أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد مدني - د.طارق حجي.....كي لا ننسى















المزيد.....

د.طارق حجي.....كي لا ننسى


جهاد مدني

الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 21:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد صنع د.حجي بمقالاته المميزة موقعاً مرموقاً في صالون الحوار المتمدن, وراح قرائه [وأنا أحدهم] ينتظرون بفارغ الصبر نشره لكل مقال جديد يضع النقاط فوق الحروف المبعثرة هنا وهناك.
أهم محور أشتغل عليه د. حجي وكتب عنه بغزارة وأصرار هو التنظير في علم الأدارة وطرق أصلاح الخلل الذي يعيق دوران عجلتها ونقده الشديد لأداء رجل الأعمال حينما يصبح حاكماً أو أحد أدوات الحكم كنائباً في البرلمان أو وزيراً ما. وقد عزز مقولته تلك بأمثلة واقعية من المشهد السياسي المصري القائم وكيف تردت أحوال الأدارة والتخطيط لتداخل المال والمصلحة الشخصية مع السياسة والشأن العام, وبأمكاننا أن نعمم المثال المصري على سائر الوضع العربي بوجه خاص وعلى مايشابهه عالمياً هنا أو هناك بشكل عام. أي أن رجل الأعمال مجبول على المخاطرة وحب المال ومقياسه منوط بالربح والخسارة [وهذا ليس عيب بحد ذاته] فهو قد يتفوق في أنشاء شركة تدر على حسابه الخاص مالاً وفيراً ولكنه قد يفشل في أدارة وزارة حكومية بنزاهة. أمام أطروحات فذة كهذه لم يملك قراء السيد طارق سوى أبداء آيات الأعجاب والتأييد وخاصة حينما كان يُطعّمها ببعض النقد للأسلام الوهابي الذي حظي بدعم حكومي عبر أقتدائه كنظاماً للحكم ثم عولمته, الأمر الذي أدى إلى غلبة العامل الديني والخرافة على العلمي العملي والعقلانية لدى السواد الأعظم.

إلى هنا وقطار د. حجي التنويري والأصلاحي يمضي فوق قضبانه بثبات وثقة يمنحها فوراً لكل من ركب أحد عرباته, ودرجت العادة أن يزدحم ذلك القطار بالرواد ليشابه بشكل ما نفس القطار الرابط للمدن المصرية الذي ينقل بشر وأمتعتهم وأحلامهم في أمتلاك مركوب خاص يليق بعمق حضارتهم العريقة. وفجأة وبدون سابق أنذار وعلى غير ماتعود المرء عليه في محاضراته السابقة يتفاجئ أغلب القراء بلهجة جديدة وغريبة عنه وعنهم عبر مقال توبيخ أستهله بهذه الصفعة المباغتة [أتعجب كثيرا من المقالات التى تدبج للتحقير من الاسلام والتطاول على مقدسات مليار ونصف مليار مسلم وفى مقدمتها القرآن ونبي الاسلام] أنتهى. نعم نحن اعتدنا على سماع ذلك من القرضاوي والبوطي وشيوخ الأزهر إلى بسيوني بسيوني وطلعت خيري, ولكن حتى أنت يابروتوس؟

للسيد طارق مطلق الحرية بأن يكون مؤمناً مسلماً أو مسيحياً أوماشاء من الأديان ولكن ليس له خيار أن يخرج عن حياده الذي عودنا عليه فيما يخص هكذا مواضيع كالتي درج د. النجار والسيدة سلطان والسيد صلاح الدين محسن على سبيل المثال لا الحصر على نشرها في هذا الموقع, وليس له [بالذات هو] أن يصادر حق كل من وجد في منتدى الحوار المتمدن المتنفس الوحيد واللائق للتعبير عن أفكاره ورأيه الخاص من جهة والتنفيس عن حالة الأحتقان والكبت الفكري التي يعاني منها كل من غرد خارج السرب الأسلامي من أفغانستان إلى المغرب منذ دهور طويلة إلى هذه اللحظة.
إنه لمن الصعوبة بمكان تحديد منهج أمبريقي لنقد الدين وتجلياته, إذ أن لكل ناقد اسلوبه الشخصي للتصدي لهذه المهمة الحساسة, أما الأدعاء بحصر عملية النقد في دائرة الأكاديميين المتخصصين فهذا يذكرنا بحجة الفقهاء بعدم جواز التكلم في الدين إلا لمن نال قسطاً وافراً من علم اللغة والحديث والشريعة وما إلى ذلك من شروط تعجيزية المقصود منها أسكات كل من أراد التعبير عن رأيه عبر قائمة من التهم الجاهزة كشتم واحتقار الرموز الدينية والتطاول على الذات الألهية والأستخفاف بمشاعر ومقدسات [المليار مسلم] بل تم تشكيل محاكم على غرار محاكم التفتيش في أوروبا القرون الوسطى لمعاقبة كل من كان في كتابه زيغ, ولولا الفسحة الألكترونية التي أتاحت الفرصة للكتابة والتعبير للجميع خارج حقل ألغام الرقابة الحكومية والدينية بكل حرية واطمئنان يكفل حتى سرية الشخصية لمن خشى التعقب والمتابعة, لبقى أمر نقد الدين أشبه بالتعامل مع المتفجرات. ومع ذلك يستنكر كل من وجد في نفسه دوغما هذه السانحة الأفتراضية بعدما سُدت كل السبل والقنوات التقليدية للتعبير عن الرأي والأفكار الغير تقليدية. بل وللمفارقة تخسر الساحة الفكرية العربية كل يوم مثقف بدأ رحلته بالتنوير وختمها بالتقوى والتوبة لقاء [حطام الدنيا].

