في الأندلس, وقد عرف الزجل في هذا العصر ازدهارا كبيرا.ومن زجالي هذا العصر الذين ذكرهم ابن خلدون نجد :عيسى البليدي ,وابو عمرو بن الزاهر الاشبيلي, وأبو الحسن المقري الداني, وأبو بكر بن قزمان إمام الزجالين على حد قول ابن خلدون. وفي منتصف القرن السادس توفي إمام الزجالين أبو بكر بن قزمان, وزالت من الأندلس دولة المرابطين التي عاصرها هذا الأخير, وحلت محلها دولة الموحدين, فكان عصر هذه الدولة بداية الدور الرابع من أدوار الزجل بزعامة الزجال أحمد بن الحاج المعروف باسم مدغليس الزجال .
3- حياة ابن قزمان .عصره , آثاره :
ابن قزمان هو أبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الملك بن قزمان ولد في قرطبة بعد 460 هـ وقيل حوالي 480هـ وتوفي في حدود عام 554/555هـ
أي انه عاش في القرن الخامس الهجري ,وقضى ابن قزمان حياته في قرطبة ,ولكنه ارتحل لزيارة مدن الأندلس الكبرى,وكان مقربا من حماة الأدب الأندلسيين فمدحهم بمدائح,ومات في قرطبة في عام 1159 بعد أن جاوز الستين, وترك على الأقل ولدا اسمه أحمد.
وتدلنا بعض أشعار ابن قزمان على صفاته الجسيمة: كان اشقر ازرق العينين, يتكلم الرومانية كما يتكلم العربية, وعلى حظ من الثقافة القديمة لأنه حاول في شبابه قرض الشعر على الطريقة القديمة,

وبقيت آثار ابن قزمان بلغتها العامية مصونة كاملة تقريبا إلى يومنا هذا. وهي تتمثل في مخطوط وحيد لا يعرف غيره في العالم حتى الآن, هو مخطوط نسخ في صفد بفلسطين في منتصف القرن السادس, وهو محفوظ منذ قرن في متحف لننجراد الاسيوي,حسب كتاب"سلسلة محاضرات عامة في أدب الأندلس وتاريخها.ليفي برفنسال.(1)
























1 سلسلة محاضرات عامة في أدب الأندلس وتاريخها ,ليفي بروفنسال ,ص: 2

الفصل الأول: أغراض شعر الزجل عند ابن قزمان.

منذ أن استقر الزجل شكلاً من النظم معترفا به ، ومنظوماته تعالج مختلف الأغراض التي طرقتها القصيدة العربية التقليدية، كالمدح , والهجاء ,والغزل و وصف الطبيعة , والخمر .. وقد استمرت تلك الأغراض قائمة يتناولها الزجالون على توالي العهود والعصور حتى اليوم، غير أن للزجالين، في كل عهد معين وبيئة محددة، مجالات يرتبطون بها . ومن ثم كان مركز اهتمامهم ينتقل من أغراض بعينها، تلقى قبولاً في هذا المجال أو ذاك، إلى أغراض أخرى، تختلف باختلاف العهود والبيئات الثقافية التي ينتمون إليها .
ومن ذلك ما نقرؤه في أزجال زجّالي أندلس القرن السادس الهجري، وزجالي العصر المملوكي في القرن الثامن، مثلا، من انشغال بالعشق والشراب، ووصف الرياض ومجالس الأصدقاء, نتيجة لالتفاف زجالي هذين العهدين حول دوائر الخاصة والتحاقهم بمجالسهم التي كان مدارها الغناء والتنافس في إظهار المهارة والتأنق والتظرف .
وعندما أصبح للصوفية وجودها في الحياة الاجتماعية، وأصبح من أهل التصوف مَن ينظم الزجل، غدا الزجل مليئًا بالمواعظ والحكم ووصف أحوال الصوفي .
على هذا النحو، تنقلت محاور التركيز في أغراض الزجل وموضوعات منظوماته، إلى أن جاء العصر الحديث وأصبحت مواجهة الاستعمار والتغيير الاجتماعي هما شغل الأُمَّة الشاغل، أخذ الزجالون يشاركون في الحركة الوطنية. ولذا صارت القضايا الاجتماعية والسياسية من أهمّ المواضيع التي تعالجها المنظومات الزجلية .
وفي كل الأحوال، فهذا الارتباط الوثيق بين المنظومات الزجلية ومشاغل ناظميها وجمهورهم الذي يتلقاها، قد وفّر للمنظومات الزجلية إمكانية واسعة لتجويد أساليبها وصقل طرق صياغتها, كما أتاح لأدواتها البلاغية وتصويرها البياني مزيدًا من الواقعية والقدرة على التشخيص والتجسيد، الأمر الذي يسَّر استخدام الزجل في أشكال التعبير الفني الحديث.
 موضوعات فن الزجل :

