أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سليم - رياح خردلية : بمناسبة ذكرى القصف الكيميائي على مقر قاطع بهدينان في 1987.6.5















المزيد.....

رياح خردلية : بمناسبة ذكرى القصف الكيميائي على مقر قاطع بهدينان في 1987.6.5


عدنان سليم

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل تجربة حركة الانصار خاض الحزب الشيوعي العراقي تجربتين هي : تجربة مابعد ثورة 14 تموز 1958 ، وتجربة التحالف مع حزب البعث في السبعينات . وانتهت التجربتين الى فشل ذريع ، اعقبهما احداث مأساوية ، دفع ثمنها المناضلين وعوائلهم وشرائح كبيرة اخرى من المجتمع . وقد رفع الحزب شعار الكفاح المسلح تحت ضغط جماهيره التي توزّع قسم كبير منها في الشتات . وبمبادرات خاصة جرى بناء القواعد الاولى للانصار. ولم يكن هذا الخيار ستراتيجيا ، وانما غطاء لحماية الكادر الحزبي ومحاولة تجميع اكبر عدد ممكن من الكوادر وغير الكوادر من الداخل والخارج ، والتواصل قدر الامكان مع بعض القواعد الصامدة في الداخل . وكانت المهمة في غاية الصعوبة والتعقيد ، تحمّل وزرها مناضلين اشدّاء ..
ونتيجة لاسلوب العمل الذي افتقد الى الخبرة والتوجهات الواضحة ، تحول العمل المسلح الى عمل مقراتي وقواعد ثابتة وعامرة ، تم تجميع اعداد كبيرة من الانصار فيها . مما وفر للاعداء والحاقدين فرصة رصد تحركات الانصار، ومحاولة اختراقهم . وقد عرّض هذا الوضع حركة الانصار وتنظيم الداخل الى اخطار جسيمة .
ويمكن اجمال ثلاثة هجمات شرسة تعرّض لها الانصار في فترة لاتتجاوز الست سنوات ، ادت الى ضحايا بالعشرات واحباط للمعنويات في كل مرة :
1- الهجوم المسلح من قبل بعض فصائل الاتحاد الوطني الكردستاني تحت اشراف وتوجيهات نيشروان مصطفى على مقر بشتآشان سنة 1982 ، وكان هجوما غادرا وقاسيا وغير متوقع ، راح ضحيته عشرات من النصيرات والانصار، قسم منهم لم يكن اصلا متدربا على السلاح . كما استشهد في هذا الهجوم عدد من عناصر القوى الكردستانية الاخرى . وخطيئة النيران الصديقة هي اعظم من نيران الاعداء ، عندما تكون متعمدة ومخطط لها ، وقد يخفف الاعتذار بعضا من ترسبات الماضي ، ويعطي مصداقية اكثر في الدعوة للتغيير .
2 - الهجوم بالاسلحة الكيميائية على مقر قاطع بهدينان ، وكان عنيفا ومتوقع ، الا انه لم تتخذ اجراءات مسبقة لتلافيه ، لخلل مزمن في القيادات يتمثل بضعف البصيرة .
3 - عمليات الانفال السيئة الصيت ، والتي لامثيل لها في التاريخ الحديث ،حيث الضحايا الابرياء تُدفن بالجملة احياءا . ولازالت اشلاء الضحايا تنادي من يُخرجها من تحت الانقاض . ولازال الاهتمام بهذا الموضوع لم يرقى لمستوى طمئنة اهالي الضحايا .. وحتى اخرج قليلا من دوائر الاحزان هذه ، اشير الى بعض الجوانب المضيئة في تاريخ حركةالانصار :
