أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جريدة المدئ - علي حسين مشيل ..الارهاصات الاولئ لتشكيل الطبقة العاملة















المزيد.....

علي حسين مشيل ..الارهاصات الاولئ لتشكيل الطبقة العاملة


جريدة المدئ

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 15:04
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


مما لا شك فيه ان الحضارة الانسانية قامت وازدهرت بسواعد العمال الذين بذلوا جهودهم الجسدية والفكرية لاعلاء تلك الحضارة ، ولكن على الرغم من اهمية الدور الذي قاموا به قد تعرضوا لشتى صنوف القهر والتعذيب والعمل في الظروف القاسية وغير الملائمة , وللوقوف على حجم الازمات التي مروا بها العمال منذ تشكيلهم كطبقة اجتماعية ، حدثنا نقيب ذوي المهن الهندسية الفنية في الشركة العامة للسكك الحديد علي حسين مشيل (أبو سلام) بمناسبة عيد العمال العالمي حيث أشار الى تاخر تكوين النقابات في العراق اكثر من قرن من الزمن على تأسيس النقابات العمالية في أوروبا وأمريكا وذلك بسبب مواكبة تلك النقابات للثورة الصناعية وكذلك بسبب تخلف الصناعة العراقية وعدم وجود طبقة صناعية بالمفهوم السائد . ويواصل:
- كانت بداية القرن العشرين هي الارهاصات الاولى لتشكيل الطبقة العاملة العراقية وبالتالي حركتها النقابية ، وبعد احتلال العراق من قبل القوات البريطانية في عام 1917 عمدت بريطانيا الى بناء البنية التحتية لتامين مصالحها الاقتصادية وفتح منافذ الاستغلال الاستثمار لشركاتها الاحتكارية ، حيث باشرت في انشاء المواصلات الكبيرة الضرورية لربط العراق بمصالحها في الخارج وبذلك تم انشاء السكك الحديدية وطوروا الموانيء العراقية ـ واحكموا سيطرتهم على منابع النفط وتكوين الشركات الاحتكارية لاستخراج النفط وانتاجه وتصديره الى الخارج حيث تجمعت تلك الشركات في البصرة والموصل وكركوك وعين زالة وخانقين ، كان مجيء تلك الشركات مع معداتها يتطلب ايادي عاملة فنية فاعتمدوا على المهندسين والعمال الفنيين من الهنود والأوروبيين لتدريب العمال العراقيين غير الماهرين، وكانت تلك بداية التكوين للطبقة العاملة العراقية ، كما اتسعت دائرة الاستثمارات في مجال ، الكهرباء ، النسيج ، السكائر ، النقل النهري ، الزراعة ، ان اتساع رقعة الاستثمارات ادى الى زيادة العمالة العراقية وكبر حجمها فقد بدات هذه التجمعات العمالية تتحسس مدى حجم الاستغلال والحرمان الذي تمارسه الشركات ضدهم من سوء احوالهم المعيشية ـ وتدني الاجور ، وعدم توفير ابسط حقوق العمال الاجتماعية والصحية ، وكان العمال العراقيون حديثي التجربة في الدفاع عن حقوقهم ، ولكن عملهم مع العمال الاجانب ذوي الخبرة النقابية دلهم على الطريق لانتزاع تلك الحقوق وتكوين نقاباتهم المدافعة عنهم ، كما ان شعورهم بنهب خيرات البلاد عزز لديهم روح المقاومة والدفاع عن مصالحهم ومصالح بلدهم ، واكتسبوا شعورا وطنيا ضد الاستعمار واعوانه من رجال الحكم والاقطاعيين والملاكين الكبار ، كل ذلك بات من الضروري تشكيل تنظيم يدافع عن تلك الحقوق ، فكانت الشرارة الاولى من اكبر معاقل العمل وهي ( السكك الحديدية ) ومعاملها