من وجهة نظري المتواضعة أرى بأن د. حجي قد قام بمناورة السياسي على حساب نزاهة المفكر. نعم كلمة نزاهة التي ترددت كثيراً فوق أسطر كتاباته وهو يصف طرق الأدارة والحكم بكل براعة. والأن وبعدما حدث الذي حدث كما يعبر عن ذلك المثل [بعد ما يلّي ضَرَبْ ضَرَبْ ويلي هَرَبْ هَرَبْ] لدي اسئلة أود طرحها هنا على الدكتور مع كامل تقديري لشخصه الكريم وأعتقد أيضاً بأنها لدى قراء أخرين كما رأينا من الكتابات التي خصت مقاله الأخير إن بالنقد أم بالتأييد:

قد يلوح في أفق مصر شيء ما يدعو إلى التمهيد لخطوة لاحقة تبحث عن موطئ قدم لها في بازار الحكم والأنتخابات المقبلة مع الأخذ بنظر الأعتبار موجة د. البرادعي والوضع الذي ستؤل عليه مصر وسياستها الداخلية والخارجية لو تسنى له الحكم, فهل يقوم د. حجي بقطف الثمار التي أينعت عبر النشاط الفكري المتواصل بالكتابة وألقاء المحاضرات جنباً إلى جانب عمله كمدير لعدد من كبريات الشركات النفطية أو مستشار دولي مرموق, ولم يبق له سوى خطب ود الشارع وأخوانه بعد أن ضمن صوت الليبراليين إيذاناً بدنو الفرصة التي ستتيح له القدرةً على تطبيق الأفكار الرائدة والحديثة في الأدارة والأقتصاد؟

على أية حال فالمشهد العربي مليء بالمتناقضات وأحياناً ليس أسهل على سفن مثقفيه الكبار من أستغلال أية ريح متاحة سواء شرقية أم غربية, في سبيل الوصول بأقصى سرعة إلى بر المصلحة الشخصية أو الخوف على حساب ماتم طرحه من أفكار تقدمية حداثوية والأمثلة كثيرة من عباس العقاد إلى مصطفى محمود والمسيري وعمارة وأدونيس وأتمنى أن لا نجد أنفسنا ونحن ننعى رحيل جهد مثقف ومفكر مثل د. طارق حجي لأعتبارات ومآرب أخرى غير التي من أجلها أنتزع أعجاب وتأييد قرائه وتلاميذه.

ختاماً أود التذكير بالتعليق رقم 1 الذي كتبه د.حجي يوماً ما على مقال للسيد احمد القاضي - الشعر الجاهلي ام القرآن الجاهلي
الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=201427

________________________________________
1 -مقال رائع العدد: 87757
طارق حجي 2010 / 1 / 29 - 12:16
التحكم: الحوار المتمدن

هذا مقال رائع ، بألف مقال مما تذخر به المواقع الإليكترونية - طارق حجي
________________________________________

أنتهى.

أرجو أن يكون صدر د. حجي فسيحاً وعميقاً كعمق أطروحاته التي لقت قبولاً عارما, لتساؤلاتي المتواضعة والمشروعة.



#جهاد_مدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكاديمي بدرجة دكتور يعطي دروس قسرية في علم السفاهة
- نادر قريط مناكفاً على طريقة عليّ وعلى أعدائي


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد مدني - د.طارق حجي.....كي لا ننسى