- الشهداء : يقول السيد المسيح (ليس لاحد حب اعظم من ان يبذل نفسه لأجل احبائه ) . وقد قال فهد ( لن يموت شعب يقدم التضحيات ) ، هذه هي فلسفتنا في الشهادة . فشهيد نا لايبحث عن حوريات او انهار من الخمور ، انما شهادته رسالة وصرخة للحق والعدالة ، وهو كالشمس يحرق نفسه ليضئ الدرب للاخرين . . ولكن على القيادات ان تفهم اننا لسنا مشاريع للشهادة بالجملة ، وكفاهم ان نكون وقودا لاخطائهم . فليتمعنوا في رسم السياسات واتخاذ القرارات ، ولينصتوا قبل ذلك لمنتقديهم .
- النصيرات : نقطة مضيئة اخرى ، فالمرأة لاغنى عنها لدى الرجل ، وهي كضرورة الماء للحياة . وأدم لم تسعده كل هبات الله ، الا عندما احضر الله له حواء . وانا بطبيعتي منحاز الى المرأة ، واتفهم حتى تطرفها احيانا. ولو كُلفت بكتابة الدستور لرفعت كوتة المرأة في البرلمان الى 75% ، ولحصرت الرئاسات الثلاثة فيها . والنصيرات لم يبخلنّ في العطاء والشهادة. وقد تقبل المجتمع الكردستاني المحافظ هذه الظاهرة الجديدة بكل ترحاب .
– الحلفاء : تعامل الحزب الديمقراطي الكردستاني بكل مصداقية وايجابية مع حركة الانصار بشكل عام ، فترسخت الثقة ، وتجسد هذا في التنسيق السياسي والعسكري والامني ، واثمر ذلك التنسيق تنفيذ عمليات مشتركة . وقد ساهمتُ ببعض تلك العمليات ، كان اخرها عملية استهدفت مجموعة من ربايا ديرلوك في شتاء 1988 . واذكر عندما ذهبنا في شتاء 1987 لتقديم التعازي بوفاة الفقيد ادريس البارزانى ،استقبلنا هناك كاك مسعود في قاعة طينية بقرية نيروى ( وكنا نحن مجموعة من الانصار يتقدمنا الفقيد توما توماس ) ، اكد في حديثه على العلاقات التاريخية وحرصه الشديد على بناء علاقات نموذجية مع الشيوعيين العراقيين . وفي حينهاجلسنا حوله على الارض ، وشربنا الشاي ، وتبادلنا الحديث - هكذا كانت جلسات المناضلين في الايام الصعبة ، فلا سحر للكراسي .
وفي هذه الايام تمرذكرى القصف الكيميائي على مقر قاطع بهدينان الذي وقع عصريوم 5 حزيران 1987 ، حيث اسقطت طائرات عراقية عدد من الصواريخ المعبأة بمادة الخردل (عامل الفقاعات او الماء الاصفر) على مقر قاطع بهدينان . وتسبب هذا القصف بسقوط شهيدين كانا من صفوة كوادر الحزب وهما : ( جوقي سعدون و ريبوار عجيل) ، واصابة اكثر من مئة شخص اصابات متنوعة ومتفاوتة . وكنت انا واحدا من الذين تعرضوا لاصابات متوسطة ( عمى مؤقت ، جرح طفيف لازالت اثاره موجودة ، مشاكل فيالتنفس ) .
ان السبب المباشر للهجوم الكيميائي ، كان نتيجة قرب انعقاد اجتماع عسكري في مقر القاطع ، فقد تقاطرت على هذا المقر اعداد كبيرة من الكوادر الحزبية والعسكرية ، وتحت انظار ربايا الجحوش ورصد المخابرات العسكرية والمدنية ، مما وفر للسلطة فرصة ثمينة لتوجيه ضربة مؤثرة ، فأستخدمت اكثر الاسلحة لديها فتكا وتأثيرا . وكانت السطة بالتأكيد تنتظر نتائجا اكثر تدميرا ، الا ان ضعف حساباتها العسكرية (لحسن الحظ ) ، ووعورة المنطقة ، والتيارات الهوائية الموجدة فيها ، خففت من تأثير الضربة . ولهذا فعندما عاد النظام وقصف حلبجة ، استخدم كميات مضاعفة ومركزة من السموم الكيميائية للحصول على نتائج مدمرة . ومن الجدير بالذكر ان مكتب سرية المقر ( ملازم ماجد أمر السرية ) كان قد عانى من ضغط التجمع الكبير في المقر ، وحذّر من خطورة هذا التجمع ، ولكن لاحياة لمن تنادي .
