|
مذكرات مترجم : ( الحلقة السادسة ) .
حبيب محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 15:32
المحور:
سيرة ذاتية
مذكرات مترجم : ( الحلقة السادسة ) . حبيب محمد تقي [email protected]
مذكرات مترجم : ( الحلقة السادسة ) . تجربتي مع طالبي اللجوء والمقيمين العراقيين و العرب في مملكة السويد .
الصورة والمظهر ( القاتميين ) ، الذي ظهر ، ويظهرون به الوافدون العرب ، في دولة المهجر ، ( المملكة السويدية ) . ( ذئاب بجلباب بشر ) :
وكنتيجة لتكرار هذه الحالات من النصب والأحتيال على القوانيين ، ( في موضوعة وظاهرة الطلاق الصوري ) ، والكشف عن حالات تلبس عديدة من قبل سلطات الشؤون الأجتماعية في المملكة ، مما دفع بهذه السلطات ، في الضغط على ( البعض ) من المحكم الأبتدائية المدنية السويدية ، بضرورة مطالبتها بوثيقة مصدقة يتقدم بها الراغب في الطلاق ومن جهة شرعية معتمدة ، على أن تتضمن تطليقاَ شرعياً من هذه المؤسسات الدينية المعنيّة ، بهدف الحد من هذا التلاعب بالقوانين . ومما يؤسف اليه . أن التحايل والنصب ، بلغ مبلغه في بعض أفراد هذه المؤسسات الدينية . فراح البعض من أفرادها المنتسبين والمحسوبين عليها ، يصدر وثائق طلاق لقاء عطايا أو أجر ، ويمحنحها لزبائنه الذين يستغلونّها بدورهم في الحصول على مزايا السكن الأضافي ( والذي يتم التصرف به ، بتأجيره باطنيا ) ونقدية النفقة . فباتت ظاهرة الطلاق ( الكاذب ) منتشرة بين الجالية العربية وعلى تنوع وأختلاف دياناتها . وهناك حالات أخرى ( من النصب والأحتيال ) ، بهدف الكسب اللامشروع ( واللاأخلاقي ) . إذ أن بعض الوفدين المتزوجون من أكثر زوجة في موطنه ( الأصل ) ، بناءا على قوانيين أحوالها الشخصية ، التي تجيز تعدد الزوجات فيها ، بينما قانون الأحوال الشخصية في المملكة ، يحظر ويمنع ، تعدد الزوجات . فعندما يصل الوافد مع زوجة واحدة ، يقومان بتطليق بعضهما صوريين ( ورقياً ) ، عبر محاكم المملكة ، بعدها يسافر الوافد المطلق شكلياً ،الى موطنه الام ، بهدف ترتيب وثائق مزورة تؤكد زواجه من بعد طلاقه الأول وبعدها يستطيع جلب زوجته الثانية ، و بعد أن يكون قد حصل على سكن نتيجة تطليقه لزوجته الأولى ( صورياً ) ، وبذلك يكون قد أحتفظ بزوجته الأولى والثانية ، بالطبع بفضل النصب والتحايل المبين أعلاه . وبسبب من تنامي وأستفحال هذه الظاهرة ، ( الطلاق الورقي ) ، أفضت هي الأخرى بدورها ، الى نشوء ونمو وتنامي ظاهرة متفرعة من ظواهر الفساد الأسري والأخلاقي و المتفشية بين الوافدين العرب في المملكة وتمثلت هذه المرة ب ( زواج المتعة ) . والتي سببت وتسبب مشاكل ضحيتها الأسرة وأفرادها . بالأضافة الى أن نسب الطلاق ( الورقي ) ، التي تحدثنا عنها أعلاه ، بشيء من التفصيل في أرتفاع بمعدلاتها التصاعدية ، فبالمقابل سجلت حالات الطلاق ( الحقيقي ) أرتفاع مماثل بين أبناء الجالية العربية الوافدة الى المملكة . سواء منها تلك التي ( أنقلبت على ساحرها ) حين بدأت بصورة طلاق ( ورقي ) ، ونتيجة المغريات الحياتية والأمتيازات المؤقتة ، تحولت الى طلاق ( فعلي ) ، على الورق وفي الواقع !. أو تلك الزيجات التي كانت أصلاً ، رخوة في وشائجها ورابطها ، وقبل أن يحط المقام بها بالمملكة . وفي ظل قوانيين الحرية المفرطة والرعاية المبالغ بترجمتها على الواقع الثقافي المتنوع و المكفولة للطفل أولاً والمرأة ثانياً ، أما الرجل فيأتي ترتيبه الرابع بعد الكلاب والقطط !! هذه الأسباب وغيرها الكثير ، أدت وتؤدي الى اليوم الى أرتفاع معدلات ونسب الطلاق ( الفعلي ) بين أبناء الجالية العربية الوافدة الى المملكة .
