أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميس الكريدي - هل نحن علمانيون ..أين اليسار وأين اليمين؟














المزيد.....

هل نحن علمانيون ..أين اليسار وأين اليمين؟


ميس الكريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 09:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ فترة, وأنا أتابع جملة من الردود والمقالات المتطايرة, بين مع وضد, تستهدف الانتصار للتاريخ, كل على طريقته, ومن قاعدته الفكرية, أو أيديولوجيته الدينية. بالمحصلة لا فرق. لأن التعصب عموما هو طامتنا الكبرى. وحيث أني منذ زمن قررت أن أعتزل المصطلحات, فإن كلمة يسار ويمين لم تعد تنطبق على خطاباتنا.
إن تكرار الحديث عن المد السلفي, ليس محصورا فقط في الإسلام السياسي, أو التشدد الديني الإسلامي حصرا, لأن كلمة تشدد ديني كلمة عامة تنطبق على كل المنتمين لمذاهبهم المتنوعة, حيث كل فرد ضمن هذه المنظومات يعتبره دينه وهويته، سواء كان مسجلا على الأوراق الرسمية أو معلنا كانتماء شعبي وحسب, أو مختزنا لجلسات مذهبية مغلقة. والنار تحت الرماد ويل لمن يحركها. لذلك فإن الرجعية التي لم يعد يستخدم مصطلحها كثيرا هي كل تلك الارتدادات المتشددة مهما تعددت أسماؤها ومشاربها. وأما المشكلة الأكبر فهي ما يمكن أن نسميه العلمانية الطائفية, وحتى لا نسقط التهم على هذا دون ذاك, أعتقد أن مواجهة أي طرح ديني يجب أن ينطلق من منطق علماني حقيقي يعمل الفكر في قرارات النقاش والحوار, هذا الذي مهما نمقنا في الحديث عمليا لا نتقنه. وهذا ليس ذنبنا وحدنا, بل ذنب تربية الحذر بسب عقلية المستبد التي لبست كياننا جميعا, وإذا كنا نتحدث دائما في مشاكل الأقليات وإحساسها بالدونية, وأزماتها وسط المجتمع, فهذا حقيقي, تبعا لظلام واقعنا بعد انكسار المشاريع التقدمية, وخسف الأرض بها لتبقى هياكل لم تبن على أسس أصيلة، وإنما على تحولات مشوهة وسريعة لم تنسف الموروث الجمعي الذي اختزناه من بيئاتنا المتخلفة من عصور البداوة والعشائر التي لم نقتلع خيامها من دواخلنا، مرورا بحقب الاستبداد الطويلة التي مسخت ما مسخت من شخصياتنا. ولكن كيف كان رد فعلها أو رد فعل النخبة الواعية في تلك الأقليات أو الأكثريات؟ وإذا كنت لا أستطيع أن أقدم إحصائيات, أو على الأقل لا أريد ضرب فرقة بفرقة, فإن عددا كبيرا من رواد الإنترنت الثقافي والسياسي وكتابه, لهم أصدقاء ومعارف أو رفاق سابقون تنحوا من أعتى مواقع العلمانية والتقدمية, وانتهوا في حالة تصوف لا تشبه حالة محي الدين ابن عربي أو عمر الخيام, وإنما ضمن قوقعة المآزق السياسية التي دمرت برفض الآخر منطق الحوار وإجهاض الفكر المختلف, وتخوين الرأي الآخر, في مقابل التكفير بالمنطق الديني في الطرف الآخر. والأمثلة على طول النضال السياسي والفكري تمتد بلا حصر, وهذا ليس اتهاما للفكر اليساري, بل بكائية على ما آلت إليه العلمانية المرتبطة افتراضا بهذا الفكر بعد طول سنين.
أما عن الارتداد السلفي, أو الديني، فهو واقع سواء قبلنا أو رفضنا الاعتراف به, فرضته المتغيرات على أرض هذه الأوطان. وإذا كنت سأعتمد تفسير نصر حامد أبو زيد عن الردة الدينية كنتيجة لهزائمنا مع العدو التي اعتقد الناس أن مردها غضب الرب علينا بسبب انحيازنا للتشبه بالغرب ..إلى آخر الأطروحة التي لا مجال لنقلها هنا, أو سأستند إلى كلام المفكر الراحل جمال الأتاسي عن تراجع المد القومي بعد هزيمة 67, أرى أن كل هذا جدل لا يلزم اليوم بعد أن تهنا في عمق التحليل والتفسير لنستخلص العبر التي لا نستخلصها. وإنما ما حصل قد حصل، والمد السلفي عم الجميع سلبا وإيجابا, وغاب الفكر الواعي وسط ممارسات قشرية هدفها إعلان هوية تقدمية يبدو أننا ندرك في العمق أنها ليست هويتنا.
