أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - المجد للرقمي















المزيد.....

المجد للرقمي


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 3028 - 2010 / 6 / 8 - 08:49
المحور: الصحافة والاعلام
    


لحظات شفيفة ظل يحلم بها طوال ربيع العمر لم تتحقق ، وفي لحظة ، أحس كمن ولد من جديد « الحمد لله على النوميريك».. وتابع وقد أسبل عينيه بمرح فائر : - اللعنة على الورق .. المجد للنيميريك!! .
نعم ، لنتساءل عند هذا الحد ، ولنترك المفاضلة بين الورقي والرقمي جانبا ، لان الحسم بهذه السرعة ، يجهز على فرضية المتعة المفترضة ، ليس بسبب الإغفال المتعمد لرأي القارئ الكاتب ، وإنما تجاهل مستوى وحجم تأثير وجذب الموقع له ، بالنظر إلى ما تمليه تأثيرات الموقع على مستوى الديزاينر أو جمالية الاستقبال ، وهو بكل تأكيد عامل مهم في نسج علاقة يسهل ترميزها أو إقبارها منذ اللحظة الأولى . لأن التفاعل هنا والانجذاب نحو اللون والحروف والمرور الغاطس أو العابر له سحره وفتنته .
قد نتفق جميعا على أن للنشر الورقي مزايا ومدائح لا تخفى على احد ، خاصة ما يرتبط بتلك اللحظات الأبدية الأولى في حياة المبدع الشاب ،حين تنتابه الدهشة الأولى ،وتحتويه أطياف الخيالات اليافعة ، وتأسره بأمل مفعم بالورود الأوهام والأحلام والطموحات وهو يقلب بعينين زائغتين صفحات الجريدة بحثا عن إشراقة تلهمه ، إلا أنها ، غالبا ما تخيب ظنه . قد نختلف أن النشر الورقي له منزلقات ومتاعب أيضا ، لا حد لها ولا حصر. إن على صعيد الاقتصاد المقاول ،الذي تحدده عوامل الربح والخسارة ، ويتحكم فيه منطق الجغرافيا والتاريخ العائلي .أو على مستوى خط التحرير المنفلت عن أي تصنيف أو انتماء. في هذا السياق ، تكشف اعترافات مسئولين إعلاميين مفلسين ، سواء عبر حوارات خاصة ، أو صفحات سير أو مذكرات تحت الطلب ، إن ثمة صحافيين متطاولين، وصحافة مرتزقة ، وبين هؤلاء وأولئك , تتواتر الفترات وتتمفصل المواقف وتتأرجح ، سير هؤلاء مبثوثة هنا أو هناك من هذا الرصيف أو ذاك . في المقابل يبدو النشر الالكتروني أو الكتابة الرقمية في مرونته وسهولة الولوج طفرة حقيقية على مستوى حريات التعبير عربيا ، هو إلى جانب كل ذلك ،ثورة وعي ، و صاعقةلا جدال .
تحمس جليسي، وبدا كمن يحقق انتصارا مذهلا : «تصور إنني قمت بنشر مخطوطاتي ومسودات أفكاري التي استنكفتها الجرائد الحزبية ، التي كنت احتفظ بها طوال عقود» ، قال بفرح ثم أضاف « لا أخفيك سرا ، لقد ظللت احتفظ بها كل هذه السنوات ، إن نشرها الآن على الانترنيت ضاعف من خيالاتي ، وأمدني بشحنة خيال مربكة ، كنت أكتب الكلمة ، ولا أحس إلا وهي تجر معها ثلاثا ، تشبيها أو مجازا، ولم يكن يحصل هذا من قبل .. صدقني ...». جمعت الموقف على عجل ، وعالجته بحكمة تقطر أدبا حين قلت : مذهل.. مدهش .. أمر يسحر حقا.. ولكن يبدو لي أن الحكم لصالح الرقمي بهذا الحماس ، وبتلك السرعة والانفعال المتجلي , فيه نوع من التجني ، خاصة فيما يرتبط بالواقع السياسي العربي، الاختلاف في الرأي هنا يفسد للود قضيته ، كما يفقد الموضوعية بريقها. فالقاعدة على الطريقة العربية ، فيما يتعلق بالديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الفرد مفلسة، و تحتاج إلى نقاش كبير عريض طويل تمتد جديته المزعومة من تخوم الصحراء إلى بحر الظلمات.
و مادام لكل إصلاح ضحاياه، ولكل ثورة خونتها, ولكل جديد تداعياته غير المرغوب فيها ، فالعرب أول فأر تجربة في حقل التفاهات . إذ تحويمة بسيطة حول ما يروج داخل أسوار منتدى أو موقع الكتروني ذو نكهة شبابية من نقاشات وتخاريف وأنماط تفكير تجعل المرء يستلطف خالقه كي لا يكرر العرب أخطاءهم التاريخية التي اقترفوها أبا عن جد في حق المطبعة ، والإرسال الفضائي ، والهاتف المحمول ، الذي أضحت الصورة الإباحية خاصية تلازمه ، قبل الأفكار والاطاريح الثقافية. وأضحى مستعملوه من الشباب جيلا متخصصا في الرنات والفضاعات.