في الشالجية ، حيث بادر رائد الحركة النقابية في العراق المرحوم ( محمد صالح القزاز ) عام 1924 مع العمال النشطين بطلب تكوين اول منظمة للعمال ، ولكن هذه المحاولة لم تنجح حيث لم تحصل الموافقة على اجازة السلطات الاستعمارية الا بعد الاضراب الكبير في معامل الشالجية عام 1927 ، والذي احدث تحولا في موقف الحكومة الاستعمارية وتم اجازة اول منظمة عمالية عام 1929 تحت اسم ( جمعية أصحاب المهن والصنائع العراقية ) وكان اغلب منتسبيها من عمال السكك ـ اضافة الى اعداد من الكسبة والحرفيين ، وبعد عدم ارتياح السلطات لعمل هذه الجمعية تم اغلاقها وسحب اجازتها ، ولكن العمال وبقيادة المرحوم محمد صالح القزاز اسسوا ( نقابة اتحاد العمال العراقية ) ، وشجعت هذه الخطوة تكوين الجمعيات لمهن عديدة من جمعية / الحلاقين / البقالين / الفنادق والاعاشة ، وتطور عملهم بانشاء ( المجلس الاعلى لنقابة اتحاد العمال وارباب المهن) .
أهم إضرابات العمال
لقد تميز عقد العشرينيات بنشوء التكوين الاول للطبقة العاملة العراقية واستعمال سلاحها المجرب (الإضراب) حيث تميز باضراب عام 1927 في معامل الشالجية ثم جاء عقد الثلاثينيات ليشتد عود الحركات العمالية رغم اعتقال ونفي اغلب قياداتها ،وتقدمت جمعية اصحاب الصنائع والمهن بطلب سن قانون للعمال والعمل النقابي ، ويعد اهم اضرابين في تلك الحقبة هما اضراب عام 1931 والذي كان ضد الضرائب البلدية ، واضراب عام 1933 ضد شركة الكهرباء ( البريطانية – البلجيكية ) لتخفيض اجور الكهرباء ، وتميز هذا العقد بوجود قيادة طليعية للطبقة العاملة العراقية بتاسيس الحزب الشيوعي العراقي عام 1934 حيث وجه نشاطات النقابات والتعريف باهدافها الوطنية والطبقية وقياداتها في النضال من اجل تحقيق تلك الحقوق وطرد الاستعمار ، وتكوين حكومة وطنية وانتخابات مجلس النواب والمشاركة فيه .
لقد جاء عقد الاربعينيات وبنشوب الحرب العالمية الثانية ليؤجج الصراع ، حيث مئات الاضرابات نتيجة الاوضاع الاقتصادية ودخول العراق كداعم لبريطانيا في الحرب وبذلك ونتيجة لتلك الاضرابات اسقطت الكثير من الحكومات العراقية حيث إضراب السكك عام 1944 -1945 واضراب عمال السكائر والنسيج والكهرباء والنفط ، ولقد مارست السلطات القسوة بعد الحرب حيث قامت بمجزرة اضراب عمال النفط في ( كاورباغي ) عام 1946 راح ضحيتها عشرات العمال ، كما اتسعت دائرة الاحتجاجات الدولية وساهمت المنظمات والنقابات الناشئة منها ، الطلبة ، الشباب ، المراة ، النقابات المهنية وكانت ذروتها وثبة كانون عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث ، واسقطت المظاهرات التي عمت بغداد والمدن حكومة صالح جبر كما اسقطت معاهدته ، ثم جاء عقد الخمسينيات وقد تسيدت الساحة النقابات والاحزاب الوطنية الداعمة لها وقادت مئات الاضرابات كما حدثت في هذا العقد اهم انتفاضتين هما : انتفاضة عام 1952 وانتفاضة عام 1956 اثر العدوان الثلاثي على مصر واللتان مهدتا لثورة 14 تموز عام 1958 حيث تم القضاء على النظام الملكي وطرد الاستعمار البريطاني ، واقرت حكومة الثورة قانون العمل وسمحت بالعمل النقابي وبحقوق العمال .