إن كل السجال الدائر, ومشكلة الأقليات, وللعلم أنا من تلك الأقليات, ليست إلا ترهات تضيعنا عن المشكلة الأساس, وهي الديمقراطية, بمفهومها الحضاري الممارس في مؤسسات مستقلة تخضع للقانون الذي يحميها ويحمينا. فالمناخ الديمقراطي يضمن للجميع المشاركة في صنع القرار عبر مؤسسات حقيقية, ومنظمات وهيئات ضامنة لمواطنة تلتغي فيها الفروقات تلقائيا, في دولة وطنية.
لنراجع انفسنا قليلا, ونتساءل هل نحن علمانيون حقا؟ هل نحن دعاة مجتمع مدني؟ هل تخلصنا من أتربة بيئاتنا التي رعت نشأتنا المشوهة؟ وهل نصلح لقيادة الناس نحو تغيير مجتمعي؟ وهل تستمع لنا هذه الشعوب المطحونة بجوعها واستغلالها؟ يبدو أن المنطلق الأساس في البناء هو من أعماقنا التي تستفزها خطابات الآخرين السلفية والمتوقعة أصلا, والتي لا يجدي السجال في تغييرها, لنخاطبهم بعلمانية عذرا إن قلت إنها اليوم كلمة حق يراد بها باطل, وإذا كان التعصب مخزون في كل واحد فينا فمن باب المنطق أن نقبل نحن التجديد لأن أطروحاتنا مفترض أن التطور يحكمها لا التطرف.
في الخمسينات والستينات, انتشرت الماركسية والأحزاب اليسارية والتقدمية بكافة تلويناتها, في أطراف البلاد الأكثر تشددا وتخلفا, ونشطت الأحزاب لأن الجماهير النظيفة كانت تسمع, وتنتظم, وبغض النظر عن أخطاء تلك التجارب ومرجعياتها. لكن الشعوب منحتكم الفرصة, فماذا حصل في مواجهة القمع والقهر؟ وكيف تعاملت تلك الأحزاب مع المشاكل الداخلية والخارجية؟ وكم بطل في ذاك الزمان راهن رهانه عليها؟ وفي بلدان الاستبداد والتخلف, ليست تلك التنظيمات وحدها المسؤولة وهذا حق, لكن هل راجعت نفسها بعد مسيرة الأخطاء بيدنا أو بيد عمرو؟ وأين هي القضايا الكبرى التي طحنت الإنسان من أجلها واعتبرته وقودها؟
فلنكن صرحاء ونعترف بتراجع العمل على مستوى هذه المؤسسات على طول البلاد وعرضها. لقد فقدت مصداقيتها وخسرت جماهيرها ومارست الاستبداد كما مورس عليها. لذلك تاه المثقف العربي, مرة صمت, مرات دفع الثمن, وكثيرا ما اختار الابتعاد. كفانا حشدا للقوى في معارك كلامية, تعزز تعصبنا, ولنبدأ الإصلاح من أنفسنا وبيوتنا وأطفالنا.



#ميس_الكريدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- حماس: تصاعد عدوان المستوطنين على المسجد الأقصى يستدعي حراكا ...
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية
- قائد الثورة : أهم مهمة للحوزة العلمية هو توفير ارضية للحضارة ...
- الهيئات الإسلامية في القدس: الحفريات الإسرائيلية قرب الأقصى ...
- كنيسة السيستين.. قبلة سياحية ومسرح لانتقال السلطة بالفاتيكان ...
- الكونكلاف: ما هي طقوس انتخاب -الحبر الأعظم- بابا الفاتيكان ا ...
- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة على نايل سات وعرب سات 2025 ...
- عشية انتخاب بابا جديد.. مسيحيون عراقيون يريدون منه عدم نسيان ...
- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميس الكريدي - هل نحن علمانيون ..أين اليسار وأين اليمين؟