لقد عالج الزجل كثيرًا من الموضوعات التي عرفها الشعر الكلاسيكي، إلا أن الزجل كان يمزج في القصيدة الواحدة بين غرضين أو أكثر. فالغزل يمتزج بوصف الخمر والمدح يأتي في معيَّته الغزل أو وصف الطبيعة، ومجالس الشراب. ووصف الطبيعة تصحبه مجالس الطرب والغناء. أمّا الأزجال التي اختصت بغرض واحد لا تتجاوزه فقليلة.
ولعل من تمام الدراسة أن نورد بعض نماذج من أزجال ابن قزمان في شتى الأغراض والموضوعات التي نظم فيها , لنرى على ضوئها أشكال هذا الفن والسمات التي ميزته, وأبدأ بفن الغزل .
 الغزل : فن من فنون الشعر,ونوع من أنواع الشعر الغنائي يصور الجانب العاطفي الإنساني,ابتكره شعراء الفرس وصاغوا فيه أشعارا كثيرة .(1)
والغزل قد تنوعت صوره في أزجال الأندلسيين ,فمن هذه الصور ما يبنى الزجل فيها على الغزل وحده ,ومنها ما يأتي فيها ممتزجا بموضوع آخر أو أكثر من موضوعات القول .
فمن الأزجال التي بنيت على الغزل وحده ,زجل لابن قزمان يقول فيه :
هجرن حبيبي هجر &&& وأنا لس لي بعد صبر
لــس حبيبي إلا ودود &&& قطع لي قميص من صدود
وخاط بنقض العهود &&& وحبب إلي السهر

1hhttp://forums-2dab.org/archive/index.php/t-2251.html -
كان الكستبان من شجون &&& والإبر من سهام الجفون
وكان المقص المنون &&& والخيط القضا والقدر
رأى قلبي هذا المحال &&& مضى لحبيبي وقال :
عسى ثم طويشر وصال &&& وإن كـــــان لحد الدور
تكون الطرور من وداد &&& واللوز من الاعتقاد
والكابة لذيذ الرقـــاد &&& فلــم نرقداليوم شهر .(1)
وبعد هذا النموذج سأورد الأن زجلا اخر أدل من الزجل السابق ,والغزل فيه يردد ذكرى رائعة لنزهة ريفية على ضفاف الواد الكبير ببلاد الأندلس, ازدحمت فيها الأخيلة فخلقت جوا من الاسترسال وسط منظر منسجم أحسن الشاعر وصفه بلمسات يسيرة من يدفنان صناع ,ثم يأتي ذكر الممدوح وهو غير مسمى ويردد الشاعر هنا المعاني القديمة المألوفة , فتبدو ثقيلة إلى جانب الخفة الصافية التي امتاز بها صدر الزجل ,يقول ابن قزمان :
لا نراه الا في الواد والنشم والخضر والدال
وأنا مع المليحة نشرب والطير تولول
فالعروس اليوم تراه لس يخاف يصفه واصف


(1) – الأدب العربي في الأندلس, عبد العزيز عتيق ,ص:402

مر ترى الواد مجلل بالصبايا والوصايف
عملوا ثياب من الما ومن الشعور ملاحف
ثم برقعوها الأقمار فرأيت أجمل وأجمل
الخليج أكثر نراه وأطم عاد وأطبع
دخلت وأنت مهموم فيزول الهم أجمع
فاذا اردت ذاب أن ترى الغاب فاطلع
وارتبط في البخش وانطرب وغني واصهل
بخش من بان ظهلك ان نسيتك- اسمع
ففواد ات مصور اياك حبيبي تفزع
المعسلا على الألوان و لكن للساق يرفع
قد جعلت الواد الوان وجعلتك المعسل
ذو الجلال عطاك وحباك وعاد يزيدك
انت هـ سلطان زمانك والملاح أجمع عبيدك
كل من يراك يحبك , كل من يراك يريدك
كل من ترى غلامك ول من تريد واعزل
لس, ومن خلقن, رضوان راقط في الجنة ذا الخنس
الصباح قد غار لحسنك.وغضب –مسكين وعبس
والقمر بهت في حسنك واختفى من نورك الشمس
وراى هاروت لعينك وهرب فالحين وفرنل . (1)
.

