أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائف امير اسماعيل - اختراق حاجز الجسد















المزيد.....

اختراق حاجز الجسد


رائف امير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 13:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قادني العلاج الطبي الصيني الجديد بالخلايا الجينية الى الانتباه لمفهوم الجسد البشري خصوصا ، والحي بصورة عامة والتفكير مليا به . وسرعان ماتم الربط مع انجازات طبية وعلمية اخرى ، منها تصنيع اول خلية حية من مركبات كيميائية . فتبادر الى ذهني ان هذا المفهوم قد يصبح قريبا في مهب الريح .
منذ الاف السنين كانت فكرة الجسد الانساني هي ان اثنين من الاجساد هما ذكر وانثى يتزاوجان ( نخص البشر هنا) لتنجب الانثى بعد فترة من الحمل جسدا جديدا او عدة اجساد . ثم اكتشف العلم البيضة والحيمن ثم الجينات فيتغير المفهوم الى ، ان حيمن الذكر هو الذي يقوم بقوم بتخصيب بيضة الانثى فيلتحم نصف الشريط الوراثي للذكر ( الحيمن) مع نصف الشريط الوراثي للانثى الذي بداخل البيضة . ثم تكبر البيضة المخصبة التي هي عبارة عن (غذاء مرتب ) ستكون برنامج يدخل الغذاء اليه وينتظم الى جسد يكبر شيئا فشيئا( وهو يطرح دائما مازاد او غير المرغوب به) الى ان يتوقف فيتفكك (ترابا) .
وخلال ما اطلق عليه بالعمر على الانسان ان يكد ويكافح من اجل البقاء متذرعا بما زينت له الحياة من مفاهيم لذيذة . لكن من منظور آخر فأن الرحلة هذه هي شاقة ، يتعذب الانسان بها في معظم لحظاتها ، مما دفع ابي العلاء المعري لان يفتخر بانه قد جني عليه بولادته ولم يجني على احد . ودفع شوبنهور للئشاؤم من مغزى الحياة والدعوة الى استئصال الجنس البشري بعدم التزاوج او الانجاب.
وهكذا ولدت وماتت مليارات من البشر لاسباب بدت تافهة لما تلاها من علاجات ووقاية طبية وعلمية ومات الكثير ممن كانوا يريدون اصلاح البشرية جمعاء بامراض امكن الشفاء منها بعدهم بحبات من البنسلين .
والاهم من ذلك لم يسعد احد منهم بسعادة كاملة ولم يشعر احد بهذه اللذة الا لحظات قليلة من حياته. ولكن بالرغم من ان مفهوم السعادة هو نسبي ، فاننا نستطيع ايضا ونسبيا ان نقول بان تلك اللحظات قد زادت بالمقارنة مع القديم آخذين بنظر الاعتبارالحاجات الاساسية للانسان وهي الحصول على الغذاء والتزاوج والتكاثر والشعور بالامان ، فان البحث الدائم عن السعادة و الاستمرارفي البقاء دفع الانسان ان يبتكر اساليب جديدة بدأت تنخر في مفهوم الجسد الثابت للانسان ومفهومه الذي ساد لالاف السنين وهو ان الانسان يعيش ويموت بجسده هو فقط دون تغيير عليه او تعديلات او تزيين او تبديله بجسد آخر .
ثم اكتشف الانسان العلم واخترع الطب وبدات الخطوات تتسارع . في كل مرحلة كان هناك معقول ومستحيل يتبدد بعدها . وكان العلم في رحلته دوما يزيح الثوابت التي هي ليست في مصلحة الانسان فتنشأ مفاهيم جديدة.
ان الملاحظة المهمة التي اثارت انتباهي في هذا الطب الجديد التي جعلتني اراجع الانجازات الطبية والعلمية السابقة للربط معها هي تقبل الجسد لجينات من اجساد اخرى لتعيش بداخله ( بالاضافة للنجاح العظيم في شفاء امراض مستعصية مثل الشلل وعجز القلب والعقم وغيرها بأخذ خلايا جنينية من دم الحبل السري للوليد وحقنها في مواضع الخلل ، لتبدأ هذه الخلايا بالتخصص لتحل محل الخلايا الميتة او المعطوبة ، فتتحول الى خلايا عصبية او عظمية او عضلية . ونجح هذا الطب التجريبي الذي بدأ منذ بضعة سنوات في معالجة نسبية للكثير من اليائسين ) وهكذا تغير المفهوم مرة اخرى مع نقل الدم وزرع القلب والكلى والاطراف من انسان لاخر وتجارب عديدة لنقل اعضاء او اجزاء من حيوان الى انسان (تم وبنجاح نقل خلايا عصبية من دماغ اجنة الخنازير الى دماغ الانسان لعلاج مرض الباركنسون ).