الأول من أيار عام 1959
ويتذكر محدثنا ابو سلام تلك الاحتفالات التي يشبهها بالعرس الحقيقي الذي توج نضالات الطبقة العاملة العراقية واحزابها الوطنية وكانت المسيرة المليونية وكرنفالها لا يوصف ( وكان عمري انذاك 12 سنة ) حيث اعتلت اعلام ايار القادمة من وراء المحيط والصحارى البيوت والشوارع . وسهرت بغداد حتى الصباح في احتفالات لا تتكرر ابدا .
وعن العصر الذهبي الذي مرت به الحركة العمالية في العراق يحدده ابو سلام حيث يوضح : ان كل مرحلة من مراحل تطور الحركة النقابية تعتبر عصرا ذهبيا لها كونها فتية ، ولكن هناك ما يميز تلك المراحل والانتصارات بالتاكيد انتصار ثورة 14 تموز عام 1958 وحرية العمل النقابي واقرار حقوق العمال وطرد الاستعمار في كل القطاعات الانتاجية والخدمية هو بالتاكيد كان عصرا ذهبيا مميزاً لها ولحد الان .
وعن سؤالنا حول الردة التي تعرضت لها الحركة العمالية في العراق اشار ابو سلام الى ان هناك ردتين أدمتا الجسد العراقي برمته ومن ضمنها النقابات ، اولها ردة 8 شباط الاسود عام 1963 الفاشية التي حولت مقرات النقابات الى بيوت للموت من قتل وتعذيب الوطنيين ، وردة انقلاب تموز عام 1968 التي حولت النقابات الى دوائر للمخابرات ومقرات للحزب الحاكم ولعب النقابيون دور رجال المخابرات وتحولت النقابات الى واجهات صورية لا تمثل سوى النظام بل مسخت كلمة ( الطبقة العاملة ) وتحويل العمال الى موظفين ، وعدم السماح للعمال بالعمل النقابي الا في القطاع الخاص وهذه قمة الردة .
وعن دور النقابات العمالية بعد احداث عام 2003 ، اشار ابو سلام : رغم خلاصنا من اعتى الدكتاتوريات في العالم ورغم الاجواء الديمقراطية ، الا انه وللأسف ما زالت عقلية النخب السياسية واحزابها الحاكمة تخاف النقابات وتريد لها ان تكون مشلولة وتحت رقابتها ، ولذلك وضعت العراقيل في وجه العمل النقابي خاصة العمالية منها ، فما زالت تعمل بقوانين الدكتاتورية رغم صدور اوامر (بريمر) وقرارات مجلس الحكم ومنها رقم (3 ) لسنة 2004 وتشكيل اللجان الوزارية المشرفة على تطبيقه ، رغم ذلك ما زالت تمنع اي عمل خارج مظلتها ـ وبقيت وما زالت النقابات تحت رحمة الوزارت ، واذا ما استمر عليه الحال كما هو ، سوف نعود لعصرنا الذهبي الحقيقي ونمارس قوتنا النقابية لازالة كل من يقف في وجه حقوقنا المشروعة .





#جريدة_المدئ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “صندوق التقاعد الوطني بالجزائر عبـــــر mtess.gov.dz“ موعد ت ...
- الآن من خلال منصة الإمارات uaeplatform.net يمكنك الاستعلام ع ...
- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...
- احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا ...
- “18 مليون دينار سلفة فورية” مصرف الرافدين يُعلن عن خبر هام ل ...
- في مؤتمر الجامعة التونسية للنزل :
- في الهيئة الادارية بمنوبة : قلق من الوضع العام وتداول للوضع ...
- “هيص يا عم 4 أيام اجازة ورا بعض!!”.. موعد اجازة عيد العمال 2 ...
- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جريدة المدئ - علي حسين مشيل ..الارهاصات الاولئ لتشكيل الطبقة العاملة