سلسلة محاضرات عامة في الأدب الأندلسي,ليفي برفنسال,ص:31-1

 المدح : "من أهم الأغراض الشعرية عرفه الشاعر الجاهلي واتخذه وسيلة للتكسُّب، وكان الشعراء يتنافسون على مديح أمرائهم من أجل كسب قوة يومهم .
ومن أشهر المداحين من شعراء الجاهلية: النابغة الذبياني الذي اشتهر بمدح النعمان بن المنذر.
وقد مدح الشاعر الجاهلي بفضائل ثابتة كالشجاعة والكرم والحلم ورجاحة العقل ورفعة النسب، وكلها ترسم الصورة الخلقية المثلى للإنسان ". (1)
و موضوع المدح لا يقع في الأزجال الأندلسية وحده,وإنما يأتي فيها كثيرا ممتزجا بموضوع آخر , وأحيانا يأتي ممتزجا بأكثر من موضوع . ومن الأزجال الفريدة النادرة التي بنيت على المدح وحده زجل لابن قزمان يمدح فيه القاضي الحاج,ويرسم له ولمجلسه فيه صورة واقعية بعيدة عن المبالغة. قال ابن قزمان :
وصل المظلوم لق وانتصف غني ومسكين
يحضر الإنكار والإقرار ويقع الفصل فالحين
اجتمع فيه الثلاثة:الورع والعلم والدين
فيزول الحق إذا زال ويدوم الحق إذا دام
&&&&
وترى طالب ومطلوب لس ترى زوار وجلاس

1 -http://ar.wikipedia.org/wiki/أدب_عربي

إلا إن كانت ضرورة كلمة كلمتين فلا باس
مرآت يا قاضي الجماعة جزاك الله خير على الناس
إن مذ كنت أت حاكم عرفت شروط الأحكام
&&&&
أي نهار نراك في دارك وأت قد جلست للناس
والخصام يعطي ويمنع والزحام وحر الأنفاس
وأنت تحكم في المناكح والغضب والدين الأحباس
والمواريث والجنايات والنظر فأموال الأيتام . (1)


- الزجل في الأندلس,عبد العزيز الأهواني, ص : 2011 -

 وصف الخمر :
من الموضوعات التي نجدها كذلك في الأزجال الأندلسية , وصف الخمر والتغني بها,وفي هذا الصدد سأقدم زجلا لابن قزمان يقرر فيه أن الحياة إنما هي في اللهو والشراب ,وأن ما دون ذلك من الدنيا لا قيمة له في نظره ,يقول :
دنيا كما تراها فاجتهد واربح زمانك
كل يوم وكل ليلة لا تخلي مهرجانك
واشتفي عليه من قبل أن يجيء الموت في شانك
لس ذي عندك مصيبة والدنيا حيا
&&&&
ساع دون شريب عندي لاشكل ولا ملاحه
وأش يوم بلا رقاعه وأش يوم بلا وقاحه
لس نعد اللذ لذة ولا يذ الراح راحه
حتى تدخل شفة الكاس بالشراب بين شفتيا . (1)


الأدب العربي في الأندلس,عبد العزيز عتيق,ص: 407-1
 وصف الطبيعة والخمر :
ولابن قزمان كذلك زجل آخر ولكن هذه المرة يجمع فيه بين وصف الطبيعة والخمر ,ومنه قوله :
والثمار تنشر حليه &&& بثياب بحل زبرجد
والرياض تلبس غلالا &&& من نبات فحل زمرد
والبهار مع البنفسج &&& يا جمال أبيض فأزرق
&&&&
والندى والخير والآس &&& والراح والظل والما
والمليح خلطي مهاود &&& والرقيب أصم وأعمى
وزمير من فم ساحر &&& وغنا من كف سلمى
والزجاج ملح مجزع &&& والشراب أصفر مروق
&&&&
يا شراب مر ما أحلاك &&& علقم أت ممزوج بسكر
بالذي رزقن حبك &&& من نثر عليك جوهر
وترى لش تشتكي ضر &&& لش نراك رقيق أصفر
ما أظن إلا ألم بيك &&& أو مليح لا شك تعشق . (1)
وإذا أمعنا النظر في هذه الأبيات الزجلية نجد أن ابن قزمان,يبدأ في المطلع بوصف الثمار والرياض وكل ما تزخر به الطبيعة الأندلسية,وفي نفس الوقت يمزجها مع الخمر فيصفها بكل دقة وروعة في التعبير والوصف الدقيق .

(1) الأدب العربي في الأندلس,عبد العزيز عتيق,ص: (407,408).

