أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - سلالات الفساد والافساد؟














المزيد.....

سلالات الفساد والافساد؟


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو إن الفساد المالي والاداري عبارة عن سلالات من الفايروسات او الجراثيم او ربما فطريات قيمية وسلوكية سريعة الانتشار والانتقال، لكنها تعطي نفس الأعراض والنتائج وتستخدم ذات الوسائل والأساليب وان اختلفت في مظاهرها وأشكالها، فهي تنتقل من مكان الى آخر بوسائل عديدة من العدوى اهمها اعتماد الكوادر غير الكفوءة اخلاقيا ووطنيا ومهنيا في مفاصل الادارة والمال والصرف تحت يافطة المحسوبية والمنسوبية، وعدم وجود آليات محكمة ودقيقة للمحاسبة المالية وانظمة الصرف وابوابها بما يحمي المال العام ويقيه من الفساد والإفساد والتبذير.

وهنا نتذكر جميعا مدارس الفساد والافساد المالي والاداري ابان حكم النظام السابق ومستوى الرواتب في الدولة العراقية وبالذات في عقد التسعينات حينما انهار الدينار العراقي الذي كان يناطح اقوى العملات في العالم غداة تسلم صدام حسين مقاليد الحكم الفردي المطلق في تموز 1979م حيث بدأ بالتقهقر في ايدي العامة من الناس اعتبارا من السنة الاولى للحرب العراقية الايرانية حتى انزاح تماما عن منافسة الليرة التركية واللبنانية اللتان لا ينافسهما في الضعف الا ذلك الدينار الذي اغتالته سلالات الافساد الوطني والسياسي.

في تلك السنوات كما ذكرنا لم يتجاوز معدل المرتبات للموظفين العراقيين عموما العشرة دولارات ويهبط لدى الاغلبية الى اقل من خمسة دولارات شهريا مضافا اليها حصة تموينية مسندة من قبل الدولة وهي الاخرى لا تتجاوز العشرة دولارات، في الوقت الذي كان يتمتع فيه مسؤولي حزب السلطة والدولة رفيعي المستوى بامتيازات مالية تحت تسمية صرفيات مكاتبهم او ما تعرف اليوم بنثرية المكتب، وهي مبالغ عالية مرصودة للمسؤولين الحزبيين والاداريين ولا تخضع الى المسائلة القانونية او الحسابية الدقيقة المتعارف عليها في لجان الصرف وحقوله، بل انها لا تتخطى مجموعة وصولات موقعة او مختومة من قبل ادارات الفنادق او المطاعم او محطات البنزين وورش اصلاح السيارات وبائعي المواد الاحتياطية للسيارات وغيرها، اضافة الى حقل الهدايا التي يرتئي المسؤول تقديمها للاشخاص او الضيوف.

وعلى سبيل المثال كان راتب المدير العام قبل سقوط النظام لا يتجاوز خمسمائة دولار او ما يعادلها من الدينار العراقي المتهالك انذاك، يقابله ما لا يقل عن الف دولار مخصصات لمكتبه، وترتفع هذه النسبة مع ارتفاع الدرجات الوظيفية والحزبية وصولا الى رأس الهرم الذي كان يعتبر كل العراق نثرية لمكاتبه وقصوره!؟

واليوم انتقلت تلك السلالات من الفايروسات والجراثيم الى الحقبة الجديدة للدولة العراقية واستطاعت ان تطور نفسها كما فعلت قطعان الحيتان من الانتهازيين والنفعيين، بما يواكب قوانين وسمات المرحلة الحالية التي تمتاز بوفرة مالية غير طبيعية لنفس المستويات من المسؤولين والاداريين وتحت مختلف التسميات، حيث تنتشر مئات المطاعم والفنادق ذات الدرجة الاولى وما يلحقها من الملذات لأطفاء تلك النثريات، ولعل زيارة خاطفة لتلك الحواضن او ان شئت المحارق المالية يؤكد ضخامة تلك المبالغ المخصصة لنثريات المسؤولين الجدد سواء في البرلمان او الحكومة او الاحزاب وبالذات التي تتلقى دعما دون رحمة من الدول الحنونة من الجوار وما بعدهم بسبعة جيران طولا وعرضا؟

يقينا لو توقفت تلك النثريات لشهر واحد فقط لرأينا معظم هذه الفنادق والمطاعم وملحقاتها لا تعمل لأكثر من يومين في الاسبوع الا اللهم اذا ما خفضت اسعارها الملتهبة بفايروسات النثرية الى اقل من النصف!؟

ليست دعوة لقطع ارزاق اصحاب المطاعم والفنادق والبارات بقدر ما هي مثال على ما يجري من انتشار لسلالات الفايروسات التي جاءت هذه المرة باطوار جديدة تحت عباءة النثرية؟



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقليم كُردستان والتحديات الاعلامية؟
- الصراع على كرسي الحلاق؟
- العراق وعملية ترييف المدن؟ 2-2
- العراق وعملية ترييف المدن؟ 1-2
- المرأة في البرلمان العراقي؟
- حكايات واسرار؟
- لكي لا يفسد الملح؟
- تضاريس الثلج والنار؟
- احذروا هؤلاء.. انهم يتسلقون السلطة؟
- الامية الوطنية
- هذا المطر من ذاك الغيم؟
- الانتخابات والدروع البشرية
- الدبابة الامريكية وقطار 63 ؟
- هل حقا يستحقون اصواتنا؟
- التعبير عن الرأي والحد الاخلاقي
- من أجل مجلس إقليمي للتعاون الاقتصادي
- ثقافة الانقلاب في العراق؟
- نحو فضائية كردية ناطقة بالعربية
- غلقتم الأبواب فدخلوا من الشبابيك ؟
- من أجل برلمان خالٍ من المشبوهين؟


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كفاح محمود كريم - سلالات الفساد والافساد؟