( العمل الأسود ) أو ( العمل السري ) : العمل ( الأسود ) ، هو أي نوع من أنواع العمل ( الأبيض ) ذاته ، أي العادي والمتعارف عليه في ميادين التكسب العديدة والمختلفة و الذي يؤديه صاحبه ( أياً كان ) ، ولكن ( ما يميزه عن العمل الأبيض المشروع ) هو عدم وجود سجل أو توثيق رسمي له . وهو يمثل شكل من أشكال الأستغلال البشع ، والتوظيف والأستخدام غير المشروع للعمال والمستخدمون . كما يعد هذا النوع من العمل والعمالة الغير مشروعة والمنتشر أنتشار السرطان ، وفي أماكن عديدة وبدرجات متفاوتة في العالم ، يمثل تهديد للحماية التي يتمتع بها العمال والمستخدمون كما أنه يشكل ضرر يلحق بالمنافسة في عدد من القطاعات الاقتصادية التي تعتمد عليها الدول في نهضتها ، وخسارة كبيرة وفادحة تلحق بالنظام الضريبي المعتمد سيما في الدول التى أرتقت في تطورها بالأعتماد كلياً ، على أسس النظام الضريبي ومنها المملكة السويدية . لذلك تجد قوانيين المملكة تمنع وتلاحق المتعاملين بالعمل الأسود . ومن جملة الدوافع التي تدفع بالبعض الى تعاطي ( العمل الأسود ) والغير مشروع ، هي دوافع تتفاوت ، بتفاوت المتورطين بهذا الشكل من أشكال الفساد . فالوافد الغير حائز على أقامة مؤقتة أو دائمة في المملكة ، ورغم حصوله على مصروفه الشهري المحدود لتغطية نفقات ومتطلبات حياته الآدمية إلا أنه رغم تلك المساعدات النقدية المعتمدة له ، فهو يسعى خلال أشهر أو سنيين أنتظاره لقرار منحه الأقامة أو أبعاده من المملكة ، بأستثمار فترة أنتظاره تلك ، لجني وتوفير ما يستطيع من مداخيل ومبالغ ، يحاول جاهدا من خلالها ، التعويض أو سداد فاتورة ما دفعه الى المهربين او الدائنيين ، أو يبعث بمدخراته من العمل الأسود هذا أو ذاك ، كأعانات نقدية الى ذويه أو أسرته . هذا من جهة . ومن جهة أخرى يقوم الوافد والحاصل على الأقامة المؤقتة أو الدائمة أو المتجنس ، على حد سواء خصوصاً منهم العاطلين عن العمل والذين يتلقون المساعادت الشهرية النقدية من أدارات الخدمة الأجتماعية ، تجدهم رغم ذلك ينساقون للعمل الأسود ، الغير مشروع ، بغية الحصول على مداخيل أضافية ، بعيدا عن علم سلطات دوائر الشؤون الأجتماعية ، و التي مما لاشك فيه ، ستقطع عنهم المساعات المالية الشهرية ، في حال معرفتها بالطبع ، كما يحق لموظفي تلك الدوائر ، تحويل ملف النصب والتحايل هذا الى مراكز الشرطة والمحاكم الأبتدائية ( الزاخرة أصلاً بهذه الملفات ) ! . والملفت للنظر ، أن معظم أرباب العمل الذين يستغلون و يستخدمون العمالة ( السوداء ) ، الغير شرعية ، هم من الوافدين العرب القدامى والمتجنسين بجنسية المملكة . بدافع التكسب و للأغتناء السريع ، من خلال التهرب من دفع رسوم التأمينات على العمالة المستخدمة من جهة والتهرب من دفع الضرائب من جهة ثانية ، و للأجور الزهيدة التي يدفعوها للعمالة السوداء بالمقارنة مع العمالة المشروعة ، والمكلفة بالأستناد الى جشع أرباب العمل .