وبالإضافة إلى هذه النماذج الرائعة والساحرة بمعانيها وألفاظها ,هناك لابن قزمان سلسلة أخرى من القصائد في الوصف جزيلة المعنى جرى بها لسانه الطلق استجداء لبعض قطع من الذهب,مدح بها كرماء صادفهم عند اقتراب عيد إسلامي مثل عيد الأضحى أو عيد الفطر او عاشوراء. وهو في مثل هذا النوع من القصائد الزجلية شاعر مرتزق بالدرجة الأولى,وهو هنا يتمثل الجشع والحاجة الملحة للمال .
ولكن ما يهمنا هنا هو مدى إبداعه وأخيلته وقوة شاعريته التي من خلالها يصور لنا معان جليلة وصناعة رائعة.وسوف أورد نموذج من هذه القصائد وهو عبارة عن سلسلة من الصور الحية ومن التعبير الدقيق .
يقول ابن قزمان :
دخلت ثقلة السوق فالا بد عن أمار
والبرور يوم الاثنين فاعطني البشار
ثقلة العيد في حملان الكباش القرايب
والقدور والصحيفات والقلل والمحالب
وجلوس كل عطار بالعطرف المناصب
وفي شان تشويط الروس حفر في كل حار
&&&
كبش باسم الضحية يشتريه كل مرماد
فه ظاهر لله والقصد فرح الاولاد
وش يقاسي الانسان من حرارة ف الأعياد
بالخروج للمصلى تنطفى ذى الحرار
كل وجه مزين يوم العيد هـ برا
والبكا بالمقابر على الاحباب ذ مرٌا
احتفال الفجايع ف احتفال المسرٌ
ودموع الترح في ثياب الشطار
&&&
نختصر فى كلامي ولا يعجبني طول
آش نسل عن فروع إذا انفنت اصول
الذي جيت ف شان ينبغي أن نقول
جملة القصة:نسعى,قد فهمت الإشار
اعطني كبش للعيد ما نزردق ونبلع
ونذبح ونفصل ونقدد ونرفع
ونصفف وناكل من شوى حتى نشبع
ثم نلبس ثيابي ونجيك للزيار . (1)
إذن من خلال هذا الزجل الذي جرى على لسان ابن قزمان نستشف منه على أنه كذلك كان في بعض الأحيان يتوسل بأزجاله من أجل الحصول على المال ,وهو في هذا الموقف يمكن اعتباره شاعرا مرتزقا بالدرجة الأولى .


(1)-سلسلة محاضرات عامة في الأدب الأندلسي,لفي برفنسال,ص:33- 34


و في الأخير نكتفي بهذا القدر من الأمثلة والنماذج , والتجوال في آثار ابن قزمان ,الذي ترك وراءه أزجالا تعبر عن الواقع بكل تجلياته ببراعة ودقة عالية ,فقال الزجل في شتى الأغراض كالخمريات الشائعة في الشعر الغنائي العربي والموضوعات الغرامية التي نالها نصيب من سخريته وتهكمه, كما أنه قد يجمع بين عرضين في الوقت نفسه كما تقدم ذكره,إذن فابن قزمان هذا تاريخ وأدب العصر الوسيط من خلال ديوانه الذي يتضمن قصائد مهمة قديمة ,ويجد فيه علماء العروض ضالتهم لكشف أسرار هذا الشكل الشعري وحل ألغازه.وأرجو أن أكون استطعت إلى حد ما أن أبين أن الشاعر الأندلسي استطاع أن يضيف إلى تراث بلاده الأدبي والفني شيئا جديدا, على الرغم من اتخاذ العامية لغة للأدب ,أو بفضل اتخاذها كذلك. على أنه لم يبرع في فنه فحسب ,بل أنشأ تقليدا تبعه الشعراء من بعده. وتجاوزت شهرته حدود المغرب وسار بعده على طريقته في الزجل كثير من شعراء الأندلس خاصة, فزادوا في بهائه,وأبدعوا في هذا المجال ,خاصة في باب التصوف ومدح النبي صلى الله عليه وسلم,وغيرها من مجالات القول.

II. الفصل الثاني : الخصائص الفنية للزجل .

تعد القصيدة بنية معقدة ومتعددة المكونات ,من شكل ,ومضمون وسوف أحاول في هذا الفصل,الحديث عن هذه المكونات مركزا على الوزن في القصيدة الزجلية ,لما له من دور فعال في تشكيل البنية الموسيقية للقصيدة,التي من خلالها نستطيع التأثير في المتلقي ,والوصول إلى نفس المخاطب,وكذلك لما لها من وقع على أذن الإنسان. وقد كان القدماء من علماء اللغة لا يجدون في الشعر ما يميزه عن النثر إلا ما اشتمل على موسيقى ووزن, ولعل هذا ما يهتم به علماء العروض.
أن القصيدة الزجلية من حيث المضمون لا تبتعد كثيرا عن القصيدة المعربة من حيث تناولها للموضوعــات, وقد أبدع الشاعر الزجال في شتى الأغراض,وقد أستوح قصائده من الفكر والعاطفة مجردان عن المؤثرات المصطنعة وينشدها بصوته الشجي على سامعيه , القوة الخفية التي تدفعه من الداخل لإخراج ما يجيش في نفسه إلى عالم الوجود : ذكر لمجالس الأنس , عتاب للأيام الغابرة , ذكر الحبيبة والتغزل فها, مداعبة للندماء ,والتأثر بالطبيعة , وغيرها من المواضيع التي تبعثها الشعرية الفطرية فيه،والمرجعية الثقافية والاجتماعية والعقائدية , فيندفع في معالجتها واحدا ً فواحدا, أو يخلط بينها أحيانا ,كما تقدم في الأمثلة في الفصل الأول .