أذكر أن كاتبا عربيا يلج موقعا الكترونيا أول مرة ، ظل يتساءل بمرارة .. هل يأتي اليوم الذي تصبح فيه للكاتب الرقمي نفس مكانة وأهمية الكاتب الورقي؟ .. الفجوة إذن موجودة.. وهناك مسلمة ليست على مستوى عال من الإنصاف للوهلة الأولى , إنها تقدم الكاتب الورقي نموذجا.. لنؤجل خلافاتنا ..ونتجنب فتح معابر جانبية نحن في غنى عنها ...ونقول ، عندما يتحدث «ككاتب رقمي « فهو لا يقصد الكتاب الذين جاؤوا إلى الفضاء الرقمي بعد أن اكتسبوا الشهرة والشرعية من خلال أعمالهم وإبداعاتهم  المنشورة في وسائط ورقية!! بل يقصد كاتبا بعينه , مقدما ذاته تجربته نموذجا . كاتب لا وجود له خارج الشبكة العنكبوتية ، كاتب لم ينشر أي نص مطبوع ورقي ، ولم يسبق له أن نشر في أي جريدة أو مجلة !! ليس فيما مضى فحسب , ولكن لا ينوي القيام بذلك لا حاضرا أو مستقبلا».
وفي مقابل هذا الاتجاه , هناك توجه آخر, ثمة طراز من صحفيين وأساتذة الجامعة وأكاديميين مشهود لهم بغزارة الإبداع والنشر الورقي , لكنهم يرفضون النشر الالكتروني جملة وتفصيلا ..إلا ما كتب عنهم , أو حولهم من اقتباسات ودراسات ? معتبرين الفضاء مجال للفوضى والقرصنة , والتسيب المعرفي , كما أن أمر ولوج هذا الفضاء أسهل من سوق شعبي , وهو بذلك مرتع لكل ومن هب ودب .
ولعل أهم ما يمكن رصده في علاقة بموضوع القراءة على نحو عام , ما يسميه البعض ب» أزمة القراءة الإلكترونية نفسها ، وهي معضلة شبيهة بالأزمة التقليدية للقراءة الورقية ، والتي ترتبط في بعض جوانبها « بالأمية الالكترونية لدى الطبقة العالمة, والمثقفة , والشبه مثقفة, إضافة إلى تواضع عدد الأفراد الذين لديهم ارتباط بالشبكة العنكبوتية ، إما بسبب وضعف الدخل الفردي, أو تردي الوضع المجتمعي معيشيا ،أو لافتقار مناطقهم الربط بشبكة الكهرباء ,أو نظرا لانعدام الرغبة لديهم في البحث وإشباع ميول القراءة والتصفح لدى شريحة كبيرة من المحسوبين على الحقل المعرفي ، ليقتصر البحث لديهم فقط على كل ماهو ترفيهي , إباحي , أو له علاقة بالمتعة والتسلية،أو بالتعارف السطحي .
كرهت الجريدة ، وكرهت النشر وسئمت عالم التوزيع وأمقت قريبا فعل القراءة حتى ... يقول «م.» وهو يدير كشكا أقيم حديثا بجوار مبنى آيل للسقوط ، ويتابع بنبرة حماس : كان ذلك قبل 20 سنة ، حين نزلت عليه فكرة أن يساعد تاجرا إلى حين اشتداد عوده المادي ، فيحرك ..يهاجر إلى أوروبا سريا ،»
قطب حاجبيه ، وكمن يتذكر واقعا أليما ، ومثلما يكتشف المرء حلا للغز محير صاح بغضب . « أما السبب الحقيقي ، يضيف .... أن جريدة مغربية « يسارية مناضلة قللت من قيمة نصوصه ، وتعاملت بعبثية وتهميش مع كل تجاربه ، التعامل مع نصوصه إلا بداعية الأولى ، ربما بسبب ثوريتها الزائدة ...وبجفاء قل نظيره.. أفقد الشاب وجهة النظر المنطقية في تقييم الأشياء ، لكن الشاب المحبط لم يضع في احتماله ، إن البريد الذي كان يبعث به ، لم يكن ليصل قط .
--آه.. صحافيو آخر زمن ... كانت الصدمة قوية ومربكة، وتناسلت الهموم والأسئلة وامتدت في أدغال القراءة والمكتوب ، لحظتها أومأ جليسي إلى الشاب الأسيوي الذي لا تفارق عيناه شاشة محموله وهو يطاله كتابا صدر ، كان يغمز : لقد نام، وفتح لنفسه شهية الكلام، وراح يسرد مواقع تفتن، و نصوصا تزهر من كتاباته الرقمية المزروعة بسخاء دون ملل.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمير..حرة في شارع الحسن الثاني -صور حية-
- ملف خاص ب -بيداغوجيا الإدماج- حوار مع روجيرز كزافيي
- الصباغة أنواع أيها السيد المدير ؟
- للشباب والأطفال نصيب في مهرجان الموسيقى الروحية بفاس
- فاس.... والكل في فاس2
- فاس.... والكل في فاس1
- فضاء الابداع للسينما والمسرح بفاس النشأة والتطور
- بيان حقيقة من شبكة الكفاءات المغربية في ألمانيا
- الموت قدر الكائن
- شبكة الكفاءات المغربية تنتفض ضد رئيسها
- ملتقى تازة الدولي للفنون المشهدية يشعل شمعته الأولى
- جمالية التأويل وفاجعة القبض على المعنى في أقصوصة - المنصب ال ...
- خرجات ميدانية وجلسات استماع لكن.....؟
- جمنزياد فاس في دورته الثالثة يستكشف أبطال الغد
- حراك الإعلام العربي تعزيز المحتوى لتطوير الأداء
- منزل مدير جريدة - وجدة سيتي - الالكترونية بجوار إقامة الوالي ...
- تتويج مزدوج لمسرحية- ناكر لحسان- في الدورة السادسة لمهرجان ف ...
- مقدمات أولية لفهم -ثقافة الإشاعة-
- جنان المنشية بفاس الاحتقار الكبير
- الاكشاك لحملة الشهادات العليا المعطلين ولذوي الحاجات الصعبة ...


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - المجد للرقمي