وايظا تم استبدال اعضاء او اجزاء باخرى صناعية. وايضا بما تنبأت به الهندسة الوراثية من صناعة انسان اخضر تدخل فيه البلاستيدات الخضر ليعيش بالتركيب الضوئي (و ربما يتم ادخال كائنات حية خضراء ) .
هذه المحاولات تدفع الى الشك بامكانية (التعايش) بين مخلوقين او اكثر داخل جسد واحد. و بعد تناهي الدقة في تقنيات الطب والعلوم ربما سيستطيع عاشقان والهانان بدرجة اكبر من قيس وليلى ان يسكنا نفس الجسد( دماغان بجسد واحد) او ان مجموعة من البشر تعيش مثل (الفولفوكس ). وكذلك الحال بالنسبة لبقية الكائنات الحية وربما يكون التعايش داخل الجسد الواحد بين انسان وحيوان او مع نبات او ( ذئب مع خروف )او جزء مع جزء .
وجعلنا ان نشك ايضا في مقدرة ان يعيش الانسان (الواحد في جسدين او اكثر ,منها مستنسخ ومنها ما يتم استئجار بعض من مواضع جسده اوشراءه ( او دماغ في اكثر من جسد) .
ثم لنرجع ونصفع المفهوم ( ذكر + انثى = جسد ) من جهة اليمين أولا فنقول ، ألا يمكن أن يكون المفهوم ( ذكر + ذكر = جسد ذكر ) او ( انثى+ انثى = جسد انثى) ، من جمع نصف شريط وراثي من ذكر مع نصف لذكر آخر في بيضة انثوية خالية من الكروموسومات) مادامت المسألة x1y1+x2y2= x1y2 or x2y1 او ان نصف شريط وراثي من انثى مع نصف لانثى اخرى في بيضة انثوية خالية ايضا من الكروموسومات ، مادامت المعادلة هي x1x1+ x2x2= x1x2 or x2 x1 ويتم ذلك طبعا بانابيب اختبار ( بغض النظر عن النظر عن اعتبارات الدين او المجتمع ) . وربما كانت حالات الشذوذ المثلي والزنا بالمحارم والفظائع الاخرى هي تعبير عن رغبة داخلية للتزاوج الجيني ، فالجينات لا تفهم الشرع الديني او الاجتماعي وهنا علينا ان نصحح هذا الخلل من هذا المستوى ( بغض النظر عن السبب الاخر الناتج من ثقافة اجتماعية خاطئة) .
ثم لنصفع المفهوم من جهة الشمال فنقول ان المعادلة الجديدة هي انتاج جسد حي من مركبات كيميائية ( لا من ذكر ولا من انثى ولا من جسد حي ) وهذا ما اعلن عن اولياته بصناعة خلية حية( بكتريا بسيطة) من مركبات كيميائية ( من الجماد ) ( اعلنه الدكتور فنتر ومساعديه في 22/5 /2010) وهذا يعني في المستقبل ان امراة جميلة لاترضى بمليارات الدولارات ثمنا لزواجها لانها تحب رجل على مزاجها فقيرويسعدها ، فان من لاترضى به يمكنه ان يشتري مثلها مصممة ومصنوعة في السوق وبمواصفات افضل ( او يشتري هو جسدا افضل واجمل يعيش به و ليسهل عليه من اقناع من يحب و من يتزوج) وكما يقول تجار اليوم ( باب أول )
ثم صفعة اخرى من الروبوت( جسد آلي يشبه الانسان تماما ) وصفعة من علم النانو ومحاولات مازالت افكار في اذهان علمائه بنقل موجات الانسان او معلوماته ولابعاد سحيقة ونسج شبيه له بتراكم نانوي له .
كل ذلك كان وسيكون لان ( اذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام ) .
18/ 6/ 2010



#رائف_امير_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختراق حاجز الموت
- هروب الذات - قصة قصيرة


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائف امير اسماعيل - اختراق حاجز الجسد