 أشكال الزجل في الأندلس، وأوزانه وسماته:
الزَّجل لونٌ من الكلام لا يحتملُ الإعراب عند الزجَّالة فهو ملحونٌ دائما، ولا يجيزون فيه أن يختلطَ اللَّحنُ والإعراب فتكون بعض ألفاظ البيت معربة وبعضها ملحونة، وقد قرر هذه القاعدة واضع هذا الفن أبو بكر بن قُزمان في خطبة ديوانه لما قال:
وجردت فني من الإعـراب كما يجرد السيف من القراب
فمن دخل علي من هذا الباب فقد أخـطـأ ومـا أصـاب (1)

و القصيدة الزجلية تتفق مع القصيدة المُعْرَبة في التزام الوزن الواحد والقافية الواحدة والمطلع المصرع.
وتختلف عنها في بساطة اللغة وعفويتها حتى تبلغ درجة السذاجة أحيانًا في بعدها عن الإعراب ووقوع اللحن فيها.
يتفق الزجل من حيث الشكل والتقسيمات الفنية مع الموشحات في المطالع والأغصان والأسماط والأقفال والأدوار والخرجات.
وتكمن قيمة الزجل الحقيقية في صدق تعبيره عن واقع حياة الناس ومشاغلهم,الاجتماعية والسياسية والثقافية في بــلاد الأندلس,التي تتمثل في أزقة قرطبة وجواري إشبيلية، وفي شفافية نقله لحياتهم بخيرها وشرها وجدها وهزلها، أفراحها وأحزانها... وهذا ما أكسبه صفة الشعبية وجعل الناس أكثر تعلقًا به.

1 الفسطاط,المجلة التاريخية,العدد , 45 , 8 عشت 2001 .
إذن "فالقصائد الزجلية والتي هي أول صورة ظهرت لخذا الفن المستحدث لا تختلف عن القصائد المعربة إلا في اللحن والإعراب واللغة"(1), وعن ذلك يقول صفي الدين الحلي :" وأول ما نظموا الأزجال جعلوها قصائد مقصدة ,وأبياتا مجردة في أبحر عروض العرب ,بقافية واحدة كالقريض ,لا تغايره بغير اللفظ ,وسموها القصائد الزجلية ." (2)
ومن حيث الأشكال و الأوزان في تتفق مع الموشحات في الأجزاء الأساسية التي تبنى عليها من مطلع وأغصان وأسماط وأقفال وأدوار وخرجة, ثم تختلف عنها في البعد عن تعدد فقرات بعض الأجزاء,وفي التقليل من قوافي الفقرات الداخلية ,ثم في التزام خرجة واحدة عامية دائما .
وإذا تفحصنا الأزجال القديمة نجد الذين سبقوا بن قزمان نحوا بالزجل منحى الموشح في أشكاله وأوزانه,وذلك بالتصرف في أقسامه وقوافيه,أما ابن قزمان فهو أول من طور هذا الاتجاه وأبدع وتفنن فيه,وأظهر حلاه .
ولم يقف تأثر الأزجال بالقصيدة العربية عند شكلها الخارجي وأوزانها,وإنما تجاوز ذلك إلى سائر تقاليدها الفنية الموروثة,فأغراض القول واحدة,وافتتاح المديح بالنسيب واحد,وذرائع الانتقال من موضوع لآخر واحدة,والمعاني التي تطرق لها الزجالون في مختلف الأغراض,وأساليب التعبير البيانية المستخدمة,كالتشبيه والمجاز,تذكرنا في مجملها بمعاني وأساليب التعبير لدى الشعراء المعربين.


1الأدب العربي في الأندلس,عبد العزيز عتيق ,ص:410
2- العاطل الحالي ,لصفي الدين الحلي ,ص: 18-17

إن قيمة الزجل الذي نشأ أصلا في بيئة الأندلس,ثم انطلق إلى البيئات العربية الأخرى,ليس في تنويع أشكاله وأوزانه,ولا فيما أخذوه أو استعاروه من معاني شعراء العربية وأساليبهم البيانية والبديعية التقليدية.
وغنما تكمن قيمته فيما استمده من واقع حياة العامة,ممثلا في الجديد من معانيهم وأمثالهم,وفي المبتكر من تشبيهاتهم والمتداول من ألفاظهم وصيغهم العامية,كل ما تخفيه بيئتهم.ولعل هذا هو ما أكسب الزجل صفة الشعبية.