ولست الان بصدد شرح التفاصيل ، فهي طويلة وتصلح ان تكون فلما دراميا ، وقد اشرت الى قسم منها في موضوع سابق على هذاالرابط : http://www.iraqcp.org/members3/0050608zedan.htm
ومن جملة ماذكرت فيه :
1 - أن القصف الكيميائى على مقر قاطع بهدينان شكل بداية لأستخدامات اخرى اكثر بشاعة ، كما رأينا فيما بعد وقوع الجريمة الكبرى في قصف حلبجة بالاسلحة الكيميائية بعد 9 اشهر تقريبا"من قصف مقر الحزب الشيوعي .
2 - الاشادة بالجهود الجبارة التي قام بها طبيب من الفرع الاول للحزب اليمقراطي الكوردستاني ، وطبيب رائع كان اسمه ( نوزاد ) من فصيل ضيف من الاتحاد الوطني الكردستاني ، وكذلك رفاقنا الاطباء ( ام هندرين وابو تضامن وابو الياس ودكتور با سل ) . وقد كفّر ذلك الفصيل الضيف بذلك التضامن اللامحدود عن جزء من خطايا بعض قادته في بشتآشان.
3 - كان بعض الانصار يستشعرون وقوع ضربة كيميائية ، وبعض اخر لايستبعد وقوعها نتيجة لمعرفتهم لعدوهم ، وايضا كثرة الحديث حول استخدام السلاح الكيميائي في الحرب مع ايران، الا انه لم تتخذ احتياطات معينة، ليس فقط في مقراتنا ولكن ايضا مقرات الاحزاب الاخرى الاكثر قدرة وامكانية ...
افكارواسئلة وتجليات كثيرة تتزاحم في الرأس حول هذه الجريمة وغيرها ، منها ماهو خارجي ومنها ماهو ذاتي . فالجانب الخارجي متعلق بالخصم ، والخصم شرس قاسي لايتوانى في استخدام اي سلاح ضد خصومه . وهو لايفرق بين مواطن واجنبي ، بين وطني وغير وطني ، فالخصم هو الخصم ، والمصارعة يابانية ، اٍما انت واٍما انا، وهو في الحلبة وحش لايسمح لك التقاط انفاسك ، وعندما يلاحظ انك تنتقل من حالة الى اضعف ، ووراء كل ضربة تترنح ، تزداد شراستة ، ويتفنن بساديته ، وينتقل بك من مجابهة الند بالند الى لعبة القط والفار . وقد اسست هذه العقلية ثقافة لازلنا نعاني منها .
اما انت فيقولون عنك ضعيف ومتردد، غير واضح ، لاتستغل الفرص ، افكارك تنظر للبعيد وانت تفتقد لبعد النظر ، لاتستفاد من تجاربك ، ولاتستمد قوتك من قوة افكارك وتأثيرها السحري ، وانما من اجتهادات شخصية تاتيك من هنا وهناك ، انت تمتلك كل مقومات السحر وترفض ان تكون ساحرا ، انت يساري وتسير نحو اليمين ، انت بروليتاري بعقلية برجوازية ، انت متميز ولاتتميز ، انت ليبرالي اكثر من الليبراليين ، اذاً ابحث عن الخلل في ثناياك ، فلست انت من يطأطأ رأسه للاخرين . لاتتردد من التغيير ، ولا بأس فلنبدأ من الصفر ..
حدثني احد المخضرمين المغلوبين على امره ، انه عندما قرأ برنامج جماعة الكفاح المسلح في نهاية الستينات ، اعجبه كثيرا ، فقد مسّ ذلك البرنامج احساسه البروليتاري الفطري ، وعندما عبّر عن اعجابه هذا لاحد قيادي الحزب المتنفذين ، اجابه ( رفيق مائة يميني ولا يساري واحد ) واستمر هذا القيادي متنفذا في حركة الانصار ، وكان له بريقه عند البعض ..



#عدنان_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كروان جوهرتنا


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سليم - رياح خردلية : بمناسبة ذكرى القصف الكيميائي على مقر قاطع بهدينان في 1987.6.5