( أمتهان بعض الوافدين العرب للمملكة ، لأعمال ومسلكيات خطيرة و مدمرة ، خارجة عن المألوف ومتصادمة مع القوانيين ) :
الأتجار والتعاطي والترويج ، للمخدرات على أختلاف أنواعها من منشطات ، و مهدئأت ، ومسكرات ، والمثيرة للنشوة والهلوسة ، والأدمان عليها ، تعد وبحق من أخطر أمراض وآفات العصر الفتاكة والمنتشرة وبشكل خاص بين الشباب حول العالم ، وهذا الوباء السرطاني المدمر للطاقات البشرية يتنامى وبنسب متصاعدة ، تنذر بمخاطر أجتماعية وأقتصادية جمة ، تعاني من تداعياتها المملكة ، كسائر دول العالم الملوثة بهذا الوباء المعدي . ومما يؤسف اليه ، أن أعداد غير قليلة من أبناء الجالية العربية الوافدة الى المملكة ، ومن شبابها ، تتعامل مع هذه السموم ، سواء في الترويج والأتجار بها ، أو في أستهلاكها لها ، بتعاطيها وأدمانها على تلك السموم الكارثية . وكلنا مدركون للفعل والتأثير الذي يخلفه هذا الوباء ، والذي يدفع بالمدمنون المصابون الى فقدان أتزانهم و وازعهم الأخلاقي والإجتماعي . فيهملون أنفسهم ، وينتفي طموحهم ويعطل دورهم ، ويتراجع تعليمهم العلمي والثقافي ، مما يجعلهم أميين إجتماعياً وثقافياً ، وتتبدد عنهم ثقة المحيطين بهم ، فيتحولون الى كائنات هامشية ومهمشة ، ليس لها طموح في العيش والمستقبل سوى البحث عن القليل من ( المنشطات ، و المهدئأت ، والمسكرات ، المثيرة لنشوتهم وهلوستهم ، و بأي ثمن كان . وهذا مايقودهم وفي نهاية المطاف الى ، الأنحراف وأرتكاب الجرم بأنواعه المختلفة .
فالعديد منهم ، يلجأ إلى ، أرتكاب أعمال مشينة وخارجة عن العرف الأجتماعي والقانوني ، كالسطو والسرقة و الإختلاس و التجاوز على ممتلكات الأخرين والمجون والبغاء ، وتبلغ بهم الأعراض الجنونية المكتسبة ، مبلغها ، إذ يكونوا مستعدون الى بيع أنفسهم وعوائلهم ومن يحيط بهم بما فيه أوطانهم عند ضغوط الحاجة الأدمانية ، والثمن حفنة من ( المنشطات ، و المهدئأت ، والمسكرات ، المثيرة لنشوتهم وهلوستهم المصطنعة ، و مهما كان الثمن ) .
للموضوع تتمة تتبع في الحلقة السابعة من سلسلة هذه المذكرات .
١٥ / ٦ / ٢٠١٠ حبيب محمد تقي
#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أصارع أحمالها ......!
-
أخلع كهولتي ...!
-
مذكرات مترجم : ( الحلقة الخامسة ) .
-
كتابنا منا سلاما ...!
-
مذكرات مترجم : ( الحلقة الرابعة ) .
-
حضن الحكاية ...!
-
مراكب من الضمير رسولٌ بيننا ........!
-
مذكرات مترجم : ( الحلقة الثالثة ) .
-
مشنقة التاريخ ونفاياته....!
-
مذكرات مترجم : ( الحلقة الثانية ) .
-
أولاد الأفاعي ...!
-
مذكرات مترجم ...!
-
أيها الرفاق : أنا العراق ...!
-
معاً ننسج الراية ...!
-
هيهات منا القسمة ........!
-
سرادشت عثمان - والله يازمان...!
-
قصيدة / السنين العجاف ...!
-
أوهبكَ سيف أجدادي ...!
-
على ضوء الشمعة ...!
-
الهجرة والأغتراب : بين الأمس الغابر والحاضر العابر ...!
المزيد.....
-
ترامب: سكان غزة يتضورون جوعا.. وسنساعدهم ليحصلوا على -بعض ال
...
-
عقب ضربة إسرائيل لليمن.. الحوثي يتوعد برد قوي
-
الحكومة الفلسطينية ترفض الآلية الإسرائيلية المقترحة لتوزيع ا
...
-
طرق فعالة لمحاربة إدمان الحلويات
-
ترامب يرجح عقد اتفاق تجاري مع كندا خلال زيارة كارني
-
-سي إن إن-: وزير الدفاع الأمريكي يخفض 20% من المناصب القيادي
...
-
حزب -إصلاح المملكة المتحدة- البريطاني يحظر رفع الأعلام الأوك
...
-
وزير الاتصالات السوري يبحث مع السفير السعودي سبل تطوير التعا
...
-
وسائل إعلام: ترامب لا يشارك في الجهود لوقف إطلاق النار بين إ
...
-
أسرار تحسين ملامح الوجه بأساليب بسيطة وفعّالة
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|