 الوزن في القصيدة الزجلية:

أما أوزان الزجل فمن ذا يَحصرها ولم تزل متجدِّدة، وأي ذهنٍ يُحصيها وهي في الكثرة متعدِّدة، حتى قال الشَّيخ عزُّ الدِّين الموصلي:’’ إن الزَّجل أوزانه ما انحصرت عدداً، وسبله متشعِّبة فهي تتلوا طرائق قددا’’وقالوا: ’’صاحب ألف وزن ليس بزجَّال. ولكنها أوزان غير جائزة في الشعر لخروجها عن البحور المعهودة.وفي هذا الصدد يقول ابن خلدون :" وهذه الطريقة الزجلية لهذا العهد هي فن العامة بالأندلس من الشعر , وفيها نظمهم حتى إنهم لينظمون بها في سائر البحور الخمسة عشر ,لكن بلغتهم العامة ويسمونه الشعر الزجلي" (1)
من خلال قول ابن خلدون نرى أن الزجل شعر نظم بلغة العامة ولهجة كلامهم,لا يراعى فيه قواعد الإعراب, ولا الصيغ الصحيحة للكلمات, بل ينظمونه من الكلام الدارج وألفاظ الكلام العادي الذي يدور بينهم في الحديث,وقد نظمت هذه الأزجال من البحور القديمة,ومن أوزان جديدة مشتقة من الأوزان القديمة.

1-مقدمة ابن خلدون ,ص, 548
ونجد قول الدكتور عبد العزيز نبوي يسير في نفس هذا الاتجاه.يقول :" تنقسم أوزان الموشحات والأزجال إلى قسمين كبيرين :قسم من البحور الستة عشر ,وقسم يخرج عن إطارها وهو ينقسم بدوره إلى قسمان, قسم يكون احد الاوزان السابقة جزء من تشكيله, فيخرج بذلك عن أصله ويكون صورة جديدة أو وزنا جديدا,وقسم وزنه مخترع وهو القسم الذي كثرت فيه أخطاء الرواية والنسخ والتحقيق نتيجة لخفاء الوزن المخترع ." ( 2)
إذن من خلال هذا القول يتضح أن أوزان القصيدة الزجلية بنيت على نمطين: أحدهما على شاكلة أوزان الخليل الفر اهدي سواء باعتماد الوزن ككل، أو بالتغيير فيه، و الثاني بالخروج عن أوزان الخليل مما نتج عنه كثرة في الأخطاء. وبالتالي فكل القصائد الزجلية لا يمكن أن تخرج عن هذين القسمين.وفيما يلي سوف أحاول أن أقدم أمثلة على بعض الأوزان المستعملة في القصائد الزجلية :
 أوزان مشتقة من أوزان الخليل: (1)
1- مفعولن فع لن مفعولن فعولن
يقول أبن قزمان في ديوانه، الزجل رقم (72)
إلا من يدري في الحال اتساع
-0-0 -0 -0-0 -0 -0-0 --00
مفـعولـن فع لن مفـعولـن فعـول


1- عبد العزيز نبوي,موسوعة موسيقى الشعر,م,2 ,ط1ص:741
2- نفسه ,ص : 742

إذن من خلال هذا المثال نلاحظ أنه من البحور الخليلية مع بعض التغيير,فمفعولن قد تكون مشتقة من فعولن في بحر المتقارب أو الطويل,ونفس الأمر ينطبق على باقي الأوزان.
2- مفعولن فع لن مفاعيلن فعولن
يقول الشاعر:
قول للحق تنجا وإن كن فيه ضرر
-0- 0-0 -0-0 --0-0 -0 --0
مفعـولن فع لن مفـاعيـلن فعـو

3- فع لن مستفعلن مستفعلن
يقول الشاعر:
حنـت إلــي وهـي تجـدع
-0-0 --0- - 0 - -0 --0
فـع لن متـفعــلـن مـتـفعـلن
إذن فالأوزان أعلاه مولدة من أوزان الخليل .
 أوزان على شكل تشكيلات : (1)
وهناك أوزان جاءت على شكل تشكيل، أي أنها مشكلة من عدة أوزان,وهذه التشكيلات نجدها مولدة عن البحور الخليلية وهذا مثال ذلك :

1- موسوعة موسيقى الشعر عبر العصور والفنون ,عبد العزيز نبوي ,ص :730

فع لان
مفعولان
مستفعلان
مستفعلن مستفعلن
مستفعلن مستفعلن
مستفعلن
فع لان
مفعولان
ملاحظة: لم أجد زجلا نظم على شاكلة هذا الوزن : ولكن هناك موشحات كثيرة صيغت على هذا المنوال لمن أراد أن يتعرف على هذه التشكيلات.
بعدما تم الإشارة إلى بعض أوزان الزجل المشتقة من البحور الخلياية نسبة لاحمد بن الخليل الفر اهدي , أما الآن فسوف أحاول الإشارة إلى بعض الأزجال التي جاءت على وزن البحور المعهودة الكلاسيكية ,فمن بين الأوزان التي شاعت في الأزجال مثلا نجد: وزن البحر البسيط وهو يأتي في الأزجال على نوعين : نوع أعترف به أهل العروض في أواخر الأبيات , وهو ما ينتهي شطره بوزن "فاعلْ" بدلا من "فاعلن",أما الثاني فينتهي الشطر فيه بوزن "مفعولْ"بدلا من "فاعلْ".
ومثال النوع الأول قول الشاعر :
الجاز دامش كان رخص ليه صبحوه غالي
لازم يكون له ثمن يتباع به طوالى

