أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالجليل النعيمي - الإعلام ضحية المال السياسي














المزيد.....

الإعلام ضحية المال السياسي


عبدالجليل النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 09:32
المحور: الصحافة والاعلام
    



عبدالجليل النعيمي - عضو المنبر (سياسي)

كتبت هذا المقال في بيروت، عندما اختتمت الندوة السنوية للعام 2010 التي عقدتها المنظمة العربية لمكافحة الفساد تحت عنوان «الإعلام ومسيرة الإصلاح في الأقطار العربية».
كم أكبر الجميع مشاركة دولة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ورئيس مجلس أمناء المنظمة الدكتور سليم الحص عندما ألقى كلمته المعبرة، ثم رأس الجلسة الأولى الافتتاحية وهو عائد للتوّ من رحلة علاجية في الخارج.
أبدى دولة الرئيس انتباهاً شديداً لما كان يقال وآراءً سديدة فيما قال. كما أبدى من وراء المنصة ثباتاً في مكانه وتماسكاً في جلسته. لكنه للأسف لم يبدُ كذلك أثناء مغادرته القاعة. فقد مشى بصعوبة بمساعدة مرافقيه ومحاطاً بمحبة واحترام جميع المشاركين في الندوة.
ورقة الدكتور عزمي بشارة التي قدمت في الجلسة الافتتاحية كانت الأساسية، وعلى قاعدتها جرت مختلف النقاشات.
تلت الجلسة الافتتاحية ثلاث جلسات ناقش كل منها محوراً خاصاً: «مصداقية الإعلام العربي المدخل الأساسي لتفعيل أداته»، «الإعلام العربي بين مطرقة السلطة وسندان المال السياسي» و»الإعلام العربي وصناعة الرأي العام: الدور المفقود». وسيتناول مقالي هنا المحور الثاني.
عندما وضع هذا المحور السلطة والمال السياسي كطرفي معادلة غاب فيه وفي معظم المناقشات حوله الفرق بين السلطة كذات سياسية والمال كأداة سياسية. والواقع أن المال السياسي أداة يولدها المال التابع لثلاث ذوات رئيسية هي الدولة (المال العام)، الشركات الكبيرة (المال الخاص، المتحقق أساساً عن طريق الإنفاق العام من قبل الدولة وبسبب غياب الضرائب المباشرة على دخول الشركات الكبرى). وأخيراً القوى الرجعية في المجتمع، ومن بينها بعض المنظمات المتلبسة بالدين، وباسمه تتكدس لديها موارد مالية هائلة أو تلك التي أسست تحت أهداف «اجتماعية عامة» (ولنصف هذا المال بالمال الاجتماعي الموظف سياسياً). وهذا الأخير ينبع في الأساس مما يجود به المال العام والخاص.
في بلدان الخليج العربي يبدو المال السياسي بمصادره الثلاث أقوى كَمّاً وأشد فعلاً مما هو عليه في البلدان العربية الأخرى، بل إنه يمتد بأثره السلبي إلى هذه البلدان أيضاً. ذلك أن الذوات الثلاث جميعها في هذه البلدان صاحبة العوائد النفطية تسبح فيما يعرف «بالفوائض» المالية الكبيرة. وهي تسمى بـ «الفوائض» ليس لأنها زائدة عن حاجات التنمية في هذه البلدان أو البلدان العربية الشقيقة الأخرى، بل لأن البنى الاقتصادية لهذه البلدان بوضعها الحالي لا تستطيع «هضم» هذه الأموال التي ينصب القسم الأكبر منها في قطاعات اقتصادية غير إنتاجية، لكنها سريعة الدوران، وتدرّ أموالاً سائلة في أيدي الذوات السياسية. ومن بين هذا المال تخصص السلطة والشركات الكبرى وقوى النفوذ الرجعية في المجتمع قسماً كبيراً من أموالها كمال سياسي تسخّره لخدمة مصالحها وتعميق نفوذها عن طريق إفساد ما أمكن من مكونات الحياة السياسية وصناعة الرأي العام، وخصوصاً الإعلام.
وهكذا فإننا أمام أثر تدميري كبير ومتعدد الجوانب تحدثه «الفوائض» المالية على بنية الاقتصاد وتركيبة المجتمع وهويته وعلى مكونات بنيته الفوقية، وفي مقدمتها الثقافة والإعلام إلى جانب السياسة. ومع تردي الأوضاع بسبب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وانعكاساتها المحلية يحدث بالنسبة للإعلام ما يحدث في المجتمع بالضبط. أي أن من يدفع ثمن الأزمة ليست القوى الاجتماعية المتسببة في نشوبها، بل من لم يتسبب. أي أن الصحافة التي تنهار وتسقط ليست تلك المرتبطة بالدولة وعالم المال والشركات الكبرى وقوى النفوذ الطائفي الديني والقبلي وغيره وتتمتع بدعمها، بل تلك التي تسعى للتعبير بصدق عن آلام وآمال المجتمع وقواه الأضعف. وتنقلب مقولة «البقاء للأصلح» في كثير من حالات الإعلام إلى «البقاء للأفسد».
وبالمآل الذي آلت إليه جسدت صحيفة «الوقت» البحرينية هذا الوضع تماماً.
لقد سطرت «الوقت» صفحات ناصعة في تاريخ الصحافة البحرينية. وظلت تجتذب المزيد من القراء وخيرة الكتاب. وكلما فعلت ذلك كلما تقطعت حبائل المدد المالي.
وفي صباح الثالث من مايو/ أيار 2010م، وربما بمناسبة يوم الصحافة العالمي خرجت «الوقت» تنعى نفسها: «أيها القراء... شكراً ووداعاً». الجميع أبدى أسفه، لكن أحداً لم يبدِ مساعدته. وكان طبيعياً ألا يمدّ المال السياسي حبل الإنقاذ وهو الذي مدّ «للوقت» حبل المشنقة بسبب حجب الإعلان وكل أشكال الدعم الأخرى.
الدرس: لا يمكن إصلاح الإعلام على أرضية اقتصادية وسياسية فاسدة، لكن رسالة الإعلاميين الحقيقيين هي محاولة الإسهام في إصلاح الاقتصاد والسياسة.




#عبدالجليل_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الخليجي وتحورات الأزمة العالمية
- عمي يا بو شاكوش
- صندوق النقد الأوروبي شبيه الدولي أم نقيضه؟
- يوم المرأة.. مئة وردة مئة عام
- الموجة الثالثة للأزمة تضرب «خنازير» أوروبا
- بين الأخلاق والسياسة
- قمة «الثمانية» التي لم تعد كذلك
- المرأة تتقدم.. المجتمع يتعافى
- ما بعد لندن
- قمة العشرين على صفيح ساخن
- فرنسا.. ابن الناتو «الضال»؟
- قمة تحويل التهديدات إلى فرص
- خاتم خاتمي وعجائب الانتخابات الإيرانية
- الثورة الإيرانية بعد ثلاثين عاماً وقبل الانتخابات المقبلة
- من الرأسمالية إلى رأسمالية الدولة.. وماذا بعد؟
- سيناريو أوسيتيا الجنوبية وتغيرات دولية ودولتية
- ثمن ضعف الإمبراطوريات
- أحمد الذوادي .. حقك باق
- إرهاصات التغيير في انتخابات الكويت 2008
- في عامها السادس.. انعكاسات حرب العراق أميركياً


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالجليل النعيمي - الإعلام ضحية المال السياسي