أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وميض خليل القصاب - قصة عراقية واقعية














المزيد.....

قصة عراقية واقعية


وميض خليل القصاب

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 09:14
المحور: المجتمع المدني
    


تنهد صديقي أبن بغداد بمرارة وقال لي هل تصدق أن زوجتي ذهبت لأكمال معاملة في أحد الدوائر فساومها المهندس المسؤول على رشوة وحينما أستكثرت المبلغ المطلوب تعذر المهندس بكونه يعمل ضمن مجموعة وعليه أن يغطي حصص الاخرين
دمعت عينا زوجتي وبدأ ت بالبكاء مما هيج أبنتي ذات الثلاث سنوات النائمة على كتفها وبدأت تبكي أيضا ,أستاء المهندس وقال لها أنه لم يفعل مايسيء لها ؟
قالت له :طول حياتي كنت أحلم أن ادرس الهندسة ,كنت أرى المهتدس أكبر واهم شخص في العالم ,المهندس الذي يبني العمارات ويقف بقبعة العمل وبيدة المخططات,كنت أراهم في التلفزيون واتحسر لانني لم أدرس الهندسة وأصبحت معلمة
عندما أرى مهندس مثلك شاب ,اتخيل أخي الصغير أو ابنتي هذه وهم قد كبروا واصبحوا مهندسين ,الان انت قتلت مخيلتي,هل ستكبر أبنتي لتصبح مرتشية ؟أنا لاأبكي منك ولكن أبكي عليك وعلى الوقت
قل لي بالله كيف تبني حياتك وانت شاب بهذه الأموال؟
قال لها المهندس :ماكلام الأفلام الذي تقوليه ؟
ابتسمت له ومسحت دموعها وتركت ظرف المال على مكتبه وقالت له نعم والله كلام أفلام وكتب عتيقة ,ومبادء تربينا عليها واصبحت حبر على ورق
تنهد صديقي وقال أنها عندما قالت له الحكاية كانت تبكي ,تبكي لانها لم تصدق أن هنالك مهندس ويعمل بوظيفة محترمه في الدولة وشاب وفي مقتبل حياته وتبدوا عليه علامات الاحترام والورع ويتعامل بالرشوة بهذه الطريقة ,لم تتصور انها تقف على قدميها طول النهار في المدرسة تعلم الطلبه مقابل راتبها فقط ورافضة اعطاء دروس خصوصية لكي لاتستغل طالبتها,تخرج طيلة الاسبوع تاركة صغيرتها في المنزل لدى جدتها لترمى بمال جمعته من كدها وتعبها في جيب المهندس وجماعته المحترمين
بكت لانها رأت كل طلبتها الصغار الذين يحلمون ان يكونوا مهندسين يكبرون ليصبحوا هذا المهندس
سكت أبن بغداد وأضاف وهو ينظر لي بأسى
المشكلة ليست فقط في الدولة ولا في الساسة ولكن في الناس التي أنتخبت الدولة وتشجع الساسة ,لم يعد هنالك تراحم ,جميع الناس تريد ان تأكل الاخرين وتتشفى بمصائب الجماعة الثانية,نحن كلنا نعاني من عقدة كره الاخر,نعيش مزاج الحواسم ونريد ان نستفاد قدر الممكن ,كل الموظفين يريدون ان يذهبوا ايفادات بدون تميز ولاأدراك ,كل الجيران يريدون ان يملؤا خزانات مياههم قبل الاخرين ويحصلوا على اكبر حصة من النفط والغاز عند توزيعه في المنطقة,نحن نعيش حياة من مبدأ خذ ماتحتاج ومالاتحتاج قبل ان تفوت الفرصة والموظف لم يعد يقدر شهادته الا لانها تميزه في سلم الرواتب ,الطالب أصبح يفكر بالسفر وبأي دولة يقدم فيها لجوء قبل أن يفكر هل سيكمل دراسته بعد التخرج أو يعمل
من يعمل في الدولة يريد ان يفتح مشروع خاص ,ومن يعمل في القطاع الخاص يريد تعين براتب عالي في الدولة ,والكل يرفع شعار شستفادينا ونريد نستفاد
الحرب حطمت نسيج المجتمع ,منذ حرب الكويت والحصار ومعركة الحواسم وماتلاها من الحواسم الى أحداث 2006 والهجرة والسفر والنزوح والصعود بسرعة وطريقة مفاجئة لناس والنزول السريع لاخرين ,لسياستنا المرة التي لانفهم متى تستقر وكل زعمائنا يشكون التهميش والتزوير ويخوفونا من الاخر
اكيد المهندس سيطلب رشوة والمعلمة ستقد م الرشوة والفقير سيداس في عتلة الاقوياء
نحن قوم نسينا الرحمة فنستنا الرحمة
نظرت في صديقي وتنهدي بصمت ولم أعرف ماأقول له ....
[email protected]



#وميض_خليل_القصاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر في المجتمع المدني العراقي
- لمحة في كتاب ( الأداء البرلماني للمرأة العراقية)
- تطلعات لبناء التيار العلماني العراقي


المزيد.....




- اعتقال عميل للموساد في مترو طهران
- الأونروا: إدخال الوقود إلى غزة مسألة حياة أو موت
- اعتقلوني بعدما أعدموا جدي أمامي
- روبيو ينتقد دعوة صحيفة إيرانية لإعدام المدير العام للوكالة ا ...
- اعتقال أكثر من 60 شخصا.. الشاباك يزعم إحباط خلية لحماس في ال ...
- جيش الاحتلال يعلن اعتقال عدة أشخاص من جنوب سوريا واقتيادهم ل ...
- السعودية تعلن إعدام مواطنين انتحلا صفة أمنية وتكشف ما فعلاه ...
- رحلة الحصول على المساعدات انتهت بإصابتنا واستشهاد ابني
- تصاعد معاناة الأسرى: السماح لعائلاتهم بحضور جلسات محكمة عوفر ...
- -أقراص المخدرات في طحين الإغاثة-.. مغردون يفضحون المساعدات ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وميض خليل القصاب - قصة عراقية واقعية