فإذ قمنا بتقطيع هذا القول يصير على الشكل التالي :

إججزدمشْ- كنرخصْ – لهْ صببحهْ – غــالي
مستفعلن – فاعلن - مستفعلن – فاعلْ
وهذا البيت من البحر البسيط و يتكون من التفعيلات التالية حسب الخليل :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
ومثال النوع الثاني قول القائل :
شباننا ليه ملطوعين عند القهاوي وكتيرْ
فعندما يكتب كما ينطق يصير خكذا :

شبْبنْنله – ملْطعن – عند لقها – وٍ كتير
مستفعلن – فاعلن - مستفعلن – مفعولْ

كما أنه قد يكون وزن الشطر من الزجل عبارة عن نصف شطر من البحر البسيط أي " مستفعلن فاعلن" غير أن التفعيلة الأخيرة يلحقها دائما زيادة , أي أن "فاعلن" تصير "إما "فاعلانْ"أو "فاعلاتن"ونجد هذا الوزن كثير الشيوع في الأزجال ,مثل قول الشاعر :
مش عيب يا بنت البلد && لــما تسيبي الفراخ
ونطقه عروضيا يكون على الشكل التالي :
مشْ عيب يبنـْ – تلبلد لما تسي - بلفراخ
مستفعلن - فاغلن مستفعلن – فاعلانْ
ومن الأوزان كذلك نجد البحر السريع وتفعلاته هي :مستفعلن مستفعلن مفعولات ×2
وهذا الوزن قليل الشيوع في القصائد الزجلية ,ومثاله :
عمري ما شفتش حد خاب زينا
الجهل شاع فينا وزاد الفساد
عمري مشف – تش حدد خب – زينا
مستفعلن - مستفعلن فاعلن
الجهل شاع – فينا وزا - دلفساد
مستفعلن- مستفعلن - فاعلان
والأن بعدما تطرقنا إلى بعض أوزان القصائد الزجلية ,والتي نظمت على وزن البحور الشعرية التقليدية,أو مشتقة منها,وهي ليست وحدها التي نظم الزجل من خلالها وإنما هناك أوزان أخرى أشار إليها الدكتور عباس الجراري في كتابه "القصيدة",حيث قسمها إلى أربعة أنواع,وهي على الشكل التالي :
 بعض أنواع أوزان الزجل عند عباس الجراري :
أولا : المبيت(1), وهي أول البحور التي اعتمد عليها الزجالين المغاربة,يقول الحاج عمارة: ( 2)
يا راوي لبيات عني &&& غني أصول لا تخشى من عرياني
1التسمية مأخوذة من البيت .
2 –القصيدة ,عباس الجراري ,ص:135
وهو قائم على عدد معين من الأشطار في البيت,وعلى عدد من الأبيات يلتزم في كل قسم من أقسام القصيدة ,وهو الغالب في استعمال الشعراء,ويتفرع إلى أربعة أشكال :
1 – المثنى : ويكون البيت فيه على شكل شطرين يطلق على الأول "الفراش" وعلى الثاني "الغطاء".
2 – الثلاثي :حيث يتكون البيت فيه من ثلاثة أشطار, ومثال ذلك ما نجده في قصيدة الحدي في التصلية يقول :
صلى الله عليك بالهادي خا تم لرسال ... عدا دواب البر والأسماك اللي فلمالي
لعايش واللي امضى ومن هو مازال اكبيل
3 – المربوع أو الرباعي : وهذا النوع يتكون فيه البيت من أربعة أشطر ,يقول الشاعر :

غــادي البــاهــــي &&& من ابها من لالها اشبيه
مولاتــي بـــــاهــا &&& الحايز اصغر وزين وجـــاه

4 – خامس لشطار أو الخماسي : وهو الذي يتكون فيه البيت من خمسة أشطار,يقول ابن احساسين في قصيدة "فاطمة".

قالت ما اتقول طامو ... قلت وأبيك يالطام
يا قد اعلام فللطام .... قالت ترا يقول طاما
ترات ايقول فاطما
ثانيا : مكسور الجناح : وهو يتكون من أربعة أجزاء : (1)
1- الدخول : وهو عبارة عن شطر في استهلال القسم وسمي بهذا الاسم ,كأنه طائر كسر جناحيه .
2- مجموعة من الاشطار :تسمى لمطيلعات أو لكراسا .
3 – بيت على وزن الحربة : أي اللازمة التي تتكرر .
ثالثا : المشتت .
يتكون القسم فيه من بيت يفصل فيه بين أول أشطاره وبقيتها, بمجموعة من الاشطار القصيرة التي تسمى كذلك لمطيلعات .
رابعا : السوسي , ويتكون القسم في قصيدته من ثلاثة أجزاء.(1)
1- بيت من شطرين :يستهل به القسم .
2- مجموعة من الاشطار المرسلة,تتميز هذه الاشطار بعدم خضوعها وتقيدها بعدد أوزان أو قافية محددة ,وإنما تخضع لتسلسل الإنشاد وحده .
3- بيتان أو ثلاثة أبيات : هذه الأبيات تكون على نفس الوزن والقافية التي تتحد مع الحربة فيها, لأن هذه الأبيات تشكل تمهيدا للحربة . وتسمية هذا البحر بالسوسي منسوب لمبارك السوسي الذي سبق إلى النظم فيه,ومنهم من يقول بأنه شبيه بالفرد السوسي المنسوب لمنطقة سوس . (2)



