أحمد بسمار
الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 19:55
المحور:
سيرة ذاتية
تلومني زوجتي كل يوم.. كما يلومني أولادي الثلاثة كل يوم على كتاباتي قائلين : مو حاجتك وجع راس؟؟؟!!! لماذا تعترض دائما على أسلمة وسائل الإعلام؟ إنهم الأكثرية وهم في كل مكان؟ ولماذا لا يعترض غيرك من الكتاب؟ مو حاجتك وجع راس؟ أكتب سيناريوهات سينمائية. أكتب مذكراتك. أكتب قصص خفيفة تباع في محطات الباصات والقطارات وتقرأ بسرعة بأقل من ساعة واحدة...
ماذا أجيب؟ ماذا أجيب وأنا أقيم في هذه المدينة الفرنسية من 47 سنة. في نفس الحي. وفي نفس البيت. خلال العشرين سنة الأولى لم أر أية امرأة محجبة. ولا واحدة. لا نقاب ولا حجاب ولا حتى فولار أو غطاء رأس بسيط..بالرغم من أن حينا مختلط وبه عائلات مشرقية عديدة...ثم رأيت أول الفولارات بأشكال زينة مختلفة..ثم بدأت التنانير تطول أكثر.. ثم أولى الجلابيب واللحى.. وبدأ حينا يشبه بيروت أكثر وأكثر.. وبدأ تكاثر الحجاب والنقاب يزداد بشكل ملحوظ..حتى أصبح الموضة الدارجة للطفلات من دون الخمس سنوات...ولم يعد حـيــنـا يشبه أية مدينة فرنسية عادية...واختفى الهدوء..كما اختفت النظافة العامة...
من سنتين أبحث عن سكن آخر.. في حي آخر.. ولو في مدينة صغيرة أو قرية قريبة من المدينة الكبرى التي تبنتني والتي عشقتها فوهبتني العلم والاختصاص والمعرفة, ووهبت لأولادي العلم والثقافة والاختصاص والمعرفة وعشق الحريات العامة والإنسانية والتفاهم مع الآخر وفولتير وبلاتون وجان بول سارتر وأغاني باربارا.
أشعر أنني مرغم للهجرة من جديد, مثلما هاجرت من بلد مولدي من زمن بعيد نسيته.. نسيته!!!...
ألا ترون يا أولادي.. أنا لا أهاجم الإسلام.. ولا أي دين آخر.. ولكنني أكتب بعض الخواطر.. وقد أكتب بعض الخواطر العابرة....
وأنا أحبكم.. كما أحب جميع البشر...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة
#أحمد_بسمار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