القصيدة ,عباس الجراري ,ص: 145(1)
نفســـــــه , ص : 146(2)

وبالإضافة إلى هذه الأوزان الكثيرة ,نجد الدكتور عباس الجراري يشير إلى بعض التفعيلات ,والتي يطلقون عليها المغاربة اسم الصروف,ومن بين هذه التفعيلات نذكر ما يلي :
- الدندنة :وهي قائمة على الإيقاع التالي :"دان داني" وهي مقياس موسيقي بالدرجة الأولى .
- مالي مالي :وهي أحد الأوزان الموجودة في القصائد الزجلية, غير أن الزجالين وجدوها غير كافية لضبط الإيقاع الموسيقي,فأضافوا إليها بعض الكلمات لتصحيح الخلل مثل :
( الرادا – العادا –سيدنا – للا مولاتي - ) والملاحظ هو أنهم يبدؤون الكلام بهذه الكلمات ثم يختمون بمالي مالي .
ويذكر عباس الجراري لطريقة التي يقيس بها الشعراء ميزان قصائدهم ,حيث أنهم يقيسونها على بعض القصائد المشهورة ,أو التي يعتبرونها نماذج لهذا الوزن أو ذاك كما هو الحال عند المنشدين . (1)






(1) القصيدة ,عباس ألجراري ,ص :134

وأخيرا يمكننا القول بأن الأوزان في القصائد الزجلية ,كثيرة ومتعددة,لا يمكن حصرها ,على اعتبار أن عدد كبير من القصائد تعرض للضياع,منه ما لم يصل إلينا ,وإنما حاولت في هذا البحث المتواضع أن أوضح ما استطعت توضيحه في الأوزان الزجلية ,التي عثرت عليها ,حيث نجدها تضم أوزان لم يشر إليها أهل العروض, و ولم ترد في الشعر العربي ,وفي بعض الأحيان نجد مزجا من أكثر من وزن واحد ,ومنها ماهو مشتق من الأوزان القديمة,ولكننا رغم ذلك نلحظ دائما انسجاما بين الأوزان في الزجل الواحد .


خلاصة تركيبية

إن الدراسة العلمية لفنون الأدب الشعبي,والزجل واحدا منها , كفيلة بأن تظهرنا على نبع لا ينضب معينه من أساليب البيان المبتكرة , ومن المعاني الجديدة ,ومن الحكم والأمثال التي تمخضت عنها عبقرية عامة الشعب ,وعبرت عن تفلسفهم في الحياة ونظرتهم إليها وموقفهم منها ,ومن بين هذه الفنون الشعبية نجد فن الزجل الذي عبر من خلاله الزجال عن حاجياته وهمومه وآلامه وأحزانه وأفراحه,ومشاغله ,واهتماماته,فيعبر بذلك عن حال وواقع المجتمع ككل,معتمدا في ذلك على الغناء والحركة والمعرفة بأهواء المستمعين , ليؤثر فيهم , وينال إعجابهم في حفلات الأعراس وغيرها , وفي مجالس العامة والخاصة ,واللقاءات الشعرية ,
والندوات العلمية,وأقد ألف وأبدع الشاعر الزجال في مختلف الأعراض ,من مدح ,وغزل ,ووصف للمظاهر الطبيعية الخلابة ,ومجالس اللهو ,وغيرها .
كما أنه نظم كذلك بلغة العامة من الناس ,فكان وصوله إلى قلب الإنسان العادي سهل جدا,حيث استحسنوه وأقبلوا عليه,هذا بالإضافة إلى أنه نظم على أوزان كثيرة ومتعدد نعجز عن حصرها ,منها ما هو على وزن البحور الخليلية.ومنها ماهو مشتق منها,وما هو جديد و مبتكر لم يرد ذكره في الشعر العربي.
وأخيرا يمكنني أن أقول إن مثل هذا العطاء الشعبي لو كتب له يوما وأضيف إلى الفصحى لأثرى أدبها , وفتح آفاق جديدة أمام أدبائها وشعرائها للتجديد في لغتهم ومعانيهم وأساليبهم .



#جمال_اسريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة أوديب


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال اسريفي - أغراض الزجل الأندلسي وخصائصه الفنية